يغني عن المنقود طليٍ ولد شاة *** أما كلاه الذيب ولا فغادي

تعلمون أن الكرم سمة من سمات المؤمنين ، وهو بذل المال في وجوه الاستحقاق ، كأن تكرم فقيراً أو ضيفأ وأنت لاتعرفه أو ضيفاً تعرفه وقد اتجه نحوك .
إننا نعجب من هؤلاء الذين قد كنزوا من الذهب والفضة ماالله به عليه ، لكن هؤلاء المترفين لو دعيتهم لأن يمسحوا دمعة فقير ، أمالوا أعناقهم وغصوا بريقهم .أما الغني فتجدهم أول من يبادرون إلى عزيمته .
كان الإمام احمد بن حنبل يعز في مجلسه الفقير قبل الغني ، فمن يساوي الفقير مع الغني ، رب فقير قد يدخله الله الجنة فيرتع منها ماشاء أما الغني إن لم يسخر ماله ويبذلها في وجوه الخير فلاخير فيه ......
أخي الكريم ماذا لو أتى لك ضيف في منتصف الليل ؟
ماضابط الكرم في نظركم ؟
هل الذبيحة تغني عن كل شيء أم الجود في الموجود ؟
هل سيلحقني لوم لو أنني ما أكلم أكرم ضيفي بذبيحة ، وقمت بتقديم الدجاج مثلا له لأن أموري المادية ضعيفة جداً جداً ؟ أم هل أستلف حتى أكرم ضيفي بذبيحة قد تكون ربع مرتبي ؟
بعض محدودي المادة يتوارى عن الأنظار في المناسبات لعدم وجود المادة عنده .
ماذا لو قدمت لضيفك غداء ( بوفية مفتوح ) ولايوجد فيها المفطح ؟ مع العلم أن هذا البوفيه يفوق قيمة المفطح ثلاثة أضعاف هذه الذبيحة ........

موقف :
استضاف رجل قريبه وأراد هذا المضيف أن يكرم قريبه أيما إكرام فقدم له عشاء فاخر من احد الفنادق وكانت تكلفة العشاء 1700 ريال ........ المفاجاة أن الضيف لم يقم إلى العشاء ورد على مضيفه بقوله : تقلطنا على صحن حمص ومتبل ............
قد يستغرب كثير منا أليس ماقدمه هذا الشخص من نعم الله التي حرم منها الكثير ........... ( هل تؤيد اخي مافعله الشخص ؟ وهل الأعراف تلزمنا بالتقيد بذلك
أنا عن نفسي ومحدثكم أرى من الواجب إكرام ضيفي بذبيحة لأني أعرف أن هذه العادة الطيبة سائدة في المجتمع الفاضل المحافظ القبلي ............
على فكرة في منطقتنا رجل كريم يستوي عنده الغني والفقير وهو في مدينة ابقيق وقد توفي هذا الشخص وقد بلغ من كرمه أنه لم ياكل منذ أربعين سنة لوحده ، وضيوفه من فقراء المنطقة وأغنيائهم حتى عمال النظافة يفطرون عنده كل يوم .
وبهذا العمل من هذا الكريم صار مضرب المثل في المنطقة حتى أن بعض أهل الخليج لايعرفونه لكن يسمعون عنه فيقصدونه .

لمن شاركني الرأي

يغني عن المنقود طليٍ ولد شاة *** أما كلاه الذيب ولا فغادي
الشاعر الكبير فجيحة من آل عاطف الجحادر .

__________________
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي