ملامح لسيرة وشخصية قحطانية (4) زارب بن سعيد القحطاني

الأسم: زارب بن سعيد آل مكر البشري القحطاني
المنصب الحالي : وكيل أمارة المنطقة الشرقية، اما مركزه التنظيمي فيرتبط مباشرة بأمير المنطقة و نائبه .

مقدمة عن هذه الشخصية:
عندما قررت الكتابة عن ملامح وسيرة الشخصية القحطانية في هذه الموضوع فأني ظننت بأن الأمر سهلا كالعادة، ولكني أعتبر هذه الشخصية من أصعب المواضيع التي شرعت في الكتابة عنها، لأنني عندما حاولت تجميع المعلومات الدقيقة وجدت نفسي أمام مدرسة إدارية نضجت على مر السنين، حيث تراءت أمام ناظري مئات الصور والأفكار، أهمها ان الكتابة عن هذا الرجل لا بد ان يمتزج فيها السهل بالصعب، فالأمر سهل، لأن الأستاذ زارب كتاب مفتوح مائل للعيان من خلال أعمال جليلة ملموسة للجميع، سواء في المجالات الأنسانية والخيرية المتعددة، او في إطار الإدارة الحكومية والرسمية ولأكثر من ثلاثين عاما مضت. أما جانب الصعوبة في الأمر، فيتمثل في ان الكاتب مهما كتب لا يمكن ان يوفي هذا الرجل حقه في كل المجالات، إذ يتطلب الأمر مجلدا لكل جانب من جوانب حركته في الحياة.
لعل من الأنسب ان اترك الحديث عن الجوانب الأنسانية والخيرية في سلوكه – يحفظه الله - لكتاب هم أكثر مني اطلاعا ودراية في هذا الجانب، ليس لأني في معزل عنها، فالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية التي عمل بها سنوات طوال تمثل إحدى القنوات المهمة في إيصال ومباشرة الأعمال الطبية والأنسانية على مستوى الأفراد والجماعات والمشاريع ذات النفع العام. ويكفي ان يد الجود والعون لديه ظلت مبسوطة حتى عندما انتقل منها للعمل في أمارة المنطقة الشرقية.
لكن الحديث عن هذا الأمر يطول والمجال لا يتسع لذلك، إذ ان المساحة المتسعة للكتابة عن ملامح وسير الشخصيات القحطانية في شبكة قحطان محددة، لكن ما قيل عن الجوانب الإنسانية والخيرية في سلوكه، يمكن ان يندرج على الجوانب الإدارية وقيادة فريق العمل الواحد، فمن المعلوم أنه - يحفظه الله- قد تحمل المسؤولية وهو في بداية صباه، كما وضع في الإدارة الحكومية في سن مبكرة. وأ نني في أكثر من موضوع تطرقت الى ملامح وسير شخصيات قحطان تقيم وتعمل في المنطقة الشرقية، وفي هذه المرة فأني سأتطرق الى واحدا من اولئك الرجال الأوفياء رجل مثقف متعلم متواضع تثمل أخلاقه وحيه لكل الناس، قلبه الكبير هو باب مجلسه العامر الا وهو سعادة وكيل أمارة المنطقة الشرقية/ زارب بن سعيد البشري القحطاني، فمن عمق جذور أبها البهية ومن أرضها الخضراء الخصبة وعذوبة مياهها ووسط زخم من رجالها المعاصرين البررة نشأ أبناء بني بشر وأثبتوا بأعمالهم ومواقفهم أنهم حقا خلفاء أجدادهم المخلصين لهذا الوطن المعطاء والأرض الطيبة بكل فخر واعتزاز.
وحديثي عن رجال بني بشر لهو حق محل تقدير وعرفان لما لهذا الرجل الكريم من مكانة يتميز بها عن غيره: زارب بن سعيد تسلق سلم الحياة تدريجيا بكل تأن من محيط أسرته الكريمة الى ان بلغ هذه المنصب " وكيل أمارة المنطقة الشرقية "التي تعتبر من أهم مناطق المملكة وأغناها بالنفط والغاز والثروة النباتية الأخرى.

