إلى دعاة الحرية

ما مفهوم الحرية لديكم ؟؟ وما معنى الحرية المطلقة ؟؟ وما الفرق بين كبت الحريات وتنظيمها؟؟ وأي منهج يضمن الحرية المطلقة ؟؟
فلنتكلم بداية عن صاحب الخيار...الإنسان...ولندرس تكوينه وطبائعه قبل الشروع في موضوع الحرية.
الإنسان مجبول ومطبوع على الانقياد لكل ما هو أقوى منه , فهو مقيد بمجال الأرض لا يستطيع الفكاك منه ومقيد بحواسه التي لا تتعدى إلى الغيب أو غيره ومقيد بالظروف والأحوال يجوع ويعطش ويمرض ويموت بدون اختياره وبما أن الإنسان منقاد لهذه المخلوقات فهو من باب أولى منقاد لخالقها ,بل إن سبيل خلاصه من تضييقها عليه هو الخالق , وحتى ينفك من حبل عبوديات هذه الأشياء فعليه إقرار العبودية كاملة للخالق وهذا ما يقتضيه العقل والفطرة.
إذن فلا سبيل للحرية المطلقة لأنها مستحيلة جداً على الإنسان الضعيف ولكن حريته المطلقة تكمن في التحرر من جميع العبوديات إلى عبادة الخالق وحده؟والخالق سبحانه شرع للإنسان المنهج والطريق الذي يسير عليه ليعيش حراً, هذا المنهج هو الإسلام وتعاليم هذا المنهج كلها دعوة للحرية الحقيقية سواءً فهمنا الحكمة منها أم لم نفهمها فعقولنا الناقصة لا تفهم كل حكم المنهج الكامل بل إن اختيار هذا المنهج من غيره موجود " إنا هديناه النجدين" ثم جاء هذا المنهج بعد أن ضمن الحريات لأفراده بقوانين تنظم هذه الحريات لكي لا يطغى بعضها على بعض ويصبح هذا التداخل نافياً لكنه الحرية , وهذه النقطة وهي تنظيم الحريات هي أكبر نقطة أهملها دعاة الحرية.
الإسلام يدعو للتحرر من أغلال النفس "الآمرة بالسوء" وهذا في اعتقادي قمة الحرية وبالتالي فالتحرر من باقي العبوديات الأخرى –للمخلوقات- أوجب وهذا في حدود البشر هو قمة التحرر أو الحرية المطلقة .
جميع المذاهب والحركات التي ظهرت على وجه الأرض كلها تدعو إلى العبودية , فالماركسية تدعو لعبادة المادة والرأس مالية تدعو لعبادة المال والملاحدة يدعون لعبادة الذات والعلمانيون يدعون لعبادة آرائهم.

__________________

الأكفان بلا جيوب