مـسـائـل وفـوائـد ... فـي أحـاديـث الـدجـال ( 2 )
فــمــــــــــن الـــــــفــــــــوائـــــــــد والــــــمـــــــســـــــائـــــــل:
التزود بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة
فهي حصن حصين من الفتن
وزاد قوي في التصدي لها عند حلولها
قال الله { وتزودوا }
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله علية وسلم ـ قال
" بادروا بالإعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها , أو الدخان , أو الدجال , أو الدابة , أو خاصة
أحدكم ـ يعني الموت ـ أو أمر العامة أي: القيامة " رواه مسلم
هذه وصيته ـ صلى الله علية وسلم ـ بالاجتهاد في الأعمال الصالحة ، بل والمسابقة إليها قبل حلول
وقت الفتن ، فعبادة في الهرج كهجرة إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فتقوية الصلة بالله عزَّ
وجل بالأعمال الصالحة بداية من الحفاظ على الفرائض وإتقانها
والإكثار من النوافل التي يحبُّها الله عزَّ وجل ، لأن ثمرة ذلك حفظ الله عز وجل لعبده المتقرب إليه
ومَنْ حَفِظَه الله ـ تعالى ـ فلا طريق إلى انحرافه
ل من أعظم الوسائل التي ينال بها العبد نصر الله وتأييده الاجتهاد في العبادة
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما
افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع
به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني أعطيته
ولئن استعاذني لأعيذنه "
ومن أفضل العبادات الصلاة ، قال تعالى
{ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
وفي الحديث " والصلاة نور "
فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا من الدعاء
فكلما اقترب العبد من ربه رأى الأمور على حقيقتها
وقدَّرها حق قدرها
ووزنها بميزان الحق
وحفظ من الدجال وغيره
وذكر ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح ما أخرجه الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة
بن أسيد مرفوعا أنه قال " يخرج ـ يعني الدجال ـ في نقص من الدنيا وخفة من الدين ، وسوء ذات
البين فيرد كل منهل , وتطوى له الأرض"
ونحن اليوم في ضعف من الدين ، وقلة من الاستقامة والاستجابة لله ولرسوله ، ولم يبقى إلا الغرباء
الذين صلحوا ظاهرا وباطنا.
ومــــــــــــن الــــــــــــــفـــــــــــوائـــــــــــــد والـــــــــــمــــــــــســـــــــــــائـــــــــ ــل:
الحث على الائتلاف بين المسلمين وترك الخلاف والنزاع والفرقة
وأن الفتنه أعظم في وقت الخلاف منها في وقت الائتلاف
ويشهد لهذه الفائدة الحديث السابق الذي رواة الحاكم , وحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
أحدثكم ما سمعت من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" أن الأعور الدجال مسيح الضلالة ، يخرج من قبل المشـرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة
فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض أربعين يوما.."
ونحن نعتقد أن منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج الصحيح الذي يجب أن تسير عليه الأمة
ومنهج أهل السنة والجماعة هو الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والالتزام بما
كان عليه أصحاب رسول الله ، وشعارهم الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم
وإن من أعظم ما أصاب بعض الأسر والقبائل ، بل والمسيرة الإسلامية الفرقة والتنازع والاختلاف
فالمشاكل والخلافات والمطالبات والتنازع حاصل وواقع بين الناس عامة
وساحة العمل الإسلامي تغص بجماعات كثيرة ، ولكنها متنافرة فيما بينها
بل يصل الأمر إلى الرمي بالمروق من الدين والاتهام بالضلال والطعن في العلماء والاستهزاء
والسخرية بهم وهذا من أسباب الخلاف المذموم الناشئ عن الهوى والتعصب لرجل أو جماعة
بدون حق ، والفرقة دائماً بلاء يفسد كل صالح من الأعمال ، ويقطع عنه أكثر نتائجه ، فكيف
إذا تحولت الفرقة إلى تدابر وتقاطع؟ إ
ننا جميعاً يجب أن نعلم أن اختلافنا مع الآخرين لا يعني فقدانهم مقومات الأخوة الإسلامية ولا العمل
للدين ، ولا يخرجنا هذا الخلاف من دائرة المصلحة إلى دائرة المفسدة ، كما أن هذا الخلاف لا يجب
أن يعمينا عن إيجابيات الآخرين وحقوقه علينا ، بل يجب علينا الاستفادة من تجارب الآخرين وأن
نتعلم كيف نمد معهم جسور المودة والمحبة والتشاور خصوصا أهل العلم والخبرة والصلاح
والاستقامة ، فنكون وكأنما جمعنا علمهم إلى علمنا ، وعقلهم إلى عقلنا.
هـــــــــــــــذا ............. وإلى لقاء آخر
إن شاء الله تعالى.