معدل الأهداف لكل مباراة في الدور الأول من كأس العالم 2010
الضربات الترجيحية في كأس العالم
أسبانيا تتصدر مجموعتها - هدف دافيد فيا
أمريكا الجنوبية تكتسح وأوروبا تعاني في بطولة شحيحة الأهداف
توقع أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور ، ضمن اخرين ، ان تشهد بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كرة هجومية قوية وعددا جيدا من الأهداف بسبب برودة الطقس في جنوب أفريقيا خلال فترة المونديال.
واعتقد البعض أن برودة الطقس ستساعد فرق أوروبا بشكل خاص على التألق في هذه البطولة.
ولكن على العكس ، كان لمنتخبات أمريكا الجنوبية اليد العليا حيث تأهلت جميع منتخباتها الخمسة التي شاركت في البطولة إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم.
وفي نفس الوقت شهدت البطولة تأهل أقل عدد من المنتخبات الأوروبية في تاريخ البطولة إلى الدور الثاني حيث تأهلت ستة منتخبات فقط لدور الستة عشر من بين 13 منتخبا أوروبيا شاركوا في البطولة الحالية.
وكان منتخبا إيطاليا حامل اللقب ووصيفه الفرنسي من بين الضحايا الأوروبيين في هذه البطولة.
بينما كانت القارة الأفريقية التي تستضيف فعاليات البطولة للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم هي الأكثر خسارة حيث شاركت في البطولة بستة منتخبات لم يتأهل منها للدور الثاني سوى المنتخب الغاني بينما أصبح منتخب جنوب أفريقيا هو أول منتخب مضيف يودع البطولة من دور المجموعات.
ويبدو أن برودة الطقس أصابت المهاجمين بالتجمد حيث تواجه البطولة خطر تدوينها في سجلات المونديال بأنها الأقل من بين جميع بطولات كأس العالم في متوسط الأهداف.
ورغم الفوز الساحق للبرتغال على كوريا الشمالية 7/صفر وثلاثية جونزالو هيجوين التي قاد بها الأرجنتين للفوز على كوريا الجنوبية لم تشهد البطولة سوى 101 هدفا في 48 مباراة أقيمت حتى الآن من بين 64 مباراة تشهدها البطولة حتى نهايتها ليصل معدل التسجيل إلى 10ر2 هدف في المباراة الواحدة.
ووصل متوسط تسجيل الأهداف في مونديال 1954 بسويسرا إلى 38ر5 هدف في المباراة ولكن أي بطولة أخرى لم تصل إلى هذه النسبة.
أما أقل متوسط في أي بطولة سابقة فكان في مونديال 1990 بإيطاليا ووصل إلى 21ر2 هدف في المباراة وهو ما يزيد على متوسط التسجيل في البطولة الحالية حتى الآن.
وشهدت مباريات الدور الأول للبطولة ثلاث مباريات فقط انتهت بالتعادل السلبي ولكن عشر مباريات أخرى انتهت بفوز أحد الفريقين 1/صفر.
وعلى مدار 48 مباراة في الدور الأول لم تكن هناك سوى 18 مباراة فقط شهدت أكثر من هدفين.
ولم تشهد البطولة حتى الآن أي أهداف من الأرجنتيني ليونيل ميسي أو الإنجليزي واين روني.
ولكن ميسي أظهر بالفعل إمكانياته العالية حتى أصبح المنتخب الأرجنتيني هو الوحيد مثل المنتخب الهولندي الذي يفوز بجميع المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته بالدور الأول للبطولة.
كما تأهلت منتخبات البرازيل وباراجواي وأوروجواي دون أن تتعرض لأي هزيمة في الدور الأول.
وأكمل منتخب شيلي النجاح الباهر لممثلي قارة أمريكا الجنوبية في البطولة الحالية حيث تأهل للدور الثاني رغم هزيمته 1/2 أمام المنتخب الأسباني أمس الجمعة.
