خالد الفيصل: سندرس مقولة «غلاء حملات الداخل».. وعقوبات كبيرة على الحملات الوهمية
منى: مساعد الزياني
أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية أمس، أن «نجاح السعودية في تنظيم موسم حج هذا العام يعني أنها خطت خطوة للإمام، ونثبت لأنفسنا وللعالم اجمع أن لدينا دائما أحسن مما كان، وليس كما يقال: ليس بالامكان أحسن مما كان، بل بالامكان أحسن مما كان ألف مرة، وسترون هذا إن شاء الله من خدمات سوف تقدمها الحكومة في الأعوام القادمة».
وأضاف أمير مكة المكرمة، الذي كان يتحدث أمام جمع من الصحافيين أمس في مقر إمارة مكة المكرمة بمنى، أن لجنة الحج المركزية ستستعرض في 22 من الشهر الجاري كافة السلبيات حتى يتم تدارسها مع جميع أعضاء اللجنة، من خلال الملاحظات عن موسم حج هذا العام، مشيراً الى أن دراسة الملاحظات ستكون بدقة، على أن يتم رفع توصيات تلك الدارسة إلى لجنة الحج العليا.
وبيّن الفيصل أن إمارة مكة المكرمة هي جزء من وزارة الداخلية، والنجاح ينسب لوزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وقال «اننا ننفذ الخطة التي وضعها واعتمدها، في حين أن الحملة الإعلامية كانت ناجحة بكل المقياس، واعتقد انه كان واضحا في حج هذا العام نجاح هذا التوجه ونجاح الحملة الإعلامية».
وأضاف «نرجو أن يكون هناك نجاح أكبر في السنوات المقبلة، ونحن نتوقع أننا لم ننجح في هذا العام 100 في المائة، ولكن أصدقكم القول ما كنت أتوقع النجاح الذي تحقق وكنت أتوقع اقل من ذلك، وما حصل كان أكثر مما توقع».
وفي ما يتعلق بالمشاريع المقبلة، أشار الأمير خالد الفيصل إلى أن هناك مشاريع كبرى في السعودية، وخاصة في مكة المكرمة، كمشروع توسعة الحرم ومشروع المسعى وجسر الجمرات، مضيفاً «هناك مشاريع بالملايين اعتقد اننا كل عام نلمس نتائجها». ورأى الأمير خالد الفيصل أنه على الرغم من نجاح هذا الموسم إلا أن هناك بعض الأمور العالقة كالافتراش والسكن في المخيمات وبعض الجوانب المتعلقة بالنقل، مؤكداً عزمهم خلال مواسم الحج المقبلة على تلافيها وحلها وفق المقترحات والحلول المنتظر رفعها إلى لجنة الحج العليا.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة إن الشفافية هي ديدن حكومة خادم الحرمين «ويكون لديهم شفافية مطلقة في الإجابة والاستفسارات، ونحن ولله الحمد لا نخفي ما يخجلنا من سلبيات، فمن واجبنا الاعتراف بها للاستفادة منها مستقبلاً».
وفي الوقت الذي شكر فيه الأمير خالد الفيصل الجهات الخيرية التي تقدم وجبات غذائية للحجاج، بيد أنه رأى أهمية تنظيمها، كون الطريقة المستخدمة في المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج غير حضارية.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة «لدي مقترح في هذا الموضوع لا أستطيع أن اذكره الآن، كونه يحتاج إلى دراسة اكبر، وسوف اعرضه أولا على اللجنة المركزية إذا قبلت به اللجنة المركزية، سندرسه الدراسة الكافية ونرفع به إلى لجنة الحج العليا».
وحول التجربة الأولى للأبراج السكنية الواقعة على سفوح جبال منى، قال «هي أول سنة تطبق فيها التجربة، والمعلومات الأولية عنها تشير أنها ناجحة، ولكن نحتاج إلى معلومات أكثر تفصيلا وأكثر دقة، وسندرسها بعد الحج والوقوف على مدى الايجابيات، ولا شك أن المباني في منى سوف تكون الحل الوحيد بالمستقبل، أما بخصوص السكة الحديدة، فإن هناك مشروعا سيعلن عنه وسيتم فتح العطاءات المتقدمة من الشركات بعد الحج».
وأكد أن غلاء حملات الداخل هي من الأمور التي تدرس الآن في هذا الموسم، وسيتم تقديم دراسة متكاملة لها، مستشهداً بما ذكره الأمير نايف بن عبد العزيز في بداية موسم الحج، خلال رده على سؤال لـ «الشرق الأوسط»، أنه سوف ينظر في هذا الموضوع.
وأشار الأمير خالد إلى أنه إذا كان هناك غلاء أسعار فلا بد أن يعالج وإذا لم يوجد غلاء أسعار لا بد أن يوضح. وبين الأمير خالد أن هناك عقوبات كبيرة ستفرض على الحملات الوهمية خلال العامين الحالي والمقبل، مضيفاً «هناك دراسة لوكالات الحج من الداخل، سيتم النظر فيها، حتى لا تقع في مشاكل الوكالات الوهمية، وأسعار الحج ستدرس وسيرفع عنها إلى رئيس لجنة الحج العليا».وكان حجاج بيت الله الحرام قد رموا امس، الثاني عشر من شهر ذي الحجة، ثاني أيام التشريق، الجمرات الثلاث، في تسيير وتسهيل وتنظيم، تحفهم عناية الله ورعايته مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. ومن ثم توجه المتعجلون منهم إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، حيث تدفقت جموع الحجيج امس على جسر الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت قياسي، والذي يعود على التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهده جسر الجمرات، اضافة الى القرار المهم المتمثل في منع الافتراش في منطقة الجمرات هذا العام، ما أسهم في انسيابية حركة الحجاج رغم الحشود الكبيرة التي توجهت لرمي الجمرات.
وساعد تنظيم خطة تفويج الحجاج عند جسر الجمرات الى نجاح تحركات قوافل الحجيج المتعجلة، حيث قامت قوات الأمن بتحديد مسارات متعددة للذاهبين إلى الجسر ومسارات أخرى للعائدين منه، ويشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني، بالاضافة الى غيرها من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج على الجسر لمنع الاختناقات والتدافع، فضلا عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السعودي التي توزعت في عدة مناطق تحت الجسر وفوقه يمكنها من التدخل السريع في حال وقوع حوادث نتيجة التزاحم أو التدافع في منطقة الجسر.