مجلة كاس العالم 2010

كأس عالم للذكرى




انتهت كأس العالم FIFA 2010 بأبهى صورة بعد اعتلاء المنتخب الأسباني منصة التتويج ورفعه الكأس الذهبي وتربعه على العرش العالمي للمرة الأولى في تاريخه. ومع إسدال الستار على الحدث الكروي الأهم في العالم، يتحدث بعضٌ من جماهير المستديرة عن مصدر تميّز هذه البطولة بالنسبة لهم.


وخرج المشجعون الأسبان من ملعب سوكر سيتي للمرة الأخيرة مرتدين ثياباً ومعتمرين قبعات بألوان علمهم الوطني بعد أن تذوقوا حلاوة النصر وتربعوا على عرش جنوب أفريقيا 2010. وبينما اغرورقت عيناه بالدموع، وضع خوان تورال يده على قلبه وتحدث إلينا معرباً عن عدم تصديقه بأنه بعد 64 مباراة ومشاركة 32 منتخباً ومضي شهرٍ من المنافسات، سيعود منتخب بلاده الوطني إلى أسبانيا بطلاً للعالم. حيث وقال: "لم أتخيل في حياتي أني سأعيش هذا اليوم. أظهرنا للعالم برمته أننا الأفضل. إن هذا بمثابة حلم يتحول إلى حقيقة. شكراً لسكان جنوب أفريقيا."


أما كارلوس كوادرادو فقد قال: "إنه يومٌ مدهش. باعتبارنا من جماهير المنتخب الأسباني، فإن ذكرى هذا اليوم وهذه البطولة الرائعة ستُحفر في مخيلتنا إلى الأبد. ستكون جنوب أفريقيا مميزة على الدوام بالنسبة لنا، ستكون في عقولنا وقلوبنا ما حيينا."


وبغض النظر عن نتائج المباريات وحظوظ المنتخبات المختلفة، توجه الكثير من عُشاق المستديرة الساحرة إلى جنوب أفريقيا للمرة الأولى وسيعودون إلى بلادهم وفي جعبتهم ذكريات رائعة عن كرم وضيافة هذه البلاد المعطاءة. وعن ذلك قال المواطن الأسباني راؤول رودريجيز: "لقد رحّب سكان البلاد بنا أينما حللنا. إنها بلاد رائعة. الجو السائد هنا مدهش والطبيعة خلابة والسكان ودودون للغاية. إن جنوب أفريقيا تسير في الطريق الصحيح وستكون دولة ذات شأن عظيم."


وأضاف رودريجيز: "إن الدعم الذي لقيه منتخب بلادي أثّر في نفسي كثيراً. لم أرَ في حياتي هذا الكم من الأعلام الأسبانية خارج موطني."


وبالنسبة إلى لويس جونكالفيس، أحد عُشاق كرة القدم القادمين من البرازيل، فإن الإستضافة والتنظيم الناجح للبطولة غيّر من نظرته إلى القارة السمراء، حيث قال: "هذه هي الحال التي يجب أن يكون عليها كأس العالم. كانت هذه النسخة مدهشة. آمل أن تضطلع البرازيل بالمهمة على أكمل وجه أيضاً، كما كان عليه الأمر بالنسبة لجنوب أفريقيا، وتستضيف بلادي نسخة رائعة من كأس العالم. لقد قلتُ لجميع أصدقائي في البرازيل أن أفريقيا تعيش جنوناً كروياً حقيقياً."


ويبدو واضحاً أن الكثير من جماهير كرة القدم الذين توافدوا إلى بلاد قوس قزح سيعودون إلى أوطانهم وفي أذهانهم صورة جديدة عن الدولة المضيفة. حيث قالت الهولندية شانتال شينكلز التي توجهت إلى جنوب أفريقيا لمساندة منتخب بلادها الوطني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية: "لا يشبه الأمر ما قرأت عنه قبل مجيئي إلى هنا. لقد غيّرت هذه البطولة من النظرة إلى القارة السمراء عموماً وجنوب أفريقيا خصوصاً. استمتعت الجماهير بهذه النسخة في أرجاء العالم ولم أسمع سوى أصداءاً إيجابية لهذه البطولة في وسائل الإعلام. إن ما عشته هنا هو أمرٌ سأقصُّه بكل تأكيد على مسامع أحفادي."


وتمثل كأس العالم FIFA الحدث الأهم في أجندة كرة القدم الدولية حيث تمثل هذه البطولة فرصة فريدة لعُشاق المستديرة الساحرة لإمتاع أنظارهم بألمع نجوم العالم الذين يتنافسون بكل ندية في سبيل رفع اسم بلادهم عالياً. وقال ديكي نايكر أحد سكان جوهانسبرج: "كانت هذه مباراتنا رقم عشرين. لقد أصبحتُ من عُشاق كرة القدم. إن رؤية لاعبين من أمثال توريس ودروجبا يخوضون غمار المنافسات هو أمرٌ يجعلني فخوراً ببلادي. إن قدوم هؤلاء النجوم إلى هنا.. إلى موطني هو حدثٌ يخلب الألباب. آمل أن أشهد في حياتي استضافة كأس العالم مجدداً."


وبالنسبة إلى آرون تشينهارا القادم من زيمبابوي، فقد تجددت أواصر حبه لأفريقيا من خلال كأس العالم FIFA، حيث قال: "إني فخورٌ اليوم لكوني أفريقياً. لقد شهدنا طوال البطولة اختلاط الناس من جميع الأعراق والأديان والعقائد سوية وبكل ألفة ومحبة. يُجسّد هذا خطوة نحو الأمام. لم نعد بعد اليوم قارة الأمراض والفقر، بل قارة الفرح والسعادة والخير."