وقال إنزو فرانشيسكولي صانع ألعاب منتخب أوروجواي السابق "مراحل تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال هي الأصعب مما يجعل الفرق المتأهلة منها هي الأقوى.
وكان للمنتخب الأرجنتيني سقطة مدوية في التصفيات عندما خسر 1/6 أمام بوليفيا.
وتتضمن التصفيات 18 مرحلة حيث تقام بنظام دوري من دورين بين جميع المنتخبات الموجودة في هذه القارة والتي يخوض كل منها المباريات ذهابا وإيابا مع جميع المنافسين التسعة.
وقال النجم البرازيلي الشهير كاكا إن هذه التصفيات كانت ببساطة "مثل الحرب" بينما أضاف فرانشيسكولي سببا آخر للنجاح الحالي قائلا "معظم المحترفين يلعبون في أوروبا ، إنهم أكثر مرونة في المجال الخططي ويعرفون المنافس الأساسي".
ومن المؤكد أن فريقا واحدا على الأقل من قارة أمريكا الجنوبية سيودع البطولة عبر مباريات الدور الثاني حيث يلتقي منتخبا البرازيل وشيلي سويا بينما يلتقي منتخب أوروجواي مع كوريا الجنوبية وباراجواي مع اليابان والأرجنتين مع المكسيك ويمكنهم جميعا بلوغ دور الثمانية.
أما المنتخبات الأوروبية الستة التي تأهلت لدور الستة عشر فسيتقلص عددها إلى النصف في دور الثمانية حيث يشهد الدور الثاني ثلاث مواجهات أوروبية خالصة فيلتقي المنتخب الألماني نظيره الإنجليزي وتلعب هولندا مع سلوفاكيا وأسبانيا بطلة أوروبا 2008 مع البرتغال.
ونتيجة لذلك يبدو غير المرجح أن يفوز منتخب أوروبي بلقب البطولة الحالية علما بأن المنتخبات الأوروبية لم يسبق لها الفوز بأي لقب في بطولات كأس العالم التي اقيمت خارج قارتها على مدار تاريخ البطولة.
وتعرض المنتخب الفرنسي للأزمات داخل وخارج الملعب بينما كان المنتخب الإيطالي مجرد شبح لما كان عليه الفريق في البطولة السابقة عندما توج باللقب عام 2006 بألمانيا ليخرج المنتخبان الإيطالي والفرنسي صفر اليدين من الدور الأول للبطولة الحالية التي أصبحت أول بطولة في تاريخ كؤوس العالم تشهد خروج حامل اللقب ووصيفه من الدور الأول.
ولم يجد المنتخب الدنماركي الطريقة التي يتغلب بها على المنتخب الياباني بينما فشل المنتخب السويسري في التغلب على نظيره الهندوراسي المتواضع كما خرج المنتخب الصربي من البطولة بعد السقوط أمام أستراليا.
كما قدمت المنتخبات الأفريقية مستويات أقل كثيرا مما كان متوقعا منها فخرجت منتخبات كوت ديفوار والكاميرون والجزائر ونيجيريا ومعها منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض. بينما كان المنتخب الغاني هو الوحيد من فرق القارة السمراء الذي أفلت من الخروج المبكر.
وخاضت منتخبات أفريقيا 18 مباراة في الدور الأول للبطولة حققت الفوز في ثلاث منها فقط لتؤكد فشلها مجددا وأنها ما زالت بحاجة إلى وقت طويل لتنافس على المستوى العالمي.
وقال المدرب الألماني وينفرد شايفر الذيقاد المنتخب الكاميروني في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان "قلت قبل سنوات إنه عندما يصبح التنظيم والمكافآت على خير ما يرام ويكون هناك المدرب المناسب ويكون لديه الوقت للعمل بشكل متقن ستكون لدى منتخبات مثل كوت ديفوار ونيجيريا وغانا والكاميرون الفرصة للوصول إلى نهائي كأس العالم".
دور مجموعات مونديال 2010 ينتهي بالدموع والمفاجأت
**** عندما يتأهب أفضل 16 منتخبا في العالم للمشاركة في دور ال16 من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، ستكون بعض أبرز الأسماء في عالم كرة القدم غائبة.
