تقريرعن المسامرة التاريخية التي نظمها نادي جازان الأدبي حول اكتشافات أبو عامرية


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

موضوع مغلق
قديم 05-12-2006, 02:10 AM
  #11
أبو عامرية
عضو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 31
أبو عامرية is on a distinguished road
افتراضي رد : تقريرعن المسامرة التاريخية التي نظمها نادي جازان الأدبي حول اكتشافات أبو عامرية

الوقفة الثالثة والأخيرة :
* أبو رغال جد ثقيف .. وغصن الذهب.
ورد ذكر هذا الرجل في حديثين، الأول رواه أحمد عن جابر بن عبدالله والثاني رواه محمد بن إسحاق عن عبدالله عمرو، ونص الحديث الأول عن جابر قال: (لما مر رسول الله  بالحجر قال: لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت – يعني الناقة – ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً فعقروها فأخذتهم صيحة أخمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله، فقالوا من هو يا رسول الله قال: أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه).
الحديث الثاني من رواية محمد بن اسحاق عن فلان عن فلان عن بجير بن أبي بجير قال ( سمعت عبدالله بن عمرو يقول سمعت رسول الله  يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر ـ قال: هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم فدفع عنه. فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب فابتدره القوم بأسيافهم.......... إلخ).
كل من له علم باللغة، أو على الأقل ذوق لغوي، ويستطيع بحسه أن يميز الأسلوب البليغ من سواه يكاد يجزم أن نص الحديثين ليس فيه شيء من بيان من أوتي مجامع الكلم، والحديث الثاني على وجه الخصوص قال عنه الزهري أبو رغال أبو ثقيف هذا مرسل من هذا الوجه، ولم يصله غير محمد بن إسحاق، ولكن بصرف النظر عن كون نص الحديثين من كلام رسول الله أم لا، ويصرف النظر عن كون الحديث الثاني مرسلاً أو موصولاً أو موقوفاً، نريد أن نناقش ما ورد في الحديثين من زاويا مختلفة.
أولاً: العبارة التي تقول ( إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله فحماه الحرم).
من المعلوم أن ثمود تسلست من عاد، ولذلك سموا عاداً الثانية، وقد خاطبهم الله جلَّ جلاله فقال: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد) لذلك فهم أقدم من أبينا إبراهيم بقرون الله أعلم بعدتها، وقد أكد لنا القرآن الكريم في موضع آخر تقدم ثمود على أبينا إبراهيم، في قول شعيب عليه السلام لقومه في سورة هود: (ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوطٍ منكم ببعيد), ومن المعلوم أن لوطاً كان معاصراً لأبينا إبراهيم عليهما السلام, وقول شعيب عليه السلام (وما قوم لوط منكم ببعيد) يدل على قرب عهد لوط من قوم شعيب، وبعد قوم نوح وعاد وثمود عنهم، وهذا يعني أن البيت بني بعد عاد وثمود بما لا يعلم إلا الله من القرون، لأن البيت ما كان ولا كانت مكة قبل أبينا إبراهيم قال تعالى في سورة الحج: ( وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) والأقوال التي تنسب بناء البيت إلى الملائكة وأنه كان زمن أبينا أدم ، ليست في صدق هذه الآية، ونحن أمام هذا القول، أقصد قول إن أبا رغال كان في الحرم فحماه حرم الله, أمام خيارين لا ثالث لهما، أما أن نقول: إن البيت كان قبل أبينا إبراهيم بنياناً قائماً فنخالف الآية الآنفة، أو نقول إن ثمود كانت بعد أبينا إبراهيم فنخالف قوله تعالى لثمود: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض).
