سلم أمير منطقة عسير رئيس مجلس المنطقة سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز يوم الأربعاء الماضي شهادات التخصيص والمساكن للمستفيدين من المرحلة الأولى في مركز النمو في القيرة وذلك بمقر المركز قرب مدينة تثليث. وكان في استقبال سموه لدى وصوله محافظ تثليث محمد بن سعيد بن سبره والمشرف على مراكز النمو بمنطقة عسير عبدالله بن علي بن عفتان وأعيان ومشائخ المحافظة . وفور وصول سموه قام بجولة على المركز الذي يتكون من ( 124 ) وحدة سكنية وتقع كل وحدة سكنية في المشروع على أرض مساحتها (750) مترا مربعا وتتكون من مجلس وغرفة طعام وغرفتين نوم ودورتي مياه ومطبخ وفناء خلفي واسع تم تزويدها بكامل الخدمات من مياه وكهرباء وهاتف وأعمال السفلتة والإنارة كما يحتوي المشروع المقام على مخطط تبلغ مساحته
( 785960 ) مترا مربعا على مسجد ومدرسة ابتدائية للبنات ومستوصف ومبنى للشؤون الاجتماعية إضافة إلى أعمال السفلتة والإنارة و ساحة شعبية للاحتفالات وأعمال التشجير .
إثر ذلك أزاح سموه الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المشروع واطلع على الخرائط التفصيلية لتلك المشروعات كما استمع إلى شرح عنها .
بعد ذلك ألقى محافظ تثليث كلمة شكر فيها سمو الأمير خالد الفيصل على هذه الرعاية المباركة التي شملت جميع أرجاء منطقة عسير وضع خلالها العديد من لبنات البناء والخير وهو اليوم يفتتح إحداها مبيناً أن هذا المشروع الإنساني الخيري ساهم في تأسيس مدينة نموذجية لأبناء مركز القيرة نقلتهم من حياة الصحراء إلى حياة تتوفر فيها جميع المقومات الحضارية الحديثة من منازل وخدمات إنسانية واجتماعية وتنموية عديدة.
إثر ذلك ألقيت كلمة المستفيدين من المشروع ثمنوا فيها معاني التكاتف والترابط بين أبناء هذا المجتمع الخير الذي يشجع فيه قادته هذه المعاني الإنسانية النبيلة ويدعمونها بشتى الطرق قائلين "إن لك يا سمو أمير منطقة عسير في قلوبنا كل معاني الحب والوفاء على رعايتك واهتمامك ودعمك لإنشاء هذه المدينة النموذجية المتكاملة التي كانت من أحلام وآمال أبناء المركز وهاهي اليوم حقيقة ظاهرة للعيان".
بعد ذلك أعلن عن أسماء المستفيدين من المشروع والذين استلموا شهادات تخصيص المساكن من سموه . ثم قام سمو الأمير خالد الفيصل بافتتاح مبنى لجنة التنمية الاجتماعية المحلية بمركز القيرة وقص الشريط إيذانا بافتتاحه حيث تجول سموه والحضور في أرجائه واستمع إلى شرح عن مهامه وبرامجه التي يقدمها المركز للأهالي.
حضر الحفل وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد المليص ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي والإسكان الشعبي المكلف محمد بن عبدالله العقلا ووكيل وزارة النقل المهندس علي النعيم والأمين العام للاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر الدكتور عبدالله بن سعود المعيقل ووكيل إمارة منطقة عسير المساعد الدكتور محمد بن محمد عيسى ورئيس محاكم منطقة عسير الدكتور ناصر المحيميد.
من ناحية أخرى أشار محافظ تثليث محمد بن سعيد بن سبرة إلى أهمية المشروع إلى تخفيف المشروع حياة العوز التي يواجهها الفقراء والرحل في المنطقة. وبين أن مركز القيرة على طريق الرياض - خميس مشيط ويبعد عن محافظة تثليث 80 كلم باتجاه وادي الدواسر. و يخدم المركز المنطقة الواقعة على جانبي الطريق الإقليمي (الرياض-خميس مشيط) من الحدود الإدارية لمنطقة عسير مع منطقة الرياض شرقا ،حيث يمثل المركز بوابة منطقة عسير للخروج والدخول منها وإليها.