فقبل أربعة أعوام في مونديال ألمانيا 2006 تغلبت إيطاليا على فرنسا بضربات الجزاء الترجيحية في مباراة النهائي لتحرز لقب بطولة كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها.
ولكن هذه المرة ، ودعت كل من إيطاليا وفرنسا منافسات كأس العالم من الدور الأول لتتابعان الفعاليات من اطراف الملاعبعندما تتنافس الفرق الأخرى الباقية بالبطولة على الجائزة الكبرى بكرة القدم.
وبعد تعادلها سلبيا في مباراتها الافتتاحية بالمونديال أمام أوروجواي ، تأكد أن فرنسا ببساطة لا أمل لها في تحقيق إنجاز ما بهذه البطولة وعندما ضغط الفرنسيون على زر التدمير الذاتي قبل مباراتهم الأخيرة بالمجموعة الأولى أمام البلد المضيف جنوب أفريقيا كان مصيرهم قد كتب بالفعل.
وأنهت فرنسا مشوارها في الدور الأول من المونديال في المركز الأخير بالمجموعة الأولى خلف منتخبات أوروجواي والمكسيك وجنوب أفريقيا.
ولكي لا تحزن فرنسا كثيرا فقد كان الفريق الذي تغلب عليها في نهائي المونديال السابق ، إيطاليا ، على موعد هو الآخر مع الخروج المبكر من المونديال ودون الفوز بمباراة واحدة.
وتعادلت إيطاليا في مباراتين إحداهما مع المتواضعة نيوزيلندا التي احتلت المركز الثالث في المجموعة السادسة متقدمة على بطلة العالم صاحبة المركز الرابع الأخير ، بينما تصدرت باراجواي ترتيب المجموعة وتلتها في المركز الثاني سلوفاكيا بعد فوزها الدرامي على إيطاليا 3/2 .
وبعد هذه الهزيمة ترك لاعبو إيطاليا بقيادة المخضرم فابيو كانافارو الذي كان يلعب مباراته الأخيرة مع المنتخب الأزوري أرض الملعب بعيون دامعة.
وكادت بطلة أوروبا أسبانيا أن تواجه كارثة مماثلة في المجموعة الثامنة بالمونديال ولكنها أنقذت نفسها في النهاية عندما حققت الفوز الذي كانت تحتاجه على شيلي في مباراتها الأخيرة بالمجموعة وذلك عن طريق نجميها ديفيد فيا وأندريس إنييستا اللذين سجلا هدفي الفريق بالأمس.
ولكن النهاية كانت سعيدة بالنسبة لمنتخب شيلي أيضا حيث استفاد المنتخب الأمريكي الجنوبي من تعادل سويسرا مع هندوراس في مباراة المجموعة الثامنة الأخرى أمس لتحتل شيلي المركز الثاني خلف أسبانيا وتتأهل إلى دور ال16 حيث ستلتقي بالبرازيل.
وفاز منتخب السامبا بسهولة بصدارة المجموعة السابعة رغم تعادله السلبي أمام البرتغال في مباراته الثالثة الأخيرة بالمجموعة ، وبذلك ستلتقي البرتغال مع أسبانيا في دور ال16 .
وقدم البرتغاليون عرضا رائعا عندما فازوا 7/ صفر على كوريا الشمالية التي فشلت في تكرار مجدها من مونديال 1966 لتخسر مبارياتها الثلاث بالمونديال الحالي وتودع منافساته سريعا.
وللمرة الثانية على التوالي ، وضعت قرعة مجموعات البطولة منتخب كوت ديفوار فيما يطلق عليها "مجموعة الموت". وللمرة الثانية أيضا يودع الإيفواريون كأس العالم مبكرا بعد تعادلهم مع البرتغال وفوزهم على كوريا الشمالية وهزيمتهم أمام البرازيل.