* لماذا إلاّ هذه ؟!
وعند العرب في أبي رغال أربع روايات، ثلاث منها لا تعارض بينها وبين كتاب الله، وهذه الرواية الوحيدة التي تجعلنا إن نحن آمنا بها في إشكال مع النصوص القرآنية الآنفة, فلماذا إلاّ هذه؟.
أما الروايات الثلاث الأخرى، تقول الأولى إن أبا رغال كان عبداً لنبي الله شعيب وكان عشاراً ظالماً فقبره يرجم إلى اليوم، أي جرّاء ظلمه، والعشار الذي يأخذ عشر أموال الناس، أي أموال عروض التجارة وما شابه, التي جعل فيها الإسلام ربع العشر، والرواية الثانية أنه كان عبداً لصالح عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام واسمه زيد بن مخلف، بعثه مصدقاً "يجمع الصدقة" فأتي قوماً ليس لهم لبن إلا شاة واحدة، ولهم صبي قد ماتت أمه فهم يعاجونه بلبنها، والعجي معروف في لهجتنا، وهو من ماتت أمه وهو على ثديها فغذي بغير لبنها، فأبى أبو رغال إلا أخذ الشاة فنزلت به قارعة من السماء، وقيل قتله رب الشاة، أما الثالثة وأظنها أقرب إلى الحقيقة أنه من ثقيف، وأنه كان دليلاً لجيش أبرهة حين أراد غزو مكة لهدم البيت، وقد رافقهم من الطائف، فأهلكه الله في ذلك الموضع، هذا خبر أبي رغال الأقرب إلى الأسطورة ، لعل الناس رأوا قبراً منفرداً فنسجوا حوله الأساطير.
ثم لنتساءل عن الحديث الثاني الذي رواه محمد بن إسحاق عن بجير أنه سمع عبدالله بن عمرو يقول سمعت رسول الله  يقول: حين خرجنا معه إلى الطائف....... الخ.
لقد كان عدد جيش رسول الله  في مسيره إلى الطائف إثنى عشراً ألفاً, فكيف تحدث مثل هذه الحادثة أمام هذه الجموع, ثم لا يكثر رواة هذا الحدث, ما كانت هذه الحادثة لتفوت على كبار الصحابة, الأقرب إلى رسول الله, ثم يمضي راوي الحديث فيقول: (فابتدره الناس بأسيافيهم) أي القبر، ولا أدري كيف ينبش القبر بالسيوف، وإذا كان أبو رغال من ثمود وجد لثقيف, فكيف يهلك ثم يكون له ذرية بعد مهلكه، والنسابون مجمعون على أن ثقيف من أبناء نزار بن معد بن عدنان، وثقيف يقولون إنهم من قيس عيلان مستدلين بقول رسول الله  لمروان بن قيس الدوسي عند حصار الطائف: خذ يا مروان بأهلك أول رجل من قيس تلقاه، أي من ثقيف, والذي أعجب له أن الذين دفنوا أبا رغال عند موته زمن ثمود, لم يأخذوا غصن الذهب المزعوم معهم بل دفنوه معه, وتركوه لمن يأتي بعدهم!, أكانوا بهذا الثراء حيث لا يغريهم الذهب؟!!, وأنا على يقين أن أموال ثمود كانت الماشية.
هذا رأيي في خبر نزول المسلمين الحجر، وهو ما جعلني أتوقف في أمر موطن ثمود على ما ورد في كتاب الله لا أتجاوزه، وليس في كتاب الله آية تنص على أن موطن ثمود حجر وادي القرى، وفي المقال القادم أتناول الأسباب التي جعلتني أرجح أن جبل القهر هو موطن لا سواه.