ويذكر أن المركز سيساهم في توطين البادية وتوفير فرص للتعليم والعمل لسكان تلك المنطقة. وأضاف أن سبب تسمية القيرة بهذا الاسم هو أنه في الأصل مسمى لمورد مياه قديم جدا وكانت قبيلة آل فرسان تقطن حوله ويبعد عن موقع المركز(بضع كيلو مترات)إلى الشمال الغربي من الموقع الحالي. وذكر أن السكان كانوا يقطنون حول ذلك المورد الذي يعتبرونه مقوماً أساسياً لهم ولمواشيهم.
وبين أن قرية القيرة أصبحت مركز اهتمام الجميع فبعد زيارة أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل التفقدية للمشروع وجه سموه المسؤولين في محافظة تثليث بتوفير وإيصال الخدمات الضرورية لهذه القرية لتواكب عصر النهضة والحضارة والتقدم التي تعيشها بلادنا في الوقت الحالي،فبدأت المرحلة الأولى من تعبيد الشوارع وإيصال خدمة الكهرباء للجميع وجاءت بعد ذلك خدمة الهاتف- الجوال- كمرحلة ثانية مبشرة بازدهار هذه القرية وتطورها.
وقد نفذت عدد من المشاريع التنموية المهمة خلال السنوات القليلة الماضية ومنها:
مجمع تعليم للبنين(ابتدائية+متوسطة)، مجمع تعليم للبنات(ابتدائية+متوسطة).
وحدة أمن طرق ويبلغ عدد أفرادها حوالي(44) فردا، صدور أمر تنفيذ شركة الاتصالات السعودية بإيصال خدمة الهاتف الثابت إلى المنازل ويبلغ عدد الخطوط(512)خطا وسيتم التنفيذ في الوقت القريب، مركز صحي.، مبنى لفرع وزارة المياه، مبنى للخدمات الاجتماعية،
، إنشاء السدود، ومن أشهرها(سد وثال)- والذي تبعد عن مركز القيرة 25كيلو متراً داخل الصحراء، مبنى للبلدية.
ويضيف محافظ تثليث أنه تم التوسع في تنفيذ خدمات أخرى بالمشروع منها خدمة الهاتف الجوال وتعبيد الشوارع وإنارتها مما يضيف على الخدمات السابقة لتصبح قرية القيرة مزودة بجميع الخدمات تتيح فرصة الاستقرار والعمل بها. ويوجد بالمنطقة مركز للإمارة تم افتتاحه عام 1405هـ فساهم في كثير من الخدمات الأمنية للقرية وما تبعها.
وقد تعاقب على رئاسته حتى الآن كل من:
عبدا لله بن فليان السبيعي(1405-1408 هـ)
عبد العزيز هقشة الدوسري(1408-1414هـ)
حسين بن معوضة آل ملهي(1414-1423هـ)
ثامر بن نايف البقمي(1423-1425هـ)
نايف بن عشق القحطاني(1426هـ)
ويوجد بالمنطقة نقطة أمن أسست عام 1410هـ ومدرسة ابتدائية للبنين أسست عام 1403هـ.
مدرسة متوسطة للبنين أسست عام 1411هـ، مدرسة ابتدائية للبنات أسست عام 1418هـ، مركز صحي أسس عام 1426هـ.
و تعد قرية القيرة إحدى قرى بلاد قحطان المنتشرة في منطقة عسير ويقطنها(آل عاطف) والبالغ عددهم أكثر من خمسة آلاف نسمة فأغلبيتهم يسكن هذه القرية والبعض الآخر على قيد الاستقرار والتوطين مع مركز النمو الحضاري الذي يهدف إلى توطين البادية في هذا المركز.
وينحدر من هذه القبيلة فخوذ وهم:
1- آل جاهلة:ومنهم الشيخ جبهان بن معيان بن فهيد شيخ شمل آل فرسان.
2 -آل أبو خشبة.
3-آل سفلان.
4-آل مشني.
5-آل مقيت.
6-آل وحي.
7-آل حماران.
الآثار في القيرة

يوجد بهجرة القيرة عدد من الآثار التي تحكي لمن يشاهدها عبق الماضي والعصور التي مضت إلى المنطقة البرية -شرق مركز القيرة. ومن ضمن هذه الآثار الغار الذي يسمى(غار أبو وهط -جبجب) حيث يوجد به بعض الرسومات والكتابات المنقوشة القديمة التي تحكي عبق الماضي القديم وبيئة الإنسان في العصور القديمة فكان تعبير النقش على الحجر في ذلك الغار هو عبارة عن رسم لبعض الإبل مع الإنسان إضافة إلى استخدام بعض آلات الحرب من رمح وسيف. وكتبت تحت هذه الرسومات عبارات وكلمات غير(عربية) مما يدل على البعد الزمني لهذه الآثار، وتبلغ مساحة الغار حوالي 128مترا مربعا. وكون الغار مجوفا من الداخل إلا أن برودة المكان تعطي طابعا خاصا وخاصة للمصطافين في حالة اللجوء إليه.

__________________