لم تعد الثورة السورية ثورة شعبٍ مظلومٍ على نظامٍ مستبدٍ ظالمٍ غاشمٍ فحسب بل تعدّت هذا الحد
وأصبحت مسرحاً للصراع الإقليمي والعالمي على حدٍ سواء.
فارتمت الدولة المجوسية الإيرانية بكل قدراتها داعمةً للنظام الأسدي المجرم سواءً كان هذا الدعم مالياً
أم عسكرياً وكذلك بإستخدام أذرعها في العراق – المحتل من الدولة المجوسية الإيرانية-
والموبذان في لبنان – حسن نصر الله – وحزبه اللعين وغيرهم من الأنجاس الأرجاس.
فهي حربٌ بين الإسلام – أهل السنة والجماعة – وورثة المجوس – الرافضة- !
فصل:
من عقائد الرافضة : قولهم بتحريف القرآن الكريم .
الغلو في أئمتهم وأقلهم غلواً يقول إنّ الأئمة أفضل من الملائكة والأنبياء فمنزلتهم لايبلغها ملكٌ مقرب ولانبيٌ مرسل !
اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة !
تكفيرهم لعموم الصحابة رضي الله عنهم ولاسيما أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابن العاص .
تكفير كل مَن يتولى ويحب الصحابة ولا سيما أبو بكر وعمر من زمن الصحابة حتى زمننا الحاضر
وينبني على ذلك إستباحتهم لدماء وأموال أهل السنة .
وهذا غيض من فيض من العقائد الكفرية التي يدين بها الرافضة .
فكيف يُقال بعد هذا إنّ الرافضة إخوانٌ لنا ؟!
كما يروج لذلك حمير الرافضة من الحزبيين وغيرهم ممن ينادون بالتقارب مع الرافضة
حيث يزعمون أنَّ الخلاف مع الرافضة خلافٌ فرعي !
حتى قال قائلهم : نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه !
وهذه القاعدة صحيحة لو طُبقت بين أهل السنة والجماعة في المسائل الفرعية التي يسعها الخلاف.
أما تطبيقها مع الفرق المنحرفة كالرافضة وغيرهم فلا شك أنَّ هذا هدمٌ لأصلٍ أصيلٍ من أصول الإسلام وهو :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قلتُ نظماً على لسان أم المؤمنين عائشة عليها السلام :
قل للذين مع الروافضِ قاربوا … وتضاحكوا وتبجَّحوا وتحزَّبوا
إن كان قد أرضاكمُ ما نالني … أموالُ قمٍ لاتدومُ ستذهبُ
ما بالكم لم تنكروهُ عليهمُ … فاللهُ من غضبي عليكم يغضبُ
إنَّي إلى الرحمنِ أبرأُ منكمُ … بئسَ التقاربُ هل يتوبُ المُذنبُ ؟!
لا تطلبوا برِّي فليسَ بواصلٍ … مَن كان من قيحِ الخيانةِ يشربُ
نعود :
سُفكت الدماء وانتهكت الأعراض وشُرد الشعب ومزقت المصاحف وخربت المساجد وهُدمت المنازل .
كل ذلك تحت شعار يا لثارات الحسين !
وسيد شباب الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما منهم براء .
فما حدث ويحدث في العراق وما نراه في الشام وما يرتكبه المجرم الأثيم – الحوثي – في قرية دماج دليلٌ قاطع
وبرهانٌ ساطع على الحقد المجوسي الرافضي على الإسلام والمسلمين !
ولا يُجادل في ذلك إلا أحمقٌ جاهل!
كل هذه الجرائم تحت عين وسمع المجتمع الدولي برعايةٍ أمريكيةٍ وروسية !
يتبادلون الأدوار ويمارسون العهر السياسي والنتاج من هذا السفاح العالمي ضرب الإسلام والمسلمين !
وفي الشام تدور رحى الحرب بين نظامٍ يمتلك السلاح والعتاد – طائرات ,دبابات , صواريخ , كيماوي – مدعوماً من إيران وروسيا وغيرهما
وبين شعبٍ أعزل تشكل منه الجيش الحر الذي لايقاتل إلا بأسلحةٍ إغتنمها من جيش النظام أو دُعم بها من بعض الدول على استحياء !
فأهلكوا الحرث والنسل وعم الخراب وظهر الدمار !
ومن المضحكات المبكيات : بعد تجاوز بشار ونظامه الخطوط الحمراء التي خطتها الإدارة الأمريكية !
وبعد إستخدام الكيماوي في الغوطة الدمشقية زاد عدد الشهداء قرابة 1400 شهيد !
ومن قبل كان عددهم لايقل عن 150 الف شهيد على أقل تقدير رحمهم الله تعالى ورضي عنهم !
غضب الرئيس أوباما ومن شدة غضبه عطس عطسةً فشمته بشار بتسليم وتدمير السلاح الكيماوي!
وبهذا زادت إنتصارات نظام المقاومة والممانعة للعدو الصهيوني !
فصل:
بعد أن طهر الله تعالى مصر والحجاز من الدولة العبيدة -الفاطمية- الخبيثة
على يد نور الدين محمود وصلاح الدين رحمهما الله
حدث بعد ذلك بزمن حريقٌ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال الشاعر الحكيم :
لم يحترق حرمُ الرسولِ لحادثٍ … يُخشى عليهِ ولا دهاه العارُ
لكنَّما أيدي الروافضِ لامست … ذاكَ الجنابَ فطهَّرته النارُ !