وفي هذه الأطلالة على ملامح وسيرة الشخصية القحطانية بهذا الموضوع، سأتطرق وباختصار شديد، الى بعض الخصائص التي في نظري تميز عمله في مجال الأدارة الحكومية التي لا يزال يعمل فيها:

• عمله في إطار توجيهات ولي الأمر:
على مدى السنين الطويلة التي عملوا معه زملاءه والموظفين الذين عملوا تحت إدارته مباشرة او ما زالوا، وجدوا أن هذه خصلة بارزة في سلوكه الإداري، فهو يحرص دائما ويوجه كتابيا وشفويا للقادات والإدارات والمحافظات والمراكز التابعة لها وما في حكمها المرتبطة بها، بالعمل في إطار الأوامر والتعليمات الحكومية. ولا يستثني من هذه القاعدة إلا حالات نادرة تدعو إليها الضرورة القصوى، وهذه بالطبع تتبع بالرفع بإجازة الاستثناء بعد تنفيذه، كما يقضي بذلك النظام.

• الأنجاز:
يقع على كاهله حمل إداري ثقيل، فأن المنطقة الشرقية تعتبر أكبر مناطق المملكة العربية السعودية أداريا، كما ترتبط عبر الحدود البرية والبحرية بجميع الدول الخليجية الخمسة، فمحافظات ومراكز حدودية أقليمية تابعة لأمارة المنطقة الشرقية أداريا تعادل في أحجامها ومهماتها وزارات، فضلا عن اللجان الدائمة ومجالس المحافظات إلى غير ذلك. ويتعامل مع الكثافة الورقية الهائلة التي تصل إرساليتها تترى على مدار الساعة تقريبا، على أساس انجاز العمل أولا بأول ولا يجوز تأخير عمل اليوم الى الغد.
فحقا إنها عادة إدارية حسنة، فعمل الغد يأتي في حينه، لا ليوضع تحت رزمة من الوثائق بائتة، إنما ليوضع على مكتب نظيف ليجري عليه ما يجري، دون مبيت.

• سعة الأفق:
من الملاحظ ان مسؤولي القيادات والإدارات المرتبطة به إنما يتخذون قراراتهم في الغالب انطلاقا من تقديرهم لوظائف واحتياجات تشكيلاتهم في إطار النظام والتعليمات السارية والصلاحيات الممنوحة، وهذا أمر طبيعي، وهو – وفقه الله- لا يخرج عن هذا الإطار بشكل عام مع فارق مهم، هو أنه يتخذ قرارته من منطلق أوسع يتعدى دائرة التنظيم الذي يرأسه، فهو رجل دولة بخبرة واسعة في الإدارة الحكومية، وعندما يقرر يحرص على أن يأخذ في الاعتبار مصالح الجهات الحكومية الأخرى، مدنية كانت او أمنية.

• الدقة وقوة الذاكرة:
في ظني أن هاتين الصفتين هبة من رب العباد – جل وعز – وربما تكونان مرتبطتين. وقد يتوقع ان الدقة تتضأل عندما تكون كثافة العمل عالية. هذا على الأقل ما نلاحظه على أنفسنا. أما ما يلاحظ على الأستاذ زاب بن سعيد – ما شاء الله عليه – فهو العكس، وكم من مرة وقع بعض المواطنين والمراجعين في مواقف محرجة أمامه في هذا الشأن. وما يقال عن الدقة يندرج على قوة الذاكرة، والأمثلة عديدة لا يتسع المجال لذكرها.

• تقوية الصلة بالمرؤوسين والجانب المعنوي:
هذه خصلة إدارية وإنسانية مهمة جدا، فمن خلال حسن التعامل وطيب المعشر والابتسامة المشرقة التي دائما على محياه، ومن خلال الزيارات واللقاءات له مع الجمهور والمسؤولين في المناسبات والمحافل والملتقيات البارزة وغيرها، يحرص على توثيق الصلة بمرؤوسيه ويرفع من معنوياتهم، بما في ذلك جانب الاحتياجات الخاصة في مواجهة ظروف الحياة وتبعاتها. ولا يخفى ما لهذا السلوك من أثر في شحذ روح العمل لدى المرؤوس وحفزه على المزيد من الجهد.

