الأخلاق لها صلة وثيقة بالإيمان والعقيدة قال ابن القيم : " الدين كله خلق فمن زاد عليك بالخلق زاد عليك بالدين"أ.هـ
إن تحقيق التوحيد ليس باجتناب الشرك فحسب بل بكل ما يقدح في العقيدة ، ويخل بالإيمان ومنها حسن الخلق..
وإن أكبر التأثير في النفوس التميز في الأخلاق ، ومتى تتبع سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجد أنه يتميز بالخلق الحسن ، فدخل الناس في دينه أفواجاً ، فهذا مسلم يقول بأبي وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، وآخر " والله لقد أعطاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أعطاني وأنه أبغض الناس ليّ فما برح يعطيني حتى أنه أحسن الناس إليّ "
يقول الشاعر :
كل الأمور تزر عنك وتنقضي 0000 إلا الثناء فإنه لك باق
أي أُخي : نشكو كثيراً من الحاجة إلى حسن الخلق في معاملتنا وسلوكنا مع أنفسنا أولاً ومع الآخرين في كل مكان.. في المدرسة.. في السوق في اجتماعاتنا العائلية وجلساتنا الأسرية.
ولا بد أن نحاول في أنفسنا جاهدين بسموها إلى مكارم الأخلاق ، فالإنسان لا يعيش منفرداً بل يعيش مع أناس بحاجة إلى مشاعر وإلى عواطف..
بحاجة إلى الرفق " عاشروا الناس معاشرة حسنة إن متم بكوا عليكم " فالمعاملة الحسنة وحسن الخلق مفاتيح عجيبة في التأثير والتوجيه وكسب القلوب.
والسؤال الآن هل تتغير أخلاقنا؟
الكثير يتمنى أن يصلح أخطاءه في نفسه ، ويعتقد أنه لن يستطيع والحقيقة أننا نستطيع أن نغيرها بالإرادة القوية لإصلاح النفس ، ولو كانت الخلاق ثابتة لا تتغير لما كان هناك حاجة للوصايا والمواعظ..
قال تعالى : ( قد أفلح من زكاها ) ، يقول ابن القيم :" كانتا فيّض عيوب فلم أزل في الرياضة كما وصانا علماؤنا أعاني مداواتها حتى أعانني الله على التخلص منها "
ويقول أحد الإخوة :" وقع في نفسي شيء على بعض زملائي من خير أعطاه الله إياه فكنت أغتم وأهتم وما زال الشيطان بي ونفسي الضعيفة وعدت أدفع نفسي أؤنبها تارة ، وأذكرها بالخير للآخرين تارة أخرى وأذكرها بخطر الحسد وأضراره ومازلت مع نفسي بكثير من المواقف حتى اعتادت على التوجيه ، عندها شعرت بسعادة غريبة.
إليكَ أيها الأخ الحبيب سهام سريعة ما أن تملكها تملك القلوب :
1 – الابتسامة طريق سريع لتملك القلوب قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " تبسمك في وجه أخيك صدقة " ، وقال عبادة بن الحارث :" ما رأيت أحداً أكثر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تبسماً .
وقيل الابتسامة هي الملح في الطعام .
2- البدء بالسلام سهم يصيب سويداء القلب فيقع بين يديك ، ولكن أحسن السلام بحرارة وصدق مصحوبة بالبشاشة في الوجه ، والمصافحة تزيد المودة وتقرب القلوب ، قال عليه السلام : " تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا تذهب الشحناء " .
3 – في المجلس ألزم الصمت إلا فيما ينفع ، وإياك وارتفاع الصوت أو تسيَّد المجالس فيكون لك الحديث كله ، وعليك برقة العبارة واللطف .
4 – حسن الاستماع والإنصات وعدم مقاطعة المتحدث ، عن عطاء قال : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت ه كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد .
5 – طيب الرائحة ونظافة الملبس وجماله .
6 – بذل المعروف وقضاء الحوائج ، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - : " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس "
وقال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستبعد قلوبهم 0000 فطالما استعبد الإنسان إحسان
عجبت لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه ، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه .
تجنب النصيحة أمام الآخرين ، وإذا رأيت على زميلك أو أخيك ما يتوجب نصحه خذه جانباً وانصحه على انفراد ، أو أكتب له ورقة تبين فيه النصيحة فإن ذلك أدعى للقبول..
ويعبر الإمام الشافعي – رحمه الله – عن ذلك بقوله :
تعمدني بنصحي في انفراد 0000 وجنبني النصيحة في الجماعي
فإن النصح بين الناس نوعٌ 0000 من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي 0000 فلا تجزع إذا لم تعطى طاعة
7 – احرص على عدم تذكر الزلات وإعادتها على أهلها مرة بعد مرة والله تعالى يقول : ( والعافين عن الناس ) فإن تذكير الناس بأخطائهم التي ربما تابوا عنها ، أو صدرت منهم بغير قصد أو عن حسن نيّة فإن تذكيرهم بها يورث في القلب الضغينة والكره والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : " من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة .
عذراً أخي الكريم.. فقد أردت التذكير ببعض هذه القواعد لتبقى ابتسامتك وروحك الطيب كما عهدتك..