موطن ثمود أين؟

لقد أوردت رأيي في الأخبار الواردة في نزول المسلمين الحجر في غزوة تبوك, وللمآخذ والعلل التي بينتها في تلك الأخبار, رأيت أن أكتفي في خبر ثمود بما في كتاب الله لا أجاوزه إلى خبر يناقضه أو يقول بضده, ولو كان حديثاً, وكل من يقرأ أدلتي وبراهيني ويستطيع أن يفندها بمنطق وحجة فليفعل, فالحقيقة غايتنا جميعاً, ولكني أعتب على اثنين من أصحاب الردود, شخص غايته من الرد أن يُظهر علماً ومعرفة, ومبغض لي لسبب من الأسباب, فالشيطان يلج على الإنسان من العجب والغضب, وأتمنى أن يقلب كل صاحب رد قوله قبل تدوينه في المنتدى, كي لا يتكرر قول سبق الرد عليه, وبناء على هذا المطلب أقول: إذا كانت الحجر وحضرموت وعمان ليست موطن أصحاب الناقة فأين موطن ثمود, وقد بينت في بحثي «الذين جابوا الصخر بالواد» أن هذه الثلاثة مواضع لم تكن لثمود وطناً في أي يوم من الأيام, لذلك إذا أردنا أن نعرف أين عاشت ثمود يجب علينا أن نتعرف على صفة موطنهم «التضاريس» أولاً, ثم نذهب نبحث عنه بعد ذلك, تعالوا نقرأ الآيات الواردة في موطن ثمود, ونستخرج منها المعاني الصريحة والضمنية.
قال تعالى: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدينالأعراف.
وقال تعالى: وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنينالحجر.
وقال تعالى: أتتركون في ما هاهنا آمنينفي جنات وعيون و زروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين الشعراء.
وقال تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بعادإرم ذات العمادالتي لم يخلق مثلها في البلادوثمود الذين جابوا الصخر بالوادالفجر.
وقال عز من قائل: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلينالحجر.
من الآيات آنفة الذكر يمكننا القول إن ثمود كانوا في منطقة جبلية, ممتنعة بتضاريسها ومنعزلة عما حولها, فهي لأهلها حجر آمن, أي قلعة طبيعية, فيها جبال وبين الجبال أو حولها سهول, فهم ينحتون الجبال ويبنون في السهول قصوراً, جمعوا بين الاثنين, وعلى هذا فموطن ثمود جبال لا جبلاً واحداً, وسهول لا سهلاً واحداً, ومياه موطنهم سطحية وليست جوفية, فقد نص القرآن أن مياههم عيون تجري على سطح الأرض, وأود أن أضيف صفة لموطن ثمود نفهمها ضمنياً من خبرهم في القرآن الكريم, ذلك أن موطنهم بسهوله وجباله أرض صخرية غير رخوة, يتعذر فيها حفر الآبار والحصول على المياه من باطن الأرض, ذلك أنهم حين أخبرهم صالح عليه السلام أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة, وعانوا جراء ذلك من البلاء ما عانوا, لم يحفروا آباراً كل في مزرعته, أو في حرم بيته, يستقي منها ويسقي منها ماشيته, ومن حقه أن يقول هذه بئري, في حرم بيتي, لا حظ للناقة فيها, ولو كان ذلك ميسوراً لفعلوه, بدلاً من أن يعقروا الناقة, وهذا يدل على أن سهولهم صخرية غير رخوة, وهي مزالق لا يمكن وجود المياه الجوفية فيها, أي أن حفر الآبار فيها متعذر وغير ذي نفع, وهذا يعني أنها ليست من نجد ولا في سهول تهامة ولا حتى السراة, فجميع هذه المواطن تحفر فيها الآبار منذ الأزل, وإلى يومنا هذا, ويضاف إلى هذه العلامات أو الصفات, يجب أن توجد في موطن ثمود جبال منحوتة, وصخور مقطوعة, مصداق قوله تعالى: وتنحتون من الجبال بيوتاً وقوله: وثمود اللذين جابوا الصخر بالواد.
هذه صفة موطن ثمود, أخذتها من كتاب الله, فمن يعلم عن أرض في جزيرة العرب على هذه الصفة, غير جبل القهر, فليدلنا عليها, وأقول هذا لسكان الجزيرة العربية, من بحر العرب إلى جبال تركيا, ولأني لا أعلم عن أرض على هذه الصفة, وتوجد فيها جبال منحوتة بفعل البشر لا بفعل عوامل التعرية, غير جبال القهر في جيزان, لذلك سأظل مقتنعاً أنه موطن ثمود,دون أدنى شك, حتى يأتي من يقول وجدت موطناً اجتمعت فيه هذه الصفات والآثار, وأعلم أن القراء تجاه هذا الموضوع لا يتساوون, منهم من يبحث عن الحق مخلصاً, وسيجده معي أو ضدي, ومنهم من يفضل أن يقف متفرجاً, ومنهم من همه البحث عن الأخطاء والمثالب, ومثل هؤلاء خطؤهم أكثر من صوابهم, لهذا السبب دعوني أصف لكم جبل القهر والشواهد التي تدل على أن ثمود عاشت وهلكت فيه, وبإيجاز شديد إن شاء الله, ولكن في المقال القادم.
أبو عامرية غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبيلة الحباب .... انسابها,,, وديارها الحميداني الحبابي مجلس الأنساب 74 08-04-2009 09:11 PM
الإيجاز فيما تشابه من أسماء المدن في العراق والحجاز عبدالعزيز المنيفي مجلس الأنساب 12 06-10-2005 05:18 PM
نكت رسايل جوال 2006 سلطان العبيدي إستراحة المجالس 9 01-10-2005 07:13 PM
(( يوم عظيم )) صيام يوم عرفه عبيدي الدمام/ابوزياد مجلس الإسلام والحياة 2 18-01-2005 11:26 PM


الساعة الآن 11:09 PM

سناب المشاهير