وتحدد مصير المجموعة الثالثة في اللحظة الأخيرة عندما سجل لاعب المنتخب الأمريكي لاندون دونوفان هدفا لبلاده في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أمام الجزائر لتفوز الولايات المتحدة 1/ صفر.
وقبل هذا الهدف مباشرة كانت إنجلترا متصدرة ترتيب المجموعة الثالثة أمام سلوفينا التي تغلب عليها منتخب الأسود الثلاثة في مباراته الأخيرة بالمجموعة ، ولكن هدف دونوفان غير كل ذلك.
فقد تقدمت الولايات المتحدة إلى صدارة المجموعة متقدمة على إنجلترا ويليهما سلوفينيا ثم الجزائر.
من جانبها قدمت ألمانيا أفضل عروض الجولة الأولى من منافسات دور المجموعات عندما سحقت أستراليا 4/ صفر ولكنها سقطت بعدها في الهزيمة أمام صربيا صفر/ 1 .
ومع دخولها في موقف الفوز أو الخروج أمام غانا ، سدد مسعود أوزيل قذيفة مدوية في شوط المباراة الثاني ليسجل منها هدف الفوز الذي كانت تحتاجه ألمانيا لتتصدر ترتيب المجموعة الرابعة.
وأصبحت غانا هي الممثلة الأفريقية الوحيدة المتبقية بالمونديال بعدما أنهت مشوارها في دور المجموعات في المركز الثاني خلف ألمانيا وبفارق الأهداف أمام أستراليا التي تغلبت على صربيا 2/1 في مباراتها الأخيرة بالمجموعة الرابعة.
وتمكن منتخبان فقط من بين 32 منتخبا من الفوز في مبارياتهما الثلاث خلال دور المجموعات.
فقد تصدرت الأرجنتين ترتيب المجموعة الثانية برصيد تسع نقاط وتلتها كوريا الجنوبية في المركز الثاني ، بينما جمعت هولندا تسع نقاط في المجموعة الخامسة وتلتها اليابان في مركز الوصافة.
وبانتهاء منافسات دور المجموعات بهذه النتائج ، سيشهد مونديال جنوب أفريقيا تأهل أحد الفرق غير المرشحة إلى الدور قبل النهائي بما أن الفائز من مباراة كوريا الجنوبية مع أوروجواي سيلتقي في دور الثمانية مع الفائز من مباراة غانا مع الولايات المتحدة.
الحلم الأفريقي تلاشى ونبض القلوب مرهون بنجاح غانا
عندما حطت "كأس العالم" رحالها في بلاد مانديلا حملت معها آمال وكبرياء قارة بأكملها، قارة عانت قروناً طويلة من الاضطهاد والاستعباد والاستعمار. خفقت القلوب ابتهاجاً باستضافة جنوب أفريقيا لأعظم تظاهرة كروية عالمية وهللت فرحاً وسروراً لتأهل كل من الجزائر وغانا والكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار.
سال حبر كثير في الصحف وكلام وخطب على شاشات التلفيزيون رشحت جميعها المنتخبات الأفريقية التي تنافس للمرة الأولى في تاريخها على أرضها وأمام جماهيرها، لكن سرعان ما تلاشى الحلم الذي راود الدول الأفريقية بالذهاب بعيداً في النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم وحل مكانه طعم الهزيمة التي خلفت طعم المرارة عند المشجعين وأشعرتهم بالخجل.
إنها كرة القدم التي لا تعترف بالتوقعات ولا تأبه بتاريخ المنتخبات ولا بإنجازات الكبار، هي كذلك، ماكرة لا ترتبط أبداً بنسبة الاستحواذ أو الهجوم أو مرات التسديد أو عدد الفرص أو التفوق الميداني... فساحرة الشعوب لا تعترف إلا بالنتائج.
