ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم


إضافة رد
قديم 05-02-2014, 01:43 AM
  #1
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ فيا ايها الاخوة الكرام؟ اِنَّ اَلْقُرْآنَ الْكَرِيمَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ يَدْخُلُ اِلَى اَغْوَارِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ وَيَسْتَخْرِجُ مِنْهَا مَكْنُونَاتِهَا؟ وَلَقَدْ حَدَّثَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ وَضْعِ بَعْضِ النَّاسِ اِذَا وَقَعُوا فِي الضُّرِّ وَالْكَرْبِ وَالضِّيقِ؟ نَسُوا كُلَّ شَيْءٍ اِلَّا الله وَلَجَؤُوا اِلَيْهِ سُبْحَانَه؟ ثُمَّ اِذَا كَشَفَ عَنْهُمُ الضُّرَّ عَادُوا اِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ مِنَ الْجُحُودِ لِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ اِلَّا اِيَّاه(أيْ غَابَ عَنْ عَقْلِكُمْ وَعَنْ فِكْرِكُمْ كُلَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنَ الْآلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ وَاَخْطَرُهَا اتِّبَاعُ آلِهَةِ الْهَوَى الشَّيْطَانِي الضَّاغِطِ عَلَى النَّفْسِ الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ بِقُوَّة{فَلَمَّا نَجَّاكُمْ اِلَى الْبَرِّ اَعْرَضْتُّمْ(عَنْ ضَغْطِ وَحْدَانِيَّةِ اللهِ عَلَى اَنْفُسِكُمْ بِقُوَّةٍ اَكْبَرَ مِنْ اَجْلِ الِاعْتِرَافِ بِفَضْلِهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلِتَتَفَضَّلُوا عَلَى اَنْفُسِكُمْ لَا عَلَى خَالِقِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ قَاصِرٍ لَايُكَافِىءُ سِلْعَتَهُ الْهَائِلَةَ الْغَالِيَةَ فِي جِنَانِ النَّعِيمِ وَلَايُكَافِىءُ رَحْمَتَهُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ؟ حَتَّى الذَّرَّةَ الصَّغِيرَةَ الضَّيِّقَةَ الصَّالِحَةَ مِنْ اَعْمَالِكُمْ نَمَّاهَا اللهُ لَكُمْ وَجَعَلَكُمْ تَدْخُلُونَ بِسَبَبِهَا مِنْ اَوْسَعِ اَبْوَابِ الْجَنَّة؟ وَلَكِنَّكُمْ عِوَضاً عَنْ ذَلِكَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ اخْتَرْتُمْ اَنْ تَسْتَسْلِمُوا لِضُغُوطَاتِ آلِهَةِ الْهَوَى الشَّيْطَانِي الَّتِي لَافَضْلَ لَهَا عَلَيْكُمْ؟ بَلْ تَطْلُبُ مِنْكُمْ اَنْ تَتَفَضَّلُوا اَنْتُمْ عَلَيْهَا لِتَكُونُوا وَقُوداً لَهَا فِي نَارِ الْجَحِيم؟ فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة؟ صَارَتِ الْجَنَّةُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ تُغْلِقَ اَبْوَابَهَا فِي وُجُوهِكُمْ حَتَّى اَصْبَحَتْ تَضِيقُ عَلَيْكُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَاتُفَتَّحُ لَهُمْ اَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَايَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِين{وَكَانَ الْاِنْسَانُ كَفُوراً(أيْ جَحُوداً لِنِعْمَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْدَ اَنْ نَجَّاهُ مِنْ ضُرِّ الْبَحْرِ وَغَرَقِهِ وَوُحُوشِهِ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُصُورِ الْعَقْلِيِّ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِن؟ لِاَنَّ الْمُؤْمِنَ دَائِماً عَقْلُهُ كَبِيرٌ وَاُفُقُهُ وُاسِعٌ وَيَنْظُرُ اِلَى الْاَمَامِ وَاِلَى الْمُسْتَقْبَل؟ وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الْجَاحِدِينَ لِنِعْمَةِ اللهِ فَبِمُجَرَّدِ اَنْ تَطَاَ اَقْدَامُهُمْ عَلَى الشَّاطِىءِ وَيَنْزِلُونَ عَلَى الْاَرْضِ؟ فَاِنَّهُمْ يَنْسَوْنَ مَاحَدَثَ لَهُمْ وَمَااَصَابَهُمْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ؟ وَيَنْسَوْنَ مَنْ نَجَّاهُمْ سبحانه؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ لِهَؤُلَاء{اَاَمِنْتُمْ اَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ(فَاِذَا كَانَ الْبَحْرُ مُلْكاً لِله؟ اَلَيْسَ الْبَرُّ اَيْضاً مُلْكاً لَهُ سُبْحَانَهُ؟ بَلَى فَالَّذِي كَانَ قَادِراً عَلَى اَنْ يُغْرِقَكُمْ فِي الْبَحْرِ؟ هُوَ قَادِرٌ اَيْضاً سُبْحَانَهُ عَلَى اَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ{اَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبَا(وَالْحَاصِبُ هِي الرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَحْصُدُ الْحَصْبَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَجْعَلُ الْحِجَارَةَ الصَّغِيرَةَ تَتَطَايَر{اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى(نَعَمْ اَخِي الْبَحَّار يَامَنْ خَرَجْتَ اِلَى مُقَدِّمَةِ الْبَاخِرَةِ مُشْتَاقاً اِلَى الْيَابِسَةِ بِلَهْفَتِكَ الشَّدِيدَةِ اِلَيْهَا؟ ثُمَّ وَصَلَتْ بِكَ الْبَاخِرَةُ اِلَى الْمِينَاءِ؟ ثُمَّ خَرَجْتَ اِلَى الْبَرِّ؟ هَلْ تَاْمَنُ عَلَى نَفْسِكَ اَلَّا يُعِيدَكَ اللهُ مَرَّةً ثَانِيَةً اِلَى الْبَحْرِ لِتَسْعَى مِنْ جَدِيدٍ فِي لُقْمَةِ عَيْشِكَ الَّتِي تَبْقَى تُلِحُّ عَلَيْكَ فِي طَلَبِهَا اِلَى اَنْ تَمُوت{اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيح(وَالْقَاصِفُ هُوَ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَقْصِفُ كُلَّ شَيْء وَالَّتِي تُكَسِّرُ وَتُحَطّمُ اَكْبَرَ الْبَوَاخِرِ فِي الْعَالَم؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْبَحْرُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ الله؟ تَرَاهُ اَوَّلَ مَاتَرَاهُ هَادِئاً لَطِيفاً مَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ الْكَفِّ فِي يَدِكَ اَخِي اِذَا فَتَحْتَهَا؟ لَكِنْ اِذَا جُنَّ جُنُونُهُ؟ فَلَا تَسْتَطِيعُ أيُّ قُوَّةٍ فِي الْعَالَمِ اَنْ تَقِفَ اَمَامَهُ لِتَرْدَعَهُ اِلَّا قُوَّةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ {اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ(أيْ بِسَبَبِ جُحُودِكُمْ لِنِعَمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَالْكُفْرُ هُنَا لَيْسَ كُفْرَ عَقِيدَةٍ؟ وَلَيْسَ مُخْرجاً عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ وَاِنَّمَا هُوَ كُفْرُ عَمَلٍ غَيْرُ مُخْرِجٍ اِلَّا اِذَا ضَلَّ صَاحِبُهُ بِدَعْوَةِ غَيْرِ اللهِ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِهِ مِنْ اَخْطَارِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اعْتَقَدَ بِوُجُودِ آلِهَةٍ مُزَيَّفَةٍ يُمْكِنُ اَنْ يَلْجَاَ اِلَيْهَا وَيَدْعُوَهَا لِتُخَلّصَهُ مِمَّا هُوَ فِيهِ وَاَنْكَرَ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَة{مَنْ اِلَهٌ غَيْرُ الله{اَاِلَهٌ مَعَ الله(فَهَلْ هُنَاكَ اِلَهٌ مِنْ هَذِهِ الْآلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَكُونَ مَعَ اللهِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا كَانَ هَذَا الْاِلَهُ الْمُزَيَّفُ قَادِراً عَلَى شَيْءٍ مَا؟ فَهَلْ هُوَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ كَقُدْرَةِ اللهِ الْحَقِيقِي سُبْحَانَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيَخْرُجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اَيْضاً مَنِ اسْتَهْزَاَ بِآيَاتِ اللهِ عَامِداً عَالِماً غَيْرَ جَاهِلٍ بِاَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ يُخْرِجُهُ مِنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ اَوْ كَذَّبَ اللهَ فِي حَلَالٍ اَحَلَّهُ اَوْ حَرَامٍ حَرَّمَهُ سُبْحَانَهُ عَامِداً عَالِماً غَيْرَ جَاهِل؟ لِاَنَّنَا اَخِي لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُخْرِجَ الْجَاهِلَ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ الَّذِي فَطَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ اِلَّا اِذَا اَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحُجَّةَ فَاَصَرَّ عَلَى جَهْلِهِ وَاَعْنِي بِذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَجَحَدُوا بِهَا ظُلْماً وَعُلُوّاً وَاسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ الْحَقِيقَةَ اتَّضَحَتْ لِلْجَاهِلِ فَاَصَرَّ عَلَى جَهْلِهِ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَاَصْبَحَ جَاهِلاً لَا بِمَعْنَى الْجَهْلِ الْمَعْذُورِ فِيهِ وَلَكِنْ بِمَعْنَى اَنَّهُ جَاهِلٌ بِمَا يَنْتَظِرُهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ بِمَا لَاعَيْنٌ رَاَتْ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنَّهَا لَاتَعْمَى الْاَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور(بِمَعْنَى اَنَّهُ وَصَلَ اِلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْجَهْلِ اَعْمَتْهُ عَمَّا يَنْتَظِرُهُ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ حَتَّى وَلَوْ سَمِعَ عَنْهُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ بَلْ حَتَّى وَلَوِ اسْتَمَعَ اِلَى الْقُرْآنِ وَقَرَاَهُ عَشَرَاتِ الْمَرَّات؟ فَلَايَسْتَفِيدُ الظَّالِمُونَ شَيْئاً مِنْ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَلَاقِرَاءَتِهِ اِلَّا الْخَسَارَ الَّذي وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَزِيدُ الظَّالِمِينَ اِلَّا خَسَارَا{ ثُمَّ لَاتَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعَا(وَالْمَعْنَى اِذَا اَهْلَكْنَاكُمْ فِي الْبَرِّ اَوِ الْبَحْرِ؟ فَهَلْ يَتَجَرَّاُ اَحَدٌ مِنْ اَوْلِيَاءِ اُمُورِكُمْ اَنْ يَتَتَبَّعَنَا اَوْ يُتَابِعَنَا فِي الْقَضَاءِ وَالْمَحَاكِمِ وَغَيْرِهَا حَتَّى يُطَالِبَنَا بِدَمِكُمْ اَوْ بِدِيَةِ قَتْلَاكُمْ؟ كَلَّا بَلْ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْكُمْ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ اَنْ يُطَالِبَنَا بِشَيْءٍ اَبَداً وَسَتَذْهَبُ دِمَاؤُكُمْ رَخِيصَةً اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ الْعَاقِلَ يَذْكُرُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاء؟ فَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ؟ ذَكَرَهُ رَبُّهُ فِي الشِّدَّةِ وَنَجَّاهُ وَاَنْقَذَهُ؟ وَاَمَّا اَنْ تَذْكُرَ اللهَ اَخِي فِي الشِّدَّةِ فَقَطْ ثُمَّ تَنْسَاهُ فِي غَيْرِ الشِّدَّةِ؟ فَاِنَّكَ هُنَا تَتَعَلَّقُ بِالنِّعْمَةِ وَتَنْسَى الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ سبحانه وتعالى؟ وَلِذَلِكَ اَنْصَحُكَ اخي كَمَا نَصَحَ قَوْمُ مُوسَى قَارُونَ مِنْ قَبْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين}وَاَمَّا اَنْتَ اَيُّهَا الْغَنِيُّ الشَّاكِرُ؟ يَامَنْ تُطْعِمُ الْجَائِعِينَ؟ وَتَكْسُو الْعُرْيَانِينَ وَتُدْفِئُهُمْ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ؟ وَتُدَاوِي الْمَرْضَى؟ وَتَتَفَقَّدُ الْمَسَاجِينَ وَتُدَافِعُ عَنْ حُقُوقِهِمْ وَحُقُوقِ الْمَظْلُومِيَن؟ فَهَنِيئاً لَكَ؟ وَاَنْصَحُكَ اَنْ تَفْرَحَ وَتَفْرَحَ وَتَفْرَحَ؟ وَلَاتَتَوَقَّفْ عَنِ الْفَرَحِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون}وَاَمَّا اَنْتُمْ اَيُّهَا الْفُقَرَاءُ الْمَنْكُوبُونَ وَالْمَظْلُومُونَ الْمُضْطَّهَدُونَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ عَاَّمةً وَالشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمَظْلُومِ خَاصَّةً؟ فَاَنْصَحُكُمْ اَنْ تَبْقَوْا مُتَفَائِلِينَ وَاِلَى الْاَبَدِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَهِنُوا وَلَاتَحْزَنُوا وَاَنْتُمُ الْاَعْلَوْنَ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} نَعَمْ اَخِي الْبَحَّار؟ اِيَّاكَ مِنْ رُفَقَاءِ السُّوءِ الَّذِينَ تَرَاهُمْ فَوْراً وَبِمُجَرَّدِ حُدُوثِ الْاَنْوَاءِ وَالْاَعَاصِيرِ وَنَفْخِ الرِّيَاحِ فِي الْبَحْرِ؟ يَرْمُونَ زُجَاجَاتِ الْخَمْرِ فِي الْبَحْرِ؟ ثُمَّ يَقُولُونَ بِلِسَانِ الْمُنَافِقِينَ تُبْنَا اِلَى اللهِ تَعَالَى؟ فَاِذَا هَدَاَتِ الْعَاصِفَةُ؟ فَاِنَّهُمْ يُفَتِّشُونَ بِلَهْفَةِ الظَّمْآنِ عَنْ زُجَاجَةٍ مِنَ الْخَمْرِ خَبَّؤُوهَا اَوْ نَسُوا اَنْ يَرْمُوهَا؟ لِيَعُودُوا اِلَى اَحْضَانِ الشَّيْطَانِ مِنْ جَدِيدٍ؟ بَعْدَ اَنْ نَزَعُوا اَنْفُسَهُمْ بِالْقُوَّةِ مِنْ اَحْضَانِ الرَّحْمَنِ سُبْحَانَه؟ فَهَذَا جَهْلٌ مُرَكَّبٌ فَادِحٌ لَامَثِيلَ لَهُ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الله؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى قَاصِماً لِظُهُورِ هَؤُلَاءِ اِنْ لَمْ يَعُودُوا اِلَى اللهِ عَوْداً سَرِيعاً وَعَلَى نِيَّةِ الدَّوَامِ وَعَدَمِ الِانْقِطَاعِ عَنْهُ سَبْحَانَه{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَاغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك(نَعَمْ يَامَنْ كُنْتَ فِي الْبَحْرِ الْهَائِجِ تَلْتَقِطُ لِنَفْسِكَ صُورَةً تَذْكَارِيَّةً سَرِيعَةً خَاطِفَةً مَرَّتْ مُرُورَ الْكِرَامِ مَعَ الرَّحْمَنِ وَاَنْتَ تَتَضَرَّعُ اِلَيْهِ وَحْدَهُ اَنْ يُنْقِذَكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْغَرَق؟ مَاذَا دَهَاكَ الْآنَ وَاَنْتَ تَعُودُ لِتَلْتَقِطَ صُورَةً مُرَافِقَةً لَكَ فِي جَمِيعِ اَوْقَاتِكَ وَلَاتُفَارِقُ ذِكْرَيَاتِكَ اَبَداً مَعَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ وَحِزْبِهِ اللَّعِينِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ اَمَا تَخْشَى عَلَى نَفْسِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي أيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَك(وَلَوْ شَاءَ سُبْحَانَهُ لَرَكَّبَكَ فِي صُورَةِ حِمَارٍ وَقِرْدٍ وَخِنْزِيرٍ كَمَا فَعَلَ اللهُ بِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الَّذِينَ ضَرَبَ اللهُ بِهِمُ الْمَثَلَ فِي قَوْلِهِ{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَارَا(حَتَّى اَصْبَحَتْ صُورَةُ شَارُونَ تُشْبِهُ صُورَةَ الْقِرْدِ وَالْخِنْزِيرِ فِي آخِرِ اَيَّامِهِ؟ مِمَّا جَعَلَ بَنِي اِسْرَائِيلَ يَمْنَعُونَ الصِّحَافَةَ وَالتَّصْوِيرَ مِنَ الْقُدُومِ اِلَى الْمَشْفَى الَّذِي كَانَ يَرْقُدُ فِيهِ؟ وَهَذِهِ هِيَ نِهَايَةُ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اَيْضاً اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا فِي نُصْرَةِ اِخْوَانِهِمُ الْمُسْلِمِينَ الْمَظْلُومِينَ فِي سُورِيَا وَاَرَاكَان وَجَمِيعِ بُلْدَانِ الْعَالَم؟ وَهِيَ اَنْ يَفْضَحَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ كَمَا فَعَلَ سُبْحَانَهُ بِمَنْ كَفَرَ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي اَنْزَلَهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ عِيسَى{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا اَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِاَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَاَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِين(فَاِيَّاكُمْ يَااَحْبَابِي وَيَاقُرَّةَ عَيْنِي مِنَ الشَّعْبِ السُّورِي اَنْ تَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَ قَوْمُ عِيسَى مِنَ الْحَوَارِيِّين؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تَكْفُرُوا بِاَكْبَرِ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْنَا فِي شَعَائِرِ عِيدِ الْاَضْحَى وَمَنَاسِكِهِ بِحُجَّةِ احْتِرَامِكُمْ لِمَشَاعِرِ اَبْنَاءِ الشُّهَدَاء؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهَا حُجَّةٌ اَقْبَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ عِنْدَ الله؟ اِيَّاكُمْ بَعْدَ الْيَوْمِ وَاحْذَرُوا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالَ اللهُ اِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَاِنِّي اُعَذّبُهُ عَذَاباً لَااُعَذّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين( بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَى مَوَائِدِ الْاَضَاحِي الْهَائِلَةِ الَّتِي يُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ رِزْقاً كَرِيماً مُبَارَكاً مِنْ لَدُنْهُ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْعِيدِ الْعَظِيمِ ثُمَّ يَقُولُ لَكُمْ سُبْحَانَه {فَكُلُوا مِنْهَا وَاَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرّ(فَعَلَى الْجَمِيعِ اَنْ يَاْكُلُوا مِنَ الْاُضْحِيَةِ صَدَقَةً وَاِهْدَاءً اِلَى الْقَانِعِينَ وَالْمُعْتَرِّينَ وَالْاَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ جَمِيعاً؟ وَاَمَّا مَشَاعِرُكُمْ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَضْبِطُوهَا عَلَى مُرَادِ شَرْعِ الله فَلَوْ كَانَ الْحُزْنُ وَاجِباً اِلَى الْاَبَدِ لَسَمَحَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ اَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ اَيَّام؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ اِلَّا لِلْمَرْاَةِ عَلَى زَوْجِهَا اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَعَشْرَا؟ وَاِلَّا لِمَنِ اتَّفَقَتْ اَيَّامُ الْعِيدِ مَعَ اَيَّامِ حِدَادِهِ وَحِدَادِهَا؟ وَالْاَفْضَلُ لِلْجَمِيعِ اَنْ يَتَقَبَّلُوا التَّهَانِي فِي اَيَّامِ عِيدِ الْاَضْحَى بِالْاَكْلِ مِنَ الْاُضْحِيَةِ اِهْدَاءً وَصَدَقَةً وَتَكْبِيراً فَقَطْ لِلْمَنْكُوبِين؟ وَبِمَاشَرَعَهُ اللهُ مِنَ الْفَرَحِ وَالتَّكْبِيرَاتِ وَالْاَكْلِ اَيْضاً لِغَيْرِهِمْ؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ؟ لِمَاذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي مَسَائِلِ الْعِلْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ واقول لك اخي؟ يَالَيْتَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ الَّذِينَ هُمْ مُتَدَيِّنُونَ وَمُتَحَمِّسُونَ يَفْهَمُونَ هَذِهِ الْحَقَائِقَ؟ حَتَّى لَايَحْدُثَ بَيْنَهُمْ هَذِهِ الْخُصُومَةُ وَالْجِدَالُ الَّذِي لَايُمْكِنُ اَنْ يَتَّفِقَ مَعَ الْعِلْمِ فِي شَيْء؟ وَكَثِيراً مَايَرِدُ هَذَا السُّؤَالُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاس؟ لِمَاذَا اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي اُمُورٍ فَرْعِيَّةٍ كَثِيرَة؟ لِمَاذَا لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَى رَاْيٍ وَاحِدٍ وَيُرِيحُونَا مِنْ هَذِهِ الْخِلَافَاتِ الَّتِي تَحْدُثُ بَيْنَ النَّاس؟ وَالْجَوَابُ عَلَى هَذَا اَوَّلاً هُوَ اَنَّ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ تَتَمَثَّلُ بِالنُّصُوص؟ وَالْمَقْصُودُ بِالنُّصُوصِ نُصُوصُ الْقُرْآنِ وَنُصُوصُ السُّنَّة؟ فَالشَّرِيعَةُ اِذاً تَتَمَثَّلُ فِي هَذِهِ النُّصُوص؟ وَهَذِهِ النُّصُوصُ الَّتِي تُمَثّلُ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يَفْهَمَهَا النَّاسُ فَهْماً وَاحِداً؟ وَلَااَقْصُدُ بِالنَّاسِ أيَّ نَاس؟ بَلْ اَقْصِدُ الْفُقُهَاءَ وَالْعُلَمَاء؟ فَلَا يُمْكِنُ اَنْ نَاْتِيَ اِلَى اِنْسَانٍ جَاهِلٍ وَنَقُولَ لَهُ اَوْضِحْ لَنَا هَذَا النَّصَّ وَاشْرَحْ لَنَا كَيْفَ نَسِيرُ عَلَيْهِ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَتَعَلَّمَ الدِّينَ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ فِي سَنَوَاتٍ طَوِيلَة؟ نَعَمْ اَيَّهُا الْاِخْوَةُ فَهَذَا شَيْءٌ مُسْتَحِيلٌ جِدّاً اَنْ يَتَّفِقَ النَّاسُ جَمِيعاً أيِ الْعُلَمَاء؟ اِلَّا اِذَا كَانَ فَهْمُهُمْ وَاحِداً وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ اَيْضاً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ الْفَهْمُ وَاحِداً حَتَّى عَلَى مُسْتَوَى لَهَجَاتِ الْعَرَب؟ فَقَدْ كَانَتْ بَعْضُ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ تَقْتُلُ الْاَسْرَى لِاَنَّهَا تَفْهَمُ مِنْ قَوْلِ زَعِيمِ الْقَبِيلَةِ لَهَا اَدْفِئُوا الْاَسْرَى بِمَعْنَى اقْتُلُوهُمْ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَلَيْنَا؟ اَنَّ فَهْمَ النَّاسِ لِلْاُمُورِ لَيْسَ وَاحِداً؟ لِاَنَّهُ لَوْ فَهِمَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا كَانَتْ تَفْهَمُ هَذِهِ الْقَبِائِلُ؟ لَقَتَلُوا الْاَسْرَى فِي جَمِيعِ سُجُونِ الْاَرْض؟ نَعَمْ اَخِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَقَرَّ مِثْلَ هَذِهِ الِاجْتِهَادَاتِ مِنَ الصَّحَابَة؟ لَكِنْ اِنْ كَانُوا عَلَى خَطَاٍ؟ بَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَاَ؟ وَاِنْ كَانُوا عَلَى صَوَابٍ؟ اَقَرَّهُمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الِاجْتِهَادَ لَايَنْبَغِي اَنْ يَكُونَ قَائِماً بِوُجُودِ الْمَرْجِعِ اَوِ الْمَرْجِعِيَّةِ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحَ بِهِ رَسُولُ الله؟ اِلَّا اِذَا كَانَ اجْتِهَاداً يُؤَدِّي اِلَى التَّنَازُع؟ فَمَا هُوَ الْعَمَلُ هُنَا يَارَبّ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فَاِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ اِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ ذَلِكَ خَيْرٌ وَاَحْسَنُ تَاْوِيلَا} نَعَمْ اَخِي وَلْنَضْرِبْ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ وَهُوَ اَنَّهُ فِي غَزْوَةِ الْاَحْزَابِ؟ الَّتِي تُسَمَّى كَذَلِكَ غَزْوَةَ الْخَنْدَق؟ وَفِيهَا تَحَزَّبَتِ الْقَبَائِلُ الْعَرَبِيَّةُ؟ وَتَآمَرَتْ ضِدَّ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي الْمَدِينَة؟ وَسَاعَدَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَهُودُ وَنَقَضُوا الْعَهْدَ؟ وَخَاصَّةً يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَة؟ فَلَمَّا انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ{وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ(كَانَ لَابُدَّ اَنْ يُؤَدِّبَ اللهُ تَعَالَى بَنِي قُرَيْظَةَ التَّوْرَاتِيِّين؟ بِسَبَبِ خِيَانَتِهِمْ وَتَحَالُفِهِمْ مَعَ الْعَرَبِ الْوَثَنِيِّينَ ضِدَّ اَمْثَالِهِمْ مِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ الْقُرْآنِيِّينَ مِنَ الْمُسْلِمِين؟ لِاَنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودَ هُمْ اَهْلُ كِتَابٍ لَهُمْ اَصْلٌ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيّ؟ وَاَمَّا اُولَئِكُمُ الْوَثَنِيُّونَ؟ فَلَا اَصْلَ لَهُمْ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيّ؟ وَاِنَّمَا اَصْلُ دِينِهِمْ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيم؟ وَاِنْ كَانَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ مِنْ دِينِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَكَيْفَ يَتَحَالَفُ الْيَهُودُ الْخَوَنَةُ مَعَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذِهِ هِيَ عَادَةُ الْيَهُودِ الْخَوَنَةِ قَدِيماً اَيْضاً؟ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودِيُّ الْكِتَابِيُّ يَتَحَالَفُ مَعَ الْوَثَنِيِّ الْاَوْسِيِّ ضِدَّ اَخِيهِ الْيَهُودِيِّ الْكِتَابِيِّ الْمُتَحَالِفِ مَعَ الْوَثَنِيِّ الْخَزْرَجِيِّ وَيَقْتُلُه؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودِيُّ الْاَوْسِيُّ يَرْحَمُ وَيَفْدِي اَخَاهُ الْيَهُودِيَّ الْخَزْرَجِيَّ اِذَا وَقَعَ جَرِيحاً اَسِيراً وَلَايُجْهِزُ عَلَيْهِ؟ بَلْ يَدْفَعُ فِدْيَتَهُ لِحَلِيفِهِ الْاَوْسِيِّ وَيُرْجِعُهُ سَالِماً اِلَى عَدُوِّهِ الْخَزْرَجِيّ؟ وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ اَيْضاً؟ (وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ هُنَا اَخِي عَنِ الْاَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ اَنْ يُسْلِمُوا) بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ثُمَّ اَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ اَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَان؟ وَاِنْ يَاْتُوكُمْ اُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ اِخْرَاجُهُمْ؟ اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَاب؟ وَمَااللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون(فَكَيْفَ تَقْتُلُونَ اَنْفُسَكُمْ وَتَتَحَالَفُونَ مَعَ عَدُوِّكُمْ وَقَدْ اَمَرَكُمُ اللهُ اَنْ تَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً عَلَى عَدُوِّكُمُ الْوَثَنِيِّ وَتَقْتُلُوه؟ لَا اَنْ تَقْتُلُوا اَنْفُسَكُمْ اِرْضَاءً لِحَلِيفِكُمُ الْوَثَنِيّ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودُ يَرْحَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اَخِي اِذَا وَقَعُوا اَسْرَى؟ وَاَمَّا الْخَوَارِجُ فِي اَيَّامِنَا وَزَعِيمُهُمْ بَشَّار؟ فَيَاوَيْلَ الْاَسْرَى اِذَا وَقَعُوا فِي اَيْدِيهِمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّهُمْ يَرْحَمُونَ اَسْرَى الْمُوسَادِ الْاِسْرَائِيلِي؟ وَلَايَرْحَمُونَ اَسْرَى الْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ نَعَمْ اَخِي فَكَانَ لَابُدَّ اَنْ يُؤَدِّبَ اللهُ تَعَالَى بَنِي قُرَيْظَةَ؟ وَاَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَى الْخِيَانَةِ الْعُظْمَى وَتَحَالُفِهِمْ مَعَ الْوَثَنِيِّينَ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُوَحِّدِين؟ وَهَذِهِ الْعُقُوبَةُ وَرَدَتْ اِشَارَةٌ اِلَيْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(فِي الْآيَةِ السَّابِقَة؟ وَلِذَلِكَ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ يَامُحَمَّدُ؟ يَارَسُولَ الله؟ هَلْ وَضَعْتَ السَّيْفَ؟ فَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَضَعِ السَّيْفَ بَعْدُ؟ وَاِنِّي ذَاهِبٌ اِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ؟ فَمُزَلْزِلٌ بِهِمُ الْاَرْضَ؟ نَعَمْ اَخِي وَهُنَا اَصْدَرَ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ اَوَامِرَهُ اِلَى اَصْحَابِهِ ؟ وَقَالَ لَايُصَلّيَنَ اَحَدُكُمُ الْعَصْرَ اِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ نَهَاهُمْ اَنْ يُصَلُّوا الْعَصْرَ اِلَّا فِي اَرْضِ بَنِي قُرَيْظَة؟ لِاَنَّ الْمَسِيرَ اِلَيْهِمْ يَحْتَاجُ اِلَى السُّرْعَةِ؟ حَتَّى لَايَاْخُذُوا احْتِيَاطَاتِهِمْ مِنْ اَجْلِ مَكِيدَةٍ اُخْرَى وَغَدْرٍ وَخِيَانَةٍ جَدِيدَةٍ وَاِيقَاعٍ بِالْمُسْلِمِين؟ لَكِنْ وَفَجْاَةً؟ تَبَاطَاَ رَسُولُ اللهِ لِظَرْفٍ مِنَ الظُّرُوف؟ وَكَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ؟ وَكَانَ الرَّسُولُ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ وَلَمْ تَكْنُ تُوجَدُ اتِّصَالَاتٌ مَحْمُولَةٌ اَوْ غَيْرُ مَحْمُولَةٍ فِي اَيَّامِهِمْ كَمَا فِي اَيَّامِنَا؟ فَاخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ نُصَلّي الْعَصْرَ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ لَانُصَلّي الْعَصْرَ وَهُمُ الصَّحَابَةُ الْحَرْفِيُّونَ الَّذِينَ يَقِفُونَ عَلَى ظَاهِرِ الْكَلِمَةِ وَمَعْنَاهَا الْقَرِيبِ؟ وَلَايَخُوضُونَ فِي رُوحِهَا وَفِي مَعْنَاهَا الْبَعِيدِ؟ وَلَايَفْعَلُونَ كَمَا يَفْعَلُ عُلَمَاءُ التَّارِيخِ مَثَلاً حِينَمَا يَدْرُسُونَ الْغَزَوَاتِ وَالْحُرُوبَ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمَاضِي وَيَخُوضُونَ فِي اَسْبَابِهَا الْقَرِيبَةِ وَالْبَعِيدَةِ مَعاً؟ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْحَرْفِيُّونَ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ قَالُوا نَهَانَا اَنْ نُصَلّيَ الْعَصْرَ اِلَّا فِي اَرْضِ بَنِي قُرَيْظَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ الْحَرْفِيِّين؟ رُبَّمَا لَانَجِدُ لَكُمْ فِي حَرْفِيَّتِكُمْ هَذِهِ اِلَّا عُذْراً وَاحِداً؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ رَسُولِ اللهِ الَّذِي تَاْخُذُونَ كَلَامَهُ بِحَرْفِيَّةٍ صَارِمَة{وَمَايَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى؟ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الْاَوَّلُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا لَا؟ نَحْنُ الرَّسُولُ اَمَرَنَا بِذَلِكَ مِنْ اَجْلِ السُّرْعَة؟ وَمَا دُمْنَا اَنَّنَا لَمْ نَخْرُجْ وَقَدْ اَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ بِالْبَقَاءِ لِحَرَاسَةِ الْمَدِينَةِ؟ فَلِمَاذَا لَانُصَلّي قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْس؟ وَقَالَ فَرِيقٌ مِنَ الْمُتَبَاطِئِينَ الَّذِينَ تَبَاطَؤُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَفْسَ هَذَا الْكَلَام؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْحُرَّاسُ مَعَ الْمُتَبَاطِئِينَ اَخَذُوا بِرُوحِ النَّصِّ النَّبَوِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{لَايُصَلّيَنَّ اَحَدُكُمُ الْعَصْرَ اِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة(وَكَذَلِكَ خَافُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ مِنْ خُطُورَةِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ(بِمَعْنَى فَاتَهُ وَقْتُهَا بِمَعْنَى غَابَتِ الشَّمْسُ وَلَمْ يُصَلّهَا[ فَكَاَنَّمَا وَتِرَ[خَسِرَ[اَهْلَهُ وَمَالَه(وَالْعَجِيبُ الْغَرِيبُ اَخِي اَنَّكَ تَرَى بَعْضَ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءِ مِنْ اَصْحَابِ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ وَالْعَيَاذُ بِاللِه؟ يَنْظُرُونَ اِلَى الشَّمْسِ وَهِيَ تَكَادُ اَنْ تَغْرُبَ؟ ثُمَّ يَنْظُرُونَ لِاِنْسَانٍ مَا اَتَى اِلَى الْمَسْجِدِ يُرِيدُ اَنْ يُصَلّيَ فَرْضَ الْعَصْرِ الرُّبَاعِي؟ فَيَقُولُونَ لَهُ بِوَقَاحَةِ جَهْلِهِمُ الْمَشْؤُومَة؟ اِيَّاكَ اَنْ تُصَلّيَ؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ مَكْرُوهَةٌ فِي هَذِهِ الْاَوْقَات؟ ثُمَّ تَرَاهُمْ يُثَرْثِرُونَ وَلَايَشْبَعُونَ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلَامِ عَنِ الْبَوَاخِرِ وَاَخْبَارِ الْبَوَاخِرِ وَمَايُسَمَّى بِالْاُونَرِيَّةِ وَالْبَحَّارَةِ وَمَاذَا فَعَلُوا وَكَمْ يَمْلِكُونَ مِنَ الْاَسْهُمِ فِي هَذِهِ الْبَوَاخِر؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ نَحْنُ لَسْنَا ضِدَّ الْحَدِيثِ عَنْ دُنْيَاكُمْ وَاَعْمَالِكُمُ الْمَشْرُوعَةِ فِي الْبَوَاخِرِ وَغَيْرِهَا وَعَنْ نِعَمِ اللهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَلَيْكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟ لِاَنَّ الْعَمَلَ عِبَادَةٌ كَمَا اَنَّ الصَّلَاةَ عِبَادَة وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث(وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ عَنْهَا لِمُجَرَّدِ التَّسْلِيَةِ وَالْفُكَاهَةِ وَتَقْطِيعِ الْوَقْتِ لَايَكْفِي؟ اِذْ لَابُدَّ مِنْ اَنْ تَذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً لَا قَلِيلاً؟ لِتَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَعُقُولِكُمْ وَرُكُوعِكُمْ وَسُجُودِكُمْ وَبِاَمْوَالِكُمْ وَبِنَفْسِ اللّسَانِ الْمُسْتَهْتِرِ الَّذِي تُثَرْثِرُونَ بِهِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ وَبِشِدَّةٍ حَدِيثَكُمُ الْمُجَرَّدَ عَنِ الدَّنْيَا؟ بِمَعْنَى اَنَّنا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ اَنَّهُ لَاحَدِيثَ لَكُمْ فِي الْمَسَاجِدِ اِلَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا وَاُمُورِ الدُّنْيَا؟ بِمَعْنَى اَوْضَح اَنَّنَا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ اَنَّكُمْ تَفْصِلُونَ الْآخِرَةَ عَنِ الدُّنْيَا وَلَاتَجْمَعُونَ بَيْنَهُمَا كَمَا اَمَرَ الله؟ بَلْ تَسْتَغْرِقُونَ مُعْظَمَ حَدِيثِكُمْ وَلَاتَتَحَدَّثُونَ اِلَّا عَنِ الدُّنْيَا؟ لِاَنَّ الْوَقْتَ لَيْسَ وَقْتَ الِاسْتِغْرَاقِ مَعَ الدُّنْيَا؟ بَلْ هُوَ وَقْتُ الِاسْتِغْرَاقِ مَعَ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (فَمَاذَا دَهَاكُمْ؟ هَلْ اَصْبَحَ التَّسْبِيحُ اَيْضاً كَالصَّلَاةِ مَكْرُوهاً عِنْدَكُمْ فِي الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَة؟ هَلْ اَصْبَحَتِ الدُّنْيَا حَبِيبَةَ قُلُوبِكُمْ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ هَلْ تَرْضَوْنَ اَنْ تَكُونُوا مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَالَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاق(اَلَا تَرْضَوْنَ اَنْ تَكُونُوا مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار؟ اُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا؟ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَاب(فَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى حَدِيثُكُمْ مُقْتَصِراً عَلَى الدُّنْيَا؟ وَنَحْنُ لَسْنَا ضِدَّكُمْ مُطْلَقاً؟ وَلَسْنَا مَعَكُمْ اَيْضاً مُطْلَقَاً؟ لَكِنْ نَقُولُ لَكُمْ؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْتَادُوا مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِكُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار{اِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر{وَكُلَّ شَيْءٍ قَدَّرْنَاهُ تَقْدِيرَا{فَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ(فَلَايَجُوزُ اَنْ تَتَجَاوَزُوا حُدُودَكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ وَمِنْهُ حَدِيثُكُمْ عَنِ الدُّنْيَا فَقَطْ؟ وَنَحْنُ لَانُطَالِبُكُمْ كَذَلِكَ بِالزُّهْدِ الْمَشْؤُومِ فِي الدُّنْيَا وَالِاقْتِصَارِ عَلَى الْحَدِيثِ عَنِ الْآخِرَةِ فَقَطْ بَلْ اَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْاَمْرَيْنِ دُونَ تَغْلِيبِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخَرِةِ؟ وَاَنْ يَكُونَ الزُّهْدُ مُقْتَصِراً عَلَى الْحَرَامِ فَقَطْ وَعَدَمِ الْاِسْرَافِ فِي الْحَلَالِ اَيْضاً؟ وَصَدِّقُونِي اَنَّكُمْ بِذَلِكَ التَّقْدِيرِ الرَّبَّانِيِّ سَتَكُونُونَ مُرْتَاحِينَ جِدّاً فِي جَمِيعِ اُمُورِ حَيَاتِكُمْ اِذَا اعْتَدْتُّمْ عَلَيْه؟ وَقَدْ قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِقَارُونَ مِنْ قَبْلُ وَصَادَقَ اللهُ عَلَى كَلَامِهِمْ وَاَقَرَّهُمْ عَلَيْه{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ؟ وَلَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}وَنَقُولُ لِهَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يُصَلّيَ فَرْضَ الْعَصْرِ فِي الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ؟ اِيَّاكَ اَنْ تَسْمَعَ لِهَؤُلَاءِ الْحَمْقَى؟ بَلْ صَلِّ مَعَ الْكَرَاهَة؟ فَلَوْ اَدْرَكْتَ رَكْعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ قَبْلَ اخْتِفَاءِ الشَّمْسِ عَنِ الْاَنْظَارِ؟ فَقَدْ اَدْرَكْتَ الْعَصْرَ كُلَّهُ؟ لَكِنْ اِيَّاكَ اَنْ تَتَّخِذَ ذَلِكَ عَادَةً؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ عُذْرٌ قَاهِرٌ؟ فَاِنَّ تَاْخِيرَ صَلَاةِ الْعَصْرِ اِلَى هَذِهِ الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ حِينَ تَحْمَرُّ الشَّمْسُ؟ هِيَ مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثٍ لَمْ اَقِفْ عَلَى صِحَّتِهِ؟ فَاَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ التَّنْبِيهَ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي اَخَذَ فَرِيقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بِحَرْفِيَّةِ النَّصِّ؟ وَاَخَذَ الْآخَرُونَ بِرُوحِ النَّصّ؟ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِذَلِكَ؟ لَمْ يُعَنِّفْ؟ وَلَمْ يَنْهَرْ؟ وَلَمْ يُخَطّىءْ اَحَداً مِنَ الْفَرِيقَيْنِ؟ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَى فَرِيقٍ دُونَ الْآخَر؟ وَقَدْ كَانَ الرُّوحِيُّونَ يَتَوَقَّعُونَ اَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهِمْ؟ وَاَنْ يُبَارِكَ لِاِخْوَانِهِمْ مِنَ الْحَرْفِيِّينَ مَاصَنَعُوا؟ بَلْ تَبَسَّمَ وَقَالَ كِلَاكُمَا عَلَى صَوَابٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّسُولَ الْكَرِيمَ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الْاِسْلَامَ اَخِي يَدْعُو اِلَى اِعْمَالِ الْفِكْرِ مِنَ الطَّرَفَيْن؟ بَلْ يَعْتَرِفُ اَيْضاً بَوَاقِعِ الْاِنْسَان؟ بَلْ يُرَاعِي اَيْضاً اَنَّ النَّاسَ وَمِنْهُمُ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فِي فَهْمِ مَا يُلْقَى اِلَيْهِمْ مِنَ الْاَوَامِرِ الْاِلَهِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله اَنْتُمُ الَّذِينَ لَمْ تُصَلّوا اَخَذْتُمْ بِحَرْفِيَّةِ النَّصِّ وَاَمَّا الَّذِينَ صَلُّوا فَقَدْ اَخَذُوا بِرُوحِ النَّصّ؟ نَعَمْ اَخِي اَرْجُو مِنْكَ اَلَّا تَسْتَغْرِبَ مِنْ هَذَا الْكَلَام؟ لِاَنَّهُ حَتَّى فِي الْقَانُونِ الْوَضْعِي هُنَاكَ مَايُسَمَّى بِالْمَدْرَسَةِ الْحَرْفِيَّةِ الضَّيِّقَة؟ وَالْمَدْرَسَةِ الْاُخْرَى الْمُتَّسِعَة؟ وَكَذَلِكَ اَخِي فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِي هُنَاكَ مَايُسَمَّى مَدْرَسَةَ الرَّاْي؟ وَمَدْرَسَةَ الْحَدِيث؟ وَمَدْرَسَةً وَسَطاً بَيْنَ الرَّاْيِ وَبَيْنَ الْحَدِيث؟ وَاشْتُهِرَ بِالْاَخْذِ بِالرَّاْيِ الْفُقَهَاءُ الْحَنَفِيَّة وَلِذَلِكَ سُمُّوا بِاَهْلِ الرَّاْيِ؟ وَسُمُّوا بِالْآرْاَيْتِيِّينَ اَيْضاً؟ وَاشْتُهِرَ مِنْ مَدْرَسَةِ الْحَدِيثِ الْفُقَهَاءُ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنْبَلِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَالرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام اَقَرَّ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ عليهم؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَهِمَ النَّصَّ الْقُرَيْظِيَّ فِي الْاَمْرِ بِالصَّلَاةِ حَسَبَ اِدْرَاكِه؟ نَعَمْ اَخِي فَهَذَا مَعْنَاهُ اَنَّ الْاِسْلَامَ يُعْطِي النَّاسَ حَقَّ الِاجْتِهَادِ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ الِاجْتِهَادُ ضِمْنَ اِطَارِ النَّصِّ؟ وَلَيْسَ تَابِعاً لِلْهَوَى الشَّخْصِيِّ اَوِ الْجَمَاهِيرِيِّ الْمُخَالِفِ لِمَقَاصِدِ الشَّارِعِ اَوِ الْمُشَرِّعِ الْحَكِيمِ سُبْحَانَهُ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي هَذَا مَاكَانَ يَحْدُثُ اَيَّامَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنِ اجْتِهَادٍ نَتِيجَةَ اخْتِلَافِ الْمَفَاهِيم؟ فَنَتَجَ عَنْ ذَلِكَ اَنَّ الصَّحَابَةَ الْكِرَامَ انْقَسَمُوا اِلَى ثَلَاثَةِ اَقْسَام؟ مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّدُ؟ وَمِنْهُمُ الْمُتَرَخِّصُ؟ وَمِنْهُمُ الْمُتَوَسِّط؟ نَعَمْ اَخِي مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّد؟ وَزَعِيمُ الْمُتَشَدِّدِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَزَعِيمُ الْمُتَرَخِّصِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَزَعِيمَا الْوَسَطِيَّةِ فِي ذَلِكَ عَلِيٌّ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ نَعَمْ اَخِي لَمْ يَكُنِ الصَّحَابَةُ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{خُذُوا مَاآتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة(فَقَدْ كَانَ الْبَعْضُ يَاْخُذُ مَاآتَاهُ اللهُ مِنَ الْآيَاتِ وَالذّكْرِ الْحَكِيمِ وَالْحِكْمَةِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ بِقُوَّةٍ صَارِمَةٍ مِنْ حَرْفِيَّةِ النَّصّ؟ وَاَمَّا الْآخَرُونَ فَكَانُوا يَاْخُذُونَهَا بِقُوَّةٍ صَارِمَةٍ اَيْضاً وَلَكِنْ مِنْ رُوحِ النَّصّ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ اَشْهَرِ الْمُتَشَدِّدِينَ ابْنُ عُمَر؟ وَلِذَلِكَ اَلَّفَ بَعْضُهُمْ كِتَاباً فِي شَدَائِدِ ابْنِ عُمَرَ وَرُخَصِ ابْنِ عَبَّاس؟ وَاَمَّا الْاِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ فَيَقُولُ عَنْ نَفْسِهِ حِينَمَا وَضَعَ كِتَابَ الْمُوَطّاْ؟ كُنْتُ وَسَطاً؟ لَمْ اَتَشَدَّدْ كَتَشَدُّدِ ابْنِ عُمَر؟ وَلَمْ اَتَرَخَّصْ كَتَرَخُّصِ ابْنِ عَبَّاس؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ مِنْ شَدَائِدِ ابْنِ عُمَرَ مَثَلاً اَنَّهُ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَتَوَضَّاَ؟ كَانَ يُدْخِلُ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ حِينَمَا يَغْسِلُ وَجْهَهُ لِيَفْعَلَ فَرْضاً مِنْ فَرَائِضِ الْوُضُوء؟ فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ لِمَاذَا تُبَالِغُ فِي اِدْخَالِ الْمَاءِ اِلَى عَيْنَيْكَ؟ فَقَالَ لِاَنَّنَا اُمِرْنَا بِغَسْلِ الْوَجْهِ مَااسْتَطَعْنَا اَنْ نَصِلَ بِالْمَاءِ اِلَى جَمِيعِ اَجْزَاءِ الْوَجْه؟ وَالْعَيْنَانِ هُمَا مِنَ الْوَجْهِ كَمَا اَنَّ الْفَمَ وَالْاَنْفَ مِنَ الْوَجْهِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ بِوُجُوبِ الْمَضْمَضَةِ وَوُجُوبِ الِاسْتِنْشَاق؟ وَهُمَا وَاجِبَانِ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ اَيْضاً عِنْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ اَوِ النّفَاسِ اَوِ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَالِ اَوِ الْمُعَاشَرَةِ الْحَرَامِ عَنْ طَرِيقِ الزِّنَا اَوِ اللّوَاطِ اَوْ غَيْرِهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ اَوْ مُمَارَسَةِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ الضَّارَّةِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ اَوِ الْجَنَابَةِ وَهِيَ مَايُسَمَّى بِالِاحْتِلَامِ وَهِيَ الشَّهْوَةُ الْجِنْسِيَّةُ الَّتِي تَخْرُجُ فِي اَحْلَامِ النَّوْمِ مِنَ الصَّبِيٍّ الْبَالِغِ اَوِ الصَّبِيَّةِ الْبَالِغَةِ اَوِ الرَّجُلِ الْعَازِبِ اَوِ الْمَرْاَةِ اَثْنَاءَ النَّوْم؟ وَقَدْ سَاَلَنِي بَعْضُ الْاِخْوَةِ عَنْ هَذِهِ الْمَنَامَاتِ الْجِنْسِيَّةِ اللَّذِيذَةِ الَّتِي يَرَاهَا فِي نَوْمِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّهَا رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ لَكَ وَلِلْمَرْاَةِ حَتَّى لَاتَقَعَا فِي الْحَرَام؟ وَلَا اِثْمَ عَلَيْكَ وَلَاحَرَجَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُطَاوِعَ الشَّيْطَانَ فِي النَّوْمِ بِشَرْط اَنْ تَنَامَ عَلَى وُضُوءٍ وَعَلَى ذِكْرِ اللهِ وَمِنْهُ اَذْكَارُ مَاقَبْلَ النَّوْم وَاَنْ تُصَلّيَ الْوَتْرَ قَبْلَ اَنْ تَنَام؟ نَعَمْ اَخِي لَا اِثْمَ عَلَيْكَ اِلَّا اِذَا طَاوَعْتَ الشَّيْطَانَ فِي الْيَقَظَةِ وَاَحْلَامِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاث وَمِنْهُمُ النَّائِمُ حَتَّى يَصْحُو( لِاَنَّ النَّوْمَ وَمَايُرَافِقُهُ مِنْ اَحْلَامٍ لَذِيذَةٍ اَوْ مُزْعِجَةٍ؟ فَاِنَّهُ يَاْتِيكَ رَغْماً عَنْكَ وَلَايُمْكِنُكَ التَّحَكُّمُ بِهِ وَلَابِاَحَاسِيسِكَ وَمَشَاعِرِك؟ وَاَمَّا الْيَقَظَةُ فَاِنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُكَ عَلَى مَا اَعْطَاكَ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى ضَبْطِ مَشَاعِرِكَ وَتَحْرِيضِكَ الْجِنْسِي؟ فَاِذَا اَصَرَّ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ وَاَصَرَّتْ عَلَيْكَ نَفْسُكَ الْاَمَّارَةُ بِالسُّوءِ عَلَى الْوُقُوعِ فِي الْحَرَام؟ فَلَيْسَ اَمَامَكَ اِلَّا اَنْ تَاْخُذَ بِرُخْصَةِ الْاِمَامِ اَحْمَد رَحِمَهُ الله فِي مُمَارَسَةِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ الضَّارَّةِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى فَقَطْ لَاغَيْر وَاجْعَلْهَا اَخِي مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الشَّهْرِ فَقَطْ؟ لِاَنَّ ضَرَرَهَا اَخَفّ؟ وَضَرَرُ الْحَرَامِ اَشَدّ؟ وَكَذَلِكَ نَقُولُ لِلْمُدَخِّنِينَ الَّذِينَ لَايَسْتَطِيعُونَ تَرْكَ التَّدْخِينِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ لِاَنَّ اَجْسَامَهُمْ تَعَوَّدَتْ عَلَى هَذِهِ السُّمُومِ وَلَاتَسْتَطِيعُ التَّخَلُّصَ مِنْهَا بِهَذِهِ السُّهُولَةِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا وَقَدْ تَحْتَاجُ اِلَيْهَا مَرَّةً اُخْرَى بِكَمِّيَّاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْ اَجْلِ عِلَاجِ الْاِدْمَانِ عَلَى التَّدْخِين؟ فَكَمَا اَنَّ الدَّوَاءَ يُسْتَخْرَجُ مِنْ سُمِّ الْاَفَاعِي؟ فَاِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ اَيْضاً مِنْ سُمُومِ التَّدْخِين؟ وَلِذَلِكَ اَنْصَحُ الْاِخْوَةَ فِي الْاُرْدُنّ وَغَيْرِهَا قَبْلَ اَنْ يَقُومُوا بِهَذِهِ الْحَمْلَةِ الشَّعْوَاءِ عَلَى الْمُدَخِّنِينَ فِي الْاَمَاكِنِ الْعَامَّة؟ اَنْ يَدْعَمُوا اَوَّلاً الْمَرَاكِزَ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى عِلَاجِ الْاِدْمَانِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ مَادِّيَّةٍ وَمَعْنَوِيَّةٍ وَاَطِبَّاءَ نَفْسِيِّينَ وَصَدْرِيِّينَ وَغَيْرَهُمْ؟ كَمَا وَاَنْصَحُ الْمُدَخِّنِينَ بِالْكَشْفِ الْمُبَكِّرِ الْعَاجِلِ السَّرِيعِ عَنِ السَّرَطَانِ فِي اَجْسَامِهِمْ وَرِئَاتِهِمْ مِنْ مُخَلَّفَاتِ سُمُومِ التَّدْخِينِ مَرَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْاَقَلّ فِي كُلِّ سَنَةٍ حَتَّى وَلَوْ تَرَكُوا التَّدْخِين؟ كَمَا وَاَنْصَحُكَ اَخِي مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْ مَرَضِ السَّرَطَانِ بِالنَّوْمِ الْمُبَكِّرِ مَعَ اِطْفَاءِ الْاَنْوَارِ تَمَاماً؟ لِاَنَّ ذَلِكَ مِنْ اَحْسَنِ الْعِلَاجِ وَاَنْجَعِهِ لِهَذَا الْمَرَضِ الْخَبِيث؟ وَلِذَلِكَ اُوَجِّهُ نِدَائِي اِلَى وَزَارَاتِ الْكَهْرَبَاءِ بِقَطْعِ الْكَهْرَبَاءِ مِنَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ لَيْلاً اِلَى السَّاعَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَ مِنْ اَجْلِ التَّقْنِين لِاَنَّ النَّوْمَ فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ مَعَ اِطْفَاءِ الْاَنْوَارِ تَمَاماً مُفِيدٌ جِدّاً لِمَرْضَى السَّرَطَانِ الْخَبِيث؟ وَهُوَ اَيْضاً مُفِيدٌ جِدّاً مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْهُ لِغَيْرِ الْمَرْضَى كَمَا اَمَرَ بِذَلِكَ رَسُولُ الله؟ كَمَا وَاَنْصَحُكَ اَخِي بِعَدَمِ تَرْكِ التَّدْخِينِ اِذَا قَرَّرَ الْاَطِبَّاءُ اَنَّ تَرْكَهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً فِيهِ خَطَرٌ عَلَى حَيَاتِك؟ لَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَسْاَلَ الطَّبِيبَ الْمُعَالِجَ الْمُخْتَصَّ الْخَبِيرَ بِسُمُومِ التَّدْخِين؟ كَمْ سِيجَارَة اُدَخِّنُ فِي الْيَوْم؟ مَاهُوَ نَوْعُ السَّجَائِرِ اَوِ الْمُعَسَّلِ الَّذِي يُنَاسِبُنِي صِحِّيّاً؟ مَاهُوَ الْوَقْتُ الْمُنَاسِبُ لِلتَّدْخِين؟ هَلْ اُدَخِّنُ بَعْدَ الطَّعَامِ اَوْ قَبْلَ الطَّعَام؟ كَمْ نِسْبَةُ النِّيكُوتِين وَالْقَطِرَان وَبَقِيَّةُ السُّمُومِ الَّتِي تَكْفِينِي يَوْمِيّاً وَلَاتُهَدِّدُ صِحَّتِي؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَشْتَرِيَ أيَّ عُلْبَةِ سَجَائِر اَوْ مُعَسَّل لَاتَكْتُبُ عَلَيْهَا الشَّرِكَةُ الْمُصَنِّعَةُ مَعْلُومَاتٍ بِالْمِيلِجْرَام عَنْ حَجْمِ سُمُومِ النِّيكُوتِينِ وَالْقَطِرَانِ فِي كُلِّ عُلْبَة؟ نَعَمْ اَخِي وَقَدْ اَعْجَبَنِي بَرْنَامَجٌ كَانَ يُعْرَضُ عَلَى فَضَائِيَّةِ اِمْ بِي سِي يُخَصِّصُونَ فِيهِ مِنَ الْجَوَائِزِ الثَّمِينَةِ لِمَنْ يُفْلِحُ فِي اِنْقَاصِ وَزْنِهِ الزَّائِد؟ وَيَالَيْتَهُمْ يَعْرِضُونَ هَذَا الْبَرْنَامَجَ مَرَّةً اُخْرَى عَلَى مَنْ يُفْلِحُ فِي تَرْكِ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ اَوِ التَّقْلِيلِ مِنْهَا وَلَهُمُ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ الْهَائِلُ عِنْدَ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا(لِاَنَّهُمْ يُعِيدُونَ تَاْهِيلَ هَؤُلَاءِ اِلَى حَيَاةٍ كَرِيمَةٍ وَغَدٍ اَفْضَلَ حِينَمَا يُفْلِحُونَ فِي جَعْلِهِمْ يَصْحَوْنَ مِنْ نَوْمِهِمُ الْمُسْتَغْرِقِ بَعْدَ سُبَاتٍ شَيْطَانِيٍّ عَمِيق؟ وَبِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُحَقّقُ اَعْظَمَ انْتِصَارٍ عَلَى الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِمُسَاعَدَةِ اِمَارَاتِ الْخَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبُلْدَانِ الْمُسْلِمَةِ وَغَيْرِ الْمُسْلِمَة ؟؟ نَعَمْ اَخِي وَقَدْ ظَلَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَتَشَدَّدُ وَيُدْخِلُ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ حَتَّى اَثَّرَتْ هَذِهِ الشِّدَّةُ عَلَى بَصَرِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِسَبَبِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّشَدُّدِ وَهُوَ اِدْخَالُهُ لِلْمَاءِ فِي عَيْنَيْهِ حِينَمَا يَتَوَضَّا؟ نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَكَانَ لَايَرَى هَذَا الرَّاْيَ؟ وَاِنَّمَا يَرَى اَنَّ الْوَجْهَ اِنَّمَا يَجِبُ غَسْلُ ظَاهِرِهِ فَقَطْ؟ فَكَانَ يَرَى اَنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ لَيْسَا فَرْضَيْنِ مِنْ فَرَائِضِ الْوُضُوء كَمَا رَاَى ابْنُ عُمَر؟ نَعَمْ اَخْي؟ فَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ الْمُتَرَخِّصُ الْمُتَسَاهِل؟ وَكَانَ مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّد؟ نعم اخي وَكَذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ مُتَشَدِّداً لَايَحْمِلُ الْاَطْفَال؟ فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا؟ فَقَالَ خَوْفاً مِنْ اَنْ يَبُولُوا اَوْ يَتَقَيَّؤُوا عَلَيّ؟ وَاَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَدْ كَانَ يَحْمِلُ الْاَطْفَالَ وَيُقَبِّلُهُمْ وَيَشُمُّهُمْ وَيَقُولُ عَنْهُمْ هُمْ زَهَرَاتٌ نَشُمُّهَا؟ فَتَرَى مِنْ ذَلِكَ اَخِي اَنَّ هَذَا سَبَباً مِنْ اَسْبَابِ الْخِلَافِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي الْاُمُورِ الْفَرْعِيَّةِ الَّتِي تَتَفَرَّعُ عَنْ هَذِهِ الْاَفْهَامِ الَّتِي هِيَ كُلُّهَا ضِمْنَ دَائِرَةِ النَّصِّ وَلَاتَخْرُجُ عَنْه؟ نَعَمْ اَخِي فَهَذَا سَبَبٌ مِنْ اَسْبَابِ الِاخْتِلَافِ الْمَحْمُودِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الصَّحَابةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا السَّبَبُ الثَّانِي مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاء فَهُوَ اللُّغَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللَّفْظَ الْوَاحِدَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ قَدْ يَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي؟ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ هُنَاكَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَايُسَمَّى بِالْمَرَادِفَات؟ وَمَايُسَمَّى اَيْضاً بِاللَّفْظِ الْمُشَتَرَك؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَمَّا الْمُرَادِفَاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّ عِدَّةَ اَشْيَاءَ اَوْ اَلْفَاظٍ مُخَتَلِفَةٍ لَفْظِيّاً اَوْ لَفْظاً تَدُلُّ عَلَى مَعْنىً وَاحِد؟ كَقَوْلِنَا مَثَلاً صَدَاق؟ نِحْلَة؟ اَجْر؟ فَهَذِهِ اَلْفَاظٌ مُخْتَلِفَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَعْنىً وَاحِدٍ وَهُوَ الْمَهْر؟ نَعَمْ اَخِي وَاِنْ كَانَ الْمَعْنَى يَخْتَلِفُ فِي تَذَوُّقِهَا اللُّغَوِي؟ لَكِنْ كُلُّ هَذِهِ الْاَلْفَاظِ لَاتَدُلُّ اِلَّا عَلَى مَعْنىً وَاحِدٍ وَهُوَ الْمَهْر؟ نَعَمْ اَخِي وَبِالْعَكْسِ؟ فَقَدْ يَكُونُ اللَّفْظُ وَاحِداً؟ وَلَكِنْ يَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي؟ وَهَذَا نُسَمِّيهِ اللَّفْظَ الْمُشْتَرَك؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَفْظٌ وَاحِدٌ لَايَتَغَيَّرُ؟ وَلَكِنَّهُ يَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي تَتَغَيَّرُ حَسَبَ مَفْهُومِهَا مِنْ سِيَاقِ الْكَلَام؟ وَلْنَضْرِبْ لِذَلِكَ مَثَلاً مَرَّ مَعَنَا فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ وَهُوَ الْعَيْن؟ فَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تُطْلَقُ عَلَى عِدَّةِ مَعَانِي؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ نَفْهَمَهَا اِلَّا مِنْ سَائِقِهَا وَمَاسَاقَهُ مِنْ كَلِمَةٍ قَبْلَهَا وَرُبَّمَا كَلِمَةٍ بَعْدَهَا اَيْضاً؟ فَمَثَلاً نَقُولُ فُلَانٌ يَرَى فِي عَيْنِهِ؟ فَاَنْتَ هُنَا اَخِي تَسْتَطِيعُ تَحْدِيدَ الْمَعْنَى بِمَا يَنْصَرِفُ اِلَيْهِ ذِهْنُكَ مِنْ هَذِهِ الْحَاسَّةِ اَوِ الْجَارِحَةِ وَهِيَ الْعَيْن؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ آخَر؟ شَرِبْتُ مِنَ الْعَيْن؟ فَهُنَا اخْتَلَفَ الْمَعْنَى وَاَصْبَحَتِ الْعَيْنُ بِمَعْنَى النَّبْعِ؟ وَلَمْ تَعُدْ بِمَعْنَى الْحَاسَّةِ اَوِ الْجَارِحَةِ الْمَعْرُوفَة؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ ثَالِث؟ جَاءَ زَيْدٌ عَيْنُهُ؟ بِمَعْنَى ذَاتُهُ؟ وَلَيْسَ بِمَعْنَى اَنَّ زَيْداً قَلَعَ عَيْنَهُ ثُمَّ قَذَفَ بِهَا مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ وَجَاءَتْ اِلَيْك؟ فَاِنَّ الذِّهْنَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَنْصَرِفَ اِلَى هَذَا الْمَعْنَى اِلَّا اِذَا كَانَ ذِهْناً اَحْمَقَ غَبِيّاً؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ رَابِع؟ اَرْسَلَ الْعَدُوُّ عُيُونَهُ؟ بِمَعْنَى جَوَاسِيسَه؟ لِاَنَّ الْجَاسُوسَ يَسْتَعْمِلُ عَيْنَهُ مِنْ اَجْلِ التَّجَسُّسِ وَيُلَاحِظُ بِهَا مَا يَنْقُلُ مِنَ الْاَخْبَار؟ نَعَمْ اَخِي فَهَذَا لَفْظٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الْعَيْن؟ وَلَكِنَّهُ احْتَمَلَ عِدَّةَ مَعَانِي؟ وَهَذَا سَبَبٌ آخَرُ مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ الْفُقَهَاءِ فِي مَسَائِلِ الْعِلْمِ الشَّرْعِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِاَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوء(نَعَمْ اَخِي؟ وَالْمُطَلَّقَةُ الْمَقْصُودَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هِيَ الَّتِي تَحِيض؟ وَعِدَّتُهَا ثَلَاثَةُ قُرُوء؟ وَكَلِمَةُ قُرُوء جَمْعٌ مُفْرَدُهُ قُرْء؟ وَالْقُرْءُ وَرَدَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِمَعْنَى الْحَيْض؟ وَوَرَدَ اَيْضاً فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِمَعْنَى الطُّهْرِ وَهُوَ عَكْسُ الْحَيْض؟ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ مِقْدَارِ اَيَّامِ الْعِدَّةِ عَلَى الْمُطَلَّقَةِ اَنَّهَا ثَلَاثَةُ اَطْهَار؟ وَاَمَّا الْبَعْضُ الْآخَرُ فَقَالَ بِالْعَكْسِ اِنَّ الْعِدَّةَ ثَلَاثُ حَيْضَات؟ فَلِمَاذَا يَااَخِي قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْلاً؟ وَلِمَاذَا قَالَ اُولَئِكَ قَوْلاً مُخَالِفاً؟ نعم اخي لِاَنَّ كَلِمَةَ قُرُوء فِي الْآيَة تَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ الصَّحِيحَيْن؟ وَلِذَلِكَ كَانَ هَذَا سَبَباً آخَرَ اَيْضاً مِنْ اَسْبَابِ الِاخْتِلَاف؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ كِلَا الْقَوْلَيْنِ عَلَى صَوَاب؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَكَيْفَ اَسْتَطِيعُ الْجَمْعَ فِي عَقْلِي بَيْنَ قَوْلَيْنِ صَحِيحَيْنِ مِنْ اَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ الْمُفَسِّرِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَلَكِنَّهُمَا مُخْتَلِفَيْن؟ وَهَلْ يُسَاعِدُ ذَلِكَ فِي اِنَارَةِ عَقْلِي وَاِلْقَاءِ الْاَضْوَاءِ الْكَاشِفَةِ عَلَيْه؟ اَمْ يَبْقَى عَقْلِي تَائِهاً مُحْتَاراً مُتَحَيِّراً وَلَا اَدْرِي أيُّ الْقَوْلَيْنِ اَصْوَبُ مِنَ الْآخَر فَمَرَّةً يُفَسِّرُونَ الْقُرُوءَ بِالْحَيْضَات وَمَرَّةً يُفَسِّرُونَهَا بِالْاَطْهَار؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ يُسَاعِدُ ذَلِكَ كَثِيراً فِي اِنَارَةِ قَلْبِكَ وَعَقْلِكَ بِشُحْنَاتٍ مِنْ كَهْرَبَاءِ اِيمَانِكَ وَتَقْوَاكَ مِنْ اَجْلِ اِلْقَاءِ مَزِيدٍ مِنَ الْاَضْوَاءِ الْهَائِلَةِ الْكَاشِفَةِ عَلَيْهِمَا؟ وَكَيْفَ لَاتَسْتَطِيعُ الْجَمْعَ فِي عَقْلِكَ بَيْنَ قَوْلَيْنِ صَحِيحَيْنِ مُتَجَاذِبَيْنِ مُتَقَارِبَيْنِ؟ وَقَدِ اسْتَطَعْتَ بِفَضْلِ اللهِ اَنْ تَتَحَدَّى الْعَالَمَ بِعَقْلِكَ الْمُعْجِزَةِ الَّذِي مَنَحَهُ اللهُ لَكَ؟ حِينَمَا اسْتَطَعْتَ بِقُدْرَةِ اللهِ اَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ تَيَّارَيْنِ مُتَنَافِرَيْنِ مُتَبَاعِدَيْنِ مِنَ الْمُعَارَضَةِ وَالنِّظَامِ عَلَى طَاوِلَةِ جِنِيف؟ عَفْواً اَخِي اَقْصِد عَلَى طَاوِلَةِ الْكَهْرَبَاءِ الَّتِي جَاءَتْ مِنْ تَيَّارَيْن وَاحِدٌ مِنْهُمَا سَالِب وَالْآخَرُ مُوجِب مُوَلِّداً مِنْهُمَا طَاقَةً كَهْرَبَائِيَّةً هَائِلَةً اَنَارَتِ الْعَالَمَ بِعَبْقَرِيَّتِكَ وَذَكَائِكَ الْخَارِقِ الَّذِي اسْتَطَاعَ اَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ مُتَنَاقِضَيْنِ مُتَنَافِرَيْنِ مُتَبَاعِدَيْنِ مِنَ السَّالِبِ وَالْمُوجِبِ وَقَدْ جَرَّا اِلَيْكَ نَفْعاً حَضَارِيّاً هَائِلاً فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ مُتَعَدِّدَةٍ لَاتَتَّسِعُ الْمُشَارَكَةُ لِذِكْرِهَا؟ فَمَاذَا دَهَاكَ الْآنَ اَخِي؟ هَلْ اَصْبَحْتَ عَاجِزاً عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَ بَقِيَّةِ الْمُتَنَاقِضَاتِ الْبَسِيطَةِ جِدّاً وَالْخَفِيفَةِ وَغَيْرِ الْمُعَقَّدَةِ فِي قُرْآنٍ كَرِيمٍ{لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرَا(وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَبْقَى لَكَ هَذَا الِاخْتِلَافَ الْقَلِيلَ فِي الْقُرْآنِ فِي اُمُورٍ فَرْعِيَّةٍ غَيْرِ عَقَائِدِيَّةٍ فِي بَعْضِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ لِمَاذَا؟ حَتَّى تَبْذُلَ مَزِيداً مِنَ الرِّيَاضَاتِ الْفِكْرِيَّةِ وَالِاجْتِهَادَاتِ الْمَنْطِقِيَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ ذَلِكَ هُوَ اَكْبَرُ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ اَخِي؟ وَهِيَ عَلَامَاتُ الِاسْتِفْهَامِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي تَرَكَهَا اللهُ فِي هَذَا الْقُرْآنِ؟ مِنْ اَجْلِ تَرْسِيخِ الْمَعْلُومَةِ بِقُوَّةٍ فِي اَذْهَانِ مَنْ يَبْحَثُونَ عَنْ اِجَابَةٍ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ فِي اَذْهَانِ قَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ؟ وَقَوْمٍ يَعْقِلُونَ؟ وَقَوْمٍ يَعْلَمُونَ؟ وَمَا يَفْهَمُهَا{وَمَايَعْقِلُهَا اِلَّا الْعَالِمُون(لِاَنَّكَ اَخِي لَوْ لَمْ تَجِدْ عَلَامَةَ اسْتِفْهَامٍ وَاحِدَةٍ فِيمَا خَلَقَهُ اللهُ فِي الْقُرْآنِ الْكَوْنِي الْمَفْتُوحِ وَفِيمَا اَنْزَلَهُ فِي الْقُرْآنِ الْمَقْرُوءِ مِنْ اَجْلِ تَنْشِيطِ ذِهْنِكَ وَعَقْلِكَ وَقَلْبِكَ؟ فَاِنَّكَ رُبَّمَا تُصَابُ بِالشَّلَلِ الْعَقْلِيِّ الَّذِي رُبَّمَا يَقُودُكَ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ اِلَى مَشْفَى الْمَجَانِين؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي قَدْ تَهْجُرُ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ لِتَبْحَثَ عَنْ كِتَابٍ آخَرَ فِيهِ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَةِ اَوْ اَلْعَابِ الْاَطْفَالِ مَايُنَشِّطُ ذِهْنَك؟ وَالْحَمْدُ لِله؟ وَلِلهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّة؟ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَجْعَلِ الْقُرْآنَ كِتَاباً قَانُونِيّاً وَضْعِيّاً جَافّاً نَاشِفاً فِيهِ مِنَ الْمَوَادِّ الْقَانُونِيَّةِ مِنَ الْمَادَّةِ وَاحِد اَلَّتِي تَقُولُ كَذَا وَمِنَ الْمَادَّةِ اثْنَانِ الَّتِي تَقُولُ كَذَا اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِمَّا يَجْعَلُكَ اَخِي تَتَمَنَّى لَوْ اَنَّكَ لَمْ تَدْرُسِ الْحُقُوقَ وَالْقَانُونَ الْوَضْعِيَّ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ فِي الْمَدْرَسَةِ الْحَرْفِيَّةِ الْقَانُونِيَّةِ الضَّيِّقَة بَلْ تَرْغَبُ فِي دِرَاسَتِهِ بِقُوَّةٍ فِي الْمَدْرَسَةِ الْقَانُونِيَّةِ الْمُتَّسِعَةِ الَّتِي تَاْخُذُ بِرُوحِ النَّصِّ الْقَانُونِيِّ الْوَضْعِيِّ بِمَا يَنْسَجِمُ مَعَ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَكَيْفَ تَكُونُ مَدْرَسَةُ الْقُرْآنِ ضَيِّقَة؟ وَكَيْفَ يَكُونُ اُفُقُهَا ضَيِّقاً وَهُوَ كِتَابٌ عَالَمِيٌّ جَاءَ مِنْ اَجْلِ النَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً؟ وَكَيْفَ لَاتَكُونُ مُتَّسِعَة؟ وَكَيْفَ لَاتَشْمَلُ حَرْفِيَّةَ النَّصِّ وَرُوحَه مَعاً؟ كَيْفَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا( نَعَمْ اَخِي نَتَدَبَّرُهُ عَلَى مَاذَا؟ هَلْ عَلَى حَرْفِيَّتِهِ فَقَطْ وَبِاُفُقٍ ضَيِّق؟ اَمْ عَلَى حَرْفِيَّتِهِ وَرُوحِهِ مَعاً وَبِاُفُقٍ وَاسِع؟ فَلَوْ لَمْ نَكُنْ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَتَدَبَّرَهُ عَلَى رُوحِهِ اَيْضاً وَبِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ مَانَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَة؟ لَكِنْ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَضْرِبَ تَيَّارَيْنِ مُتَنَافِرَيْنِ مُتَبَاعِدَيْنِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ لَنْ تَحْصَلَ عَلَى ضَوْءِ الْكَهْرَبَاءِ النَّافِع؟ وَاِيَّاكَ اَيْضاً اَنْ تَضْرِبَ قَوْلَيْنِ مُتَقَارِبَيْنِ مُتَجَاذِبَيْنِ مِنْ اَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ بِبَعْضِهِمَا؟ فَاِنَّكَ رُبَّمَا لَاتَحْصَلُ اِلَّا عَلَى كَهْرَبَاءَ ضَعِيفَةٍ غَيْرِ كَافِيَةٍ لِاِنَارَةِ عَقْلِك؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَضْرِبَ الْقُرْآنَ بِبَعْضِه؟ اِيَّاكَ اَنْ تَضْرِبَ آيَاتِهِ بِبَعْضِهَا؟ اِيَّاكَ اَنْ تَضْرِبَ الْآيَاتِ الْمُحْكَمَةَ بِالْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ هَوَاكَ الشَّيْطَانِي؟ اِيَّاكَ اَنْ تَكُونَ دَاعِشِيّاً تَضْرِبُ عُرْضَ الْحَائِطِ بِالْآيَاتِ الَّتِي تَجْعَلُ الْحَقَّ عَلَيْكَ وَتُطَالِبُكَ بِالْتِزَامِ الْحَقّ؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَعْرِضَ اَعْمَالَكَ الصَّالِحَةَ وَالْقَبِيحَةَ مَعاً دَائِماً عَلَى الْقُرْآن؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الطَّبِيبُ الْمُعَالِجُ الَّذِي يَطْلُبُ مِنْكَ قَبْلَ اَنْ تَبْحَثَ عَنِ الْعِلَاجِ الْمُنَاسِبِ فِي صَيْدَلِيَّتِهِ الْوَاسِعَةِ الْهَائِلَة؟ اَنْ تُشَخِّصَ لَهُ صَرَاحَةً دَاءَ اَمْرَاضِكَ فِي اَعْمَالِكَ الْقَبِيحَةِ وَلَاتُخْفِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْئاً؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي يَرْفُضُ الظَّلَامِيُّونَ مِنْ دَاعِشْ اَنْ يَسْتَمِدُّوا مِنْ اَنْوَارِهَا شَيْئاً{وَاِذَا دُعُوا اِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ اِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُون؟ وَاِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَاْتُوا اِلَيْهِ مُذْعِنِين؟ اَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ اَمِ ارْتَابُوا اَمْ يَخَافُونَ اَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ؟ بَلْ اُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون{فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِه} نَعَمْ اَخِي وَمِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ كَذَلِكَ؟ اَنَّ الْكَلِمَةَ قَدْ تَاْتِي فِي النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ اَوِ النَّبَوِيِّ وَهِيَ تَحْتَمِلُ الْمَعْنَى الْحَقِيقِي وَتَحْتَمِلُ اَيْضاً مَايُسَمَّى بِالْمَعْنَى الْمَجَازِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَفِي الْمَعْنَى الْحَقِيقِي نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ ضَرَبَ بَيِدِهِ فُلَاناً؟ فَهُنَا نَتَكَلَّمُ عَنِ الْيَدِ حَقِيقَةً حِينَمَا اَطْلَقْنَاهَا لَفْظاً فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ وَاَرَدْنَا بِهَا هَذَا الْعُضْوَ الْمَعْرُوف؟ لَكِنْ قَدْ نَقُولُ اَحْيَاناً مَايَلِي؟ فُلَانٌ لَهُ يَدٌ عَلَى فُلَان؟ فَهَلْ اَرَدْنَا بِالْيَدِ هُنَا الْمَعْنَى الْحَقِيقِي بِمَعْنَى اَنَّ فُلَاناً قَطَعَ يَدَهُ وَاَلْصَقَهَا عَلَى فُلَانٍ آخَر؟ طَبْعاً لَا وَلَايَفْهَمُ ذَلِكَ اِلَّا الْاَحْمَق؟ بَلْ اَرَدْنَا الْمَعْنَى الْمَجَازِي لِلْيَدِ؟ وَهُوَ اَنَّ فُلَاناً لَهُ سُلْطَةٌ اَوْ نِعْمَةٌ عَلَى فُلَان؟ نَعَمْ اَخِي وَقَدْ تَاْتِي كَلِمَةُ صِبْغَة مَثَلاً بِمَعْنىً مَجَازِي اَيْضاً وَهُوَ نِعْمَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{صِبْغَةَ الله(أيِ الْزَمُوا صِبْغَةَ اللهِ اَيُّهَا النَّاسُ وَهِيَ صِبْغَةُ التَّوْحِيدِ وَهِيَ نِعْمَةُ التَّوْحِيدِ وَاتْرُكُوا الْاَصْبَاغَ الْاُخْرَى مِنْ اَلْوَانِ الشِّرْكِ وَالْوَثَنِيَّةِ وَالْاِلْحَاد{وَمَنْ اَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَة(نَعَمْ اَخِي وَقَدْ تَاْتِي كَلِمَةُ فِطْرَة اَيْضاً بِمَعْنىً مَجَازِي وَهُوَ نِعْمَة؟ وَقَدْ تَحْتَمِلُ كَلِمَةُ فِطْرَة اَيْضاَ عِدَّةَ مَعَانِي مَجَازِيَّة اُخْرَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا(أيْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَلْزَمُوا فِطْرَةَ الله بِمَعْنَى نِعْمَةَ الله؟ بِمَعْنَى اَنْ تَلْزَمُوا شُكْرَ نِعْمَةِ الله؟ وَقَدْ تَاْتِي كَلِمَةُ فِطْرَة بِمَعْنَى مَجَازِي آخَرَ يَجُوزُ عَلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ طَرِيقَة؟ أيِ الْزَمُوا طَرِيقَةَ اللهِ الَّتِي طَلَبَ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَسِيرُوا عَلَيْهَا وَهِي عَقِيدَةُ التَّوْحِيدِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرُه{وَاَلّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَاَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيه(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ حَتَّى وَلَوْ اَصْبَحُوا مُوَحِّدِينَ وَاسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقَةِ التَّوْحِيدِ وَآمَنُوا؟ فَاِنَّهُمْ لَنْ يُفْلِتُوا مِنَ الْعَذَابِ وَالشَّقَاءِ وَالْكَدْحِ الدُّنْيَوِيِّ فَقَطْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَحَسِبَ النَّاسُ اَنْ يُتْرَكُوا اَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُون(فَلَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ يُحْرَقُونَ فِي الْاُخْدَود؟ وَيُمَشَّطُونَ بِاَمْشَاطِ الْحَدِيدِ الْمُحَمَّى بِالنَّارِ عَلَى اَجْسَادِهِمْ؟ وَيُنْشَرُونَ بِالْمِنْشَارِ اِلَى نِصْفَيْنِ؟ وَمَا يَصُدُّهُمْ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِمْ وَتَوْحِيدِهِمْ؟ وَلَايَاْخُذُونَ بِاَيِّ رُخْصَةٍ كُفْرِيَّةٍ سَمَحَ اللهُ لَهُمْ بِهَا؟ بَلْ يَخْتَارُونَ الْعَزِيمَةَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِتَوْحِيدِهِمْ؟ وَالْمُضِيَّ قُدُماً اِلَى الْمَوْتِ صَبْراً عَلَى الْحَرْقِ وَالتَّعْذِيب؟ ثُمَّ مَاذَا تَكُونُ نَتِيجَتُهُمْ{قُلْنَا يَانارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى اِبْرَاهِيم(وَعَلَيْهِمْ؟ ثُمَّ اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا اَبَدَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ تَاْتِي كَلِمَةُ اَيَّامٍ اَيْضاً بِمَعْنىً مَجَازِي وَهُوَ نِعْمَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً عَلَى لِسَانِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام{وَاذْكُرُوا اَيَّامَ الله(بِمَعْنَى اذْكُرُوا نِعَمَ اللهِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ حِينَمَا نَجَّاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ نَكُونُ مَثَلاً فِي مَجْلِسٍ مِنَ الْمَجَالِسِ نَتَحَدَّثُ عَنِ الْاَمَانَة؟ ثُمَّ نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ يَدُهُ طَوِيلَة؟ ثُمَّ نَنْظُرُ اِلَيْهِ فَاِذَا بِهَا قَصِيرَة؟ فَمَا مَعْنَى طَوِيلَة هُنَا؟ هَلْ جَاءَتْ بِمَعْنَاهَا الْحَقِيقِي اَوِ الْمَجَازِي؟ طَبْعاً جَاءَتْ بِالْمَعْنَى الْمَجَازِي؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ غَيْرُ مُؤْتَمَن؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَسْرِقُ وَيَنْهَبُ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ الْقَبِيحَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ جَلَسَ مَعَ اَزْوَاجِهِ الْكِرَامِ وَقَالَ لَهُنّ؟ اَطْوَلُكُنَّ يَداً اَسْبَقُكُنَّ اِلَى الْجَنَّة؟ فَاَخَذَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَقِيسُ يَدَهَا اِلَى يَدِ الْاُخْرَى؟ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَال اَطْوَلُكُنَّ يَداً بِمَعْنَى؟ اَكْثَرُكُنَّ عَطَاءً وَتَصَدُّقاً؟ فَهُنَا جَاءَ طُولُ الْيَدِ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ؟ وَلَمْ يَاْتِ فِي مَعْرِضِ الذَّمّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ جَاءَ بِمَعْنَى الْعَطَاءِ وَالصَّدَقَة؟ وَلَمْ يَاْتِ بِمَعْنَى خِيَانَةِ الْاَمَانَةِ وَالسَّرِقَةِ كَمَا فِي الْمِثَالِ السَّابِق؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ عَنْ طُولِ الْيَدِ وَاَمْثَالِهِ مِنَ الْاَلْفَاظِ الَّتِي تَحْتَمِلُ الْمَعْنَى وَضِدَّهُ؟ اَنَّهُ لَفْظٌ مُشْكِل؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ يَاْتِي اللَّفْظُ الْوَاحِدُ مُحْتَمِلاً لِمَعْنَيَيْنِ وَلَاتَسْتَطِيعُ اَخِي اَنْ تُرَجِّحَ اَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَر؟ فَمَثَلاً حِينَمَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا قُمْتُمْ اِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَاَيْدِيَكُمْ اِلَى الْمَرَافِقِ؟ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاَرْجُلِكُمْ(وَهَذِهِ هِيَ قِرَاءَةُ الرُّخْصَةِ بِشَرْط؟ وَهُوَ وُجُودُ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ اَوِ الْجَبِيرَةِ عَلَى الْاَرْجُل؟ وَلَايَصِحُّ الْمَسْحُ بِدُونِهَا وَهُنَاكَ شُرُوطٌ اُخْرَى اَيْضاً مَرَّتْ مَعَنَا فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَة؟ وَاَمَّا قِرَاءَةُ الْعَزِيمَةِ فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَاغْسِلُوا{اَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن؟ وَاِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا؟ وَاِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى اَوْ عَلَى سَفَرٍ اَوْ جَاءَ اَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ اَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً؟ فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّبَا(نَعَمْ اَخِي وَكَلِمَةُ لَامَسْتُمْ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مَعْنَاهَا الْحَقِيقِي هُوَ مُجَرَّدُ اللَّمْس؟ نَقُولُ مَثَلاً لَامَسْتُ شَيْئاً مَا بِمَعْنَى وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي وَتَاْتِي كَلِمَةُ لَامَسْتُمْ اَيْضاً مَجَازاً بِمَعْنَى الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّة؟ أيْ اَنَّهَا كِنَايَةٌ عَنِ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَالِ الْمَعْرُوفَة؟ نَعَمْ اَخِي فَلَوْ عَرَضْنَا هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ عَلَى ابْنِ عُمَرَ؟ فَهَلْ سَيَاْخُذُ بِالْمَعْنَى الْمَجَازِي اَمْ بِالْمَعْنَى الْحَقِيقِي اَخِي فَكِّرْ مَعِي جَيِّداً؟ طَبْعاً سَيَاْخُذُ بِالْمَعْنَى الْحَقِيقِي وَهُوَ مُجَرَّدُ اللَّمْسِ؟ لِاَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُتَشَدِّد؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ اَخَذَ بِالرَّاْيِ الَّذِي يَقُولُ بِمُجَرَّدِ اللَّمْسِ فِي مَعْنَى كَلِمَةِ لَامَسْتُمُ الْحَقِيقِي؟ وَلَمْ يَاْخُذْ بِمَعْنَاهَا الْمَجَازِي وَهُوَ الْجِمَاعُ وَالْاِيلَاج؟ فَقَالَ بِمُجَرَّدِ اللَّمْسِ يَنْتَقِضُ الْوُضُوءُ وَلَوْ مِنْ دُونِ شَهْوَةٍ جِنْسِيَّة؟ وَطَبْعاً هَذَا الْكَلَامُ لَايُؤْخَذُ عَلَى اِطْلَاقِهِ فِي لَمْسِ الْمَحَارِمِ فِي رَاْيِ ابْنِ عُمَر اِلَّا اِذَا كَانَ الشَّخْصُ شُاذّاً وَيَشْعُرُ بِمُيُولِ خَاطِئَةٍ نَحْوَ مَحَارِمِهِ؟ فَهَذَا مِنَ الْمُصَابِينَ بِمَرَضِ الشَّبَقِ الْجِنْسِيِّ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَالشَّبَقُ هُوَ التَّحْرِيضُ الْجِنْسِيُّ الْخَاطِىءُ الزَّائِدُ عَنْ حَدِّهِ وَالَّذِي يَاْتِيهِ رَغْماً عَنْهُ؟ وَهَذَا يَنْتَقِضُ وُضُوؤُهُ بِمُجَرَّدِ لَمْسِ مَحَارِمِهِ عَلَى رَاْيِ ابْنِ عُمَر؟ وَلَايَنْتَقِضُ اِلَّا اِذَا اَنْزَلَ مِنْ عُضْوِهِ الذَّكَرِي عَلَى رَاْيِ غَيْرِه؟ فَنَسْاَلُ اللهَ لَهُ الشِّفَاءَ اِنْ كَانَ يَصْبِرُ عَلَى هَذَا التَّحْرِيضِ الشَّيْطَانِيِّ الرَّهِيبِ خَوْفاً مِنَ الله؟ وَهَنِيئاً لَهُ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ فِي جِنَانِ النَّعِيمِ اِذَا صَبَرَ خَوْفاً مِنَ اللهِ اَنْ يَقَعَ فِي فَاحِشَةِ الْمَحَارِمِ اَوْ فَاحِشَةِ اللّوَاطِ اَوْ فَاحِشَةِ الزِّنَا اَوْ فَاحِشَةِ الْبَهَائِم؟ وَلَااَقُولُ جَنَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ؟ بَلْ{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ( يَتَنَقَّلُ فِيهِمَا وَيَسْرَحُ وَيَمْرَحُ مَعَ اَعْدَادٍ هَائِلَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُتَرَخِّصُ وَالْمُتَسَاهِلُ فَمَاذَا قَالَ فِي مَعْنَى لَامَسْتُمْ؟ قَالَ اِنَّهَا تَاْتِي بِمَعْنَاهَا الْحَقِيقِي وَهُوَ مُجَرَّدُ اللَّمْسِ؟ وَتَاْتِي بِمَعْنَاهَا الْمَجَازِي اَيْضاً وَهُوَ الْمُعَاشَرَةُ الزَّوْجِيَّة؟ وَلَكِنَّ الْحُكْمَ الشَّرْعِيَّ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ لَايَتَعَلَّقُ اِلَّا بِمَعْنَاهَا الْمَجَازِي فَقَطْ وَهُوَ الْمُعَاشَرَةُ الزَّوْجِيَّةُ؟ وَلَاعَلَاقَةَ لَهُ بِمَعْنَاهَا الْحَقِيقِي اِلَّا اِذَا اَنْزَلَ مِنْ عُضْوِهِ الذَّكَرِي اَوْ نَزَلَ مِنْ رَحِمِ الْمَرْاَةِ مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ مِنَ الْمَنِيِّ اَوِ الْمَذِيِّ اَوِ الْوَدِيِّ مَايَجْعَلُ وُضُوءَهُمَا يَنْتَقِضُ؟ وَالْوَدِيُّ فِي الْغَالِبِ يَنْزِلُ نَتِيجَةَ حَمْلِ شَيْءٍ ثَقِيلٍ بَعْدَ كَبْتٍ قَوِيٍّ لِلتَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ الْقَوِيِّ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ تَوَسَّطَ بَيْنَ الرَّاْيَيْنِ الْمُتَشَدِّدِ مِنْهُمَا وَالْمُتَسَاهِل؟ وَهَذَا مَانُقِلَ عَنْ اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَاَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ وَاَخَذَ بِهِ الْاِمَامُ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ قَالُوا اِذَا لَمَسَ الشَّخْصُ غَيْرَهُ بِشَهْوَةٍ انْتَقَضَ وُضُوؤُه؟ وَاِذَا مَسَّ بِغَيْرِ شَهْوَةٍ لَمْ يَنْتَقِضْ وُضُوؤُه؟ نَعَمْ اَخِي وَالْمَسُّ الْمَقْصُودُ هُنَا هُوَ لِلزَّوْجَةِ الْحَلَالِ اَوْ لِلْاَجْنَبِيَّةِ عَنْهُ؟ وَاَمَّا الْاَرْحَامُ فَلَوْ مَسَّ يَدَ اُمِّهِ اَوِ ابْنَتِهِ اَوْ اُخْتِهِ اَوْ عَمَّتِهِ اَوْ خَالَتِهِ اَوِ ابْنَةِ اَخِيهِ اَوِ ابْنَةِ اُخْتِهِ فَلَا يَنْتَقِضُ وُضُوؤُهُ اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ اَشَرْنَا اِلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ وَفِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ اَيْضاً؟ جَاءَ فِيهَا التَّشَدُّدُ مِنْ هَؤُلاَءِ الصّحَابَةِ الْكِرَامِ وَالتَّابِعِينَ وَاَتْبَاعِ التَّابِعِين؟ وَجَاءَ فِيهَا اَيْضاً مِنْ بَعْضِهِمُ التَّرَخُّصُ وَالتَّسَاهُل؟ وَجَاءَ فِيهَا اَيْضاً مِنَ الْبَعْضِ الْآخَرِ التَّوَسُّطُ وَالْوَسَطِيَّة؟ وَكُلَّ هَذَا الِاخْتِلَافِ فِيمَا بَيْنَهُمْ يَدُورُ حَوْلَ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ وَهِيَ كَلِمَةُ {لَامَسْتُمْ} فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالَّذِينَ قَالُوا لَامَسْتُمْ بِمَعْنَى الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ قَالُوا؟ لِاَنَّ لَامَسْتُمْ غَيْر لَمَسْتُم؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقُلْ لَمَسْتُمْ عَلَى وَزْن فَعَلْتُمْ؟ وَاِنَّمَا قَالَ لَامَسْتُمْ عَلَى وَزْن فَاعَلْتُمْ وَهِيَ مِنْ اَفْعَالِ الْمُشَارَكَةِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ وَلَاتَكُونُ الْمُشَارَكَةُ اِلَّا بَرَغْبَةِ الطَّرَفَيْن؟ وَلَاتَكُونُ مِنْ طَرَفٍ وَاحِدٍ اِلَّا فِي حَالَةِ الِاغْتِصَابِ الْجِنْسِيِّ الَّتِي قَدْ يَكُونُ الطَّرَفَانِ مَعاً مُكْرَهَيْنِ عَلَيْهَا فِي السُّجُونِ مَثَلاً؟ وَقَدْ يَكُونُ طَرَفٌ وَاحِدٌ اَكْرَهَ الطَّرَفَ الْآخَر؟ وَهَذِهِ الْحَالَةُ اَيْضاً مِنَ الِاغْتِصَابِ تَجْرِي عَلَيْهَا نَفْسُ الْاَحْكَامِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْوُضُوءِ وَالِاغْتِسَال؟ نَعَمْ اَخِي فَكَلِمَةُ لَمَسْتُمْ هِيَ بِمَعْنَى مُجَرَّدُ اللَّمْس؟ وَاَمَّا كَلِمَةُ لَامَسْتُمْ فِي الْآيَةِ فَهِيَ اَبْلَغُ مِنَ اللَّمْس؟ نَعَمْ اَخِي فَتَرَى اِذاً اَنَّ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءَ الصَّحَابَةَ وَغَيْرَهُمْ حِينَمَا يَتَلَقَّوْنَ مِثْلَ هَذِهِ الْاُمُورِ؟ فَاِنَّهُمْ يَاْخُذُونَهَا ضِمْنَ نِطَاقِ الِاجْتِهَاد؟ وَلِذَلِكَ تَكُونُ سَبَباً آخَرَ مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِي فَهْمِهِمْ لِهَذِهِ النُّصُوصِ الْقُرْآنِيَّةِ اَوِ النَّبَوِيَّةِ الْكَرِيمَة؟ فَمَثَلاً كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِاَخْذِهِمْ بِالْاَحَادِيث؟ فَبَعْضُهُمْ مَثَلاً يَاْخُذُ بِالْحَدِيثِ الْمُرْسَلِ مُطْلَقاً؟ وَبَعْضُهُمْ لَايَاْخُذُ بِهِ مُطْلَقاً؟ وَبَعْضُهُمْ يَشْتَرِطُ لِلْاَخْذِ بِهِ؟ فَمَا هُوَ الْحَدِيثُ الْمُرْسَل؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَلْحَدِيثُ الْمُرْسَلُ هُوَ الَّذِي رَفَعَهُ التَّابِعِيُّ اَوْ اَرْسَلَهُ اِلَى رَسُولِ اللهِ مُبَاشَرَةً دُونَ وُجُودِ صَحَابِيٍّ بَيْنَهُمْا؟ بِمَعْنَى اَنَّ التَّابِعِيَّ اَسْقَطَ الصَّحَابِي؟ وَالصَّحَابِي هُوَ مَنْ عَاشَرَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَاُمُ وَالْتَقَى بِهِ؟ وَاَمَّا التَّابِعِيُّ فَلَمْ يُعَاشِرْهُ وَلَمْ يَلْتَقِ بِهِ؟ وَاِنَّمَا عَاشَرَ اَصْحَابَهُ وَالْتَقَى بِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَحِينَمَا يَاْتِي الْحَسَنُ الْبَصْرِي اَوِ ابْنُ سِيرِينَ اَوْ غَيْرُهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ؟ فَاِنَّهُمْ يَقُولُونَ قَالَ رَسُولُ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ كَلَامِهِمْ يُسَمَّى حَدِيثاً مُرْسَلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا حِينَمَا يَرْوِي التَّابِعِيُّ عَنِ الصَّحَابِيِّ فَقَطْ دُونَ اَنْ يَذْكُرَ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَهَذَا يُسَمَّى الْحَدِيثَ الْمَوْقُوف؟ بِمَعْنَى اَنَّ التَّابِعِيَّ وَقَفَهُ عَلَى صَحَابِيِّ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْحَدِيثُ الْمُرْسَلُ؟ فَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي اَسْقَطَ فِيهِ الصَّحَابِيَّ مِنَ السِّلْسِلَة؟ وَالسِّلْسِلَةُ هِيَ سِلْسِلَةُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَان اَوْ حَدَّثَنَا فلان عن فلان عن فلان؟ فَهَذَا يُسَمَّى الْحَدِيثَ الْمُرْسَل؟ فَبَعْضُهُمْ لَايَاْخُذُ بِهِ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ لِمَاذَا لَاتَاْخُذُونَ بِالْحَدِيثِ الْمُرْسَل؟ قَالُوا وَمَاالَّذِي يَجْعَلُنَا مُضْطَّرِّينَ اِلَى اَنْ نَاْخُذَ بِهِ وَهُوَ كَلَامُ تَابِعِيّ وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ يَكُونَ هَذَا التَّابِعِيُّ اَخْطَاَ اَوْ لَمْ يُخْطِىءْ وَلِذَلِكَ نَحْنُ لَانَاْخُذُ بِهِ؟ نَعَمْ اَخِي وَبَعْضُهُمْ يَاْخُذُ بِهِ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء لِمَاذَا اَنْتُمْ تَاْخُذُونَ بِهِ وَتُوَافِقُونَ عَلَيْه؟ قَالُوا مَادَامَ التَّابعِيُّ ثِقَةً فَاِنِّي آخُذُ بِحَدِيثِهِ؟ لِاَنَّهُ لَايُمْكِنُ مَادَامَ اَنَّهُ ثِقَة اَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ الله؟ وَلَابُدَّ اَنْ يَكُونَ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ صَحَابِيّ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلاَء لِمَاذَا اَسْقَطَ الصَّحَابِيَّ مَادَامَ اَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ؟ قَالُوا اَسْقَطَهُ وَلَمْ يَذْكُرْهُ اِمَّا نِسْيَاناً؟ وَاِمَّا خَوْفاً بِسَبَبِ ظُرُوفٍ سِيَاسِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا هُوَ الْبَلَاءُ الْعَظِيمُ لِهَذِهِ الْاُمَّة وَهُوَ هَذِهِ الظُّرُوفُ السِّيَاسِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَالتَّابِعِيُّ مُتَاَكِّدٌ اَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الصَّحَابِي؟ لَكِنَّهُ نَسِيَ اسْمَ الصَّحَابِيِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ؟ وَلَمْ يَعُدْ متَاَكِّداً مَنْ هُوَ الصَّحَابِي الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ حَقِيقَةً؟ وَمِنْ كَثْرَةِ مَاسَمِعَ مِنْ اَحَادِيثٍ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ الْاَمْر؟ نَعَمْ اَخِي وَاَقُولُ رَاْيِي فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ وَاللهُ اَعْلَم وَاَقُول؟ طَالَمَا اَنَّ التَّابِعِيَّ اِنْسَانٌ ثِقَةٌ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ مَشْهُورٌ بِالصِّدْقِ وَالتَّقْوَى وَلَايَكْذِب؟ فَمَا هُوَ الْمَانِعُ الشَّرْعِيُّ اَنْ نَاْخُذَ مِنْهُ الْحَدِيثَ الْمُرْسَلَ وَلَوْ اَسْقَطَ الصَّحَابِيَّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ عِنْدَ رِوَايَتِهِ لِلْحَدِيث؟ فَقَدْ يَكُونُ هُنَاكَ فِعْلاً سَبَبٌ سِيَاسِيٌّ قَاهِرٌ مَنَعَهُ مِنْ ذِكْرِ اسْمِ الصَّحَابِيِّ كَمَا حَدَثَ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرِي؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يَقُولُ رَحِمَهُ الله؟ اِذَا رَفَعْتُ الْحَدِيثَ اِلَى الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَاَسْنَدْتُّهُ اِلَيْهِ وَلَمْ اَذْكُرِ الصَّحَابِي؟ فَاعْلَمُوا اَنِّي سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنَ الصَّحَابِيِّ الْجَلِيلِ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَاِنَّمَا اَسْقَطْتُّهُ خَوْفاً مِنْ سَيْفِ الْحَجَّاج؟ فَرُبَّمَا قَطَعَ رَاْسِي؟ لِاَنَّهُ رُبَّمَا يَكْرَهُ اَهْلَ الْبَيْتِ وَمَنْ يَذْكُرُهُمْ بِخَيْر؟ وَلِذَلِكَ اَنَا اَتَّقِي هَذَا الْاَمْرَ خَوْفاً عَلَى رَاْسِي فَلَا اَذْكُرُ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَلِذَلِكَ كُلَّمَا ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثاً لَا اَذْكُرُ فِيهِ الصَّحَابِي؟ فَخُذُوهُ عَلَى اَنَّهُ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذَا سَبَبٌ آخَرُ اَيْضاً مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ وَمِنْهُمْ عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُرْسَل؟ وَاَمَّا السَّبَبُ الْآخَرُ اَيْضاً فَهُوَ وُجُودُ مَايُسَمَّى بِالْحَدِيثِ الْمُنْقَطِعِ وَالضَّعِيفِ فِي كُتُبِ اَهْلِ السُّنَّة؟ وَالْحَدِيثُ الضَّعِيفُ هُوَ بِمَعْنَى اَنَّ فِي سِلْسِلَةِ رُوَاةِ اَوْ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ اِنْسَانٌ مَجْهُولٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ؟ اَوْ اِنْسَانٌ آخَرُ لَمْ يُوَثَّقْ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي فَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ نَاْخُذُ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ اِذَا كَانَ يَدْعُو اِلَى الْفَضَائِل؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء لِمَاذَا تُوَافِقُونَ عَلَى الْاَخْذِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ وَتَتَلَقَّوْنَهُ بِالْقَبُول؟ قَالُوا لِاَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَدْعُو اِلَى الْفَضَائِلِ يَدْخُلُ تَحْتَ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَة؟ نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الْبَعْضُ الْآخَرُ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَيَقُولُونَ لَا لَا لَا وَاَلْفُ لَا هَذَا الْكَلَامُ نَرْفُضُهُ تَمَاماً فَنَحْنُ يَكْفِينَا مَا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَلَانَقْبَلُ مِنْ اِنْسَانٍ اَبَداً اَنْ يَاْتِيَنَا بِكَلَامٍ مِنْ عِنْدِهِ اَوْ مِنْ حَدِيثٍ ضَعِيفٍ ثُمَّ يَضْحَكُ عَلَيْنَا وَيَقُول هَذَا يَتَّفِقُ مَعَ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَة فَلَا وَاَلْفُ لَا لِاَنَّ الشَّرِيعَةَ فِيهَا مَايُغْنِي عَنْ ذَلِك؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء لِمَاذَا اِذاً تُصَلُّونَ صَلَاةَ التَّسَابِيحِ جَمَاعَةً فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ بَعْدَ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَتُسَمُّونَهَا بِصَلَاةِ التَّهَجُّدِ وَقَدْ اَجْمَعَ اَكْثَرُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ عَلَى اَنَّ الْحَدِيثَ الْمَرْوِيَّ فِي شَاْنِ صَلَاةِ التَّسَابِيحِ حَدِيثٌ ضَعِيف؟ فَلِمَاذَا يَامُتَشَدِّدُون؟ لِمَاذَا وَالْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ الْمُتَشَدِّدَةُ بِقُوَّةٍ تَقُول؟ اَلْاَصْلُ فِي الْعِبَادَاتِ الْحَظْر؟ اِلَّا مَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ فِي قَوْلِهِ{صَلُّوا كَمَا رَاَيْتُمُونِي اُصَلّي(فَلِمَاذَا لَاتَحْظُرُونَ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ اَيْضاً مِنْ طَرِيقِ صَلَاتِكُمْ وَعِبَادَاتِكُمْ؟ هَلْ اَقُولُ لَكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْاَحَادِيثَ الضَّعِيفَةَ عَلَى كَثْرَةِ رِوَايَاتِهَا يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضاً؟ وَلَكِنَّكُمْ مَعَ الْاَسَف تَتَّبِعُونَ الْهَوَى فِي تَشَدُّدِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الّذِي يُنَاسِبُكُمْ؟ ثُمّ تَزْعُمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّ اَهْلَ مَكَّةَ اَدْرَى بِشِعَابِهَا؟ وَاللهُ اَعْلَمُ اِذَا كَانَ تَشَدُّدُكُمْ مِنْ اَجْلِ مَرْضَاةِ اللهِ وَمَصْلَحَةِ الْاُمَّة؟ وَلَانُرِيدُ اَنْ نَسْتَمِرَّ فِي اِسَاءَةِ الظَّنِّ بِكُمْ حِفَاظاً عَلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ مَعَكُمْ بِمَا يُرْضِي الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْحَدِيثُ الْمَوْضُوعُ اَيْضاً سَبَبٌ مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَلَهُ بَحْثٌ طَوِيلٌ جِدّاً لَاتَكْفِيهِ هَذِه ِالْمُشَارَكَة؟ وَلِذَلِكَ اَكْتَفِي فَقَطْ بِالْاِشَارَةِ اِلَيْهِ هُوَ وَالْحَدِيثُ الْمُنْقَطِعُ؟ وَقَدْ نَتَكَلّمُ عَنْهُمَا فِي مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّكَ كُلَّمَا تَفَقَّهْتَ فِي الدِّينِ وَازْدَدْتَّ فِقْهاً عَلَى فِقْهٍ؟ قَلَّ تَعَصُّبُك؟ نَعَمْ اَخِي وَلَكَ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي رَسُولِ اللهِ وَفِي آلِ الْبَيْتِ مِنْ اَزْوَاجِهِ وَاَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَاَتْبَاعِ التَّابِعِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً حِينَمَا اخْتَلَفُوا؟ قَلَّ تَعَصُّبُهُمْ؟ وَلَمْ يُعَادِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اِلَّا مَانَدَر؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَلْ عَادَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاس؟ هَلْ عَادَى ابْنُ عَبَّاسٍ ابْنَ عُمَر؟ هَلْ هَؤُلَاءِ عَادَوْا عُمَرَ اَوْ عَادَوْا عَلِيّاً؟ هَلْ عَادَاهُمْ عُمَرُ اَوْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْجَمِيع؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَمْ يُعَادِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اَبَداً؟ بَلْ اِنَّكَ تَرَى حُرِّيَّةَ الرَّاْيِ وَالتَّفْكِيرِ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ حِينَمَا تَرَى اَخِي اَنَّ الْوَلَدَ يُخَالِفُ اَبَاه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اَحْيَاناً كَثِيرَةً تَرَى ابْنَ عُمَرَ يُخَالِفُ اَبَاهُ عُمَر؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَا هَذَا يَغْضَبُ عَلَى هَذَا؟ وَلَا هَذَا يَحْقِدُ عَلَى هَذَا؟ وَلَمْ نَسْمَعْ يَوْماً وَلَمْ نَقْرَاْ فِي الْكُتُبِ اَنَّ عُمَرَ قَالَ لِوَلَدِهِ عَبْدِ الله يَامَغْضُوب لِمَاذَا خَالَفْتَنِي؟ وَلَمْ نَسْمَعْ اَيْضاً اَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِاَبِيه اُغْرُبْ عَنْ وَجْهِي فَاَنْتَ عُجُوزٌ خَرِفٌ وَلَاتَدْرِي مَاذَا تَقُول؟ بَلْ كَانَ الْكُلُّ اَخِي يَحْتَرِمُ رَاْيَ الْآخَر؟ وَفِعْلاً اَخِي فَاِنَّ هَذِهِ الْحُرِّيَّةَ فِي التَّفْكِيرِ اَوْ فِي الرَّاْيِ؟ هِيَ الَّتِي اَثْرَتِ الْفِقْهَ الْاِسْلَامِي؟ أيْ جَعَلَتْهُ ثَرِياً غَنِيّاً جِدّاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَرَى التِّلْمِيذَ اَيْضاً يُخَالِفُ اُسْتَاذَهُ فِي الْفِقْهِ الْحَنَفِي؟ فَكَانَ تَلَامِيذُ الْاِمَامِ الْاَعْظَمِ اَبُو حَنِيفَةَ وَهُمْ اَبُو يُوسُف وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِي وَزُفَر؟ كَانُوا اَحْيَاناً يُوَافِقُونَهُ؟ وَاَحْيَاناً يُخَالِفُونَهُ؟ بَلْ اَحْيَاناً كَانَ اَبُو حَنِيفَةَ يَنْزِلُ عَنْ رَاْيِهِ اِلَى رَاْيِ تَلَامِذَتِهِ؟ وَلَمْ يَكُنْ كَعُلَمَاءِ اَيَّامِنَا الدِّيكْتَاتُورِيِّينَ الِاسْتِبْدَادِيِّينَ الَّذِينَ يَغْضَبُونَ عَلَى مَنْ يُخَالِفُهُمْ مِنْ تَلَامِذَتِهِمُ الَّذِينَ تَعِبُوا كَثِيراً فِي تَعْلِيمِهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ لَهُمْ نَحْنُ الَّذِينَ عَلَّمْنَاكُمْ وَاَوْصَلْنَاكُمْ اِلَى مَا اَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمُسْتَوَى التَّعْلِيمِي الرَّاقِي فَكَيْفَ تَتَجَرَّؤُونَ عَلَى مُخَالَفَتِنَا؟ وَكَيْفَ تَتَسَلَّقُونَ عَلَى ظُهُورِنَا؟ وَكَيْفَ تَتَسَلَّقُونَ عَلَى دِمَاءِ شُهَدَائِنَا؟ نَعَمْ اَخِي اَرْجُو اَنْ تَسْمَحَ لِي اَنْ اَشْطَحَ فِي الْحَدِيثِ مَعَكَ قَلِيلاً وَاَمْتَدَّ وَلَوْ قَلِيلاً اِلَى غُصُونٍ مُتَشَعِّبَة كَمَا هِيَ عَادَتِي وَلَااَعْرِفُ كَيْفَ اَتَخَلَّصُ مِنْ هَذِهِ الْعَادَةِ فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِي وَلَكِنِّي مَعْذُورَة؟ لِاَنِّي فِعْلاً لَااَدْرِي مَاهِيَ قِصَّةُ التَّسَلُّقِ عَلَى الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ الَّتِي مَازَالُوا اِلَى الْآن يَتَكَلَّمُونَ عَنْهَا عَلَى فَضَائِيَّاتِ الْمُعَارَضَةِ وَلَاتَهْدَاُ اَلْسِنَتُهُمْ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْهَا وَلاَتَكَلُّ وَلَاتَمَلُّ مِنَ الثَّرْثَرَة؟ فَهَؤُلَاءِ الْاَفَّاكُونَ رُبَّمَا دَخَلُوا فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَايَجِدُونَ اِلَّا جُهْدَهُمْ(فِي خِدْمَةِ هَذِهِ الثَّوْرَةِ{ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم(نَعَمْ اَخِي وَلَقَدْ جَاءَ الْفُقَرَاءُ اِلَى رَسُولِ اللهِ فَقَالُوا بِمَا مَعْنَاه يَارَسُولَ الله؟ ذَهَبَ الْاَغْنِيَاءُ بِالْاَجْرِ وَالثَّوَابِ دُونَنَا؟ وَلَمْ يَبْقَ لَنَا شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ؟ لِاَنَّهُمْ يَتَصَدَّقُونَ بِاَمْوَالِهِمْ وَلَا اَمْوَالَ لَنَا نَتَصَدَّقُ بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ وَاَنْتُمْ اَيْضاً يُمْكِنُكُمْ اَنْ تَتَصَدَّقُوا دُونَ اَنْ تَدْفَعُوا مِنْ جُيُوبِكُمْ شَيْئاً اِنْ كَانَ لَامَالَ لَكُمْ كَمَا تَقُولُون؟ فَقَالُوا وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى ذَلِكَ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ فِي كُلِّ تَسْبِيحَةٍ مِنْ قَوْلِكُمْ سُبْحَانَ اللهِ صَدَقَة؟ وَفِي كُلِّ تَحْمِيدَةٍ مِنْ قَوْلِكُمْ اَلْحَمْدُ لِلهِ صَدَقَة؟ وَفِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ مِنْ قَوْلِكُمْ اَللهُ اَكْبَرُ صَدَقَة؟ وَفِي كُلِّ تَهْلِيلَةٍ مِنْ قَوْلِكُمْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ صَدَقَة؟ وَفِي كُلِّ حَوْقَلَةٍ مِنْ قَوْلِكُمْ لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِاللهِ صَدَقَة؟نَعَمْ اَخِي فَسَمِعَهَا الْاَغْنِيَاءُ مِنْ رَسُولِ اللهِ وَفَعَلُوهَا كَمَا فَعَلَهَا الْفُقَرَاء؟ فَجَاءَ الْفُقَرَاءُ مَرَّةً اُخْرَى اِلَى رَسُولِ اللهِ وَقَالُوا يَارَسُولَ الله؟ لَقَدْ كَانَ الْاَغْنِيَاءُ يَتَجَسَّسُونَ عَلَى حَدِيثِكَ؟ وَلَقَدْ تَعَلَّمُوهَا مِنْكَ وَفَعَلُوهَا؟ وَمَازَالُوا يَفْعَلُونَهَا صَدَقَةً جَارِيَةً اِضَافَةً اِلَى الصَّدَقَةِ بِاَمْوَالِهِمُ الَّتِي لَانَمْلِكُهَا؟ فَمَا هُوَ الْعَمَلُ يَارَسُولَ الله؟ فَاِنَّ الْاَغْنِيَاءَ مَازَالُوا يَتَفَاضَلُونَ عَلَيْنَا؟ وَمَتَى نَصِلُ اِلَى دَرَجَتِهِمْ فِي الثَّوَاب؟ فَمَاذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ لِلْفُقَرَاء؟ هَلْ قَالَ لَهُمْ لِمَاذَا سَمَحْتُمْ لِلْاَغْنِيَاءِ اَنْ يَتَسَلَّقُوا عَلَى ظُهُورِكُمْ وَيَتَجَسَّسُوا عَلَى حَدِيثِي مَعَكُمْ؟هَلْ قَالَ لَهُمْ لِمَاذَا سَمَحْتُمْ لَهُمْ اَنْ يَتَسَلّقُوا عَلَى دِمَاءِ شُهَدَاءِ الثَّوْرَةِ السُّورِيَّة؟ هَلْ قَالَ نَبِيُّ الْمَلَاِ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى لَهُمْ اِيَّاكُمْ اَنْ تَسْمَحُوا لِطَالُوتَ الْفَقِيرِ الَّذِي لَامَالَ لَهُ اَنْ يَتَسَلَّقَ عَلَيْكُمْ بِمُلْكِهِ؟ اَمْ قَالَ لَهُمْ{اِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ(هَلْ قَالَ طَالُوتُ الْفَقِيرُ لِرَبِّهِ لِمَاذَا سَمَحْتَ لِدَاوُودَ الَّذِي قَتَلَ جَالُوتَ اَنْ يَتَسَلَّقَ عَلَيَّ بِمُلْكِهِ وَنُبُوَّتِهِ اَيْضاً؟ هَلْ قَالَ لَهُ لِمَاذَا سَمَحْتَ لَهُ اَيْضاً اَنْ يَتَسَلَّقَ عَلَى النَّبِيِّ الَّذِي نَصَّبَنِي مَلِكاً عَلَى بَنِي اِسْرَائِيل؟هَلْ قَالَ لَهُ لِمَاذَا سَمَحْتَ لَهُ اَنْ يَتَسَلَّقَ عَلَى آيَةِ مُلْكِي{اَنْ يَاْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَة{هَلْ قَالَ لَهُ لِمَاذَا سَمَحْتَ لَهُ اَنْ يَتَسَلَّقَ وَيَتَسَلَّطَ عَلَى كُلِّ هَذَا؟ هَلْ قَالَ لَهُ كَمَا قَالَ اِبْلِيسُ لِرَبِّهِ يَارَبّ اَلْيَوْمَ تُرِيدُ مِنِّي اَنْ اَسْجُدَ لِآدَم وَغَداً سَتَسْمَحُ لَهُ اَنْ يَتَسَلَّقَ عَلَى ظَهْرِي فَلَنْ اَسْجُدَ لَهُ اَبَداً لِاَنِّي اَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين؟ هَلْ قَالَ لَهُ اَوْ لَهُمْ ذَلِكَ يَاقَيْس يَااَبُو عُمَر يَا اَيُّهَا الْاِعْلَامِي فِي فَضَائِيَّةِ الْجَيْشِ الْحُرّ يَامَنْ لَا زِلْتَ اِلَى الْآنَ لَاتُتْقِنُ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَلَاتُتْقِنُ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّة؟ مَعَاذَ الله بَلْ قَالَ رَسُولُ اللهِ لِلْفُقَرَاء{ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء(مِنَ الْاَغْنِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ لِاَنَّ الْاِسْلَامَ دِينُ الْجَمِيع{ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم(وَهُنَا اَرِيدُ اَنْ اَفْهَم كَيْفَ سَتَنْتَصِرُ هَذِهِ الثَّوْرَةُ السُّورِيَّةُ وَلَايُوجَدُ فِيهَا مَنْ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِالْآخَر؟ وَهَلْ يَكُونُ رَصُّ الصُّفُوفِ وَتَوْحِيدُهَا بِاَنْ يُسِيءَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا الظَّنَّ بِالْآخَرِ وَيَتَّهِمُهُ بِالتَّسَلُّقِ عَلَى ظَهْرِ الْآخَرِ اَوْ يَتَّهِمُهُ بِالْخِيَانَةِ الْعُظْمَى؟ وَلِمَاذَا تَغَارُ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ يَابُو عُمَر اِذَا تَسَلَّقَ اَحَدٌ مَا عَلَى ظَهْرِك؟ هَلْ تَدْرِي يَابُو عُمَر اَنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ سَاَفْعَلُهُ اِذَا انْتَصَرَتْ هَذِهِ الثَّوْرَة السُّورِيَّة اِنْ شَاءَ الله هُوَ اَنْ اَتَسَلَّقَ عَلَى رَقَبَتِكَ اِذَا قَدَّرَ اللهُ لِي اَنْ اَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ اِلَى وَقْتِهَا حَتَّى اُطْلِقَ مِنْ فَوْقِكَ زَغَارِيدَ الْفَرَح؟ لَكِنْ مَعَ الْاَسَف فَاِنَّ فُرَصِي فِي الْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ ضَعِيفَةٌ جِدّاً؟؟ نَعَمْ اَخِي لَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ كِبَاراً عُظَمَاءَ وَلَوِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَكَانُوا يُخَالِفُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ تَحْصَلِ الْخُصُومَةُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَمَثَلاً فِي قَضِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ؟ كَانَ اَبُو حَنِيفَةَ لَايَقُولُ بِذَلِك؟ وَكَانَ يَقُولُ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَطْ؟ وَظَلَّ عَلَى رَاْيِهِ دَهْراً طَوِيلاً؟ وَاَمَّا اَبُو يُوسُف وَمُحَمَّد وَزُفَر مِنْ تَلَامِذَتِهِ؟ فَكَانُوا يُخَالِفُونَهُ فِي ذَلِكَ؟ وَيَقُولُونَ بِجَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْن؟ فَلَمَّا مَرِضَ اَبُو حَنِيفَةَ؟ اضْطُّرَّ اِلَى اَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ؟ وَقَالَ الْآنَ اَفْعَلُ مَاكُنْتُ اَنْهَاكُمْ عَنْهُ؟ وَاَنَا الْآنَ اُقِرُّ بِاَنَّهُ يَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْن؟ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِجَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ عَنْ عَشَرَةٍ مِنَ الصَّحَابَة؟ كَمَا اَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَرَدَ عَنْ ثَمَانِينَ مِنَ الصَّحَابَة؟ وَلِذَلِكَ تَرَاجَعَ اَبُو حَنِيفَةَ عَنْ رَاْيِهِ؟ وَلَمْ يَمُتْ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى رَاْيِهِ رَحِمَهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيَالَيْتَ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ يَفْهَمُونَ هَذِهِ الْحَقَائِقَ؟ لِاَنَّهُمْ اِذَا فَهِمُوهَا حَقّاً؟ فَلَنْ تَرَى اَخِي هَذَا الِاقْتِتَالَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَلَوْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَتَّبِعُ مَذْهَباً مِنَ الْمَذَاهِبِ يُخَالِفُ الْآخَر؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي سَتَرَى الْكُلَّ يَعِيشُونَ فِي مَوَدَّةٍ وَوِئَامٍ وَرَحْمَة؟ وَلَكِنْ قَاتَلَ اللهُ التَّعَصُّبَ؟ وَقَاتَلَ اللهُ مَنْ يُرِيدُ اَنْ يُخِضِعَ الدِّينَ لِلسِّيَاسَةِ الْعَمْيَاءِ الَّتِي لَاتُرِيدُ اِلَّا اَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَ الْمُسْلِمِين( وَقَاتَلَ اللهُ الشَّيْطَانَ الْاَكْبَرَ الَّذِي لَمْ يُطْعِمْنَا يَوْماً طَعَاماً مُحَمَّصاً صِحِّيّاً طَازَجاً نَاضِجاً لَذِيذاً بَلْ مَااَطْعَمَنَا اِلَّا طَعَاماً مَحْرُوقاً مِنْ طَائِفِيَّةِ غَدْرِهِ وَحِقْدِهِ وَاِجْرَامِهِ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَبِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهِيَ مُكَافَحَةُ الْاِرْهَابِ وَهَذَا هُوَ عَدُوُّكُمُ الْحَقِيقِي اَيُّهَا الْاِخْوَة لِاَنَّهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ مَثَلٌ مِنَ الْاَمْثَالِ الشَّعْبِيَّةِ الْقَائِل بَدَلْ مَايْحَمِّصَا حَرَقَا وَقَدْ اَحْرَقَ حَلَبَ كُلَّهَا اَحْرَقَهُ اللهُ بِنَارِ غَضَبِهِ وَجَحِيمِه وَقَدْ كَانَتْ مِنْ اَشَدِّ الْمُوَالِينَ لَهُ وَلَكِنْ كَمَا يَقُولُ الشَّاعِر اِذَا اَنْتَ اَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا) فَيَالَيْتَنَا فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ الْعَصِيبَةِ نَفْهَمُ ذَلِكَ؟ فَيَزُولُ مَابَيْنَنَا مِنْ اَحْقَادٍ وَاِحَن؟ فَنَحْنُ مَاالَّذِي اَهْلَكَنَا اِلَّا الْهَوَى؟ وَصَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اِذْ يَقُول؟ اَخْطَرُ اِلَهٍ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ هُوَ الْهَوَى؟ فَكُلُّ مَنْ عَبَدَ الْبَشَرَ اَوِ الشَّجَرَ اَوِ الْحَجَرَ اَوِ الْاَصْنَامَ اَوِ الْمَلَائِكَةَ اَوِ النُّجُومَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَالنُّورَ وَالظُّلْمَةَ؟ مَاعَبَدَهَا جَمِيعاً اِلَّا بِسَبَبِ الْهَوَى؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ{لَاتُطِعْ مَنْ اَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ اَمْرُهُ فُرُطَا{فَاَعْرِضْ عَمَّنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ اِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(لِمَاذَا{ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْم{اِنْ يَتَّبِعُونَ اِلَّا الظَّنَّ وَمَاتَهْوَى الْاَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى {وَاِنَّ الظَّنَّ لَايُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئَا}اَللَّهُمَّ فَقِّهْنَا فِي دِينِنَا وَعَلّمْنَا وَاَلْهِمْنَا يَارَبّ اَنْ نُطَبِّقَ اَحْكَامَهُ لِنَعِيشَ سُعَدَاءَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ وصلى الله على نبينا محمد رسول الله وازواجه وذريته وآله واصحابه؟ وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون؟ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
كيف يقترن (( الجن )) بالانسان ؟؟؟؟؟؟؟ عبدالمحسن مبارك المجلس الـــــعــــــــام 25 05-11-2007 09:22 PM
رأي العلامة محمد ناصر الدين الألباني في [ كيفية حجاب المرأة المسلمة ] حرقي العرين مجلس الإسلام والحياة 6 07-05-2007 11:40 PM
مناسك الحج و العمرة اللبيب مجلس الإسلام والحياة 6 28-04-2007 02:39 PM


الساعة الآن 02:58 AM

سناب المشاهير