رد : الجـــــــــــرأة في وأد المـــــــــــــــــراة
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب الحادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير علي الموضوع المهم .
لقد بوب البخاري باب قال من رأى مع امرأته رجلا فقتله .
قال البخاري حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي فقال أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني .
قال أبو عمر ابن عبد البر :
في هذا الحديث النهي عن قتل من هذه حاله تعظيماً للدم وخوفاً من التطرق إلى إراقة دماء المسلمين بغير ما امرنا الله به من البينات أو الإقرار الذي يقام عليه وسد الباب الافتيات على السلطان في الحدود التي جعلت في الشريعة إليه وأمر فيها بإقامة الحق على الوجوه التي ورد التوقيف بها .
" التمهيد " ( 21 / 253 ) .
وقال :
يريد والله أعلم أن الغيرة لا تبيح للغيور ما حرم عليه وأنه يلزمه مع غيرته الانقياد لحكم الله ورسوله وأن لا يتعدى حدوده فالله ورسوله أغير ولا خلاف علمته بين العلماء فيمن قتل رجلا ثم ادعى أنه إنما قتله لأنه وجده مع امرأته بين فخذيها ونحو ذلك من وجوه زناه بها ولم يعلم ما ذكر عنه إلا بدعواه أنه لا يقبل منه ما ادعاه وأنه يقتل به إلا أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون أنهم رأوا وطئه لها وإيلاجه فيها ويكون مع ذلك محصنا مسلما بالغا أو من يحل دمه بذلك فإن جاء بشهداء يشهدون له بذلك نجا وإلا قتل وهذا أمر واضح لو لم يجيء به الخبر لأوجبه النظر لأن الله حرم دماء المسلمين تحريما مطلقا فمن ثبت عليه أنه قتل مسلما فادعى أن المسلم قد كان يجب قتله لم يقبل منه رفعه القصاص عن نفسه حتى يتبين ما ذكر وهكذا كل من لزمه حق لآدمي لم يقبل قوله في المخرج منه إلا ببينة تشهد له بذلك .
" التمهيد " ( 21 / 256 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
فلو أذن له في قتله لكان ذلك حُكماً منه بأن دمه هدر في ظاهر الشرع وباطنه ، ووقعت المفسدة التي درأها الله بالقصاص ، وتهالك الناس في قتل من يريدون قتله في دورهم ويدعون أنهم كانوا يرونهم على حريمهم ، فسدَّ الذريعة وحمى المفسدة وصان الدماء ، وفي ذلك دليل على أنه لا يقبل قول القاتل ويقاد به في ظاهر الشرع.
" زاد المعاد " ( 5 / 408 ) .
كان في السابق العرب في الجاهلية يعدون ذروة شرفهم وعنوان عرضهم ولم يكن شئ يثير القوم كالاعتداء على نسائهم أو المساس بهن ، ولذلك فقد كانوا يقتحمون في الدفاع عنهن كل صعب ولا يضنون بأي غال ، لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم أرضعوها فعلا مع لبان الامهات .
وفي الحديث السابق نرى غيرة الإسلام على المحارم والأعراض المنبثقة من غيرة رب العباد ، والمتمثلة في خاتم المرسلين ، وهي ليست بخافية على أحدٍ من الناس ، قال الله تعالى : ( قل إنما حرّم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن ) الآية 33 / الأعراف
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( ولا أحد أغير من الله ولذلك حرّم الفواحش ماظهر منها ومابطن ) متفق عليه .
اخيرا ً: اخي المبدع الحادي بارك الله فيك علي طرح هذه القضية .
اسأل الله سبحانه وتعالي ان يحمي نساء المسلمين وان يدلهم الي طريق الحق .
اخوكم ابومصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سعد القحطاني ; 28-09-2006 الساعة 03:54 AM