الكاميرون
لا ريب في أن الجيل الكامروني بقيادة صامويل إيتو يعد ذهبياً بامتياز، ما جعل الترشيحات تصب في مصلحته، لكن، ولسخرية القدر، تم ترويض الأسود الأفريقية بسرعة فائقة، وأصبح منتخبهم أول المودعين لنهائيات كأس العالم بعدما فرّط في تقدمه وخسر أمام الدنمارك 1-2 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة، علماً بأنه كان قد سقط في أولى مبارياته أمام الكمبيوتر الياباني بنتيجة صفر-1، قبل أن يعود ويختتم رحلته المشؤومة بتجرع هزيمة ثالثة أمام الطواحين الهولندية 1-2.
ولاحقاً، أعرب إيتو لاعب نادي إنتر ميلان الإيطالي عن خيبة أمله، مؤكدا أن خروج منتخب بلاده من الدور الأول لكأس العالم يعد نكسة كبيرة في مسيرته الاحترافية.
وأثار خروج منتخب الكاميرون من الدور الأول سخط واستياء الجماهير الأفريقية بشكل عام وعلى وجه الخصوص الكاميرونية منها، التي تلقت صدمة قوية جداً خاصةً إثر الخروج من الباب "الخلفي" لكأس العالم، وهي التي كانت تمنّي النفس بمعانقة اللقب للمرة الأولى في تاريخها بعد دخولها، دخول الفاتحين المنتصرين.
جنوب أفريقيا
وإذا شكل خروج الكاميرون صدمة في الشارع الأفريقي فإن فشل منتخب الـ "بافانا بافانا" في تخطي الدور الأول، جاء "مهيناً" لجنوب أفريقيا والاتحاد الدولي لكرة القدم والأفريقيين، خصوصاً أن جميع الإمكانات كانت قد سُخّرت للوقوف خلف أبناء كارلوس ألبيرتو باريرا، الذين يمثلون صورة البلد المضيف ويحملون آمال الأجيال الصاعدة.
سكتت أبواق الفوفوزيلا نهائياً بالنسبة لأبناء مانديلا وتجمّد هامش أمل منتخب "الأولاد" الذين يبدو أنهم لن يكبُروا في مونديالهم، لكن كلمة حق لا بد أن تقال في حق أصحاب الضيافة وهي أنهم خرجوا عقب فوزهم على وصيف بطل العالم بنتيجة 2-1 وتعادلهم في المباراة الافتتاحية مع منتخب المكسيك العنيد 1-1، غير أن خسارتهم الثقيلة أمام أوروغواي كانت كفيلة بإقصائهم وتأهل منتخبي أميركا الجنوبية والكونكاكف على التوالي عن المجموعة الأولى.
نيجيريا
وحَلَمَ نسور نيجيريا بالتحليق في سماء جنوب أفريقيا بقيادة رمز الصرامة المدرب السويدي لارس لاغرباك لكن الرعونة والحظ السيئ عاكسا المنتخب النيجيري أمام الأرجنتين (صفر-1) واليونان (1-2) وكوريا الجنوبية (2-2) على التوالي.
وفي جنوب أفريقيا تبدلت الأدوار وتخلت النسور الخضر عن سعيها لاصطياد الفوز وتحولت إلى فريسة سهلة في المجموعة الثانية إذ احتلت المرتبة الرابعة برصيد نقطة واحدة خلف كل من الأرجنتين المتصدرة (9 نقاط) وكوريا الجنوبية الثانية (4) واليونان (3).
ولعل السقوط المتتالي لمنتخب مدجج بكافة أنواع "الأسلحة الكروية" بات يُحتّم على الاتحاد النيجيري لكرة القدم إعادة النظر بسياساته واستراتجياته المستقبلية بعد التعثر المتتالي إن في أمم أفريقيا أو في كأس العالم.
الجزائر
وفي المجموعة الثالثة فوت منتخب الجزائر ممثل العرب الوحيد في المونديال الأفريقي فرصةً تاريخية للعبور إلى الدور الثاني بعدما سجل حضوراً مشرّفاً خلال مبارياته الثلاث.