نعود :
حين نقارن ما يصنعه أهل الباطل من الرافضة وأعوانهم وما يصنعه أهل الحق من أهل السنة والجماعة نجد العجب !
فالرافضة يخططون ويبذلون ما يستطيعون لنصرة باطلهم !
أما أهل السنة والجماعة فقراراتهم لا تكون إلا إرتجالية لايسبقها تخطيط ولا يصحبها تنظيم!
وقد روي عن أمير المؤمنين عمر الفاروق ممزق دولة المجوس رضي الله عنه :اللهمَّ إنِّي أشكُو إليك جَلَدَ الفاجرِ وعجزَ الثقةِ!
ولو قُدر وأنتصرت الدولة المجوسية الإيرانية في بلاد الشام و من قبل قد أُهدي لها العراق والآن تُمكن لربيبها الحوثي في اليمن!
فلن يبقى أمامها إلا مكة والمدينة حرسهما الله تعالى .
فصل :
قبل ما يقارب ستة شهور عُقد في مصر مؤتمر لعلماء المسلمين !
وأعلنوا فيه وجوب الجهاد بالنفس والمال والسلاح وتقديم كل أنواع النصرة للشعب السوري !
قلتُ : أما الجهاد بالمال والسلاح فواجب لاشك فيه أما بالنفس فليس من مصلحة السوريين فالثورة السورية لاينقصها رجال ولكنه المال والسلاح.
بعد هذه الفتوى سمعنا الخطب الحماسية وظننا أنَّ هؤلاء الخطباء سيقودون جيوشاً طلائعها في دمشق وآخرها في جاكرتا!
ثارت العاطفة في نفوس الشاب وذهب كثيرٌ منهم للجهاد في أرض الشام لكنَّ خروجهم لم يكن في صالح الشعب السوري ولا في صالح أنفسهم !
والسبب في ذلك أنَّ سورية أصبحت بيئةً ملائمةً وأرضاً خصبةً لغسل أدمغة الشباب المتحمس واستقطابهم لفرقةٍ
لايقل إجرامها في حق الإسلام والمسلمين عن الرافضة أعني الخوارج ورثة ذي الخويصرة وابن ملجم!
فهم من أجهل الناس وأحمقهم يتجرأون على تكفير المسلمين واستباحة الدماء المعصومة
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !
ولذالك تكاثرت أحاديث النبي صلى الله وسلم وبارك عليه في التحذير من الخوارج لأن الخوارج يكثرون من العبادة
من صلاة وصيام وقراءة القرآن فيغتر بهم مَن لاعلم عنده ولاخبرة لديه فيظنهم من أهل السنة والجماعة
والحق أنهم من أخطر وأخبث الفرق المبتدعة .
إنَّ الخوارجَ من أشقى الأنام فهم … كلابُ نارٍ فبئسَ النارُ والحصبُ
يا شؤمَ ما صنعوا يا قبحَ ما فعلوا … يا محنةَ الدين أين العلمُ والأدبُ
تشكَّلت تنظيمات وكتائب الخوارج والتحق بها كثير من الشباب حتى سمعنا كلاماً من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام مفاده أنهم بعد إقامة دولتهم-دولة الخلافة – كما زعموا ستكون وجهتهم بقية بلاد المسلمين!
ولا ينقضي العجب من تصرفات هؤلاء الحمقى فقد بايع كثير منهم رجلاً مجهولاً بالخلافة!
ووجهوا سلاحهم للجيش السوري الحر الوطني!
ولا يُستبعد أنَّ قادة هذا التظيم أودولة الخلافة-المزعومة- صنيعةٌ إيرانيةٌ أسديةٌ لتصديع بنيان الثورة وتشويه جمالها !
بل لتشويه صورة أهل السنة والجماعة وتعكير صفو مياههم !
وأياً كان حالهم فالمستفيد منهم ومن أعمالهم هو النظام الأسدي ومَن يدعمه .
والسبب الرئيس في إستقطاب الخوارج لكثير من الشباب هو مايفعله بعضُ الداعمين !
يوضحه : يتم جمع المال من الشعوب نصرةً للشعب السوري فيأتي مَن جمع المال فلا ينفقه إلا على الكتائب
التي يرى أن قادتها توافقه فيما يعتقد !
ولا ينفق على كثير من الكتائب التابعة للمجالس العسكرية من الجيش الحر!
بدعوى أنّ الجيش الحر يضم العلمانيين وغيرهم .
ونجد أنّ هؤلاء يحاربون مَن يدعو لتوحيد صف الكتائب المقاتلة أو توحيد الإنفاق المالي , والسر في حربهم أنه لو توحدت الكتائب المقاتلة تحت راية الجيش الحر الوطني وتوحد الإنفاق المالي فلن يصلح ولن يتم مخطط محبي الزعامة !
وسيلفظهم المكان ويمجّهم الزمان.
خاتمة :
أ : لأهل السنة والجماعة في سورية وفي العراق وفي دماج وفي كل مكان : قال الله تعالى : “ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ,إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ , وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ,أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ “.
ب: لعموم الحكام والشعوب من أهل السنة والجماعة : قال الله تعالى :” وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “.
فلينفق كل أحدٍ بما يقدر عليه ولا يستح من إنفاق القليل فرب ريالٍ ينقذ نفساً من الهلاك , وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
ومن عجز عن الإنفاق فلن يعجز عن الدعاء , والنصر والعز والتمكين من الله تعالى .
ج: لحكام المسلمين قال الله تعالى : “ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ”.
قال الملك الصالح عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لأحد الولاة : حصّن مدينتك بالعدل ونق طرقها من المظالم !
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان