اقترب الموعد
اقترب الموعد
(1)
مذ همسهِ مذ لمسهِ
زادَ الفؤادُ حنينا
والجرحُ طاب ولم تعد
أيامُ همي تستعد
لتذيقيني
شوقاً اذابَ حزينا
والموعدُ المجنون صوبي يقترب
قد زفَ لي ... وصل المحب
ذاك الظريف المنتخب
لا لم أعد... ولهاً أعدُ سنينا
(2)
قد كنتُ أشكو ذي الظروفَ وحيدا
متمرداً ... صلبَ الفؤادِ عنيدا
والآنَ آن صبابةً ... ولعٌ يعود جديدا
لا لم يطَيقُ ذاكَ الشهيُ صدودا
لا لم يبيحُ ذاك البهيُ برودا
قد آبَ بعد تفرقٍ ليلينا
(3)
ماعدتُ احسب قيمة المتواليات
ما عدت أجمع أسطر المتسلسلات
ما عادَ يعنيني الظلام
ما عاد يدميني الهيام
وبدأت ألهو بالأماني ... والمنى والذكريات
لا لم أعد حين الوصال رهينا
(4)
يا حلوةً تسمو بها روح الغريق
يا شهوةً للمستهام المستفيق
فكي عن الأعمى البصير وثاقه
ودعيه يتلو ... أو يثير نفاقه
ليلٌ شدا خوفي ... وسامره القمر
وابتز أغنيةً ... بها المطر انهمر
في ضوءِ مقلتكِ المليئة بالسمر
وارتاب مشتاقٌ بدا متوتراً مسكينا
(5)
وا غربتاهُ ... وفي المحاجر دمعتي
والنحس أطفأ يا فتاتي ... شمعتي
والناعس المغوار أودى بالظنونِ؛ وسمعتي
أضحى متيمَ نظرتيكِ قتيلا
من كان شهماً ... مخلصاً ... ونبيلا
أمسى رثاءً صاغهُ ... عبثً ... أساء مثيره التلحينا
(6)
هو موعدٌ ... رسم الحبُ نشيده
هو موعدٌ ... جعل الحياةَ جديدة
وأزاح أوهاماً ... وآلاما
وأراح أعصاباً ... وأحلاما
وبدت ليالي المخلصين سعيدة
يمحو مداد الجرح والحسراتِ
تغفو العيون قريرة النظراتِ
قد كان وصل العاشقين ثمينا
(7)
سأراكِ حسناً يلفت الأنظارا
سأراكِ غيثاً نازفاً ثرثارا
لا لم أعد عند العناق غريبا
قد كان حضنك للمحب طبيبا
اهفو وشكُ الأمس عاد منكساً
قد كان ناعسكِ المثيرُ مجيبا
قد كان توفيقا
قد كان تشويقا
قد كان نصراً للعروقِ مبينا
(8)
سأراكِ ألوان الطبيعة يا صغيرةَ مهجتي
سأراكِ صوتَ مدامعٍ ... ساوى تأوه لهجتي
سأراكِ حتماً غضةً وجميلة
وحبيبةً وصديقةً وخليلة
وعزيزةً وكريمةً ونبيلة
ودعاءُ قلبٍ ... فاض فيه حنينهُ
مل انتظاراً ... مل اعتصاراً
حتى كواهُ أنينهُ
يرجو جواهرَ مغنمٍ ... ولُجينا
(9)
يبدو زمان المعجزات بخيلا
والليل أضحى موحشاً وثقيلا
من سلسبيل الحلمِ ... أرجو شربةً
يا ذكريات الظلمِ ... أشكو غربةً
يا فلسفات الحربِ ... أبكي كربةً
يا محدثاتِ العربِ ... لست مطيلا
النائباتُ ... هي إرثُ قلبٍ حامدٍ
والتائباتُ ... خفقاتُ قلبٍ صامدٍ
والله من كل الشرورِ يقينا
((شعر عربي نثري /التفعيلة))