وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين؟


إضافة رد
قديم 18-02-2013, 05:48 AM
  #1
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين؟

اَلْحَمْدُ لِله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْد؟ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى الْكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَتْرُكُوا مَحَلَّاتِهِمُ التِّجَارِيَّةَ مِنْ اَجْلِ حُضُورِ دُرُوسِ الْعِلْمِ الَّتِي لَاتَتَجَاوَزُ مُدَّةُ الدَّرْسِ الْوَاحِدِ مِنْهَا نِصْفَ سَاعَة وَخَاصَّةً فِي الْاَيَّامِ الَّتِي يَكُونُ نَهَارُهَا قَصِيراً؟ وَلَكِنَّهُمْ حِينَمَا يَجِدُّونَ وَيَجْتَهِدُونَ مِنْ اَجْلِ ذَلِكَ يَكُونُ ثَوَابُهُمْ وَاَجْرُهُمْ اَعْظَمَ عِنْدَ الله وَيَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُون؟ لِاَنَّ عَلَيْهِمْ اَنْ يَتَعَلَّمُوا فِقْهَ الدِّينِ وَخَاصَّةً فِقْهَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالْمُعَامَلَات؟ وَكَمَا نَقُولُ دَائِماً فَاِنَّ خَيْرَ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ الْاِنْسَانُ الْمُسْلِمُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِ هُوَ طَلَبُ الْعِلْم؟ وَخَاصَّةً اِلْجُلُوسُ فِي بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّتِي يُعْتَبَرُ صَاحِبُهَا فِي زِيَارَةٍ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَيْتِه؟؟وَلَوْ دُعِيَ اَحَدُنَا اِلَى مَجْلِسٍ يَحْضُرُهُ مُلُوكُ الْعَالَمِ وَكُبَرَاؤُهُمْ وَزُعَمَاؤُهُمْ وَاَنَّهُ اِذَا جَلَسَ مَعَهُمْ سَيَنَالُ التَّكْرِيمَ الَّذِي يَلِيقُ بِهَذَا الْمَجْلِسِ وَمَنْ يَحْضُرُهُ؟ فَاِنَّكَ اَخِي سَتَرَى النَّاسَ زُرَافَاتٍ وَوُحْدَاناً يَتَقَاطَرُونَ وَلَوْ مِنْ اَجْلِ اِلْقَاءِ نَظْرَةٍ خَاطِفَة؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَلِكِ الْمُلُوكِ سُبْحَانَهُ وَقَدْ دَعَاكَ اِلَى نِصْفِ سَاعَةٍ خَاطِفَةٍ فَقَطْ يَوْمِيَّاً مِنْ اَجْلِ حُضُورِ دُرُوسِ الْعِلْمِ وَمَجَالِسِهَا؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْهُ اَنَّهُ قَال[مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ اِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه(فَمَا هُوَ رَاْيُكَ اَخِي؟ هَلْ مَجَالِسُ الْمُلُوكِ الَّتِي تُحِيطُ بِكَ بِحَاشِيَتِهَا وَقَدْ تَقُومُ بِصَدِّكَ وَضَرْبِكَ اِذَا اقْتَرَبْتَ مِنْ اَحَدِ الْمَسْؤُولِينَ وَلَوْ عَلَى مُسْتَوَى وَزِير؟ وَلَوْ عَلَى مُسْتَوَى فَنَّان قَدْ يَقُومُ بِضَرْبِكَ اَيْضاً بِمَا يُسَمَّى بِالْبَادِي كَارْتِ الْمُرَافِقِ لَهُ؟ وَلَوْ عَلَى مُسْتَوَى مَلْعَبٍ رِيَاضِيٍّ اِذَا حَاوَلْتَ الِاقْتِرَابَ مِنَ اللَّاعِبِين؟ فَهَلْ هَذِهِ الْاِهَانَاتُ الَّتِي تَحْصَلُ لَكَ فِي هَذِهِ الْمَجَالِسِ الْمَشْؤُومَةِ اَحْسَن؟ اَمْ مَجَالِسُ اللهِ الَّتِي تُحِيطُكَ بِحَاشِيَتِهَا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالسَّكِينَةِ وَالْهُدُوءِ وَالْوَقَارِ وَالتَّكْرِيمِ الَّذِي لَاحُدُودَ لَهُ وَمَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ وَالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتَفَاخَرُ بِكَ فِيمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ وَالْجُنُودِ{وَمَا يَعْلَم جُنُودَ رَبِّكَ اِلَّا هُو(طَبْعاً وَبِالتَّاْكِيدِ فَاِنَّ مَجَالِسَ اللهِ هِيَ الْاَحْسَنُ؟ وَلَكِنَّنَا مَعَ الْاَسَفِ نَقُولُ ذَلِكَ بِاَلْسِنَتِنَا؟ وَلَكِنَّ الْقَلِيلَ هُوَ الَّذِي يُطَبِّقُ ذَلِكَ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً؟ لِمَاذَا نَحْنُ وَاَنْتُمْ اَيُّهَا الْاُخُوَةُ حَرِيصُونَ دَائِماً عَلَى مَافِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ{ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْاَمْوَال ِوَالْاَوْلَاد(لِمَاذَا لَسْتُم حَرِيصِينَ اَبَداً عَلَى تَفَاخُرِ اللهِ بِكُمْ اَمَامَ مَلَائِكَتِهِ وَحَمَلَةِ عَرْشِه؟ وَلَوْ تَمَثَّلْنَا اَخِي وَتَخَيَّلْنَا ذَلِكَ التَّكْرِيمَ الْعَظِيمَ بِسَبَبِ حُضُورِ مَجَالِسِ الْعِلْمِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ مَعَ دِرَاسَتِهِ وَمُدَارَسَتِهِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ(لَمَا رَاَيْتَ اَخِي مَوْضِعاً لِقَدَمٍ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ كَثْرَةِ الِازْدِحَام؟ وَلَكِنَّ اِيمَانَنَا بِالْغَيْبِ ضَعِيفٌ مَعَ الْاَسَف؟ لِاَنَّنَا لَانَرَى ذَلِكَ التَّكْرِيمَ الرَّبَّانِيَّ بِاَعْيُنِنَا؟ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ وَاِنْ لَمْ يَرَى بِعَيْنَيْهِ؟ فَاِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يُصَدِّقُ مَا اَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه < وَاللهِ لَوْ كُشِفَ عَنِّي الْغِطَاءُ؟ وَرَاَيْتُ الْجَنَّةَ بِعَيْنَيَّ؟ وَالنَّارَ بِعَيْنَيَّ؟ وَرَاَيْتُ عَرْشَ رَبِّي بِعَيْنَيَّ؟ وَرَاَيْتُ كُلَّ مَااَخْبَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ بِعَيْنَيَّ مَازَادَ اِيمَانِي بِذَلِكَ شَيْئاً وَلَوْ بِمِقْدَارِ ذَرَّةٍ مِنَ الْاِيمَان؟ فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا ذَلِكَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَقَالَ لِاَنِّي اُصَدِّقُ رَسُولَ اللهِ اَكْثَرَ مِمَّا اُصَدِّقُ عَيْنَيّ؟ لِاَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ تَخُونَانِنِي؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ لَايَكْذِبُ اَبَداً وَلَايَخُونُنِي؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْاِيمَانِ الْعَظِيمِ بِرَسُولِ اللهِ لِمُجَرَّدِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ اَخْبَرَهُ بِذَلِكَ ؟وَلِاَنَّهُ يُصَدِّقُهُ اَكْثَرَ مِمَّا يُصَدِّقُ مَاتَرَى عَيْنَاه؟ لِاَنَّ عَيْنَيْهِ قَدْ تَخْدَعَانِهِ وَقَدْ{يُخَيَّلُ اِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ اَنَّهَا تَسْعَى(كَمَا حَصَلَ مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلِكِنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَايَخْدَعُهُ اَبَداً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْجَوَائِز [مَااجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله(مِنْ اَجْلِ كَلَامِ اللَّغْوِ وَاللَّهْوِ وَالثَّرْثَرَةِ وَالْحَكِي الْفَاضِي الَّذِي لَيْسَ لَهُ طَعْمَة؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ اَجْلِ اَنْ[ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ الْمُتَعَلِّمَ الْجَاهِلَ يَسْاَل؟ وَالْعَالِمُ يُجِيبُ وَيَشْرَح؟ وَبِذَلِكَ تَحْصَلُ الْمُدَارَسَةُ بَيْنَ الطَّرَفَيْن؟ وَنَقُولُ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّد؟ مَاهِيَ جَوَائِزُهُمْ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ[اِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة(بِمَعْنَى اَنَّ الْمُؤْمِنَ بِمُجَرَّدِ قُدُومِهِ اِلَى الْمَسْجِدِ فَاِنَّهُ يَشْعُرُ بِرَاحَةٍ نَفْسِيَّةٍ عَظِيمَة؟ وَلِذَلِكَ قَالُوا عَنِ الْمُؤْمِنِ فِي الْمَسْجِدِ اَنَّهُ كَالسَّمَكِ فِي الْمَاء؟ وَالْمُنَافِقُ فِي الْمَسْجِدِ كَالطَّيْرِ فِي الْقَفَص؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمُنَافِقَ كَالطَّيْرِ بِمُجَرَّدِ اَنْ تَفْتَحَ لَهُ اَخِي بَابَ الْقَفَصِ فَاِنَّهُ يَطِيرُ وَيَهْرُبُ؟ وَكَاَنَّهُ كَانَ فِي سِجْنٍ كَئِيبٍ مُظْلِمٍ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ يَتَمَنَّى اَنْ يَنْتَهِيَ دَرْسُ الْعِلْمِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ بِسُرْعَة؟ فَلَا اَمَلَ لِهَذَا الْمُنَافِقِ اِلَّا اَنْ يُحَاوِلَ جَاهِداً وَبِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمِنْ قَرَارَةِ نَفْسِهِ اَنْ يُدَرِّبَهَا عَلَى الْاِخْلَاصِ لِلهِ وَحْدَهُ فَقَطْ مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْم؟ وَاِلَّا فَاِنَّ مَثَلَهُ{كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً(بِمَعْنَى طَلَبَ نُورَ الْعِلْم{فَلَمَّا اَضَاءَتْ مَاحَوْلَهُ(دُرُوسُ الْعِلْم ِفِي الْمَسْجِدِ بِنُورِ اللهِ وَمَلَائِكَتِهِ{ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَايُبْصِرُون؟ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَايَرْجِعُون(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ حَرَمَهُمْ مِنْ نُورِ الْعِلْمِ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ صُمّاً بُكْماً عُمْياً لَايَفْقَهُونَ شَيْئاً مِمَّا يَسْمَعُونَهُ اَوْ يُلْقَى عَلَى مَسَامِعِهِمْ وَاَبْصَارِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ اَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ بِسُرْعَةٍ كَسُرْعَةِ ذَلِكَ الطَّيْرِ الَّذِي يُفْتَحُ لَهُ بَابُ الْقَفَصِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْه؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي الْمُنَافِق فَاِيَّاكَ ثُمَّ اِيَّاك وَاُحَذّرُكَ بِقُوَّة يَامِسْكِينَ الْمَسَاكِين مِنَ الْيَاْسِ مِنْ رَحْمَةِ الله؟ فَمَا زَالَ بِاِمْكَانِكَ اَنْ تَعِيشَ عَلَى ضَوْءِ اَمَلٍ كَبِيرٍ جِدّاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْاَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرَا؟ اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَاُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِين؟ وَسَوْفَ يُؤْتِي اللهُ الْمُؤْمِنِينَ اَجْراً عَظِيمَا( وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ فَاِنَّهُ فِي الْمَسْجِدِ كَالسَّمَكِ فِي الْمَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاِنَّهُ يَخْتَنِقُ مِنْ صَيْدِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ اِذَا اَوْقَعُوهُ فِي الْمُحَرَّمَاتِ؟ كَمَا يَخْتَنِقُ السَّمَكُ مِنْ صَيْدِ الصَّيَّادِينَ فِي الشَّبَكَةِ اِذَا بِقِيَ خَارِجَ الْمَاء وَيَنْقَطِعُ نَفَسُهُ حَتَّى الْمًوْت؟ لِاَنَّ الْمُؤْمِنَ قَلْبُهُ دَائِماً مُعَلَّقٌ تَحْتَ ظِلِّ الْمَسَاجِدِ اِذَا خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى يَعُودَ اِلَيْهَا مِنْ اَجْلِ ذِكْرِ اللهِ وَهُوَ دُرُوسُ الْعِلْمِ وَمِنْ اَجْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَاظِلَّ اِلَّا ظِلُّهُ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ حَرِيصٌ عَلَى صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ وَحُضُورِ دُرُوسِ الْعِلْمِ فِي جَمِيعِ الْاَوْقَاتِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَتَّى يَقْبِضَ اللهُ رُوحَهُ مِنْهُ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ وَالزَّكَاةِ وَ طَلَبِ الْعِلْمِ مِنْ مَهْدِ الطُّفُولَةِ اِلَى لَحْدِ الْقَبْر؟ كَذَلِكَ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا سَمِعَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ مِنَ الْعَالِمِ؟ فَاِذَا حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ اَنْ يَرْتَكِبَ حَرَاماً فَمَاذَا يَقُولُ لِنَفْسِه؟ عَلَيْهِ اَنْ يَتَذَكَّرَ اَنَّهُ لَمْ يَمْضِ عَلَى خُرُوجِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ اِلَّا دَقَائِقُ مَعْدُودَة؟ ثُمَّ جَاءَهُ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ؟ بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنْ حَضْرَةِ الْمَلِكِ الدَّيَّان{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون؟ اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ؟ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون}نَعَمْ اَخِي وَقَدْ تَجِدُ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى التِّلْفَازِ اَوْ يَسْتَمِعُ اِلَى الْاِذَاعَاتِ اَوْ يَقْرَاُ عَلَى الْاِنْتِرْنِتِّ مَا يُسَاعِدُهُ عَلَى التَّفَقُّهِ فِي دِينِه؟ وَلَكِنَّ الْاَجْرَ وَالثَّوَابَ الْاَعْظَمَ عِنْدَ اللهِ يَحْصَلُ عَلَيْهِ اَكْثَرَ مَنْ يَجْلِسُ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَوْ لِنِصْفِ سَاعَةٍ يَوْمِيّاً مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْم؟ لِاَنَّهُ يَلْتَقِي مَعَ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِد؟ وَاَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة( فَهُوَ بِمَعْنَى غَطَّتْهُمُ الرَّحْمَة كَمَا يَتَغَشَّى الْاِنْسَانُ بِثَوْبِهِ فِي حَالَةِ الْبَرْدِ الشَّدِيد؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَلُفُّ نَفْسَهُ بِثَوْبِهِ اَوْ يُغَطّيهَا بِمَا يُدْفِئُهُ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْد؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّحْمَةَ تُحِيطُ بِطَالِبِ الْعِلْمِ مِنْ كُلِّ جَانِب؟ ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَة( نَعَمْ حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَلَيْسَ مُلُوكُ الْاَرْضِ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ عَلَيْهِمْ وَلَايَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَى فَضَائِيَّةٍ مِنَ الْفَضَائِيَّاتِ حَتَّى يُنَاقِشَ النَّاسَ وَيُشَارِكَهُمْ فِي هُمُومِهِمْ وَقَضَايَاهُمْ ثُمَّ يَتَعَاوَنَ مَعَهُمْ عَلَى وَضْعِ الْحُلُولِ الْمُنَاسِبَةِ كَمَا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعَسْعِسُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟ وَلَايَاْتِيهِ النَّوْمُ اَبَداً حَتَّى يَنَامَ الْمُسْلِمُونَ قَرِيرِي الْعُيُونِ شَبْعَانِينَ غَيْرَ جَائِعِينَ؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ جُوعاً جِنْسِيّاً اِلَى الْحَلَال؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ امْرَاَةٍ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ اَجْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله؟ وَكَانَتْ تَشْتَكِي اِلَى اللهِ وَتَقُول؟ تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ حَتَّى مَلَّ صَاحِبُه؟ وَمَا مِنْ خَلِيلٍ لَدَيَّ اُلَاعِبُه[كَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِرَجُلٍ مِنْ اَصْحَابِهِ اَرَادَ الزَّوَاج[فَهَلَّا؟ بِمَعْنَى حَبَّذَا لَوْ تَزَوَّجْتَ بِكْراً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُك(ثُمَّ تَقُولُ هَذِهِ الْمَرْاَةُ الْمِسْكِينَة؟ فَوَاللهِ لَوْلَا اللهَ اَنِّي اُرَاقِبُه؟ لَحَرَّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُه؟ بِمَعْنَى لَوْلَا خَوْفُهَا مِنَ الله لَخَانَتْ زَوْجَهَا وَارْتَكَبَتِ الْفَاحِشَةَ عَلَى سَرِيرِ الزَّوْجِيَّة؟ فَمَا كَانَ مِنْ عُمَرَ اِلَّا اَنْ سَاَلَ ابْنَتَهُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ كَمْ تَصْبِرُ الْمَرْاَةُ عَلَى فِرَاقِ زَوْجِهَا يَاابْنَتِي؟ فَقَالَتْ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصْبِرَ اَكْثَرَ مِنْ اَرْبَعَةِ اَشْهُرْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُر؟ فَاِنْ فَاؤُوا فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم؟ وَاِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَاِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم(بِمَعْنَى اَنَّ الرَّجُلَ اِذَا اَرَادَ اَنْ يُؤَدَّبَ زَوْجَتَهُ النَّاشِزَ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ؟ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ؟ وَاضْرِبُوهُنّ(فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ مَعَهَا الْوَعْظُ وَالْاِرْشَادُ اِلَى الْخَوْفِ مِنَ اللهِ وَتَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ فِي طَاعَةِ زَوْجِهَا فِيمَا يُرْضِي الله؟ فَعَلَيْهِ مَبْدَئِيّاً اَنْ يَنْتَقِلَ اِلَى اُسْلُوبٍ تَاْدِيبِيٍّ قَدْ يُؤَثِّرُ عَلَى زَوْجَتِهِ اَكْثَرَ؟ وَهُوَ اَنْ يَهْجُرَهَا فِي فِرَاشِهِ وَمَضْجَعِهِ وَلَيْسَ خَارِجَ فِرَاشِهِ؟ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْحَمْقَى وَيَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ وَقَدْ يَنَامُ عِنْدَ اَحَدِ اَصْدِقَائِهِ؟ وَلَا كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْاَغْبِيَاءِ اَيْضاً بِطَرْدِهَا فَوْراً اِلَى بَيْتِ اَهْلِهَا لِمُجَرَّدِ مُشْكِلَةٍ زَوْجِيَّةٍ قَدْ تَكُونُ تَافِهَةً جِدّاً وَلَاتَسْتَدْعِي ذَلِكَ الطَّرْدَ مِنْ بَيْتِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَهْمَا حَصَلَ مِنْ مَشَاكِلَ زَوْجِيَّةٍ فَاِنَّهُ يَقُولُ سُبْحَانَه{لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ؟ وَلَايَخْرُجْنَ اِلَّا اَنْ يَاْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَة(فَاِنْ حَصَلَ مِنْهَا هَذِهِ الْفَاحِشَة؟ فَيِحِقُّ لِزَوْجِهَا هُنَا اَنْ يُخْرِجَهَا مِنْ بَيْتِهَا اِلَى الْمَحْكَمَةِ مِنْ اَجْلِ الْمُلَاعَنَةِ الْمَعْرُوفَة؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَحْصَلْ ذَلِكَ؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ مَعَهَا الْهَجْرُ الْجِنْسِيُّ عَلَى فِرَاشِ الزَّوْجِيَّة؟ فَعَلَى الزَّوْجِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَضْرِبَهَا ضَرْباً تَاْدِيبِيّاً بِالْمِسْوَاكِ غَيْرَ مُبَرِّحٍ؟ وَلَايَخْدِشُ لَحْمَهَا؟ وَلَايَكْسِرُعَظْمَهَا؟ وَلَايَكُونُ مَقْصُودُهُ مِنْهُ التَّشَفّي وَالِانْتِقَامِ مِنْهَا كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ سَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُمْ بِالتَّاْكِيدِ اِنْ لَمْ يَحْصَلُوا عَلَى السَّمَاحِ وَالْمَغْفِرَةِ مِنْ زَوْجَاتِهِمْ؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ مَعَهَا الضَّرْبُ الرَّحِيمُ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ؟ فَعَلَى الزَّوْجِ اَنْ يَسْتَعِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ اَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ اَهْلِهَا؟ اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا(فَاِنْ لَمْ تَنْفَعْ هَذِهِ الْآيَة بِسَبَبِ عَدَمِ صَفَاءِ النَّوَايَا مِنَ الطَّرَفَيْنِ الْحَكَمَيْنِ الْاَهْلَيْنِ مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاح؟ وَيَاوَيْلَهُمْ مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ اِذَا كَانُوا كَالسَّحَرَةِ الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ{اَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه(وَهَنِيئاً لَهُمْ بِالتَّاجِ الشَّيْطَانِيِّ الذَّهَبِيِّ الْخَالِصِ الْمُرَصَّعِ بِالْمَاسِ الَّذِي سَيَضَعُهُ الشَّيْطَانُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ؟ ثُمَّ يَجْعَلُ مِنْهُمْ زُعَمَاءَ الشَّيَاطِينِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَهَؤُلَاءِ يَصْدُقُ عَلَيْهِمُ الْمَثَلُ الْقَائِل؟ اَلسَّعْيُ فِي جَنَازَة؟ وَلَا السَّعْيُ فِي جَازَة؟ وَعَلَيْهِمْ اِذَا كَانُوا فِعْلاً يُرِيدُونَ النَّجَاةَ مِنْ غَضَبِ اللهِ؟اَنْ يَكُونُوا مَحْضَرَ خَيْرٍ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ قَبْلَ الطَّلَاقِ وَبَعْدَهُ اَيْضاً عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ اَجَلَهُنَّ؟ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ اَنْ يَنْكِحْنَ اَزْوَاجَهُنَّ؟ اِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوف( فَاِذَا وَصَلَ الزَّوْجُ اِلَى حَالَةٍ مِنَ الْغَضَبِ فَحَلَفَ عَلَى زَوْجَتِهِ اَلَّا يَقْرَبَهَا اَبَداً وَلَايُعَاشِرَهَا جِنْسِيّاً فِي الْفِرَاشِ مَدَى الْحَيَاة؟ فَلَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَهْجُرَهَا مِنْ دُونِ مُعَاشَرَةٍ جِنْسِيَّةٍ اِلَّا بِمِقْدَارِ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي اَوَّلِ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ الطَّلَاقِ؟ وَهِيَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُر( لِاَنَّ الْمَرْاَةَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصْبِرَ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَقَدَّمَ اِلَى الْمَحْكَمَةِ الشَّرْعِيَّةِ بِطَلَبِ الْخُلْعِ مِنْ زَوْجِهَا اِذَا رَفَضَ اَنْ يُطَلِّقَهَا بَعْدَ مُضِيِّ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ عَلَى اِيلَاءِ زَوْجِهَا بِمَعْنَى حِلْفَانِهِ اَوْ قَسَمِهِ اَلَّا يَقْرَبَهَا اَبَداً اَوْ مُؤَقَّتاً؟فَقَالَ عُمَرُ فِي نَفْسِه؟ وَيْلَكَ مِنَ اللهِ يَاعُمَر؟ كَمْ سَتَتَحَمَّلُ مِنَ الْخَطَايَا؟ بِسَبَبِ لَوْعَاتِ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى اَزْوَاجِهِنّ؟ ثُمَّ اَمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالْزَامِ الْمُجَاهِدِينَ بِاِجَازَةٍ كَافِيَةٍ كُلَّ ثَلَاثَةِ اَشْهُرٍ مِنْ اَجْلِ الذَّهَابِ اِلَى زَوْجَاتِهِمْ وَمُلَاعَبَتِهِنَّ وَمُضَاجَعَتِهِنَّ فِي الْفِرَاشِ الزَّوْجِيِّ الْحَلَال؟؟ نَعَمْ اَخِي طَالِبَ الْعِلْم؟ يَامَنْ سَتَضُمُّكَ الْمَلَائِكَةُ اِلَى اَجْنِحَتِهَا؟هَلْ جَوَائِزُ الْمُلُوكِ وَهَدَايَاهُمْ اَحْسَنُ؟ اَمْ رَحْمَةُ اللِه اَحْسَنُ اَخِي؟ بَلْ رَحْمَةُ اللهِ هِيَ الْاَحْسَنُ اِذَا اتَّبَعَ الْجَمِيعُ{اَحْسَنَ مَااُنِزلَ اِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ(وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكَ لَوْ عَرَضُوا تَوْزِيعَ اللَّيْرَاتِ الذَّهَبِيَّةِ عَلَى مَنْ يَاْتِي لِحُضُورِ مَجَالِسِهِمْ؟ لَوَجَدْتَّ اَخِي النَّاسَ تَاْتِي مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ مِنْ اَجْلِ الذَّهَبِ؟ وَالذَّهَبُ يَذْهَب؟ وَلَايَبْقَى اِلَّا الْبَاقِياتُ الصَّالِحَاتُ؟ مِنْ خَيْرِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ؟ وَهِيَ ذِكْرُ اللهِ الْاَرْقَى وَالْاَعْظَمُ وَالْكَثِيرُ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ؟ وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْس؟ وَلَوْ وَضَعَ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكُ مِنَ اللَّيْرَاتِ الذَّهَبِيَّةِ فِي طَرِيقِ الْمُصَلّينَ اِلَى الْجَامِعِ؟ لَهَجَمَ النَّاسُ عَلَيْهَا وَتَسَابَقُوا؟ وَرُبَّمَا انْشَغَلُوا بِهَا عَنِ الصَّلَاة؟ وَاَمَّا اَنْ يَضَعَ اللهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ فِي طَرِيقِ الْمُصَلّينَ وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُونَهَا اِلَى الْمَسْجِدِ حَسَنَةً وَيَمْحُوَ عَنْهُمْ سَيِّئَة؟ فَلَا اَحَدَ يَهْتَمُّ وَيُفَكِّرُ فِي آخِرَتِهِ اَبَداً؟ وَلَا بِالْقَبْرِ الَّذِي سَيَنْزِلُ اِلَيْه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْمِسْكِين؟ سَيَذْهَبُ الذَّهَبُ عَنْكَ؟ وَاَنْتَ سَتَذْهَبُ عَنْهُ اَيْضاً؟ وَسَتَنْفَضُّ الْفِضَّةُ مِنْ حَوْلِكَ؟ وَاَنْتَ سَتَنْفَضُّ عَنْهَا اَيْضاً؟ بَلْ سَيَنْفَضُّ النَّاسُ جَمِيعاً وَيَبْتَعِدُونَ عَنْ قَبْرِك؟ هُمْ يَتَنَعَّمُونَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَاصَّتِكَ؟ وَاَنْتَ تَتَعَذَّبُ فِي قَبْرِك؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ الرَّزَّاقَ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينِ سُبْحَانَهُ؟ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يَضَعَ فِي طَرِيقِ النَّاسِ؟ وَيَمْلَاَ شَوَارِعَهُمْ وَبِحَارَهُمْ وَاَنْهَارَهُمْ وَجِبَالَهُمْ؟ بَلْ وَيُمْطِرَالسَّمَاءَ عَلَيْهِمْ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ وَلَكِنَّهُ لَايَفْعَلُ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ رَحْمَةً بِهِمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْاَرْضِ؟ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاء(نَعَمْ لَبَغَوْا فِي الْاَرْضِ؟ وَاعْتَدَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ وَاللهُ تَعَالَى{يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي( وَهُوَ الظُّلْمُ وَالتَّعَدِّي؟ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِنْ بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الْاُخْرَى(بِمَعْنَى اَسْرَفَتْ فِي الْقَتْلِ وَظَلَمَتْ وَتَعَدَّتْ وَتَجَاوَزَتِ الْحُدُودَ الشَّرْعِيَّةَ الْمَطْلُوبَةَ فِي الْقِتَال؟ وَمِنْهُ الْبِغَاءُ اَيْضاً؟ وَمِنْهُ الْمَرْاَةُ الْبَغِيُّ؟ بِمَعْنَى الظَّالِمَة؟ لِاَنَّهَا بِهَذَا الزِّنَى ظَلَمَتْ نَفْسَهَا وَوَلَدَهَا مِنَ الزِّنَى؟ قَبْلَ اَنْ تَظْلِمَ مُجْتَمَعَهَا وَيَلْحَقَهُ الْعَارُ وَوَلَدَهَا بِسَبَبِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُرِيدُ مُسَاعَدَةَ النَّاسِ فِي الِانْتِهَاءِ عَنْ ذَلِكَ كُلّه؟ وَلِذَلِكَ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَتَهَاوَنَ فِي مَوْضُوعِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ الَّذِي تَنْهَى عَنْهُ الصَّلَاة؟ وَتُطَهِّرُكَ مِنْهُ الزَّكَاة؟ وَيُخَوِّفُكَ طَلَبُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ مِنْ غَضَبِ اللهِ عَلَيْكَ فِي حَالِ عَدَمِ تَاْثِيرِ الصَّلَاةِ عَلَى سُلُوكِكَ وَعَدَمِ اِقْلَاعِكَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ لِاَنَّهُ يُعَلِّمُكَ الْفِقْهَ الْمُتَعَلّقَ بِهِمَا وَبِغَيْرِهِمَا مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام؟ وَذَلِكَ بِاَنْ تُقِيمَ الصَّلَاة؟ بِمَعْنَى تَسْتَقِيمَ بِالصَّلَاةِ؟ بَعْدَ اَنْ تُقَوِّمَ مِنْ سُلُوكِكَ وَاعْوِجَاجِكَ بِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَكُونُ صَلَاةً عَوْجَاءَ وَبِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ تُقِيمَهَا؟ بِمَعْنَى تُصْلِحَ مِنِ اعْوِجَاجِهَا؟ وَاعْلَمْ اَخِي الْمُقِيمُ لِلصَّلَاة بِحَقّ؟ اَنَّ الصَّلَاةَ بِالنِّسْبَةِ لِاَخِيكَ الَّذِي لَاتَنْهَاهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؟ هِيَ كَالْمَرْاَةِ الْعَوْجَاءِ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ اَعْوَج؟ وَاِنَّ اَعْوَجَ مَافِي الضِّلْعِ اَعْلَاه؟ فَاِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ مِنْ دُونِ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَطْلُوبَةِ كَسَرْتَه؟ وَاِنْ اَرَدْتَّ اَنْ تَسْتَمْتِعَ بِصُحْبَةِ اَخِيكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُرَاعِيَ الْعِوَجَ الَّذِي فِيه؟ لِمَاذَا نَرْفُقُ فِي دَعْوَةِ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ اِلَى الله؟ وَلَانَرْفُقُ بِدَعْوَةِ الْمُصَلّينَ الْفَاحِشِينَ هَؤُلَاء؟ لِمَاذَا اَخِي لَاتُحِبُّ الْخَيْرَ لِاَخِيكَ النَّاشِزِ عَلَى رَبِّهِ كَمَا تُحِبُّهُ لِزَوْجَتِكَ النَّاشِزِ عَلَى رَبِّهَا وَعَلَيْك؟ لِمَاذَا لَاتَرْتَقِي بِعَلَاقَتِكَ اَخِي مَعَ اَخِيكَ الْفَاحِش؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يُحِبُّكَ بِطَرِيقَةٍ خَاطِئَةٍ مِنَ الْمُيُولِ الشَّاذَّةِ اللُّوَاطِيَّةِ الْمُقْرِفَةِ؟لِمَاذَا لَاتَرْتَقِي بِهِ وَمَعَهُ اَيْضاً اِلَى مُسْتَوَى اَطْهَرِ عَلَاقَةٍ فِي الْكَوْنِ كُلِّهِ وَهِيَ رَجُلَانِ اَوِ امْرَاَتَانِ تَحَابّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ حَتَّى تَكُونَا مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلّهِ يَوْمَ لَاظِلَّ اِلَّا ظِلُّه؟ هَلْ تُرِيدُ اَيُّهَا الْاَخُ الطَّاهِرُ اَنْ تُعِينَ الشَّيْطَانَ عَلَى اَخِيكَ؟ اَمْ تُعِينَ اَخَاكَ عَلَى الشَّيْطَانِ؟ وَاَنْتَ اَخِي قَدْ لَاتَفْهَمُ مَاهِيَ ظُرُوفُه؟ فَقَدْ تَكُونُ هُنَاكَ ظُرُوفٌ قَهْرِيَّة تَضْطَّرُّهُ رَغْماً عَنْهُ اِلَى هَذَا الْفِعْلِ الشَّنِيعِ الْفَاحِش؟ اَمَا عَلِمْتَ اَخِي الطَّاهِر؟ اَنَّ الطَّاهِرَالْحَقِيقِيَّ يُرِيدُ الطَّهَارَةَ لِاَخِيهِ اَيْضاً وَمُجْتَمَعِهِ كُلّهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاللهِ لَايُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِاَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه(حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاَخُ غَيْرَ مُسْلِم؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ اَخُوكَ هَذَا قَاتِلاً لِاَحَدِ اَفْرَادِ اُسْرَتِكَ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقْطَعَ عَلَاقَتَكَ مَعَه؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُحِبَّ لَهُ الْحَيَاةَ وَالنَّجَاةَ مِنَ الْمَوْتِ كَمَا تُحِبُّهَا لِنَفْسِك؟ وَ يَحِقُّ لَكَ اَنْ تُطَالِبَ بِالْقِصَاصِ مِنْه؟ وَلَكِنَّكَ اِذَا اخْتَرْتَ الدِّيَةَ اَوِ الْعَفْوَ؟ فَاِنَّ اللهَ يَقُول{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ اَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوف(بِمَعْنَى اَنَّكَ لَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تُلَاحِقَهُ بَعْدَ عَفْوِكَ عَنْهُ وَقَبُولِكَ بِالدِّيَةِ اِلَّا بِالْمَعْرُوف اِنْ لَمْ يَكُنْ مَوْقُوفاً بِجُرْمٍ آخَر{ وَاَدَاءٌ اِلَيْهِ بِاِحْسَان(بِمَعْنَى اَنَّ عَلَى اَخِيكَ الْقَاتِلِ اَنْ يُؤَدِّيَ الدِّيَةَ اِلَيْكَ بِالْاِحْسَانِ وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَلَى الْعَدْلِ وَلَوْ اَعْطَاكَ اَكْثَرَ مِنْ حَقّكَ؟ اَوْ اَنْ تَخْتَارَ الْعَفْوَ بِلَا قِصَاصٍ وَلَادِيَة؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْقَاتِلَ هُوَ اَخُوكَ اَخِي رَغْماً عَنْكَ كَمَا اَمَرَ اللَّه؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ فَهُوَ اَخُوكَ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ(وَالْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ وَالْهَلَاكُ وَجَحِيمُ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ لِمَنْ يَعْمَلُ عَلَى اِثَارَةِ الْفِتْنَةِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى الْقَتْلِ ضَارِباً عُرْضَ الْحَائِطِ بِهَذِهِ الْآيَاتِ وَمَا فِيهَا مِنْ اُخُوَّةٍ اِيمَانِيَّةٍ رَغْمَ الْقَتْلِ وَالْآلَامِ وَالْجِرَاح؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَدْعُوَ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ اِلَى اللهِ كَمَا تَدْعُو زَوْجَتَكَ النَّاشِزَ بِالْوَعْظِ وَالْاِرْشَادِ وَالْهَجْرِ الْجَمِيلِ غَيْرِ الْقَبِيح؟ وَلَايَحِلُّ لِمُسْلِمٍ اَنْ يَهْجُرَ اَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاث؟ وَتَكُونُ الثَّلَاثُ قَابِلَةً لِلتَّجْدِيدِ اَيْضاً كُلَّمَا تَكَرَّرَتْ مِنْهُ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَر؟ وَبِالضَّرْبِ الرَّحِيمِ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مُرُوا اَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْع؟ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْر(فَاِذَا عَجَزْتَ اَخِي عَنْ ضَرْبِهِ بِيَدِك فَعَلَيْكَ بِلِسَانِك؟ فَاِذَا عَجَزْتَ بِلِسَانِكَ فَعَلَيْكَ بِقَلْبِكَ وَوَجْهِكَ الْعَبُوسِ الْكَالِحِ لَهُ كُلَّمَا رَآكَ وَذَلِكَ اَضْعَفُ الْاِيمَان؟ نَعَمْ اَخِي طَالِبُ الْعِلْم؟ سَتَنْزِلُ عَلَيْكَ السَّكِينَة؟ وَتَحُفُّكَ المَلَائِكَة؟ وَسَيَذْكُرُكَ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَيَقُولُ لَهُمُ؟اُنْظُرُوا اِلَى عِبَادِي كَيْفَ تَرَكُوا اَعْمَالَهُمْ وَجَاؤُوا اِلَى بُيُوتِي لِيَتَدَارَسُوا كِتَابي فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَهَلْ تُرِيدُ فَضْلاً وَرَحْمَةً وَحُبّاً اِلَهِيّاً اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ اَخِي؟ فَاِذَا كُنْتَ اَخِي تُرِيدُ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَحْرِصَ عَلَى الْاِحْسَانِ فِي الصَّلَاةِ دَاخِلَ وَخَارِجَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّكَ تَرَاه فَاِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاك؟ وَعَلَى الْاِحْسَانِ فِي الزَّكَاةِ بِالزَّيَادَةِ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ وَهُوَ صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ النَّافِلَة وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ الْعَصِيبَةِ الصَّعْبَةِ؟ وَالَّتِي يَجِبُ بِسَبَبِهَا عَلَى عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً اَنْ يُفْتُوا بِمَذْهَبِ اَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي نَظْرَتِهِ اِلَى الْمَال؟ وَاَنْ تَكُونَ اَخِي اَيْضاً حَرِيصاً عَلَى الْاِحْسَانِ اَيْضاً فِي حُضُورِ مَجَالِسِ الْعِلْمِ دَائِماً؟ وَهُوَ اَنْ تَتَعَلَّمَ وَتُعَلّمَ غَيْرَكَ اَيْضاً دَاخِلَ وَخَارِجَ الْمَسْجِدِ وَزَوْجَتَكَ وَاَفْرَادَ اُسْرَتِكَ حَتَّى تَنْعَمَ وَتَتَلَذَّذَ اَكْثَرَ بِالنَّظَرِ اِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ سُبْحَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لِلَّذِينَ اَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة(وَالزِّيَادَةُ هِيَ النَّظَرُ اِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ سُبْحَانَه؟؟ نَعَمْ اَخِي لَوْ كُنْتَ جَالِساً فِي مَجْلِسٍ مِنَ الْمَجَالِسِ؟ فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْمَسْؤُولِينَ فَاَخْبَرَكَ اَمَامَ النَّاسِ اَنَّ الْمَلِكَ اَوِ الزَّعِيمَ اَوِ الْوَزِيرَ فُلَان قَدْ مَدَحَكَ وَاَثْنَى عَلَيْكَ وَذَكَرَكَ بِخَيْرٍ فِي مَجْلِسِهِ وَاَمَامَ حَاشِيَتِهِ وَوُزَرَائِهِ وَكُبَرَائِه؟ فَكَمْ سَتَشْعُرُ اَخِي بِالْغِبْطَةِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرُور؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ الَّذِي يَمْدَحُكَ وَيُثْنِي عَلَيْكَ وَيَشْكُرُكَ هُوَ مَلِكُ الْمُلُوكِ سُبْحَانَهُ وَاَمَامَ مَلَائِكَتِهِ وَحَمَلَةِ عَرْشِهِ؟ بِسَبَبِ حُضُورِكَ لِمَجَالِسِ عِلْمِهِ الْمُقَدَّسِ سُبْحَانَه؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقْتَصِرَ فِي ذَلِكَ عَلَى رَمَضَانَ فَقَطْ؟ بَعْضُ النَّاسِ لَايَعْرِفُونَ اللهَ وَلَابُيُوتَ اللهِ وَلَايُصَلُّونَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً وَلَايَحْضُرُونَ مَجَالِسَ عِلْمِهِ سُبْحَانَهُ وَلَايَجْلِسُ اَحَدُهُمْ فِي الْجَامِعِ وَلاَيَسْتَمِعُ اِلَى دَرْسِ عِلْمٍ اِلَّا فِي رَمَضَان؟ فَهَؤُلَاءِ لَايَنْفَعُهُمْ اِيمَانُهُمْ؟وَاِنَّمَا تَنْفَعُهُمُ الْعَادَةُ الَّتِي تَعَوَّدُوا عَلَيْهَا؟ لِاَنَّ صَلَاتَهُمْ هِيَ عَادَةٌ وَلَيْسَتْ عِبَادَة؟ وَكَاَنَّ اللهَ لَمْ يَطْلُبْ مِنْهُمْ اَنْ يُصَلُّوا وَيَتَفَقَّهُوا فِي دِينِهِ اِلَّا فِي رَمَضَان؟ وَكَاَنَّ اللهَ هُوَ رَبُّ رَمَضَانَ وَلَيْسَ رَبّاً لِرَجَبَ وَ شَعْبَانَ وَشَوَّالَ وَذُو الْقِعْدَةِ وَالْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرَ وَالرَّبِيعَيْنِ وَالْجُمَادَتَيْن؟ فَكَيْفَ سَيَذْكُرُ اللهُ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فِيمَنْ عِنْدَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَحَمَلَةِ عَرْشِهِ اِذَا كَانُوا لَايَذْكُرُونَ اللهَ اِلَّا فِي رَمَضَان؟ وَالْعِنْدِيَّةُ الَّتِي ذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيح[وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ(اَخِي هُنَا بِمَعْنَى عِنْدِيَّةُ الْمَكَانَةِ وَالْمَنْزِلَة وَلَيْسَتْ عِنْدِيَّةُ الْمَكَان؟ لِاَنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عَنِ الْمَكَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ مَحْصُوراً بِزَمَانٍ اَوْ مَكَان؟ فَهُوَ الْاَوَّلُ بِلَا بِدَايَةٍ مُنْذُ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي السَّحِيق وَاِلَى مَالَانِهَايَة؟ وَهُوَ الْآخِرُ اَيْضاً بِلَانِهَايَةٍ وَاِلَى مَالَانِهَايَةٍ اَيْضاً؟ وَعِلْمُهُ اَيْضاً بِلَابِدَايَةٍ وَلَانِهَايَةٍ سُبْحَانَهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلزَّمَان{هُوَ الْاَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم(وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلْمَكَان{وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَمَا كُنْتُمْ{لَاتُدْرِكُهُ الْاَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْاَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} هَنِيئاً لِلْمُلُوكِ وَالزَّعَمَاءِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَغَيْرِهم بِمَرْضَاةِ اللهِ اِذَا ذَهَبُوا اِلَى الْمَسَاجِدِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُشَجِّعُوا النَّاس عَلَى حُضُورِ مَجَالِسِ الْعِلْمِ الرَّبَّانِيَّةِ الْمَلَائِكِيَّةِ الْاِنْسِيَّةِ الْجِنِّيَّة؟هَنِيئاً لَهُمْ اِذَا شَارَكُوا النَّاسَ فِي هُمُومِهِمْ وَنَفَّسُوا وَلَوْ قَلِيلاً عَنِ احْتِقَانِهِمْ فِي حِوَارٍ مُبَاشِرٍ لِمُدَّةِ سَاعَةٍ يَوْمِيّاً عَلَى الْاَقَلّ عَلَى الْفَضَائِيَّات وَتَشَاوَرُوا مَعَهُمْ فِي وَضْعِ الْحُلُولِ الصَّحِيحَةِ وَالرَّجُلِ الْمُنَاسِبِ فِي الْمَكَانِ الْمُنَاسِبِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْاَمْرِ فَاِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله(هَنِيئاً لِهَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ حَتَّى وَلَوْ اَسَاءَ شُعُوبُهُمْ اِلَيْهِمْ عَلَناً وَعَلَى الْهَوَاءِ مُبَاشَرَة؟ فَهَنِيئاً لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين(فَهَنِيئاً لَهُمْ بِمَحَبَّةِ اللهِ لَهُمْ في هذه الحالة؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيَّهَا الْاِخْوَة اَنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ وَاَحْكَامَهُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْيُسْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر(وَلِكِنَّ الْيُسْرَ لَايَكُونُ حَسَبَ اَهْوَاءِ النَّاس؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ مُنْضَبِطاً بِالشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ الْحَنِيف؟ فَمَثَلاً حِينَمَا يَفْرِضُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا اَنْ نَتَوَضَّاَ لِلصَّلَاةِ بِغَسْلِ الْاَعْضَاءِ الْوَاجِبَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا قُمْتُمْ اِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَاَيْدِيَكُمْ اِلَى الْمَرَافِقِ؟ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ؟ وَاَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن(فَهَذِهِ هِيَ الْاَعْضَاءُ الَّتِي فَرَضَ سُبْحَانَهُ غَسْلَهَا وَمَسْحَ وَاحِدَةٍ مِنْهَا بِعَزِيمَةٍ مِنْهُ تَعَالَى مِنْ اَجْلِ الْوُضُوء؟ وَمَاعَدَا ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ سُنَنِ الْوُضُوء؟ وَالْعَزِيمَةُ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ عَزَمَ عَلَيْنَا اَشْيَاءَ وَمِنْهَا غَسْلُ هَذِهِ الْاَعْضَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَلْزَمَنَا بِمَسْحِهَا اَوْبِغَسْلِهَا؟ لَكِنْ اَحْيَاناً اِذَا اَرَدْنَا تَطْبِيقَ عَزِيمَتِهِ سُبْحَانَهُ فِيمَا عَزَمَ عَلَيْنَا فَقَدْ نَقَعُ فِي الْمَشَقَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مَايُسَمَّى بِالرُّخْصَةِ يَاْتِي نَجْدَةً لَنَا مِنْ اَجْلِ الْخَلَاصِ مِنْ مَشَقَّةِ الْعَزِيمَة؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ فَرَضَ عَلَيْنَا الصَّوْمَ عَزِيمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ عَزَمَ عَلَيْنَا مِنْ اَجْلِ الصَّوْم؟ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْعَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ يُسَمَّى بِالرُّخْصَةِ الَّتِي اَتَتْ بَعْدَ الْعَزِيمَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}بَعْضُ النَّاسِ قَدْ يَثْقُلُ وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ غَسْلُ رِجْلَيْهِ اَحْيَاناً لِسَبَبٍ مِنَ الْاَسْبَاب وَمِنْهَا مَثَلاً اَنَّهُ مَرِيضٌ لَايَسْتَطِيعُ اسْتِعْمَالَ الْمَاءِ دَائِماً بِسَبَبِ مَرَضٍ جِلْدِيٍّ اَصَابَهُ فِي رِجْلَيْه؟ وَمِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ يَغْسِلَ رِجْلَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي الْيَوْم وَاِلَّا فَاِنَّ الضَّرَرَ سَيَلْحَقُهُ اِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ اَكْثَرَ مِنْ مَرَّة؟ وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي اَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّةِ لَايُرِيدُ اِلْحَاقَ الضَّرَرِ بِنَا وَلَا بِهَذَا الْاِنْسَان؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَ مَايُسَمَّى بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ الْحِذَاءَيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ بَعْدَ عَزِيمَةِ الْفَرْضِ فِي غَسْلِ الرِّجْلَيْن؟ لِاَنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ رُبَّمَا كَانَ يَعْمَلُ وَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيْهِ اَثْنَاءَ النَّهَارِ اَنْ يَخْلَعَ حِذَاءَه؟ اَوْ اَنَّ اِنْسَاناً آخَرَ قَدْ يَشْعُرُ بِالْبَرْدِ الَّذِي يُؤْذِيه؟اَوْ اَنَّ اِنْسَاناً ثَالِثاً رِجْلُهُ فِيهَا شُقُوقٌ وَقَدْ تُؤْذِيهِ مِنْ كَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاء وَعِنْدَ ذَلِكَ تَاْتِي الرُّخْصَة؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَايَجُوزُ اَنْ يَمْسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ اَوْ جَوْرَبَيْهِ اِلَّا اِذَا كَانَ مُضْطَّرّاً لَا؟ بَلْ يَجُوزُ لَهُ الْمَسْحُ سَوَاءٌ كَانَ مُضْطَّرّاً اَوْ غَيْرَ مُضْطَّرّ؟ لَكِنْ اِذَا كَانَ غَيْرَ مُضْطَّرٍّ فَاَيُّهُمَا اَفْضَل؟ طَبْعاً اَنْ يَغْسِلَ رِجْلَيْه؟ وَهَذَا الْحُكْمْ الشَّرْعِيُّ يَشْمَلُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاء؟ وَيَشْمَلُ اَيْضاً اِلْمُسَافِرَ اِلَى غَيْرِ بَلَدِه؟ وَالْمُقِيمَ فِي بَلَدِهِ اَيْضاً؟ وَكَلِمَةُ الْخُفِّ بِمَعْنَى الْحِذَاءِ الْمُرِيحِ تَمَاماً وَالَّذِي تَلْبَسُهُ اَخِي وَتَكُونُ حَرَكَتُكَ فِيهِ خَفِيفَةً وَسَيْرُكَ فِيهِ سَرِيعاً؟ لَكِنَّ الْفُقَهَاءَ قَالُوا اِنَّ هَذَا الْخُفَّ وَهُوَ الْحِذَاءُ اَوِ الْجَوْرَبُ يَجِبُ اَنْ تَتَوَافَرَ فِيهِ شُروطٌ حَتَّى يَصِحَّ الْمَسْحُ عَلَيْه؟ وَهِيَ اَنْ يَكُونَ سَاتِراً لِمَا فَوْقَ الْكَعْبَيْن؟ وَالْكَعْبَانِ هُمَا الْعَظْمَانِ الْمَعْرُوفَانِ النَّاتِئَانِ الْمَوْجُودَانِ مَابَيْنَ الْقَدَمِ وَالسَّاق؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي فَهُوَ اَلَّا يَكُونَ فِي الْخُفِّ خُرُوقاً كَثِيرَةً وَاَلَّا تَتَجَاوَزَ هَذِهِ الْخُرُوقُ مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ اَصَابِعَ مِنْ اَصَابِعِ الْكَفّ؟وَسَيَاْتِي الْحَدِيثُ عَنْ شُرُوطِ الْجَوَارِبِ اِنْ شَاءَ الله؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّالِثُ اَخِي فَهُوَ اَنْ تَلْبَسَهُ عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ مِنَ الْحَدَثَيْنِ الْاَكْبَرِ وَالْاَصْغَر؟ وَالْحَدَثُ الْاَكْبَرُ الَّذِي يَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَالتَّيَمُّمَ وَالصَّلَاةَ وَالْمَسْحَ هُوَ الْجَنَابَةُ بَعْدَ الِاحْتِلام؟ اَوْ بَعْدَ الْمُعَاشَرَةُ الزَّوْجِيَّةُ الْحَلَال؟ اَوْ بَعْدَ مُمَارَسَةُ الْفَوَاحِشِ الْحَرَام وَالْعَيَاذُ بِالله؟ اَوْ خُرُوجُ الدَّمِ بَعْدَ الْحَيْضِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَةِ وَبَعْدَ النِّفَاس؟ وَاَمَّا الْحَدَثُ الْاَكْبَرُ الَّذِي يَنْقُضُ الْاِسْلَامَ مِنْ اَسَاسِهِ فَهُوَ نُطْقُ كَلِمَةِ الْكُفْرِ بَعْدَ الْاِيمَان؟ وَانْشِرَاحُ الصَّدْرِ بِالْكُفْر؟ وَالرِّدَّةُ بَعْدَ الْاِيمَان؟ وَالنِّفَاق؟وَاِنْكَارُ شَيْءٍ مَعْلُومٍ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَة؟ وَتَحْلِيلُ وَاِبَاحَةُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَنْ عِلْمٍ دُونَ جَهْل؟ وَلَيْسَ لِلْجَاهِلِ عُذْرٌ فِي تَرْكِ طَلَبِ الْعِلْم؟ لِاَنَّ ذَلِكَ يُورِدُهُ مَوَارِدَ التَّهْلُكَةِ الْعُظْمَى الْخَطِيرَةِ جِدّاً عَلَى مُسْتَقْبَلِهِ الْاَبَدِيِّ فِي الْآخِرَة؟ وَدُونَ اَنْ يَشْعُرَ الْجَاهِلُ الْاَحْمَقُ فَقَدْ يَخْسَرُ دِينَهُ وَعَقِيدَتَهُ وَاِيمَانَهُ وَعَمَلَهُ الصَّالِحَ وَحَسَنَاتِهِ بِسُهُولَةٍ كَبِيرَةٍ بِسَبَبِ جَهْلِهِ وَاسْتِهْتَارِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَلَوْ لِنِصْفِ سَاعَةٍ فِي الْيَوْم؟ وَمَاذَا تَضُرُّكَ نِصْفُ سَاعَةٍ فِي الْيَوْمِ فَقَطْ تَقْضِيهَا مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْمِ اَيُّهَا الْجَاهِلُ الْعَنِيد؟اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ فِي تِلْكَ الْاِبَاحِيَّةِ الْمَقِيتَةِ الْجَاهِلَةِ تَكْذِيبٌ لِلهِ سُبْحَانَهُ فِيمَا حَرَّمَ مِنْ مُحَرَّمَات؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ صَاحِبَهَا يَحْتَاجُ اِلَى الدُّخُولِ فِي الْاِسْلَامِ مِنْ جَدِيد وَلَايَنْفَعُهُ أيُّ عَمَلٍ صَالِح وَيَبْقَى رَصِيدُ حَسَنَاتِهِ عَالِقاً عَلَى الصِّفْرِ اِذَا لَمْ يَنْطِقْ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ جَدِيد؟ وَاَمَّا الْحَدَثُ الْاَصْغَرُ اَجَلَّكَ اللهُ اَخِي وَاَكْبَرَ مِنْ قَدْرِكَ وَنَفَخَ الْمِسْكَ وَالْعَنْبَرَ فِي وَجْهِكَ فَهُوَ خُرُوجُ الدَّمِ بِسَبَبِ الْجُرُوحِ اَوِ الرَّعَافِ الْاَنْفِيّ؟ اَوْ خُرُوجُ الدَّمِ اَيْضاً وَالْبَوْلِ وَالْغَائِطِ مِنْ اَحَدِ السَّبِيلَيْنِ وَهُمَا شَرْجُ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ وَبِضَاعَتُهُمَا مِنَ الْاَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّةِ الْمَعْرُوفَة؟ وَالْغَائِطُ هُوَ النَّجَاسَةُ الْمَعْرُوفَةُ مِنَ الْخُرَاء؟ وَنَحْنُ فِي اَيَّامِنَا نَسْتَعْمِلُ الْجَوَارِبَ مِنْ اَجْلِ الْمَسْحِ اَكْثَرَ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْخُفَّيْن؟ وَاَمَّا فِي اَيَّام زَمَان فَقَدْ كُنَّا نَرَى الْكِبَارَ فِي السِّنِّ يَسْتَعْمِلُونَ الْخُفَّيْنِ مِنْ اَجْلِ الْمَسْح؟وَكُنَّا نَتَعَجَّبُ مِنْ صَلَاتِهِمْ بِاَحْذِيَتِهِمْ وَهُمْ فِي دَاخِلِ الْمَسْجِدِ غَيْرِ الْمَفْرُوشِ بِالسَّجَاجِيدِ كَمَا فِي اَيَّامِنَا؟ فَنَسْاَلُ مَنْ هُوَ اَكْبَرُ مِنَّا سِنّاً فَيُفْتِينَا بِجَوَازِ ذَلِكَ شَرْعاً وَاَنَّ الصَّلَاةَ بِالْحِذَاءِ هِيَ غَيْرُ مُحَرَّمَةٍ شَرْعاً مَادَامَ الْحِذَاءُ طَاهِراً؟وَاَمَّا الْيَوْمَ فَاِنَّنَا نَخْلَعُ الْاَحْذِيَةَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ مِنْ اَجْلِ النَّظَافَة؟ وَلَقَدْ كَانَ مَسْجِدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَفْرُوشاً بِالْحَصَى؟ وَكَانَ لَهُ سَقْفٌ مِنْ جُذُوعِ النَّخْل؟وَكَانَ اِذَا نَزَلَ الْمَطَرُ دَلَفَ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّقْف؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَّجَ هَذَا الْمَسْجِدُ الطَّاهِرُ الشَّرِيفُ اَبْطَالَ الْعَالَم؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنْ تُحَاكِيَ مَسَاجِدُنَا مَسْجِدَ الرَّسُولِ فِي بِنَائِهِ لَا؟ وَاِنَّمَا فِي رِجَالِهِ مِنْ اَجْدَادِنَا الْاَبْطَال وَاَحْفَادِهِمْ مِنْ اَبْطَالِ جَيْشِنَا الْعَرَبِيِّ السُّورِيِّ الْحُرِّ الطَّاهِرِ الْمِقْدَامِ الْجَبَّارِ الْبَطَلِ وَالشُّجَاع وَعَلَى رَاْسِهِمْ جَمِيعاً قَائِدُ الْاِنْسَانِيَّةِ الْاَعْظَمِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ ثُمَّ عَلَيْنَا اَنْ نَنْظُرَ اِلَى حَيَاةِ التَّقَشُّفِ الَّتِي كَانَ هَؤُلاَءِ الْاَطْهَارُ مِنْ صَفْوَةِ خَلْقِ اللهِ الْكِرَامِ يَعِيشُونَهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانُوا عُظَمَاءَ فِي اَفْعَالِهِمْ وَاَقْوَالِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ صَلَّيْتُ فِي الْبَرِّيَّةِ اَوِ الْعَرَاءِ بِحِذَائِي وَمَسَحْتُ عَلَيْهِ بِالشُّرُوطِ السَّابِقَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي صَلَاتُكَ صَحِيحَة؟ بَلْ لَايُكَلّفُكَ اللهُ اَنْ تَخْلَعَ الْحِذَاءَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[صَلُّوا بِاَحْذِيَتِكُمْ وَلَاتَتَشَبَّهُوا بِالْمَجُوس(لَكِنْ نَحْنُ الْآنَ نَخْلَعُ الْاَحْذِيَةَ مِنْ اَجْلِ نَظَافَةِ الْمَسْجِدِ الْمَفْرُوشِ بِالسَّجَّادِ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَنَحْنُ مَطْلُوبٌ مِنَّا اَنْ نَكُونَ طَاهِرِين؟ وَلَاتَكْفِي الطَّهَارَةُ لِوَحْدِهَا؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ نَكُونَ نَظِيفِينَ اَيْضاً؟ مِنْ اَجْلِ نَظَافَةِ السَّجَاجِيدِ فِي الْمَسَاجِد؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ نَكُونَ نَظِيفِينَ اَيْضاً فِي دَاخِلِ الْبُيُوتِ وَخَارِجِهَا؟ وَخَاصَّةً عِنْدَ مَدَاخِلِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَغْضَبُ عَلَيْنَا اِذَا لَمْ نُخَالِفِ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْضِ الْيَهُود؟وَقَدْ كَانُوا يُنَظّفُونَ بُيُوتَهُمْ مِنَ الدَّاخِلِ وَيَتْرُكُونَهَا مَلِيئَةً بِالْاَوْسَاخِ وَالْاَقْذَارِ عَلَى مَدَاخِلِهَا؟وَيُمْكِنُكُمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ فِي سُورِيَّا اَنْ تَسْتَاْجِرُوا هَؤُلَاءِ النَّازِحِينَ الْمَسَاكِينَ مِنْ اَجْلِ الْعَمَلِ عَلَى نَظَافَةِ بُيُوتِكُمْ مِنْ دَاخِلِهَا وَخَارِجِهَا وَعَلَى مَدَاخِلِهَا وَخَاصَّةً مَدَاخِلَ الْجَوَامِعِ وَمِنْ حَوْلِهَا اَيْضاً وَبِاُجْرَةٍ كَافِيَةٍ؟ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنْ تَاْمِينِ الْحَلِيبِ وَالْحَفُّوضَاتِ وَالْاَدْوِيَةِ وَالْاَغْذِيَةِ وَالْمَلْبُوسَاتِ وَالسَّكَنِ الْمُرِيحِ لِاَطْفَالِهِمُ الْمَسَاكِين؟ وَهَنِيئاً بِالْحُورِ الْعِينِ فِي الْجَنَّةِ زَوْجَاتٍ لِمَنْ يَقُومُ مِنَ الرِّجَالِ بِاِعْطَاءِ الْمُهُورِ لَهُنَّ وَذَلِكَ لَايَكُونُ اِلَّا بِتَنْظِيفِ الْمَسَاجِدِ مِنْ دَاخِلِهَا وَخَارِجِهَا وَمِنْ حَوْلِهَا وَفِي دَوْرَاتِ مِيَاهِهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَحْصَلُ عَلَى اُجْرَة؟ وَهَنِيئاً بِالْحُورِ الْعِينِ خَادِمَاتٍ لَكِ اُخْتِي اَيْضاً اِذَا فَعَلْتِ تِلْكَ النَّظَافَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَذَا الْخُفُّ اَوِ النَّعْلُ الَّذِي نَنْتَعِلُهُ؟ وَالَّذِي يَجُوزُ لَنَا اَنْ نَمْسَحَ عَلَيْه؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ عَلَى جَوَازِ هَذَا الْمَسْحِ عَلَيْهِ؟ لِاَنَّ أيَّ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ يَجِبُ اَنْ يَسْتَنِدَ عَلَى دَلِيل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَوَّلاً؟ اَنَّ دِينَنَا هُوَ دِينُ تَشْغِيلِ الْعَقْل؟ وَانْظُرْ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ اَخِي كَيْفَ يُشَغّلُ عَقْلَكَ فِي عِبَادَةٍ اَوْ نُسُكٍ اَوْ جُزْءٍ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالنُّسُك؟ وَلَايَقُولُ لَكَ سُبْحَانَهُ صَلِّ وَانْتَهَى الْاَمْر؟ اَوْ ضَحِّ وَانْتَهَى الْاَمْر؟ اَوِ امْسَحْ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَانْتَهَى الْاَمْرُ وَلَا اُرِيدُ مُنَاقَشَةً فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ لَا؟بَلْ كَانَ سُبْحَانَهُ حَرِيصاً عَلَى اَنْ تَفْقَهَ مَعْنَى ذَلِكَ كُلّهُ اَخِي؟ وَلَنْ يَقُولَ لَكَ اَبَداً كَمَا يَقُولُ رِجَالُ الدِّينِ غَيْرُ الْمُسْلِمِينَ لِاَتْبَاعِهِمْ اَلْغُوا عُقُولَكُمْ وَاتَّبِعُونَا؟لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ مِنْ اَتْبَاعِهِمْ اَنْ يَصِلُوا اِلَى الْحَقِيقَة؟ لِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُ لَايُمْكِنُ الْوُصُولُ اِلَى الْحَقِيقَةِ اِلَّا عَنْ طَرِيقِ الْعَقْل؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ أيَّ شَيْءٍ يُؤَثّرُ عَلَى الْعَقْلِ وَيَحْجُبُهُ عَنِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ فَهُوَ مَشْرُوبَاتٌ رُوحِيَّةٌ مِنْ رُوحِ الْمَسِيحِ وَدِمَائِهِ فَاشْرَبُوهُ هَنِيئاً مَرِيئَا عَفْوَاً اَقْصِدُ اَنَّهُ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاشْرَبُوهُ هَرِيئاً لِاَكْبَادِكُمْ وَاَجْسَادِكُمْ غَيْرَ مَرِيءٍ لِعُقُولِكُمْ وَاَبْصَارِكُمْ عَفْواً اَقْصِدُ وَلَامَرْئِيٍّ وَلَارَائِيٍّ لَهَا بَلْ يَحْجُبُ عُقُولَكُمْ وَاَبْصَارَكُمْ؟ وَاَمَّا سُؤَالُكَ اَخِي حَوْلَ الدَّلِيل؟ فَقَدْ تَكُونُ الْاَدِلَّةُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ وَقَدْ تَكُونُ مِنَ السُّنَّة؟ وَقَدْ تَكُونُ مِنَ الْاِجْمَاع؟ اَوْ تَكُونُ بِالْقِيَاس؟ اَوْتَكُونُ بِالْعُرْفِ؟اَوْ تَكُونُ بِالْمَصَالِحِ الْمُرْسَلَة؟وَهُنَاكَ مَصَادِرُ كَثِيرَة؟ وَلَكِنَّ الْمَصَادِرَ التَّشْرِيعِيَّةَ الْاَصْلِيَّةَ هِيَ اَرْبَعَة؟ وَهِيَ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ وَالْاِجْمَاعُ وَالْقِيَاس؟وَمَاعَدَاهَا فَهِيَ مَصَادِرُ فَرْعِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا مُتَفَرِّعَةٌ عَنِ الْمَصَادِرِ الْاَصْلِيَّة؟ فَهَلْ يَاتُرَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مَايَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْن؟ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ قَالَ نَعَمْ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ مَاهِيَ؟ قَالُوا هِيَ مَوْجُودَةٌ فِي اِحْدَى الْقِرَاءَاتِ الْمَتَواتِرَة وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاَرْجُلِكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن( وَهُنَا جَاءَتِ الْقِرَاءَةُ الْمُتَوَاتِرَةُ بِالْجَرّ؟ وَذِلِكَ وَاضِحٌ فِي كَلِمَةِ{وَاَرْجُلِكُمْ(لِاَنَّ الْوَاو حَرْف عَطْف؟ وَكَلِمَة اَرْجُلِكُمْ هِيَ اسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاو عَلَى كَلِمَة رُؤُوسِكُمْ مَجْرور مِثْلُهَا وَعَلَامَة جَرِّهِ الْكَسْرَة الظَّاهِرَة عَلَى اللَّام؟ وَاَمَّا الْقِرَاءَةُ الْمُتَوَاتِرَةُ الْاَصْلِيَّة فَقَدْ جَاءَتْ بِالنَّصْب؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ تَمَاماً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن(بِمَعْنَى وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاغْسِلُوا اَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن؟ فَمَا هُوَ اِعْرَابُ كَلِمَةِ اَرْجُلَكُمْ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ الْاَصْلِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّهَا؟ مَفْعُول بِهِ مَنْصُوبٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوف تَقْدِيرُهُ اِغْسِلُوا؟ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَة الظَّاهِرَة عَلَى اللَّام؟ وَاَمَّا الْكَافُ الَّتِي بَعْدَ اللَّام فَهِيَ كَافُ الْخِطَابِ الضَّمِيرُ الْمُتَّصِلُ الْمَبْنِيُّ عَلَى الضَّمَّةِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَاف اِلَيْه؟ وَاَمَّا الْمِيمُ الَّتِي بَعْدَ الْكَاف فَهِيَ عَلَامَةُ جَمْعِ الذُّكُور؟ لِاَنَّ هُنَاكَ تَقْدِيمٌ وَتَاْخِيرٌ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَخِي؟ وَقَدْ ظَهَرَ وَاضِحاً؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَعْتَادَ عَلَيْهِ اَخِي؟ وَاِذَا اَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْهُ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَسْاَلَ اَسَاتِذَةَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ عَنْ ذَلِك؟ وَاِنَّ مِنْ اَكْبَرِ الْخِزْيِ وَالْعَارِ عَلَى اَسَاتِذَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا غَيْرَ مُسْلِمِينَ؟ اَلَّا يَفْقَهُوا شَيْئاً فِي اِعْرَابِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي يَخْتَلِفُ اِعْرَابُهُ كَثِيراً عَمَّا تَعَلَّمُوهُ فِي جَامِعَاتِهِمْ؟ لِاَنَّهَا بَلَاغَةٌ قُرْآنِيَّةٌ مَافَوْقَهَا بَلَاغَةٌ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَبَداً؟بَلْ اِنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ بِنَثْرِهَا وَشِعْرِهَا وَشُعَرَائِهَا وَقَصَصِهَا وَرِوَايَاتِهَا وَمَسْرَحِيَّاتِهَا وَعَرَبِهَا وَعَجَمِهَا لَتَسْتَحِي وَتَخْجَلُ بَلْ تَقِفُ عَاجِزَةً مُطَاْطِئَةَ الرَّاْسِ اَمَامَ بَلَاغَةِ الْقُرْآنِ وَفَصَاحَتِهِ وَاُسْلُوبِهِ الْخَارِقِ لِلشِّعْرِ وَالنَّثْرِ وَالْقَصَصِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْعُلُومِ الْكَوْنِيَّةِ وَالْعَادَة؟وَاَضْرِبُ لِذَلِكَ مِثَالاً بَسِيطاً اَخِي؟ وَقَدْ تَعَلَّمُوا فِي جَامِعَاتِهِمْ اَنْ يَاْتِيَ جَوَابُ الطَّلَبِ مَجْزُوماً وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون؟ فَلِمَاذَا لَمْ يَاْتِ جَوَابُ الطَّلَبِ مَجْزُوماً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ مَرْيَم{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي(لِمَاذَا جَاءَ مَرْفُوعاً وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى حَرْفِ الثَّاء فِي كَلِمَة يَرِثُنِي؟اَتْرُكُ الْجَوَابَ لَكُمْ وَلَهُمْ حَتَّى تَبْحَثُوا جَيِّداً فِي فِقْهِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْخَاصِّ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم وَلَنْ اُعْطِيَكُمْ اِلَّا مِفْتَاحاً وَاحِداً فَقَطْ مِنَ الْجَوَابِ وَهُوَ قَانُونُ اَرْخَمِيدِس؟عَفْواً اَقْصِد قَانُونَ التَّنَازُع؟ يَامَنْ تَهْتَمُّونَ بِمَا يَقُولُهُ اَرْخَمِيدِس؟ وَلَاتَهْتَمُّونَ اَبَداً بِمَا يَقُولُهُ سُبْحَانَهُ؟ وَهُوَ خَارِقُ نَوَامِيسِ اَرْخَمِيدِس وَقَوَانِينِهِ وَالْكَوْنِ الَّذِي يَعِيشُ فِيه؟ وَاَنْتَقِلُ اِلَى التَّاْخِيرِ الَّذِي اَشَرْتُ اِلَيْهِ قَبْلَ قَلِيلٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَاَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْن(وَاَمَّا التَّقْدِيمُ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ(وَهِيَ جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ اِعْتَرَضَتْ دُونَ اَنْ تُغَيِّرَ الْمَعْنَى الَّذِي يُرِيدُهُ سُبْحَانَهُ مِنْ غَسْلِ الْاَرْجَل؟ وَلَاحُجَّةَ لِلشِّيعَةِ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَقِرَاءَتِهَا الْمُتَوَاتِرَةِ غَيْرِ الْاَصْلِيَّةِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ مَسْحِ الْاَرْجُلِ فَقَطْ دُونَ الْغَسْل؟ وَلَاحُجَّةَ لَهُمْ اَبَداً فِي اِنْكَارِ الْقِرَاءَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ الْاَصْلِيَّة؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ هُوَ غَسْلُ الْاَرْجُلِ وَلَيْسَ مَسْحُهُمَا؟وَلِاَنَّهُمْ لَايَفْقَهُونَ مِنَ اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ شَيْئاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ(جَاءَتْ جُمْلَة مُعْتَرِضَة بَيْنَ غَسْلِ الْوُجُوهِ وَالْاَيْدِي؟ وَبَيْنِ غَسْلِ الْاَرْجُل؟ وَلَمْ تُؤَثّرْ اَبَداً بِاعْتِرَاضِهَا عَلَى مَعْنَى الْغَسِيلِ الْمُرَادِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِلْوُجُوهْ وَالْاَيْدِي وَالْاَرْجُلِ مَعاً؟ وَاَمَّا اَنْ يَحْتَجَّ الشِّيعَةُ عَلَيْنَا بِالْقِرَاءَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ غَيْرِ الْاَصْلِيَّةِ وَالَّتِي فِيهَا مَشْرُوعِيَّةُ الْمَسْحِ؟ فَلَا حُجَّةَ لَهُمْ اِلَّا فِي جَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ بِالشُّرُوطِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ الَّتِي سَنَذْكُرُهَا اِنْ شَاءَ الله؟ وَلَاحُجَّةَ لَهُمْ اَيْضاً اِلَّا بِجَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْقَدَمَيْنِ فِي حَالَةِ اِصَابَتِهِمَا بِحُرُوقٍ خَفِيفَةٍ اَوْ مُتَوَسِّطَةٍ اَوْ خَطِيرَة اَوْ كَسْرِهِمَا وَتَجْبِيرِهِمَا بِالشَّاشِ الطّبِّي وَالْجَبِيرَةِ الطّبِّيَّةِ الْمَعْرُوفَة؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ فَلَا مَشْرُوعِيَّةَ اِلَّا لِغَسْلِ الْقَدَمَيْنِ بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْكَعْبَيْنِ وَهُمَا مِنْ اَعْقَابِ الْقَدَمَيْنِ وَذَلِكَ يَكُونُ اِلْزَاماً لَهُمْ وَلَنَا فِي حَالَةِ عَدَمِ التَّقَيُّدِ بِشُرُوطِ الْمَسْحِ؟ وَفِي حَالَةِ عَدَمِ الْكُسُورِ وَالْحُرُوقِ لِلْقَدَمَيْنِ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَيْلٌ لِلْاَعْقَابِ مِنَ النَّار(اِذَا لَمْ يَقُمِ الْمُتَوَضِّىءُ بِغَسْلِ الْاَكْعَابِ الْاَرْبَعَةِ مِنَ الْاَعْقَابِ مَعَ الْقَدَمَيْن؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ لَهَا مَعْنىً خَاصٌّ لِكُلِّ قِرَاءَةٍ لَايَتَنَاقَضُ اَبَداً مَعَ الْمَعْنَى الْآخَر؟ وَاِنَّمَا يَدْعَمُهُ وَيُقَوِّيهِ وَيُؤَازِرُهُ؟ حَتَّى يَزْدَاَد الْقُرْآنُ بَلَاغَةً عَلَى بَلَاغَةٍ؟ وَاِعْجَازاً عَلَى اِعْجَاز؟ حَتَّى اَنَّهُ وَسُبْحَانَ الله يَجْعَلُ الْعَقْلَ الْبَشَرِيَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللهِ وَيُوَحِّدُهُ حِينَمَا يَسْرَحُ وَيَمْرَحُ فِي اَرْجَاءِ هَذَا الْكَوْنِ الْفَسِيحِ الْوَاسِعِ اِلَى مَا لَانِهَايَة مِنْ قُوَّةِ اِعْجَازِهِ وَبَيَانِهِ وَبَلَاغَتِهِ وَيُسْرِهِ وَسُهُولَتِه؟ وَاَشْهَرُ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ هِيَ الْمُتَوَاتِرَة؟ وَهِيَ سَبْعُ قِرَاءَات؟ وَهِيَ الَّتِي نَسْمَعُهَا مِنْ بَعْضِ عَوَامِّ النَّاسِ حِينَمَا يَقُولُ اَحَدُهُمْ لِلْآخَرِ سَاَحْلِفُ لَكَ عَلَى سَبْعِ مَصَاحِفَ اِذَا لَمْ تُصَدِّقْنِي؟ وَلَكِنَّهُ لَايَدْرِي مَامَعْنَى السَّبْع مَصَاحِف؟لِاَنَّ كُلَّ قِرَاءَةٍ مِنْ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ لَهَا مُصْحَفٌ خَاصّ؟ وَلَهَا مَعْنىً خَاصٌّ اَيْضاً يُكْمِلُ الْمَعْنَى الْمَوْجُودَ فِي الْمُصْحَفِ الْآخَر؟ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء وَاُعِيدُ الْكَلَامَ لِاَهَمِّيَّتِه؟ يُسْتَدَلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِقِرَاءَةِ{وَاَرْجُلِكُمْ( بِالْجَرِّ عَطْفاً عَلَى الرُّؤُوسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ(فَجَاءَتِ الرُّؤُوسُ مَجْرُورَة؟ وَجَاءَ حُكْمُهَا الشَّرْعِيُّ بِالْمَسْحِ؟ وَجَاءَتِ الْاَرْجُلُ مَجْرُورَةً مِثلُهَا؟ فَيَكُونُ حُكْمَهَا الْمَسْحُ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ يَكُونُ غَسْلُ الْاَرْجُلِ بِقِرَاءَةِ النَّصْبِ وَالْفَتْحَةِ عَلَى حَرْفِ اللَّامِ فِي كَلِمَةِ اَرْجُلَكُمْ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَوَضَّاَ وَيَغْسِلَ رِجْلَيْه؟ وَاَمَّا الْمَسْحُ بِقِرَاءَةِ الْجَرِّ وْالْكَسْرِ عَلَى حَرْفِ اللَّامِ فِي كَلِمَةِ اَرْجُلِكُمْ فَيَكُونُ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ وَالشَّاشِ الطِّبِّي كَمَا سَيَاْتِي؟ فَهَذَا هُوَ الِاسْتِدْلَالُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْن؟ وَاَمَّا الِاسْتِدْلَالُ مِنَ السُّنَّة عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْحِذَاءَيْنِ الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْن؟ فَقَدْ رُوِيَتْ اَحَادِيثُ كَثِيرَة؟ وَمِنْهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ لَوْ كَانَ الدِّينُ بِمُجَرَّدِ الرَّاْيِ؟ لَكَانَ مَسْحُ الْبَاطِنِ مِنْ اَسْفَلِ الْخُفَّيْنِ اَوْلَى مِنْ ظَاهِرِهِمَا مِنَ الْاَعْلَى؟ وَلَكِنِّي رَاَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا مِنَ الْاَعْلَى وَيَقُول[هِيَ رُخْصَةٌ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ اَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا؟ وَرُخْصَةٌ لِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ فَقَطْ( وَمَعْنَى الْحَدِيث اَنَّ الْاِمَامَ عَلِيّ يَتْرُكُ الرَّاْيَ الْحَكِيمَ الَّذِي يُشِيرُ عَلَيْهِ بِمَسْحِ اَسْفَلِ الْحِذَاءَيْنِ الْمُغْبَرَّيْنِ مِنْ اَسْفَلِهِمَا اَكْثَرَ مِنْ اَعْلَاهُمَا وَهَذَا رَاْيٌ سَدِيدُ وَصِحِيحٌ وَحَكِيم؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ؟ وَلِذَلِكَ تَرَكَهُ الْاِمَامُ عَلِيّ؟ بِسَبَبِ الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَمْنَعُ اَيَّةَ عِبَادَةٍ كَانَتْ وَلَوْ جُزْءاً بَسِيطاً مِنْهَا مِنْ اَدَائِهَا اِلَّا عَلَى طَرِيقَةِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَمَا عَلَّمَهُ رَبُّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِحُجَّةِ عَلَى مَدْرَسَةِ اَهْلِ الرَّاْيِ وَاِمَامِنَا الْاَعْظَم اَبُو حَنِيفَة؟ لِاَنَّ هُنَاكَ آرَاءَ شَرْعِيَّة بَلْ مَطْلُوبَة شَرْعاً؟ وَهِيَ الْآرَاءُ الِاجْتِهَادِيَّةُ الَّتِي تَكُونُ ضِمْنَ حُدُودِ وَمَفْهُومِ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ اَوِ النَّبَوِيّ؟ فَاِذَا لَمْ تَخْرُجْ هَذِهِ الْآرَاءُ عَنْ حُدُودِهِمَا؟فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ الْمُجْتَهِدِينَ وَمِنْهُمْ اَصْحَابُ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة لَهُمُ الْحَقُّ فِي الِاجْتِهَادِ فِي هَذِهِ الْآرَاءِ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ مُخْتَلِفَة؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ اَوْ غَيْرِ الْمُمْكِنِ الْجَمْعُ وَالتَّوْفِيقُ بَيْنَهَا؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ الرَّاْيُ يُعَارِضُ النَّصَّيْنِ الْقُرْآنِيّ وَالنَّبَوِيّ؟ فَهَذَا هُوَ الرَّاْيُ الْمَذْمُومُ الَّذِي اَرَادَهُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَلَايَحِقُّ لِلْاِمَامِ عَلِيٍّ وَحَاشَاهُ وَلَا لِغَيْرِهِ اَنْ يَقُول؟ رَاَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ اَوْ ظَهْرِ الْحِذَاءَيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ اَوِ الْقَدَمَيْنِ مِنَ الْاَعْلَى؟ وَلَكِنِّي سَاَجْتَهِدُ رَاْيِي وَاَمْسَحُ عَلَى بَاطِنِهِمَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ تَرَكَ رَاْيَهُ مِنْ اَجْلِ النَّصِّ النَّبَوِيِّ الَّذِي هُوَ وَحْيٌ يُوحَى كَالْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ثُمَّ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيّ؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَقَّتَ اَوْ وَقَّتَ لِلْمُقِيمِ يَوْماً وَلَيْلَةً يَنْتَهِي الْمَسْحُ بِانْتِهَائِهِمَا؟ وَكَلِمَةُ يَوْماً بِمَعْنَى النَّهَار فَقَط؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَسْحَ يَنْتَهِي سَرَيَانُ مَفْعُولِهِ بَعْدَ مُضِيّ 24 ساعة؟وَعَلَى الْمَاسِحِ اَنْ يَغْسِلَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ يُعِيدَ انْتِعَالَ خُفَّيْهِ وَجَوْرَبَيْهِ مِنْ جَدِيد وَعَلَى وُضُوءٍ كَامِلٍ وَطَهَارَةٍ تَامَّةٍ مِنَ الْحَدَثَيْنِ الْاَكْبَرِ وَالْاَصْغَرِ اِذَا اَرَادَ الِاسْتِمْرَارَ فِي رُخْصَةِ الْمَسْح؟ وَاَمَّا الْمُسَافِرُ فَيَنْتَهِي سَرَيَانُ مَفْعُولِ الْمَسْحِ بَعْدَ انْتِهَاءِ ثَلَاثَةِ اَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا بِمَعْنَى 72 ساعة؟ لِاَنَّ اَحْكَامَ السَّفَرِ تَخْتَلِفُ عَنْ اَحْكَامِ الْحَضَرْ؟ وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ التَّخْفِيفِ وَالتَّيْسِيرِ عَلَى النَّاس؟وَسُبْحَانَ الله؟وَكَمْ فِي شَرْعِنَا الْاِسْلَامِيِّ مِنْ تَيْسِيرٍ وَتَسْهِيل؟وَكُلُّ ذَلِكَ مُنْضَبِطٌ بِالنَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَالنَّبَوِيّ؟وَلِذَلِكَ فَلَكَ الْحَقُّ اَخِي اِذَا كُنْتَ مُقِيماً غَيْرَ مُسَافِرٍ اَنْ تَمْسَحَ 24 سَاعَة بِشَرْط؟ اَنْ تَمْسَحَهُمَا عَلَى طَهَارَةٍ تَامَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي لَاتَكُونُ مُحْدِثاً حَدَثاً اَكْبَرَ اَوْ اَصْغَرَ حِينَمَا تَنْتَعِلُ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْن؟وَاِلَّا فَلَا يَجُوزُ لَكَ اَخِي الْمَسْحُ عَلَيْهِمَا؟اِلَّا اِذَا انْتَعَلْتَ الْخُفَّيْنِ اَوْ لَبِسْتَ الْجَوْرَبَيْنِ عَلَى وُضُوءٍ كَامِلٍ وَطَهَارَةٍ تَامَّةٍ مِنَ الْحَدَثَيْنِ وَغَسْلٍ لِلرِّجْلَيْنِ اَيْضاً بِدَلِيلِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةُ قَال؟ رَاَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَاَ بِوُضُوئِهِ؟ فَاَهْوَيْتُ اِلَى اَسْفَل؟ وَهَمَمْتُ اَنْ اَنْزِعَ خُفَّيْه؟فَقَالَ لِي[دَعْهُمَا فَقَدْ اَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْن( بِمَعْنَى اَنَّهُ اَدْخَلَ رِجْلَيْهِ فِي خُفَّيْهِ عَلَى طَهَارَةٍ تَامَّةٍ مِنَ الْحَدَثَيْنِ وَقَدْ قَامَ سَابِقاً اَيْضاً بِغَسْلِ رِجْلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَدْخَلْتُهُمَا عَلَى طَهَارَةٍ مِنَ الْحَدَثَيْنِ بِمَا فِيهَا مِنَ الِاسْتِحْمَامِ وَالْوُضُوءِ وَغَسْلِ الرِّجْلَيْنِ ثُمَّ انْتَقَضَ وُضُوئِي بِاَحَدِ الْحَدَثَيْن؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّكَ اَخِي يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تُعِيدَ الْوُضُوءَ مِنْ دُونِ اَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيْك وَيَبْقَى سَرَيَانُ الْمَفْعُولِ قَائِماً بِمَسْحِهِمَا كَمَا ذَكَرْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُقِيمِ وَالْمَسَافِرِ وَباِلشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعاً حَتَّى وَلَوِ انْتَقَضَ الْوُضُوءُ مِنَ الْحَدَثِ الْاَصْغَرِ كَالْبَوْلِ وَالْخُرَاءِ وَالْوَدِي الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ قَضِيبِ الرَّجُلِ الْجِنْسِيِّ بِسَبَبِ حَمْلِهِ لِشَيْءٍ ثَقِيل وَالْمَذِي الَّذِي يَخْرُجُ بِسَبَبِ شَبَقٍ اَوْ تَحْرِيضٍ جِنْسِيٍّ قَوِيٍّ جِدّاً وَاَيْضاً خُرُوجُ الدَّمِ مِنَ الْجُرْحِ اَوْ رُعَافِ الْاَنْف؟ اِلَّا اِذَا انْتَقَضَ الْوُضُوءُ نَتِيجَةَ خُرُوجِ الْمَنِيِّ بِسَبَبِ الْحَدَثِ الْاَكْبَرِ كَالْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَال اَوِ الزِّنَى الْحَرَام اَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ كَاللِّوَاطِ اَوِ السَّحَاقِ اَوْ نِكَاحِ الْمَحَارِمِ اَوِ الْبَهَائِمِ اَوْ مُمَارَسَةِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ وَالْعَيَاذُ بِالله اَوِ الِاحْتِلَامِ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ اَوِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ بِالنَّسْبَةِ لِلْمَرْاَة؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُصْبِحُ سَرَيَانُ الْمَفْعُولِ بَاطِلاً بِالنِّسْبَةِ لِلْمَسْحِ حَتَّى تَقُومُ اَخِي بِالِاسْتِحْمَامِ عِنْدَ وُجُودِ الْمَاءِ؟اَوِ التَّيَمُّمِ عِنْدَ عَدَمْ وُجُودِه؟وَلَسْتَ اَخِي بِحَاجَةٍ اِلَى مَسْحِ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ فِي حَالَةِ التَّيَمُّمِ؟ بَلْ يَكْفِيكَ الْمَسْحُ عَلَى وَجْهِكَ وَيَدَيْكَ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تُرِيدُ اَنْ تَلْبَسَ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ؟ فَاِنَّكَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَوَضَّاَ الْوُضُوءَ الْكَامِل؟ وَاَنْ تَلْبَسَهُمَا قَبْلَ انْتِقَاضِ وُضُوئِك؟ فَاِذَا انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ قَبْلَ اَنْ تَلْبَسَهُمَا؟ فَعَلَيْكَ اِعَادَةَ الْوُضُوءِ مِنْ جَدِيدٍ مَعَ غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ مِنْ اَجْلِ التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ مِنْ جَدِيد؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ تَلْبَسَ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ فَوْراً اَخِي بِمُجَرَّدِ الِانْتِهَاءِ مِنَ الْوُضُوءِ؟حَتَّى لَاتَقَعَ فِي الْحَرَج؟ فَرُبَّمَا تَكُونُ مَرِيضَ سُكَّرِي وَبِحَاجَةٍ اِلَى تَهْوِيَةِ قَدَمَيْكَ؟ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ تَمَكُّنِ الْفُطُورِ وَالْجَرَاثِيمِ مِنَ التَّرَعْرُعِ بَيْنَ اَصَابِعِ قَدَمَيْك؟ وَسَاَدُلُّكَ اَخِي عَلَى طَرِيقَةٍ سَهْلَةٍ تُمَكِّنُكَ مِنَ الِاسْتِفَادَةِ مِنْ رُخْصَةِ الْمَسْحِ؟ وَهِيَ بِمُجَرَّدِ اِحْسَاسِكَ اَنَّ الْبَوْلَ اَوِ الْغَازَاتِ بَدَاَتْ تَعْمَلُ عَمَلَهَا دَاخِلَ بَطْنِكَ وَتَكَادُ اَنْ تَخْرُجَ مِنْ شَرْجِكَ اَوْ عُضْوِكَ التَّنَاسُلِيِّ فُسَاءً اَوْ ضُرَاطاً وَقَبْلَ اَنْ تَخْرُجَ وَقَبْلَ اَنْ يَنْتَقِضَ وُضُوؤُكَ؟ فَعَلَيْكَ فَوْراً بِلُبْسِ الْجَوْرَبَيْنِ وَانْتِعَالِ الْخُفَّيْنِ اِذَا كُنْتَ تُصَلِّي خَارِجَ الْمَسْجِد؟ اَوْ لُبْسِ الْجَوْرَبَيْنِ فَقَطْ اِذَا كُنْتَ تُصَلّي دَاخِلَ الْمَسْجِد؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مُضْطَّراً اِلَى خَلْعِ الْخُفِّ وَهُوَ الْحِذَاء اَوِ الْجَوَارِب؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بِمُجَرَّدِ خَلْعِكَ لِلْحِذَاء تَبْطُلُ رُخْصَةِ الْمَسْحِ عَلَيْهِ وَتُصْبِحُ لَاغِيَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ تَبْقَى مُحَافِظاً عَلَى وُضُوئِكَ بشرط؟عَدَمُ انْتِهَاءِ مُدَّةِ الْمَسْحِ وَهِي 24 سَاعَة لِلْمُقِيم؟ وَ72 سَاعَة للمسافر؟ وَمَهْمَا طَالَتِ الْمُدَّةُ وَلَوْ اِلَى سَنَةٍ كَامِلَة لِمَرِيضِ الْقَدَمَيْنِ الْمَحْرُوقَتَيْن اَوِ الْمَكْسُورَتَيْنِ وَالْمَجْبُورَتَيْنِ حَتَّى يُشْفَى نِهَائِيّاً اِذَا كَانَ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ يَضُرُّه؟ وَمَعَ ذَلِكَ تَبْقَى رُخْصَةُ الْمَسْحِ سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ حَتَّى وَلَوْ خَلَعْتَ الْخُفَّيْن؟ وَلَكِنَّهَا تَنْتَهِي نِهَائِيّاً بِخَلْعِهِمَا فَيَنْتَقِضُ وُضُوؤُكَ بِالْكَامِلِ فِي حَالَةِ خَلْعِ الْجَوْرَبَيْن؟وَعَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ تَتَوَضَّاَ مِنْ جَدِيد وَاَنْ تَغْسِلَ قَدَمَيْكَ اِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا اَمَرَ الله حَتَّى تَتَمَتَّعَ بِرُخْصَةِ الْمَسْح مِنْ جَدِيد وَاَنْ تَبْنِيَ مُدَّةَ الْمَسْحِ عَلَى وَقْتِ جَدِيدٍ اَيْضاً؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَتَى تَبْدَاُ مُدَّةُ التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْح؟ هَلْ مِنْ مُجَرَّدِ الِانْتِهَاءِ مِنْ لُبْسِهِمَا؟ اَوْ مِنْ بِدَايَةِ الْحَدَثَيْن؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ بَلْ تَبْدَاُ الْمُدَّةُ مُتَعَلِّقَةً بِالْحَدَثِ الْاَصْغَرِ فَقَطْ؟ وَلْنَفْرِضْ اَخِي اَنَّكَ لَبِسْتَ الْجَوْرَبَيْنِ ثُمَّ الْخُفَّيْنِ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ تَامَّة وَوُضُوءٍ كَامِلٍ فِي السَّاعَة 10 صباحا؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ اَوِ الْخُفَّيْنِ اِذَا لَمْ تَلْبَسْهُمَا عَلَى طَهَارَةٍ تَامَّةٍ وَوُضُوءٍ كَامِل؟ لِاَنَّ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَبْدَاَ يَوْمَكَ بِاسْتِعْمَالِ الرُّخْصَةِ وَاَنْتَ فِي حُكْمِ الْغَاسِلِ لِقَدَمَيْه؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَبَداً اَنْ تَبْدَاَ بِاسْتِعْمَالِهَا وَاَنْتَ فِي حُكْمِ الْمَاسِحِ لَهُمَا اَوْ لِجَوْرَبَيْكَ اَوْ خُفَّيْك؟اِلَّا اِذَا كَانَ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ يُسَبِّبُ مُضَاعَفَاتٍ خَطِيرَةً لِقَدَمَيْكَ بِسَبَبِ حُرُوقٍ فِيهِمَا اَوْ مَرَضٍ يَضُرُّ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ مَعَه ؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ فَاِنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَخْلَعَ حِذَاءَكَ وَتَتَوَضَّاَ وَتَغْسِلَ قَدَمَيْك؟ وَاَمَّا وَقْتُ التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ فَلَايُمْكِنُ اَنْ يَبْدَاَ اِلَّا بَعْدَ بِدَايَةِ الْحَدَثِ الْاَصْغَرِ وَبِالتَّحْدِيدِ لَحْظَةَ انْتِقَاضِ الْوُضُوءِ بِفُسَاءٍ اَوْ ضُرَاطٍ اَوْ خُرَاءٍ اَوْ بَوْلٍ اَوْ دَمٍ اَوْ مَذِيٍّ اَوْ وَدِيٍّ؟ ثُمَّ قَوْلُكَ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْخَلَاء؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَذْهَبَ عَنِّي الْاَذَى وَعَافَانِي؟ سَوَاءٌ كَانَ هَذَا الْاَذَى بَوْلاً؟اَوْ خُرَاءً؟ اَوْ دَماً بِسَبَبِ جُرُوحٍ فِي جِسْمِكَ اَوْ رُعَافٍ مِنْ اَنْفِكَ عِنْدَ بَعْضِ الْمَذَاهِبِ كَالْحَنَفِيَّة؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُطْلِقَ سَاعَةَ التَّوْقِيتِ بَدْءاً مِنَ الدَّقِيقَةِ بَلْ مِنَ الثَّانِيَةِ الَّتِي انْتَقَضَ فِيهَا وُضُوؤُكَ اِلَى نِهَايَةِ 24 ساعة بِالنِّسْبَةِ لِلْمُقِيم؟ وَ72 سَاعَة بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسَافِر؟ وَمِنْ لَحْظَةِ اِصَابَةِ الْوَجْهِ اَوِ الْيَدَيْنِ اَوِ الْقَدَمَيْنِ بِكُسُورٍ اَوْ حُرُوقٍ وَحَتَّى يَتَحَقَّقَ الشِّفَاءُ تَمَاماً وَلَوْ بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ جِدّاً فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَمْسَحَ عَلَى الْجَبِيرَةِ اَوِ الشَّاشِ الطِّبِّيِّ طَوَالَ هَذِهِ الْمُدَّة؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا الْحُرُوقِ وَالْكُسُور فَاِذَا انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ اَخِي فَهَذِهِ هِيَ بِدَايَةُ الْمُدَّة بِالضَّبْط وَالتَّحْدِيد؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَقُومُ اِلَى الْوُضُوءِ مِنْ جَدِيد؟ وَيَكُونُ الْجَدِيدُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ مِنَ الْوُضُوء؟ اَنَّهُ لَايَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيْك؟ بَلْ يَجُوزُ لَكَ عِوَضاً عَنْ غَسْلِهَمَا؟ اَنْ تَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ مُنْتَظِراً اِلَى نِهَايَةِ مُدَّةِ الْمَسْح؟ كَمَا وَيَجُوزُ لَكَ اَيْضاً اَخِي اَنْ تَمْسَحَ عَلَى الْوَجْهِ اَوِ الْيَدَيْنِ اَوِ الْقَدَمَيْنِ الْمَحْرُوقَتَيْنِ اَوِ الْمَكْسُورَتَيْنِ وَالْمَجْبُورَتَيْنِ بِجَبِيرَةٍ طِبِّيَّةٍ مُنْتَظِراً اِلَى نِهَايَةِ مُدَّةِ الشَّفَاءِ لا الْمَسْحِ وَلَوْ كَانَتْ طَوِيلَةً جِدّاً حَتَّى يَتَحَقَّقَ شِفَاؤُكَ بِاِذْنِ الله؟فَاِنَّكَ مَادُمْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مِنَ الْحُرُوقِ وَالشَّاشِ وَالْكَسْرِ وَالتَّجْبِيرِ؟ فَاِنَّكَ يَحِقُّ لَكَ الْمَسْحُ عَلَى الْجَبِيرَةِ الطِّبِّيَّةِ اَوِ الشَّاشِ الطِّبِّيِّ اِلَى اَنْ تُشْفَى حَتَّى وَلَوْ طَالَتْ مُدَّةُ عِلَاجِكَ اِلَى سَنَةٍ كَامِلَة طَالَمَا اَنَّ اسْتِعْمَالَ الْمَاءِ يَضُرُّك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَبِسْتُ الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْنِ عَلَى طَهَارَةٍ عِنْدَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ صَبَاحاً؟ ثُمَّ انْتَقَضَ وُضُوئِي عِنْدَ اَذَانِ الْعَصْر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ رَزَقَكَ مُتَّسَعاً مِنَ الْوَقْتِ كَبِيراً مِنْ اَجْلِ عَدَمِ غَسِيلِ رِجْلَيْكَ بِشَرْط ؟اَلَّا تَخْلَعَ الْخُفَّيْن؟ فَاِذَا خَلَعْتَهُمَا فَاِنَّ الرُّخْصَةَ تَبْقَى قَائِمَةً عَلَى الْجَوْرَبَيْن؟ فَاِذَا خَلَعْتَ الْجَوْرَبَيْنِ فَقَدِ انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ بِالْكَامِل؟ وَلَا رُخْصَةَ لَكَ فِي شَيْءٍ مِنْهُمَا اِلَّا بَعْدَ اَنْ تَلْبَسَهُمَا عَلَى طَهَارَةٍ مِنَ الْحَدَثِ الْاَكْبَر وَوُضُوءٍ كَامِلٍ مِنْ جَدِيدٍ مِنَ الْحَدَثِ الْاَصْغَرِ يَشْمَلُ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ اَيْضاً؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَنْتَظِرَ انْتِقَاضَ وُضُوئِكَ الْجَدِيدِ هَذَا؟ فَلَوِ انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ الْجَدِيدُ هَذَا بِحَدَثٍ اَصْغَرعِنْدَ اَذَانِ الْعَصْرِ كَمَا ذَكَرْتَ لِي؟ثُمَّ اَرَدْتَّ الْوُضُوءَ مِنْ جَدِيد؟ فَلَسْتَ بِحَاجَةٍ اِلَى غَسِيلِ الرِّجْلَيْنِ هُنَا؟لِاَنَّ وَقْتَ التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ يَبْدَاُ مِنْ اَذَانِ الْعَصْرِ الَّذِي انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ فِيه؟ وَيَنْتَهِي عِنْدَ اَذَانِ عَصْرِ الْيَوْمِ الثَّانِي؟ وَتَكُونُ الْمُدَّةُ فِي هَذِهِ الْحَالَة 24 سَاعَة كَمَا اَمَرَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام الْمُقِيمَ؟ وَيَنْتَهِي عِنْدَ اَذَانِ عَصْرِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسَافِر؟ وَاَمَّا اِذَا انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ عِنْدَ اَذَانِ الْعَصْرِ بِسَبَبِ الْحَدَثِ الْاَكْبَرِ؟ فَلَايُمْكِنُكَ الِاسْتِفَادَةُ هُنَا مِنْ رُخْصَةِ الْمَسْحِ اِلَّا فِي حَالَةِ الْحَدَثِ الْاَصْغَر؟ وَلَكِنْ يُمْكِنُكَ الِاسْتِفَادَةُ مِنْ رُخْصَةِ التَّيَمُّمْ فِي حَالَةِ عَدَمِ وُجُودِ الْمَاء؟ اَوْ فِي حَالَةِ الْعَجْزِ عَنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ بِسَبَبِ الْمَرَضِ الْمَانِعِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاء؟ وَلَسْتَ بِحَاجَةٍ اَخِي هُنَا اَنْ تَمْسَحَ عَلَى قَدَمَيْكَ اَوْ جَوْرَبَيْكَ اَوْ خُفَّيْك؟ وَاِنَّمَا يَكْفِيكَ فِي التَّيَمُّمِ اَنْ تَمْسَحَ عَلَى وَجْهِكَ وَيَدَيْكَ فَقَطْ مِنْ غَبْرَةِ تُرَابٍ طَاهِر تَضْرِبُ عَلَيْهِ يَدَيْك؟ فَاِذَا حَضَرَ الْمَاءُ فَقَدْ بَطَلَ التَّيَمُّمُ لِغَيْرِ الْمَرِيض الَّذِي يَضُرُّهُ اسْتِعْمَالُ الْمَاء؟ فَاِذَا بَطَلَ التَّيَمُّمُ فَقَدْ وَجَبَ الِاغْتِسَالُ وَالِاسْتِحْمَامُ لِصَاحِبِ الْحَدَثِ الْاَكْبَر؟وَالْوُضُوءُ فَقَطْ لِصَاحِبِ الْحَدَثِ الْاَصْغَر؟ فَاِذَا وَجَبَ الِاسْتِحْمَامُ فَقَدْ وَجَبَ الْوُضُوءُ مَعَ غَسْلِ الرِّجْلَيْن؟وَاسْتِحْبَابَ التَّخْلِيلِ بَيْنَ اَصَابِعِ الْقَدَمَيْنِ عِنْدَ غَسِيلِهِمَا بِشَرْط؟اَلَّا يَحْصَلَ ضَرَرٌ مِنْ ذَلِكَ التَّخْلِيل يَزْدَادُ بِسَبَبِهِ تَفَسُّخُ الْقَدَمَيْن وَخَاصَّةً عِنْدَ مَرْضَى الْقَدَمِ السُّكَّرِيَّة؟ وَعَلَيْكَ اَخِي هُنَا اَنْ تَنْتَعِلَ خُفَّيْكَ اَوْ جَوْرَبَيْكَ وَتَنْتَظِرَ الْوَقْتَ الْمَطْلُوبَ حَتَّى يَنْتَقِضَ وُضُوؤُكَ مِنْ جَدِيد بِحَدَثٍ اَصْغَرَ مِنْ اَجْلِ اِطْلَاقِ بِدَايَةِ سَاعَةِ التَّوْقِيتِ حَتَّى انْتِهَاءِ رُخْصَةِ الْمَسْحِ بِالْمُدَّةِ الَّتِي حَدَّدَهَا رَسُولُ اللهِ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟مَاذَا لَوْ كُنْتُ مَرِيضاً وَلَا اَسْتَطِيعُ الْحَرَكَةَ وَلَيْسَ عِنْدِي مَنْ يُسَاعِدُنِي عَلَى الْوُصُولِ اِلَى مَاءِ الْوُضُوء؟ هَلْ اَتْرُكُ الصَّلَاة؟ وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ آخَر؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مَرِيضاً وَاَسْتَطِيعُ الْحَرَكَةَ وَلَكِنَّ الْحَرَكَةَ تَضُرُّنِي وَتُؤَخِّرُ مِنْ شِفَائِي وَلَا اَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ اِلَى مَاءِ الْوُضُوءِ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَال اِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ قَدْ يَضُرُّنِي؟ وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ ثَالِث؟ مَاذَا لَوْ كَانَ عِنْدِي مَنْ يُسَاعِدُنِي اِلَى الْوُصُولِ اِلَى مَاءِ الْوُضُوءِ اَوْ اِيصَالِ مَاءِ الْوُضُوءِ اِلَيَّ وَاَنَا فِي سَرِيرِ الْمَشْفَى وَلِكِنَّهُ يَتَضَايَقُ مِنْ ذَلِكَ وَلَااُرِيدُ اَنْ اُضَايِقَهُ اَوْ يَمُنَّ عَلَيَّ بِذَلِك؟ وَاَقُولُ لِلثَّلَاثَةِ هَؤُلَاء؟ فِي جَمِيعِ الْحَالَاتِ الَّتِي ذَكَرْتُمْ فَاِنَّهُ يَحِقُّ لَكُمُ الِاقْتِصَارُ عَلَى التَّيَمُّم؟ لَكِنْ يَجِبُ عَلَى الْمَشَافِي اَنْ تُؤَمِّنَ لَكُمْ مِنَ التُّرَابِ الطَّاهِرِ مَا تَسْتَطِيعُونَ بِهِ اَنْ تَتَيَمَّمُوا حَتَّى تُصْبِحُوا قَادِرِينَ عَلَى الْوُضُوءِ بَعْدَ الشِّفَاءِ اِنْ شَاءَ الله؟ ثُمَّ عَلَيْكُمْ اَنْ تُصَلُّوا بِالْوَضْعِيَّةِ الَّتِي تَرْتَاحُونَ بِهَا قَائِمِينَ اَوْ قَاعِدِينَ اَوْ مُضْطَّجِعِينَ حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تُحَرِّكُوا اِلَّا اَعْيُنَكُمْ؟ حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تُصَلُّوا اِلَّا بِقُلُوبِكُمْ فَلَا يَجُوزُ لَكُمْ اَنْ تَتْرُكُوا الصَّلَاةَ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً اِلَّا فِي حَالَةِ الْمَوْتِ وَالْجُنُونِ وَفُقْدَانِ الْوَعْيِ نِهَائِيّاً وَالْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَة؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ فَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ لِاَيِّ سَبَبٍ مِنَ الْاَسْبَاب فَاِنَّنَا نَخْشَى عَلَيْهِ كَثِيراً جِدّاً اَنْ يَمُوتَ كَافِراً مُرْتَدّاً عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ لِاَنَّ الْاِسْلَامَ لَامَعْنَى لَهُ اَبَداً بِدُونِ الصَّلَاة؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ هِيَ اَحَدُ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ الْخَمْسَة؟ بَلْ هِيَ اَقْوَى وَاَعْظَمُ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ عَلَى الْاِطَلَاقِ مَعَ شَقِيقَتِهَا الزَّكَاة؟ فَاِذَا اخْتَلَّ رُكْنٌ وَاحِدٌ فَقَطْ مِنْ هَذِهِ الْاَرْكَان؟ فَعَلَى أيِّ اَسَاسٍ قَوِيٍّ مَتِينٍ مَكِينٍ سَيَقُومُ الْبُنْيَان؟ كُنْ مُتَاَكِّداً اَخِي اَنَّهُ لَنْ يَقُومَ بُنْيَانُكَ الْاِسْلَامِيُّ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اِلَّا عَلَى مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَمَّنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم} قَدْ يَقُولُ قَائِل وَهَلْ يَجِبُ عَلَى الْمَاسِحِ اَنْ يَنَامَ بِحِذَائِهِ اَوْ جَوْرَبِهِ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ حَتَّى يَبْقَى مُحْتَفِظاً بِحَقِّهِ فِي التَّمْتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْح؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ مَعَ الْاَسَفْ عَلَيْهِ اَنْ يَنَامَ بِحِذَائِهِ مِنْ اَجْلِ ذَلِك؟اَوْ بِجَوْرَبَيْه؟ وَلَكِنْ نَحْنُ تَعَوَّدْنَا اَنْ نَخْلَعَ اَحْذِيَتَنَا قَبْلَ النَّوْمِ وَنَغْسِلَ اَرْجُلَنَا؟مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى صِحَّةْ اَقْدَامِنَا مِنَ الْفُطُورِ بَيْنَ اَصَابِعِ الْقَدَمَيْنِ وَغَيْرِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الرُّخْصَة تُصْبِحُ لَاغِيَةً عَلَى الْحِذَاءِ فِي حَالِ خَلْعِهِ وَلَكِنَّهَا تَبْقَى سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْجَوْرَبِ؟ وَتُصْبِحُ لَاغِيَةً تَمَاماً فِي حَالِ خَلْعِ الْجَوْرَبِ مَعَ الْحَذَاء وَيَنْتَقِضُ الْوُضُوءُ فَوْراً بِمُجَرَّدِ خَلْعٍ الْجَوْرَبِ؟وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الرُّخْصَةَ تَنْفَعُ الْحَارِسَ النَّهَارِيَّ وَاللَّيْلِيَّ؟ لِاَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَخْلَعَ حِذَاءَهُ وَجَوَارِبَه؟لِاَنَّ عَلَيْهِ اَنْ يَبْقَى حَاذِراً مُتَاَهِّباً وَعَلَى اسْتِعْدَادٍ لِمُوَاجَهَةٍ لِاَيِّ طَارِىء؟وَلَايَجُوزُ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يُطِيلَ فِي صَلَاتِه؟ بَلْ يَكْتَفِي بِالْفَرَائِضِ فَقَطْ وَبِسُرْعَةٍ مُتَوَسِّطَة؟ مَعَ الِاحْتِفَاظِ بِشَيْءٍ وَلَوْ قَلِيلٍ مِنَ الْخُشُوع؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مُقِيماً وَقَبْلَ انْتِهَاءِ مُدَّةِ الْمَسْحِ وَهِيَ 24 سَاعَة كَمَا ذَكَرْنَا قَرَّرْتُ اَنْ اُسَافِر؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَبْشِرْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَبْقَى سَرَيَانُ مُدَّةِ الْمَسْحِ سَارِيَ الْمَفْعُولِ لِمُدَّة 72 سَاعَة اِضَافِيَّة عَلَى مَا مَضَى فَقَطْ مِنْ 24 سَاعَة الَّتِي بِحَوْزَتِك؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَسْمَحُ لَكَ بِتَمْدِيدِ وَقْتِ الْمَسْحِ حِينَمَا كُنْتَ مُقِيماً مِمَّا مَضَى فَقَطْ مِنْ 24 سَاعَة اِلَى 72 سَاعَة اِضَافِيَّة اُخْرَى؟ لَكِنْ بِالشُّرُوطِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا لَك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ بِالْعَكْس؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مُسَافِراً مُتَمَتِّعاً بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ لِمُدَّةِ 72 سَاعَة؟ ثُمَّ قَرَّرْتُ اَنْ اَعُودَ اِلَى بَلَدِي لِاَسْبَابٍ قَاهِرَة؟ وَلَمْ يَمْضِ عَلَى سَفَرِي اِلَّا 24 سَاعَة؟ فَهَلْ يَحِقُّ لِي اِكْمَالُ التَّمَتُّعِ اِلَى 72 سَاعَة بِتَمَامِهَا وَكَمَالِهَا فِي طَرِيقِ الْعَوْدَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَا تَفْرَحْ كَثِيراً وَمَعَ الْاَسَف فَقَدْ بَطُلَ الْمَسْحُ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ لِاَنَّ الْعِبْرَةَ تَكُونُ فِي آخِرِ الْوَقْتِ لَا فِي اَوَّلِهِ بِالنَّسْبَةِ لِلْمُسَافِر؟بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَسْتَمِرَّ فِي التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ فَعَلَيْهِ اَنْ يَنْتَظِرَ مُسَافِراً غَيْرَ عَازِمٍ عَلَى الْعَوْدَةِ مِنْ اَجْلِ الْاِقَامَةِ فِي بَلَدِهِ حَتَّى يَنْقَضِيَ وَقْتُ الْمَسْحِ اِلَى آخِرِهِ وَهُوَ نِهَايَة 72 سَاعَة؟ اَمَّا الْمُقِيم فَاِنَّ الْعِبْرَةَ بِالْعَكْس؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَكُونُ فِي اَوَّلِ الْوَقْتِ عِنْدَ وُقُوعِ شَيْءٍ مِنْ اَسْبَابِ الْحَدَثِ الْاَصْغَر وَلَيْسَ فِي آخِرِ الْوَقْت؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمُقِيمَ لَايَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَنْتَظِرَ اِلَى آخِرِ الْوَقْتِ حَتَّى انْقِضَاءِ 24 سَاعَة مِنْ اَجْلِ تَمْدِيدِ مُدَّةِ الْمَسْحِ اِلَى 72 سَاعَة اِضَافِيَّة اِذَا اَرَادَ السَّفًر؟ بَلْ تَبْدَاُ السَّاعَاتُ الْاِضَافِيَّةُ سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ بِمُجَرَّدِ نِيَّتِهِ وَعَزْمِهِ عَلَى السَّفَرِ وَهُوَ مَا يُسَمِّيهِ الْعُلَمَاءُ اِنْشَاءَ السَّفَر؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْمُنْضَبِطَةِ انْضِبَاطاً تَامّاً؟ نعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَبِاتِّفَاقِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ اَنَّهُ يَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْن؟ وَيَنْتَقِضُ الْمَسْحُ وَالْوُضُوءُ اَيْضاً بِانْتِهَاءِ الْمُدَّةِ الْمُقَرَّرَةِ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِر؟حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ حَوَادِثِ الْحَدَثِ الْاَصْغَرِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا سَابِقاً فَاِنَّ الْوُضُوءَ يَنْتَقِضُ اَيْضاً بِسَبَبِ انْتِهَاءِ الْمُدَّةِ الْمُقَرَّرَة؟ حَتَّى وَلَوِ اسْتَمَرَّ فِي لُبْسِ الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْمُدَّةِ الْمُقَرَّرَة فَاِنَّ الْوُضُوءَ يَنْتَقِضُ اَيْضاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ نَسِيتُ اَنْ اَرْبِطَ الْخُفَّيْنِ جَيِّداً ثُمَّ كِدْتُّ اَنْ اَخْلَعُ الْخُفَّيْنِ وَاَنَا اَمْشِي بِغَيْرِ قَصْدٍ مِنِّي فِي مُدَّةِ السَّمَاحِ بِالْمَسْحِ وَلَكِنِّي لَمْ اُخْرِجْ رِجْلَيَّ بِالْكَامِلِ مِنْهُمَا؟لَكِنْ مَا اِنْ مَشَيْتُ بِهِمَا خُطْوَتَيْنِ حَتَّى ظَهَرَ اَكْثَرُهُمَا خَارِجَ حِذَائِي؟ ثُمَّ اَعَدْتُّهُمَا فَوْراً اِلَى حِذَائِي؟ وَقُمْتُ بِرَبْطِهِ جَيِّداً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَنْتَقِضُ الْمَسْحُ مَعَ الْاَسَف اِذَا ظَهَرَ اَكْثَرُ حَجْمِ قَدَمَيْكَ خَارِجَ الْحِذَاء؟وَيَبْقَى سَارِيَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ فَقَطْ بِشُرُوط؟مِنْهَا بالنِّسْبَةِ لِلْجَوْرَبَيْن؟ فَاِذَا كَانَا مَرْبُوطَيْنِ؟ فَلَايَصِحُّ الْمَسْحُ عَلَيْهِمَا؟ اِلَّا اِذَا كَانَا مُتَمَاسِكَيْنِ بِذَاتِهِمَا مِنْ دُونِ رِبَاط؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ اَمْشِي بِحِذَائِي وَجَوْرَبِي فِي مُسْتَنْقَعَاتٍ صَغِيرَةٍ فِي الشَّارِعِ بِسَبَبِ الْمَطَر؟ ثُمَّ تَسَرَّبَ شَيْءٌ مِنَ الْمَاءِ اِلَى دَاخِلِ حِذَائِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِذَا عَصَرْتَ اَحَدَ الْجَوْرَبَيْنِ؟ فَقَطَرَ الْمَاءُ مِنْهُ بَطُلَ الْمَسُحُ وَالْوُضُوءُ هُنَا اَيْضاً مَعَ الْاَسَفِ بِمُجَرَّدِ وُصُولِ الْمَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ يُؤَثِّرُ الْمَسْحُ عَلَى الْوُضُوء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ مَعَ الْاَسَف؟ اِذَا انْتَقَضَ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ دُونَ الْخُفَّيْن؟ بَطَلَ الْوُضُوءُ قَبْلَ انْتِهَاءِ الْمُدَّة؟ وَبَطَلَ الْوُضُوءُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْمُدَّة؟ وَلَاعَلَاقَةَ لِانْتِقَاضِ الْمَسْحِ بِانْتِقَاضِ الْوُضُوءِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْمُدَّة؟بِمَعْنَى اَنَّ الْوُضُوءَ بَاطِلٌ وَمُنْتَقِضٌ بِسَبَبِ انْتِهَاءِ الْمُدَّةِ فَقَطْ لَاغَيْر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَيَقُولُ الْاِمَامُ اَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل رَحِمَهُ الله؟ وَرَدَ اَكْثَرُ مِنْ اَرْبَعِينَ حَدِيثاً مَرْفُوعاً اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْن؟ وَيَقُولُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ الله؟ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ اَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مِنَ الصَّحَابَة وَفِي رِوَايَة مِنْ ثَمَانِينَ مِنَ الصَّحَابَة وَمِنْهُمْ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِين اَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْن؟ وَهَذَا يَدُلُّكَ اَخِي عَلَى اَنَّ هَذِهِ الْاَحَادِيثَ هِيَ اَحَادِيثُ مُتَوَاتِرَةٌ قَوِيَّة جِدّاً؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ عَلَى مُسْتَوَى اَرْبَعِينَ حَدِيثاً مِنْ اِمَامِ السُّنَّةِ الْحَنْبَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَثَمَانِينَ صَحَابِيّاً اَيْضاً وَمِنْهُمْ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِين؟وَاَمَّا قَوْلُهُ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ اَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَاَرْضَاه؟ وَكَانَ اَيْضاً لِهَؤُلَاءِ التَّابِعِينَ اَمْثَالِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ اصْطِلَاحَاتٌ يَصْطَلِحُونَ عَلَيْهَا كَقَوْلِهِمْ مَثَلاً اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ الله؟ ثُمَّ انْتَقَلَ اِلَى جِوَارِ رَبِّهِ؟ فَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ؟ فَقَالَ يَاخَلِيفَةَ خَلِيفَةِ رَسُولِ الله؟ فَقَالَ لَهُ عُمَر؟ وَهَلْ سَتَقُولُ لِمَنْ يَاْتِي مِنْ بَعْدِي؟ يَاخَلِيفَةَ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ اِلَى مَالَانِهَايَة؟فَاحْتَارَ النَّاسُ بِاَيِّ شَيْءٍ سَيُخَاطِبُونَ الْخَلِيفَة؟ فَدَخَلَ اَعْرَابِيٌّ؟ فَقَالَ اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَقَالَ عُمَرُ؟ نِعْمَ مَا قُلْت؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى ذَكَاءِ هَذَا الْاَعْرَابِيِّ وَحُسْنِ فَهْمِهِ وَاسْتِيعَابِهِ لِلاُمُور؟ وَمِنْ يَوْمِهَا اَصْبَحَ الْخَلِيفَةُ يُسَمَّى اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَاَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِنَا سِبْطَان؟ وَمَنْ هُمَا السِّبْطَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي هُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟لِاَنَّ ذُرِّيَّةَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَمْ تَتَفَرَّعْ مِنَ الذُّكُور؟ لِاَنَّ اَوْلَادَهُ الذُّكُورَ مَاتُوا جَمِيعاً فِي حَيَاتِه؟ وَاِنَّمَا تَفَرَّعَتْ مِنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَاُمِّهِمَا فَاطِمَةَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ جَمِيعَهُمْ؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِنَا شَيْخَان؟ وَمَنْ هُمَا الشَّيْخَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلصَّحَابَةِ؟ فَهُمَا الشَّيْخَانِ اَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْحَدِيثِ؟ فَهُمَا الشَّيْخَانِ اللَّذَانِ رَوَيَا اَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُمَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَايُوجَدُ شُيُوخٌ لِلصَّحَابَةِ اِلَّا اَبُو بَكْرٍ وَعُمَر؟ فَهُنَاكَ اَيْضاً عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَمُعَاوِيَةُ وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَايُوجَدُ شُيُوخٌ لِلْحَدِيثِ اِلَّا الْبُخَارِي وَمُسْلِم؟ فَهُنَاكَ اَيْضاً التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ دَاوُودَ وَابْنُ مَاجَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَمَالِكُ وَاَحْمَدُ وَغَيْرُهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً اَيْضاً؟ وَلَكِنَّ النَّاسَ اصْطَلَحُوا وَاتَّفَقُوا عَلَى هَذِهِ التَّسْمِيَاتِ؟ وَمِنْهَا فِي الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ وَفِقْهِهِ؟ حِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً قَالَ الْاِمَامُ كَذَا مِنَ الْاَقْوَال؟ فَمَنْ هُوَ الْاِمَامُ هُنَا اَخِي؟ اِنَّهُ الْاِمَامُ الْاَعْظَمُ اَبُو حَنِيفَة؟ وَكَانَ لَهُ تَلَامِيذُ وَاَتْبَاع؟ وَكَانُوا لَايُوَافِقُونَهُ دَائِماً؟ بَلْ كَانُوا يُخَالِفُونَه؟ وَلَاتَعْجَبْ اَخِي؟ فَقَدْ يَتَفَوَّقُ التِّلْمِيذُ عَلَى اُسْتَاذِهِ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ بِتَوْفِيق ٍمِنَ الله كَمَا حَصَلَ مَعَ شَيْخِ الْاِسلَامِ بْنِ تَيْمِيَّةَ وَتِلْمِيذِهِ ابْنِ الْقَيِّمِ الْجَوْزِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَذَلِكَ التَّوْفِيقُ هُوَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاء (نَعَمْ اَخِي لَقَدْ كَانُوا يُخَالِفُونَهُ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِيَّةِ؟ وَكَانَ هُوَ اَيْضاً يُخَالِفُهُمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانُوا اِخْوَةً مُتَحَابِّينَ فِي الله؟ وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ اُسْتَاذُهُمْ اَبُو حَنِيفَةَ يَوْماً اَوْ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ يَا قَلِيلَ الْاَدَبِ وَالذَّوْقِ وَالْاَصْلِ اَنْتَ تِلْمِيذِي وَتَتَجَرَّاُ عَلَى مُخَالَفَتِي؟ لِاَنَّ تَلَامِيذَهُ وَمِنْهُم اَبُو يُوسُفَ وَالشَّيْبَانِيُّ وَزُفُرُ وَغَيْرُهُمْ كَانُوا يُخَالِفُونَهُ بِالدَّلِيل؟ وَكَثِيراً مَا كَانَ اَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ يَرْجِعُ عَنْ رَاْيِهِ اِلَى رَاْيِ تَلَامِيذِه؟لِاَنَّهُ كَانَ لَايُحِبُّ اَنْ يَخْضَعَ اِلَّا لِلدَّلِيل؟ وَلَمْ يَكُونُوا رَحِمَهُمُ اللهُ جَمِيعاً اَهْلَ عَنْطَزَةٍ اَوْعُنْجُهِيَّةٍ اَوْ تَحَدِّي اَوْ حُبِّ التَّغَلُّبِ عَلَى غَيْرِهِمْ؟ وَاِنَّمَا كَانُوا يَدُورُونَ مَعَ الْحَقِّ وَالدَّلِيلِ كَيْفَمَا دَارَ حَتَّى يَصِلُوا اِلَى الْحَقِيقَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتِ الْحَقِيقَةُ مَوْجُودَةً عِنْدَ مَنْ هُوَ اَصْغَرُ اَوْ اَدْنَى مِنْهُمْ مَعْرِفَة؟ وَمَعَ الْاَسَفِ فَاِنَكَّ اَخِي اِذَا نَصَحْتَ اِنْسَاناً فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ؟ تَرَاهُ يَتَكَبَّرُ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ؟ كَيْفَ تَنْصَحُنِي؟ وَاَنْتَ اَصْغَرُ مِنِّي سِنّاً؟ وَاَنَا اَعْرِفُ اَبَاكَ قَبْلَ اَنْ يَتَزَوَّجَ اُمَّكَ؟ وَقَبْلَ اَنْ يُنْجِبَاكَ؟ وَقَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكَ الله؟ وَاَقُولُ لِهَذَا السَّفِيهِ الْاَحْمَقِ وَاَمْثَالِه؟ مَاشَاءَ الله؟ وَمَتَى كَانَتِ النَّصِيحَةُ مُتَعَلّقَةً بِمَوْضُوعِ الْكِبَرِ اَوِ الصِّغَرِ فِي السِّنّ؟ وَمِنَ الْجَائِزِ اَخِي اَنْ تَرَى اِنْسَاناً كَبِيراً فِي السِّنِّ وَهُوَ اُمِّيٌّ لَايَقْرَاُ وَلَايَكْتُب؟وَبِالْمُقَابِلِ فَقَدْ تَرَى اِنْسَاناً صَغِيراً فِي السِّنِّ مُتَعَلّماً وَمُثَقَّفاً؟ فَمَا هِيَ عَلَاقَةُ السِّنِّ فِي مَوْضُوعِ النَّصِيحَةِ اِذَا كَانَ الْعِلْمُ يَاْتِيكَ مِنْهَا دُونَ اَنْ تَطْلُبَهُ وَبِالْمَجَّانِ وَدُونَ اَنْ تَدْفَعَ شَيْئاً مِنْ جَيْبِك؟ وَيْلَكَ مِنَ اللهِ اَيُّهَا الْجَاهِلُ الْمُتَكَبِّرُ عَلَى عِلْمِ اللهِ وَشَرِيعَتِهِ وَدِينِه؟ وَقَدْ اَمَرَ اللهُ مَلَائِكَتَهُ الْكِرَامَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ احْتِرَاماً لِمَا عَلَّمَهُ مِنَ الْاَسْمَاءِ كُلّهَا سُبْحَانَه؟ فَهَلْ تَنْضَمُّ اَيُّهَا الْمُتَعَجْرِفُ الْمُتَكَبِّرُ اِلَى حِزْبِ الشَّيْطَانِ تَحْتَ شِعَارِ{اَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين (هَلْ تَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ الله يَاقَلِيلَ الْاَدَبِ وَالذَّوْقِ وَالْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ مِنَ الله وَرَسُولُ اللهِ يَاْمُرُكَ رَغْماً عَنْكَ اَنْ تَطْلُبَ الْعِلْمَ بَيْنَ السُّطُور؟ وَعَلَى ضَوْءٍ مِنْ نُورٍعَلَى نُور؟ مِنْ الْمَهْدِ اِلَى اَنْ تَصِلَ اِلَى لَحْدِ الْقُبُور{فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه؟ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَاِقَامِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْاَبْصَار(نْعم رَسُولُ اللهِ يَاْمُرُكَ اَنْ تَاْخُذَ هَذَا الْعِلْمَ عَنْ اَلْسِنَةِ عُلَمَاءِ قُرْآنِ الْمَوْت؟ عَفْوَكَ يَارَبّ اَقْصِدُ قُرْآنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ وَالنُّشُور؟ عَفْوَكَ يَاَربّ مِنْ مُسْلِمِينَ مَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ لَمْ يُعْطُوا الْقُرْآنَ حَقَّهُ فِي الْحَيَاةِ وَلَاحَقَّهُ فِي الْمَوْتِ اَيْضاً حِينَمَا قَالُوا اَنَّ اللهَ قَدْ سَوَّى بَيْنَ عِبَادِهِ بِالْمَوْتِ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُسَوُّوا بَيْنَ عِبَادِهِ فِي التَّعْزِيَةِ فَتَرَى قَاعَاتِ التَّعْزِيَةِ فَارِغَةً تَقْرِيباً اِذَا كَانَ الْمَيِّتُ مِنْ اَهْلِ الْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ وَالْفَقْرِ وَالْحِرْمَانِ مِنَ الْفَرَحِ وَالسُّرُور؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ الْمَيِّتُ مِنْ اَهْلِ الدُّنْيَا وَالنَّعِيمِ وَالْقُصُور؟ فَمَا اَكْثَرَ الْمُعَزِّينَ الَّذِينَ يَمْلَؤُونَ قَاعَاتِ التَّعْزِيَةِ مِنْ اَجْلِ الرِّيَاءِ وَحُبِّ الظُّهُور؟ وَاَمَّا الْفَقِيرُ فَهُوَ كَلْبُ وْفَطَسْ فِي نَظَرِ هَؤُلَاءِ الْوُحُوشِ اَصْحَابِ الدُّنْيَا وَمَتَاعِ الْغُرُور؟ فَلَا بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ وَلَاعَظَّمَ اَجْرَهُمْ وَلَابَيَّضَ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه وَلَاكَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُور؟ نَعَمْ اَخِي وَحِينَمَا نَقُولُ فِي مُصْطَلَحَاتِ الْفِقْهِ الْحَنَفِيِّ هَذَا رَاْيُ الشَّيْخَيْنِ؟ فَمَنْ هُمَا الشَّيْخَانِ هُنَا اَخِي؟ اِنَّهُمَا اَبُو حَنِيفَةَ الْاُسْتَاذ وَتِلْمِيذُهُ وَصَاحِبُهُ اَبُو يُوسُف؟ وَحِينَمَا نَقُولُ اَخِي مَثَلاً هَذَا رَاْيُ الطَّرَفَيْنِ؟ فَمَنْ هُمَا الطَّرَفَانِ هُنَا اَخِي؟ اِنَّهُمَا اَبُو حَنِيفَةَ الْاُسْتَاذ وَ تِلْمِيذُهُ وَصَاحِبُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيّ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الِاصْطِلَاحَاتِ الَّتِي اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَيْهَا فِي الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيّ؟ وَحِينَمَا يَقُولَ الْاِمَامُ الْبُخَارِيُّ مَثَلاً عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال قَالَ رَسُولُ اللهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْاَقْوَالِ وَالْاَفْعَالِ وَالسُّكُوتِ وَالْاِقْرَار؟ فَمَنْ هُوَ عَبْدُ اللهِ هُنَا اَخِي؟ اِنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه عُمْدَةُ الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ الْاَوَّلِ الَّذِي يَسْتَنِدُونَ عَلَيْهِ مِنْ اَجْل ِالِاسْتِدْلَالِ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ وَآرَائِهِمْ بِالْاَحَادِيثِ الَّتِي يَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ هُنَاكَ مَنْ يُسَمَّى مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْر وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر وَغَيْرِهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ اَجْمَعِين؟ وَلَكِنَّ الْبُخَارِيَّ اصْطَلَحَ؟ بِمَعْنَى تَعَوَّدَ فِي كِتَابِهِ؟ اَنَّهُ اِذَا رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ؟ فَاِنَّ الْمَقْصُودَ بِعَبْدِ اللهِ فِي كِتَابِهِ؟ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْاَحَادِيثِ كُلّهَا وَالَّتِي تَوَاتَرَتْ وَتَعَاضَدَتْ وَبَيَّنَتْ مَشْرُوعِيَّةَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْن؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ تَحَدَّثْنَا كَثِيراً عَنِ الْخُفَّيْن؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْجَوْرَبَيْن؟ وَمَا رَاْيُ الْفُقَهَاءِ فِي الْمَسْحِ عَلَيْهِمَا؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَوّلاً اَنَّ الْفُقَهَاءَ مُتَّفِقُونَ فِي مَوْضُوعِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْن؟