واستهل الجزائريون مغامرتهم "المونديالية" الثالثة بخسارتهم المباراة الأولى أمام سلوفينيا بنتيجة صفر-1 بعد خطأ فاضح من الحارس فوزي الشاوشي، قبل التعادل السلبي في الثانية مع إنكلترا، لينهوها بخسارة في اللحظات الأخيرة أمام الولايات المتحدة صفر-1.
ويمكن اعتبار العقم الهجومي للمنتخب الجزائري الذي لم يسجل أي هدف في ثلاث مباريات، السبب الأساسي في عدم بلوغه الدور الثاني للمرة الأولى في ثالث مشاركاته. علماً بأنه لم يكن أمام محاربي الصحراء سوى خيار واحد ألا وهو الخروج بنقاط المباراة الثلاث في بريتوريا، لكن المنتخب الذي بني لكي يدافع، لم يتمكن من التحول إلى ماكينة لتسجيل الأهداف، مع التذكير أن مهاجميه أضاعوا العديد من الفرص أمام مرمى الحارس الأميركي تيم هوارد.
كوت ديفوار
وبدورها لم تتمكن كوت ديفوار بقيادة ديدييه دروغبا مهاجم فريق تشلسي الإنكليزي من فرض كلمتها في المجموعة السابعة حيث كانت الغلبة "للغة البرتغالية" مع تأهل كل من البرازيل والبرتغال إلى الدور الثاني.
وواجه "منتخب دروغبا" حظاً عاثراً في "مجموعة الموت" بعد أن رشحه الكثيرون للتفوق على "منتخب كريستيانو"، تمثل في تعادل سلبي غير مستحق مع البرتغال، في مباراة امتلك زمام أمورها وكانت له سطوة كبيرة فيها، وكان قريباً من الفوز لولا غياب التوفيق وافتقار اللاعبين للتركيز، في حين جاءت المباراة الثانية للأفيال أمام "متعهد" كأس العالم، منتخب السامبا، الذي حقق فوزاً منطقياً بالثلاثة على الرغم من بعض اللمحات الفنية والفرص الخطيرة لمنتخب أفريقي دون أنياب هجومية، مكتفياً بهدف واحد سجله قائده في الدقيقة 79.
وبعد اكتساح البرتغال لكوريا الشمالية 7- صفر، أضحى منتخب كوت ديفوار مجبراً على تسجيل ثمانية أهداف نظيفة في شباك كوريا الشمالية في الجولة الثالثة والأخيرة، وانتظار فوز البرازيل على البرتغال بهدف دون رد. وبات الحلم الأفريقي بحاجة إلى معجزة كي لا يتحول إلى كابوس، وبالطبع فالمعجزة لم تحصل و"قيامة" المنتخب الإيفواري لم تتحقق، فاكتفى بالفوز على كوريا الشمالية بنتيجة 3- صفر منقذاً بذلك شرفه وسمعته ومحافظاً على ماء وجهه.
هذا ويعتبر متابعو شؤون الكرة الأفريقية وشجونها، أن فترة الإعداد والتحضير لم تكن كافية على الإطلاق خصوصاً أن قسماً كبيراً من لاعبي منتخبات القارة السمراء يلعبون في الدوريات الأوروبية فيما يلعب القسم الآخر في نظيراتها الأفريقية أو المحلية، ومن هنا، لم يكن الوقت كافياً لإيجاد اللحمة والانسجام، ما جعل مهمة المدربين شبه مستحيلة خصوصاً أن الوقت يعتبر من العناصر المهمة لتحقيق الانصهار والوصول إلى ما يعرف بـ"النضوج الذهني" في أي نوع من الألعاب الرياضية وعلى وجه الخصوص الجماعية منها.
غانا
وحدها غانا، رفضت أن تكون من ضحايا الدور الأول فتمكنت من العبور للدور الثاني إلى جانب ألمانيا التي تصدرت المجموعة الرابعة، بعد فوز مستحق حققه الغانيون على صربيا بنتيجة 1-صفر وتعادل إيجابي 1-1 مع أستراليا وخسارة مشرفة صفر-1 أمام الماكينات الألمانية بعد مباراة وصفت بموقعة "الحديد والنار".
