السوق يسير بخطى ثابتة

التذبذب يدعم تعزيز الثقة في السوق المالية


محمد العبدالله (الدمام)

اعتبر متعاملون حالة التذبذب التي سادت تعاملات الجلسة الافتتاحية لسوق الاسهم للاسبوع الجاري.. عاملا ايجابيا ومحركا اساسيا لتعزيز الثقة في السوق لاسيما وان نطاق التذبذب بقي منذ انطلاقة الجلسة وحتى مرور الساعة الاولى عند مستوى 80 - 50 نقطة ما يعطي قناعة بان موجة جني الارباح التي انطلقت لم تكن حادة بحيث تحدث نوعا من الاهتزاز والتخوف في نفوس المتعاملين مشيرين الى ان السيولة الجيدة التي ضخت في السوق بعد مرور ساعة ونصف من بدء التعاملات تشكل عنصرا اساسيا في اتجاهات المستثمرين فوصول السيولة لاكثر من 3.5 مليار ريال بواسطة 99 الف صفقة يمثل نوعا من التفاؤل في مستقبل السوق في مواصلة المؤشر الاداء المتوزان والايجابي في الوقت نفسه ولعل القوة الشرائية التي اتسمت بها تعاملات امس «السبت» مقابل انخفاض العروض القوية تعطي بعض التفاؤل في قدرة السوق على تعويض جزء من الخسائر التي فقدها منذ بدء العام الجاري.
وقال حسين الخاطر «محلل فني» ان الدخول في عمليات محدودة ومتوازنة لجني الارباح مرهون باتجاه المؤشر اليوم «الاحد» فاذا استطاع اللون الاخضر البقاء في وجه التيار الجارف لاعادة اللون الاحمر فان تعاملات يوم غد «الاثنين» ستكون فرصة سانحة للمستثمرين لمحاولة الاستفادة من الارباح في الحصول على مكاسب مالية وبالتالي فان التوقعات توحي بدخول السوق موجة لجني الارباح في منتصف الاسبوع الجاري مشيرا الى ان الطريقة التي يسير فيها المؤشر حاليا تعتبر ايجابية ومطلوبة في المرحلة الحالية فالصعود السريع لايدعم المؤشر في الفترة القادمة بينما يمثل الصعود التدريجي الذي لا يتجاوز 50 - 60 نقطة عامل مقاومة ودعم بالنسبة للسوق موضحا ان السوق يسير بخطى ثابتة في الوصول الى مستوى 7400 نقطة خلال الاسبوع الجاري والقادم.
وتوقع علي عبدالله «متعامل» ان يعيش السوق خلال الاسبوع القادم موجة من التصحيح و جني الارباح مما يقود المؤشر للتراجع لمستوى 7100 نقطة بحيث لن يتجاوز التراجع مستوى 150 - 200 نقطة لا سيما وان عملية الوصول الى 7300 نقطة تطلبت سيولة عالية وفترة طويلة مما يشكل عامل قوة ودعم في الحفاظ على المكاسب التي حققها في الايام الماضية بحيث يكون مستوى 7100 نقطة نقطة دعم قوية من الصعب اختراقها بقوة وذلك بالرغم من تزامن موجة التصحيح مع عمليات جني الارباح.
واكد د. عبدالله الحربي استاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان السوق منذ الانخفاض الكبير الذي حدث في نهاية فبراير مازال يغفل البعد الاستثماري والمؤسساتي وبالتالي تغليب خيار المضاربة على قرار الاستثمار من قبل مختلف أطياف المتعاملين بالسوق وذلك لاسباب عدة قد لا يتسع المقام لذكرها والتي من اهمها فقدان الثقة بآليات ومعطيات السوق الى ان اصبح معظم المتعامين يعتقد أن أسعار اسهم معظم شركات السوق لا تتحدد بناء على آليات وقوى العرض والطلب الطبيعية موضحا ان تلك الاسعار لا تنسجم ولا تتفق مع النتائج المالية للشركات سواء بشكل ايجابي او سلبي بل بناء على آليات مصطنعة ومفتعلة من قبل مجموعة من المضاربين حيث سادت في السوق ظاهرة وثقافة ما يسمى الجروبات الذين يتبنون استراتيجية الاحتواء المنظم لاسهم شركات منتقاة وبالتالي يستطيعون تحديد اسعار تلك الاسهم وفقا لأهدافهم وأجندتهم الخاصة مؤكدا ان انعدام الشفافية والأفصاح الكافي عن حقيقة كل ما يجري داخل السوق ادى الى انعدام الثقة في مستقبل السوق في المدى الطويل.


عكاظ