وَاَمَّا الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ فَفِيهِ خِلَاف؟وَقَدْ كَانَ الْاِمَامُ اَبُو حَنِيفَةَ فِي اَوَّلِ عَهْدِهِ لَايُقِرُّ؟ بِمَعْنَى يُنْكِرُ الْمَسْحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْن؟ وَكَانَ صَاحِبَاهُ اَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّد يُخَالِفَانِهِ فِي ذَلِك؟ وَبَقِيَ اَبُو حَنِيفَةَ مُتَمَسِّكاً بِرَاْيِهِ اِلَى آخِرِ حَيَاتِهِ تَقْرِيباً؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمَوْثُوقِينَ؟ فَرَوَى لَهُ حَدِيثاً عَنْ عَشَرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ؟ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ اَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ؟ فَتَرَاجَعَ اَبُو حَنِيفَةَ عَنْ رَاْيِهِ وَقَال؟ اَلآنَ اَتَرَاجَعُ عَنْ رَاْيِي وَاَفْعَلُ مَاكُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْن؟ فَهَذَا يَدُلُّكَ اَخِي عَلَى اَنَّ الْحَنَفِيَّةَ اتَّفَقُوا اَخِيراً عَلَى جَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ لَكِنْ بِشُرُوط؟ اَوَّلاً اَنْ يَكُونَ الْجَوْرَبَانِ ثَخِينَيْن؟ بِمَعْنَى سَمِيكَيْنِ غَيْرَ رَقِيقَيْن؟ وَلَايَشُفَّان؟ بِمَعْنَى لَايُظْهِرَانِ مَا تَحْتَهُمَا مِنَ الْقَدَمَيْن؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى جَوْرَبَيْنِ يُخَايِلَانِ مَا تَحْتَهُمَا مِنَ الْقَدَمَيْن؟ كَمَا لَايَجُوزُ الصَّلَاةُ بِجَلَّابِيَّةٍ تُخَايِلُ مَا تَحْتَهَا مِنْ عَوْرَةِ الرَّجُلِ اَوِ الْمَرْاَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَبِسْتُ جَوْرَبَيْنِ فَوْقَ جَوْرَبَيْنِ آخَرَيْن؟وَلَكِنَّهُمَا لَايَتَمَاسَكَانِ عَلَى قَدَمِي وَسَاقِي؟وَقَدْ يَتَخَلْخَلُ اَحَدُهُمَا دُونَ الْآخَرِ وَيَسْلُتُ شَيْئاً مَا اِلَى الْاَسْفَل؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَايَصِحُّ الْمَسْحُ عَلَيْهِمَا فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ اِلَّا اِذَا كَانَا مُلْتَصِقَيْنِ جَيْداً مَعَ بَعْضِهِمَا وَمُتَمَاسِكَيْنِ اَيْضاً عَلَى قَدَمِكَ وَسَاقِكَ تَمَاماً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ اَنْ يَتَحَرَّكَ اَحَدُهُمَا دُونَ الْآخَر؟ بَلْ يَبْقَيَا مُتَمَاسِكَيْنِ عَلَى بَعْضِهِمَا وَعَلَى شَيْءٍ مِنْ سَاقِكَ وَكَامِلِ قَدَمِكَ اَيْضاً؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ اِذَا اسْتَوْفَيَا جَمِيعَ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ كَمَا هُوَ الْحَالُ مَعَ الْخُفَّيْنِ تَمَاماً؟وَمِنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ اَيْضاً اَنْ يَكُونَ الْجَوْرَبَانِ خَالِيَيْنِ مِنَ الْخُرُوقِ وَالتَّمْزِيقِ وَالتَّخْزِيق؟ وَكَذَلِكَ اَنْ يَكُونَا مُسْتَمْسِكَيْنِ بِاَنْفُسِهِمَا كَمَا ذَكَرْنَا وَمِنْ دُونِ رِبَاطٍ اِضَافِيٍّ كَمَا يَفْعَلُ الضُّبَّاطُ والْعَسَاكِرُ مِنَ الرَّبْطِ بِالْمَطّاطِ فَوْقَ الْبُوطِ الْعَسْكَرِيّ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ مِمَّا يَجْعَلُ الْمَسْحَ عَلَيْهِمَا بَاطِلاً وَهُوَ مَا يُسَمِّيهِ الْعَسَاكِرُ بِالشَّوَّاطَاتِ اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاهِيَ مُدَّةُ الْمَسْحِ عَلَيْهِمَا؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟هِيَ كَمُدَّةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ اَوِ الْحِذَاءَيْنِ تَمَاماً بِالنِّسْبَةِ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ دَخَلْتُ اِلَى الْجَامِعِ وَلَمْ اَشْعُرْ اِلَّا بِالْمَاءِ قَدْ تَسَرَّبَ اِلَى جَوَارِبِي مِنَ السَّجَاجِيدِ الَّتِي تَسَرَّبَ اِلَيْهَا مَاءُ الْمَطَرِ مِنْ خَارِجِ الْمَسْجِدِ وَعَنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنِّي؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ مَاشِياً فِي الشَّارِعِ وَنَزَلَ الْمَطَرُ بِغَزَارَةٍ ثُمَّ تَسَرَّبَ شَيْءٌ مِنْهُ اِلَى حِذَائِي فَابْتَلَّ الْجَوْرَبَانِ بِمَاءِ الْمَطَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَمَعَ الْاَسَف فَقَدْ بَطُلَ مَسْحُكَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ؟وَبَطَلَ وُضُوؤُكَ اَيْضاً؟وَعَلَيْكَ اَنْ تُعِيدَ الْوُضُوءَ؟ثُمَّ تَلْبَسَ جَوْرَبَيْنِ آخَرَيْنِ نَاشِفَيْنِ مِنَ الْمَاءِ مِنْ اَجْلِ التَّمَتُّعِ بِرُخْصَةِ مَسْحٍ عَلَيْهِمَا جَدِيدَة تَبْدَاُ مِنْ وَقْتِ انْتِقَاضِ وُضُوئِكَ مَرَّةً ثَانِيةً بِالْحَدَثِ الْاَصْغَرِ بِشَرْط؟ اَلَّا تَخْلَعَ الْجَوْرَبَيْنِ مِنْ قَدَمَيْكَ مُنْذُ اَنْ لَبِسْتَهُمَا اِلَى انْتِهَاءِ مُدَّةِ الْمَسْح؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كُنْتُ اَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنَ الرُّطُوبَةِ حِينَمَا اَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ اَوِ الْجَوْرَبَيْن؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي مَسْحُكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ صَحِيحٌ وَلَاغُبَارَ عَلَيْهِ لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَلَّا يَصِلَ الْمَاءُ اِلَى دَاخِلِ قَدَمَيْك؟ وَهَذِهِ شُرُوطٌ صَعْبَةٌ اَخِي؟ لَكِنْ لَابُدَّ لَكَ مِنْ مُرَاعَاتِهَا حَتَّى تَسْتَفِيدَ مِنَ التَّمَتُّعِ بِهَذِهِ الرُّخْصَة؟ وَلَاتَعْجَبْ اَخِي؟ فَاِنَّكَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَذْبَحَ هَدْياً{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ اَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ اِذَا رَجَعْتُم؟ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة؟ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ اَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَام(حَتَّى تَسْتَفِيدَ مِنْ رُخْصَةِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ اِلَى الْحَجِّ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ قَارِناً لِلْعُمْرَةِ مَعَ الْحَجّ؟ وَلَايَحِقُّ لَكَ التَّمَتُّعُ اِذَا كُنْتَ مُفْرِداً لِلْحَجِّ مِنْ دُونِ عُمْرَةٍ قَبْلَه؟ بَلْ اِنَّ اَيَّةَ مُخَالَفَةٍ فِي الْاِحْرَامِ قَبْلَ التَّمَتُّعِ اَوِ التَّحَلُّلِ مِنَ الْعُمْرَةِ اَوِ الْحَجِّ؟ فَاِنَّ ثَمَنَهَا سَيَكُونُ كَبْيراً عَلَيْكَ اَخِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ؟ اَوْ صَدَقَةٍ؟ اَوْ نُسُك(بَلْ اِنَّ التَّمَتُّعَ بِالصَّيْدِ الْبَرِّيِّ فِي فَتْرَةِ الْاِحْرَامِ يُوجِبُ عَلَيْكَ عُقُوبَةً كَبِيرَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَاَنْتُمْ حُرُم؟ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ؟ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ؟ هَدْياً بِالِغَ الْكَعْبَةِ؟ اَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ؟ اَوْعَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ اَمْرِهِ؟عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَف؟وَمَنْ عَادَ(اِلَى التَّمَتُّعِ بِالصَّيْدِ الْبَرِّيِّ فِي فَتْرَةِ الْاِحْرَام{فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْه؟ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام}بَلْ اِنَّ التَّمَتُّعَ بِلِقَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمُنَاجَاتِهِ يُوجِبُ مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة(ثُمَّ تَرَى الشِّيعَةَ يَتَفَاخَرُونَ عَلَى اَهْلِ السُّنَّةِ بِاَنَّ الْاِمَامَ عَلِيّ هُوَ الْوَحِيدُ الَّذِي قَدَّمَ هَذِهِ الصَّدَقَة؟ وَاَقُولُ لِلشِّيعَةِ نَعَمْ؟ وَلَكِنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ يَتَفَاخَرُونَ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِعَدَمِ اِصَابَتِهِمْ بِاَيَّةِ لَوْثَةٍ كَانَتْ مِنْ لَوْثَاتِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي اَصَابَتْكُمْ؟لِاَنَّهُمْ هُمُ الْوَحِيدُونَ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ الَّذِينَ يَدِينُونَ بِالدِّينِ الصَّحِيحِ وَعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الصَّحِيحَةِ السَّلِيمَة؟وَلِاَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي تَتَفَاخَرُونَ بِهَا عَلَيْهِمْ اَصْبَحَتْ مَنْسُوخَةً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَاَشْفَقْتُمْ اَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات؟ فَاِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ}فَاِذَا بَقِيتُمْ مُصِرِّينَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ الْمُخْزِيَةِ يَامَسَاكِين اِلَى نِهَايَةِ حَيَاتِكُمْ؟ فَاِنَّ اللهَ لَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ؟ لِاَنَّهُ لَنْ يَرْضَى اَنْ تُعَظِّمُوا مَيِّتاً حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولَ اللهِ كَمَا تُعَظّمُونَ تُرَابَ الْحُسَيْنِ الْمَيِّتِ وَتَسْجُدُونَ عَلَيْه؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ حُرْمَةَ رَسُولِ اللهِ وَحَفِيدَيْهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ حَيَّيْنِ وَمَيِّتَيْنِ اَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْكَعْبَة وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْضَى اللهُ الوَاحِدُ الْاَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ اَنْ نَتَّجِهَ اِلَى قَبْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي صَلَاتِنَا وَلَا اَنْ نَسْجُدَ لَهُ وَلَا لِقَبْرِهِ وَلَا عَلَى تَرَابٍ اَوْاَثَرٍمِنْ قَبْرِهِ؟بَلْ رَضِيَ لَنَا اَنْ نَتَّجِهَ بِصَلَاتِنَا اِلَى الْكَعْبَةِ لَا اِلَى كَرْبَلَاء؟حَتَّى تَتَوَحَّدَ الِاتِّجَاهَاتُ اِلَى اللهِ فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَحَتَّى لَاتَحْصَلَ فَوْضَى بِسَبَبِ صَلَاةٍ غَيْرِ مُنَظَّمَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْضَى مِنَّا سُبْحَانَهُ اَبَداً اَنْ نَسْجُدَ لِلْكَعْبَةِ وَاِنَّمَا نَسْجُدُ لِلهِ الَّذِي خَلَقَهَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَرْضَى اَنْ تُعَظِّمُوا الْكَعْبَةَ وَلَا الْقُبُورَ وَلاَ الْاَحْيَاءَ مِنَ الْمُعَمَّمِينَ وَلَا الْاَمْوَاتَ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْاَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الشِّرْكِيَّةِ الشَّنِيعَةِ الْقَبْيحَةِ الَّتِي تُمَارِسُونَهَا؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ اِنْسَانٌ مَا مُصَاباً بِشُقوُقٍ كَثِيرَةٍ فِي قَدَمَيْهِ اَوْ بِمَرَضٍ جِلْدِيٍّ وَيَضُرُّهُ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ وَيُسَبِّبُ لَهُ مُضَاعَفَاتٍ قَدْ تُؤَخِّرُ مِنْ شِفَائِهِ كَثِيراً بَلْ لَايَسْتَطِيعُ اسْتِعْمَالَ الْمَاءِ اَبَداً وَخَاصَّةً مَرْضَى الْقَدَمِ السُّكَّرِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَة يَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمْسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ مَسْحاً اِذَا كَانَتِ الْجَوَارِبُ لَاتَضُرُّه؟وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَمْسَحُ عَلَى قَدَمَيْهِ اِذَا كَانَتِ الْجَوَارِبُ تَضُرُّه؟ اَوْعَلَى اَحْذِيَةٍ طِبِّيَّةٍ صِحِّيَّةٍ لَاتَضُرُّه؟ اَوْعَلَى قَدَمَيْهِ مِنْ دُونِ اَحْذِيَةٍ تَضُرُّهُ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ يَضُرُّهُ حَقّاً؟ اَوْعَلَى جَبِيرَةٍ اَوْ شَاشٍ طِبِّيّ؟ وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ لِمِثْلِ هَذَا الْاِنْسَانِ الْمَرِيض عَلَيْكَ اَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيْكَ بَعْدَ انْتِهَاءِ مُدَّةِ الْمَسْحِ الْمُقَرَّرَةِ لِلْمُقِيمِ اَوِالْمُسَافِر؟ فَرُبَّما اَصَابَهُ الضَّرَرُ وَالْمَشَقَّة[وَلَاضَرَرَ وَلَاضِرَار{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجْ{وَلَيْسَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَج( وَاِنَّمَا عَلَيْهِ اَنْ يَكْتَفِيَ بِالْوُضُوءِ الْمُيَسَّرِ الَّذِي يَشْمَلُ غَسْلَ الْاَعْضَاءِ السَّلِيمَةِ فَقَطْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَاَنْ يَسْتَمِرَّ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْاَعْضَاءِ الْمُصَابَةِ الَّتِي يُؤْذِيهَا الْمَاءُ وَيُؤَخِّرُ مِنْ شِفَائِهَا بِالضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ السَّهْلَةِ لَهُ والصَّارِمَةِ لِغَيْرِهِ وَالَّتِي ذَكَرْنَاهَا حَتَّى يَتَحَقَّقَ شِفَاؤُهُ وَيُصْبِحَ قَادِراً عَلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ مِنْ جَدِيد؟وَهَذَا هُوَ دِينُنَا اَخِي؟ فَانْظُرْ اِلَى هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ الَّذِي يُثِيرُ فِيكَ الْعَقْلَ مَعَ الْعَاطِفَةِ فِي آنٍ وَاحِد؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَعِيشَ فِي رُوحَانِيَّاتِهِ وَاَنْتَ مُنْعَزِلٌ عَنِ الدُّنْيَا كَالْجَمَادَات؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَيْضاً اَنْ تَعِيشَ فِي مَادِّيَّاتِهِ مُنْعَزِلاً عَنِ الرُّوحَانِيَّاتِ كَالْحَيَوَانَات؟ وَاِنَّمَا اَنْتَ اَخِي رُوحٌ وَمَادَّةٌ وَعَقْلٌ فِي آنٍ وَاحِد؟ لِاَنَّكَ خَلِيقَةُ اللهِ وَخَلِيفَتُهُ فِي اَرْضِه؟ وَالَّذِي خَلَقَكَ سُبْحَانَهُ هُوَ اَعْلَمُ بِمَصْلَحَتِك؟ وَلَسْتَ اَخِي اَعْلَمَ بِمَصْلَحَتِكَ مِنْه؟ فَاِذَا قَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ كَذَا؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَا بَل قَالَ فُلانٌ كَذَا؟ فَاِنَّهَا الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى الَّتِي تَاْتِي مِنْ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَعَالَوْنَ عَلَى الله؟وَاَمَّا نَحْنُ اَخِي فَنَخْضَعُ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير}هَذَا وَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ وَتَوْفِيقٍ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ فَمِنْهُ سُبْحَانَه؟ وَمَا كَانَ مِنْ خَطَاٍ فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ وَاللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ بَرِيئَان؟ وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَم؟ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا؟وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين



رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبائل زهران في الامارات العربية المتحدة ابن عيفة الحبابي المجلس الـــــعــــــــام 4 09-10-2014 02:33 AM
سعد بن أبي وقاص الأسد في براثنه حيان ف مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 0 21-05-2011 11:28 AM
الصحراء والمطر الجزء الثالث سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 11 13-04-2009 06:30 PM
قصة حب في حرب الخليج الحد الرهيف المجلس الـــــعــــــــام 15 06-01-2008 04:12 PM


الساعة الآن 10:46 PM

سناب المشاهير