• أعماله ومهامته اليومية والرئيسية فأنها تتلخص فيما يلي:
1. الإشراف و المتابعة للعمل اليومي الذي تقوم به أجهزة الإمارة .
2. مساعدة أمير المنطقة في تصريف أعمال و مسئوليات الإمـارة .
3. الإشراف على العمل اليومي للإمارة وفق السـلطات و الصلاحيات المخولة و يعتبر المسئول المباشر أمام أمير المنطقة عن تنفيذ كافة نشاطاتها اليومية .
4. رسم السياسات للأمور التي هي في حدود الصلاحيات الممنوحة لـه .
5. اسـتقبال التقارير و المقترحات عن نشاطات الإدارات و المحافظات وخطط و برامج التحسين و التطوير و يرفع التوصيات اللازم بصددها .
6. رفـع التقارير الدورية لأمير المنطقـة عن نشاطات الإمـارة و مشاريعهـا و خططها لتحسين الخدمات في المستقبل .

وفي ختام هذه السيرة، فأن لشخصيتنا كلمة مقتضبة لخصها في رسالتين موجهة الى كلا من:

الرسالة الأولى الى شباب وأبناء قبيلته قحطان، ويقول لهم بأن قوة الأمم وعزتها تقاس بمستوى صلاح شبابها، وتمسكهم بمبادئهم ومعتقداتهم، وحرصهم على تحقيق أهدافهم العليا والتسلح بالعلم وطاعة ولاة الأمر وخدمة الدين والوطن ومواكبة ركب التقدم والحضارة المعاصرة، وان تمثلوا قبيلتكم في كل مكان خير تمثيل يزيد من شأنها ورفعتها بين أخواننا من القبائل والأسر الكريمة الأخرى.
والرسالة الثانية الى الأخوة القائمين على شبكة قحطان، فأنه يقول لهم جميعا بأنه أسعده جدا سرد سيرة حياته الخاصة والعملية في مجالس قبيلته، ويتمنى لهم التوفيق وللشبكة المزيد من التقدم والتجديد المستمر، ويشكرهم على المساهمة في متابعة أخبار أفراد وجماعات القبيلة الأم (قحطان)، لأن هذا من أمثلة التعاون على الخير وصلة الرحم.

ويوصي جميع أبناء قبيلته قحطان ان يكونوا أعضاء نافعين في مجتمعاتهم وأوطانهم ولأهاليهم ولولاة أمورهم في كل دولة يقيمون فيها او يعملون بها، كما يهيب بكل فرد من أفراد قبيلته (قحطان) ان يمثل قبيلته خير تمثيل أمام أخوانه وزملاءه من أفراد القبائل والأسر الأخرى، لكي تبقى سيرة قبيلتنا عطرة كما هي دائما.

_____________________________________

همسة وسؤال الى أبناء وشباب القبيلة قحطان:
لا يفوتني في ختام هذه السيرة لأحد شخصيات قبيلتنا قحطان الا ان أعترف بالتقصير الواضح مني في الكتابة عن هذه الشخصية الفريدة من نوعها، فمهما كتبت عنه، فلن أوفيه حقه، وما ذكرت إلا قدرا يسيرا جدا من خصاله في مجال الإدارة كما أراها. وهو – يحفظه الله – ومن دون مبالغة مدرسة إدارية قيادية كبرى نضجت على مر السنين بالوعي والإدراك والحس الإداري السليم، والممارسة العملية الممزوجة باللمسة الإنسانية الحانية.
فدعوتي لكم يا أخواني أبناء وشباب قبيلتي قحطان ان نستفيد من تجربة حقيقية لهذه الشخصية القحطانية الناجحة، وأطلب منكم جميعا بدعوة صادقة له في ظهر الغيب بأن يمد الله في عمره ويوفقه ويحفظه من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أهديكم جميعا أحدى القصائد التي نظمها أحد أبناء القبائل الأخرى عندما بلغه خبر تعيين الأستاذ زارب القحطاني وكيلاً لأمارة المنطقة الشرقية:

أعداد أخوكم/ أبو سحمي