كسر منتخب "النجوم السوداء" الحظ السيئ الذي واكب المنتخبات الأفريقية في مباريات الدور الأول، وكرّس نفسه سفيراً للكرة السمراء في الدور الثاني منعشاً الحلم الأفريقي الذي تلاشى واضمحل بعد أفول نجم منتخباته.
واليوم تقف القارة الأفريقية التي تبحث عن الضوء صفاً واحداً خلف "النجوم السوداء" في سعيهم لبلوغ الدور ربع النهائي عندما يواجهون منتخب الولايات المتحدة العنيد في الدور الثاني وشعارهم "لا بديل عن الفوز" علماً بأن فوز المنتخب الغاني، إن تحقق، سيكون بمثابة الثأر لمنتخب الجزائر، ضحية منتخب بلاد "العم سام" الذي يبحث عن تكرار سيناريو كأس القارات.
الإنجاز الآسيوي
وإذا كان موضوعنا يتمحور حول خروج المنتخبات الأفريقية من الدور الأول، فلا بد لنا من التوقف عند الإنجاز الآسيوي الذي تمثل بصعود كل من اليابان وكوريا الجنوبية إلى الدور الثاني والإشادة بانضباطهما التكتيكي خصوصاً منتخب الساموراي الذي قدم طابعاً كروياً يمزج بين المتعة والانضباط والروح القتالية العالية، ممّا جعله يقتحم الدور الثاني بقوة ليضرب موعداً مع نظيره، منتخب باراغواي، تماماً كما فعل منتخب كوريا الجنوبية الذي سيواجه أوروغواي.
وبعد انجلاء غبار الدور الأول تتجلى معطيات لابد من التوقف عندها وهي أن منتخبات القارة العجوز عانت الكثير وكانت بعيدة عن الإقناع بشكل كبير، ويبدو أن الإرهاق المتراكم الناتج عن دورياتها الكروية الطاحنة تسلل إلى لاعبيها وأصابهم بالترهل المبكر.
وأخيراً، وليس آخراً، لا يمكننا إلا أن نقف وقفة احترام للقارة الأميركية بشكل عام وخصوصاً النصف الجنوبي منها، إذ استطاعت جميع منتخباتها الصعود إلى الدور الثاني باستثناء هندوراس.
فمنتخبات كل من الولايات المتحدة والمكسيك والأرجنتين والبرازيل وتشيلي وباراغواي وأوروغواي تمكنت من العبور بسهولة وسلاسة، في حين كان السقوط المدوّي لحامل اللقب المنتخب الإيطالي ووصيفه الفرنسي اللذين احتلا المركز الرابع في مجموعتهما مودّعين كأس العالم بخُفَّي حُنين.
وختاماً، نعرج على قارة أوقيانيا لنلقي بالتحية على منتخب "الكيوي" الذي سجل ظهوره الثاني في نهائيات كأس العالم بطريقة مشرفة برغم خروجه من الدور الأول ذلك أن النيوزيلنديين لم يتجرعوا طعم الهزيمة وحققوا ثلاث نقاط من ثلاث مباريات بتعادلهم مع سلوفاكيا 1-1 وإيطاليا 1-1 وباراغواي صفر-صفر على التوالي.
وفي النهاية، فإن كرة القدم لا تقتصر على النتائج والإحصاءات، بل هي احتفال الشعوب، هي تفاعل الحضارات والعقائد المختلفة وانصهارها في بوتقة الرياضة. وهذا ما أكدته دولة "قوس القزح" بالنيابة عن القارة الأفريقية من خلال استضافتها المشرفة، إذ نجح العرس الكروي العالمي في استقطاب أنظار مئات الملايين من المشاهدين في كل أنحاء المعمورة وبتسليطه الضوء في الوقت نفسه على هذا البلد الإفريقي الذي قد يشذ عن معاناة القارة السمراء بما يحققه من تقدم اقتصادي وسياسي نموذجي يمكن أن تقتدي به سائر دول أفريقيا.