بسم الله الرحمن الرحيم.

حدثني عن الطائفية؟

لم يعد غريبا على المتابع للساحة الدعوية او السياسية ان يطرق مصطلح الطائفية مسامعه كل يوم، بل أصبح هذا المصطلح بعبعاً وجريمة في بعض الدول بحق أو بغير وجه حق.
بيد اننا سنحاول ان نوضح لمعاشر القراء ان الطائفية التي يدندن حولها ليست هي ازدراء الدين الاسلامي واهانته والسخرية منه ومن نبيه بالرسوم الساخرة.
وليست الطائفية عند القوم اضطهاد المسلمين في أراكان وتشريدهم من وطنهم.
وليست الطائفية احتلال بلاد بأكملها وفرض ثقافة وتاريخ وفكر أجنبي عنها كما هو الحال في فلسطين والأهواز.
وليست الطائفية عندهم قتل الناس على المعتقد كما يفعل في العراق وسوريا.
وليست الطائفية عندهم الهجوم على الصحابة رضي الله عنهم والنيل منهم وتكفيرهم وسبهم.
اذا ما هي الطائفية التي يعرفها العقلاء وينكرها المسلمون؟
والجواب كما قيل سهل ممتنع!
فهذا الدين- اعني الاسلام- هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من الناس الا هو ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه).
وهذه السنة -اعني سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - هي مركب النجاة وصمام الامان ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي).
ومنهج السلف هو الفهم الصحيح والنقي لهذا الدين ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
فهو منهج يقصي الخوارج التكفيريين وفي المقابل يتبرأ من المرجئة الضالين الذين
لا يرون شرعا غضاضة في تكاثر الفرق والاحزاب التي فرقت المسلمين وشرذمتهم.
الطائفية مصطلح من المصطلحات التي أصبحت مطية لكل من هب ودب في ان يتهم بها من لا يوافق دينه ولا بدعته ... مما أدى بكثير ممن يسلك هذه الجادة الوخيمة ان يغضب اذا سمع مثلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة)
واذا أردت ايها القارئ الكريم ان احدثك عن الطائفية فخذ مني هذه الجمل:
الطائفية هي مخالفة جماعة المسلمين.
الطائفية هي رفض منهج السلف فهماً صحيحاً للإسلام.
الطائفية هي الاصطفاف مع العدو الخارجي ضد بلاد التوحيد.
الطائفية هي مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

دمتم بخير وعافية.

وكتبه: عبدالرحمن بن محمد بن علي بن عاصي
المستشار الشرعي ورئيس مجلس ادارة مكتب الدعوة والارشاد التعاوني بعريعرة