مـــشــوقــات لـلـحــج (6)


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 11-10-2011, 05:54 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مـــشــوقــات لـلـحــج (6)


لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك
إنَّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك
هذا المعلم المهم الذي يستحق أن نقف عنده كثيراً
لأن الواقع العقدي الذي يعيشه كثير من أبناء المسلمين ، واقع انتشر فيه الجهل واندرست
فيه كثير من معالم التوحيد الخالص ، فقد كدرته شوائب الضلالة والهوى ، فأصبحت العقيدة
عند بعضهم مجرد فلسفات كلامية ، أو تصورات جدلية ، أو تأويلات باطنية ، فانفرط عند بعضهم العقد
وتفرقت بهم السبل ، وشتت بهم الأهواء ، حتى أصبحت السنَّة مهجورة ، والبدعة أعلامها مرفوعة
وذرَّ قرن الفتنة في كثير من المحافل والمجتمعات الإسلامية
وتصدَّر الرويبضة من المبتدعة وأهل الأهواء زمام الريادة والتأثير
وزاد من
بلاء الأمة افتتان كثير من أبنائها بالتفوق الحضاري للغرب الذي أجلب بخيله ورجله علينا
فاستباح الحرمات وزيَّن الأباطيل ، ولم يكتف الغرب بانتهاك حقوق الشعوب الإسلامية
وانتهاب خيراتها ، كما لم يكتف بإفساد الأخلاق ، وتدمير المجتمعات في أوحال الرذيلة
بل تجاوز ذلك إلى اختراق العقول ، ونشر العقائد الإلحادية والمبادئ المادية التي تُعرِض عن
هدايات الوحي الإلهي ، وعندما بدأت الحرب الغربية الأخيرة على ما يسمونه
بـ ( الإرهاب الإسلامي )
كشفت الأيام بجلاء عن حجم التردي العقدي الذي ينخر في جسم الأمَّة ، ويحوطها بالضعف
والتقهقر والانهزام ، فرأينا كثيراً ممن بانت عندهم هشاشة الإيمان ، وضعف اليقين بنصر
الله ـ تعالى ـ وتأييده ، ورأينا ضعف التوكل على الله والاستعانة به ، كما رأينا تصدع أركان الولاء للمؤمنين
وسقوط كثير من المسلمين في أحضان الكافرين ..!!
ونجزم جزماً أكيداً بأن مدار صلاح الأمة وعزتها ونهضتها على صفاء العقيدة وسلامتها
فإذا رسخ الإيمان في النفوس ، وحفظ العبد آوامر ربه ، سلمه الله من البدع والضلالات
قديمها وحديثها ، واستقام أمره وقويت شوكته ، وسلك الطريق الصحيح للبناء والتمكين
وإن هي فسدت عقيدته ونخرتها الأهواء ، واستحكمت فيها الانحرافات
تردى وسقط في مستنقع الهزيمة والتبعية ، إن العقيدة التي أعنيها ليست مجرد أسس
وقواعد نظرية ، لا وربي ، بل إنها: معرفة الله ـ جل وعز ـ حق معرفته ، بتفرده بالربوبية
والقهر والعظمة والتدبير ، واتصافه بجليل الصفات وجميلها وأحسن الأسماء وأكملها
معرفة تملأ على العبد فؤاده وعقله ، فتدفعه بلا تردد أو تأخر إلى القيام بحق الله محبة وخوفاً ورجاء
يبرهن عليها بإفراد خالقه بالطاعة والانقياد كما شرع له على لسان
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيرته ، في كل مجالات الحياة ، مع تمام القبول والرضى
ثم الانهماك في أداء العبادات والأنساك على وجهها ، تلك ـ وربي ـ هي حقيقة الإسلام التي
تقتضي الاستسلام لله ، وذلك هو معنى الإيمان الذي هو: ما وقر في القلب وصدقه العمل
وهذا هو طريق العبودية الحقة لرب العالمين التي هي بداية الانطلاق ورمز الحرية ، ودرب
السعادة حين يحقق العباد ما خلقوا لأجله ، الله أكبر! ما أروع شأنك حين تعبر عن عبوديتك
واستسلامك بالتزامهم ما أنزله الله ـ تعالى ـ وبينه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زماناً
ومكاناً ونوعاً وصفة وعدداً وكيفية! وما أجلَّ تعبيرك عن الإيمان بتكبد المشاق ، وأداء النسك
على وجهه الصحيح! وما أصدق متابعتك للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث تعمل بما قال:
" أخذوا عنه مناسكهم "
وما أجمل شعارك حين تلبي لله بالتوحيد! إنَّ الحج ـ أخي المسلم ـ من أعظم المواقف التي
يتجلى فيها شأن التوحيد من بداية الدخول في النسك ، كما جاء في
حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ في سياق وصف حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" فأهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك "[صحيح مسلم]
وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرفع بها صوته لتكون شعاراً لكل أصحابه ـ رضي الله
عنهم ـ فقد ثبت عنه أنه قال:
" أتاني جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية "
[ أخرجه أحمد في المسند ، وصححه الألباني في صحيح الجامع]
ولا غرابة إذا قلت بأنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قضى أيام مناسك الحج في تقرير التوحيد
وبناء العقيدة ، وما تبع ذلك من الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب العزيز
وتعظيم شعائر الله ـ عز وجل ـ والحث على حسن التأسي والاهتداء بهديه ـ عليه أفضل
الصلاة وأتم السلام ـ فتجديد العقيدة في نفوس المسلمين من أولى الأولويات الدعوية التي
دلت عليها النصوص الشرعية ، وبداية الانطلاق في بيان التوحيد وتقريره لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك ، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، وصلاح التوحيد سبب
بعون الله ـ تعالى ـ لكل صلاح ، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
( ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض سببه توحيد الله وعبادته ، وطاعة
رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك
فسببه مخالفة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والدعوة إلى غير الله ).
هذا وإلى لقاء آخر... مع مشوق آخر.
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مـــشــوقــات لـلـحــج (5) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 11-10-2011 05:45 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (4) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 1 05-10-2011 10:02 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (2) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 04-10-2011 08:28 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج(2) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 03-10-2011 08:52 AM


الساعة الآن 09:36 PM

سناب المشاهير