ما أورده الأخ (عزيز قوم)عن علاقة قحطان بآل عايض فيه الكثير من الخلط. فقد خلط بين مواضيع حدثت قبل ألف سنة ومواضيع حدثت عام 1337هـ. وانحياز آل عايض مع عسير أمر وقع في فترة ضعف آل عايض فقط، أما في فترة قوتهم، في وقت الأمير عايض بن مرعي وابنه محمد بن عايض، فلم يكن هناك انحياز بل كان هناك كيان سياسي كبير من بلاد زهران إلى بلاد همدان، والدليل على ذلك أسماء مشايخ القبائل الذين قتلوا في قصور آل عايض في ريدة بعد احتلال الأتراك لعسير عام 1289هـ إذ كانوا من عسير وقحطان وغامد وزهران ورجال الحجر وغيرهم. أما في فترة ضعف آل عايض فقد حدث نوع من الانحياز، فعلى سبيل المثال، كان لسيطرة الأتراك الطويلة على مناطق عسير (1289هـ-1337هـ) أثر كبير على نفوذ آل عايض، إذ انتقلت السيطرة بشكل أساسي إلى مشايخ القبائل. وخلال أغلب هذه الفترة لم يكن في يد ابن عايض بشكل أساسي سوى قبيلته بني مغيد. ونتيجة لذلك، وبعد خروج الأتراك من عسير كان ابن عايض لا يعتزي سوى بقبيلة بني مغيد، وسأبين هذه الأمر لاحقاً.
أما ما ذكره (عزيز قوم) من أن قبائل رفيدة قتلت من عسير 400 رجل في معارك البطحاء فهو أمر مبالغ فيه. أما القصة الحقيقية فهي أنه بعد خروج الأتراك من عسير حاول الإدريسي السيطرة مناطق عسير كاملة، مستخدماً دعوته الصوفية التي انخدع بها الكثير، إضافة لموارده المالية الكبيرة التي حصل عليها من الايطاليين ثم الانجليز للتآمر ضد العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، وقد استخدم الإدريسي هذه الأموال لإغراء الكثير من القبائل. وقد تحالفت قبائل رفيدة مع الإدريسي، فجهز لهم أمير عسير في ذلك الوقت حسن بن علي بن عايض قوة مكونة من قبيلته بني مغيد والجيش النظامي الذي تخلف بعد انسحاب الأتراك، وهاجموا رفيدة، وخاصة قبيلة لحاف، فلم يتمكنوا من اقتحام قراهم. فعادوا إلى شعف آل يزيد وعسكروا هناك لمدة أسبوع حتى قدمت لهم قبيلة علكم، فتمكن الجميع في المرة الثانية من تحقيق النصر.
ونظراً لإنحياز بن عايض لقبيلته بني مغيد فقد أخذ في مدحهم مما أغضب قبيلة علكم، فقدمت عليه قبيلة علكم في رقصة الدمة التي تقول:
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يا الامير المدح ما هو جالة الوعد=ماهو إلا حزة والدوف كالرعد[/poem]
ويبان العريف
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يوم صبحنا الرفيدي=غشية ايدٍ فوق أيدي[/poem]
قد ملكناهم وقومك من ورانا
**********************
جالة: في طرف. الوعد: السوق. الدوف: صوت الرصاص
يبان: يتضح.
*********************
أما عدم استطاعت عاملة بن عايض تحصيل الزكاة، فهذا أمر طبيعي لضعف بن عايض في تلك الفترة، نظراً لأنه في بداية استقلاله من الأتراك الذي حكموا لفترة طويلة، وما ذكره ابن سليم أقرب للواقع.