هــل الــتــدبــر مـــن الــنـصــح لــكــتــاب الــلـــه...؟؟؟
أهلا .... ومرحبا .... بك .... أخي الحبيب
لقد قرأت العنوان ... وجذبك ... وشدك ....
ثم ها أنت الآن تتصفح لتبحث عن الجواب
وما جعلك تتصفح إلا أحسبك والله حسيبك أنك تحب القران وتحب تلاوته
وتريد أن تصل إلى معرفة أسراره وعلومه
ولا تستطيع أن تصل إلى ذلك إلا بالتدبر ... وما أدراك ما التدبر
فهل التدبر من النصح لكتاب الله ؟؟؟
وها هو الجواب تنظر إليه وتقرأه
لقد عد العلماء ـ رحمهم الله ـ تدبر القران وتفهم علومه من النصح لكتاب الله
وٍاستدلوا على ذلك بحديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ حيث قال:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" الدين النصيحة. قلنا: لمن؟
قال: لله , ولكتابه ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
وقد تنوعت عباراتهم في ذلك:
فقد قال النووي ـ رحمه الله ـ في بيان النصح لكتابه
" النصيحة لكتاب الله هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى ....
ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ،وتحسينها والخشوع عندها , وإقامة حروفه
في التلاوة .... والوقوف مع أحكامه ،وتفهم علومه وأمثاله والاعتبار بمواعظه
والتفكر في عجائبه , والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه , والبحث عن عمومه
وخصوصه , وناسخه ومنسوخه ونشر علومه, والدعوة إليه "
وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ
"أما النصح لكتاب الله: فشدة حبه وتعظيم قدره ، إذ هو كلام الخالق , وشدة الرغبة
في فهمه وشدة العناية لتدبره , والوقوف عند تلاوته ، لطلب معاني ما أحب مولاه
أن يفهمه عنه , ويقوم به له بعد ما فهمه , وكذلك الناصح من العباد يفهم وصية من
ينصحه... فكذلك الناصح لكتاب ربه , يعنى بفهمه , ليقوم لله بما أمره به كما يحب
ويرضى , ثم ينشر ما فهم في العباد , ويديم مدارسته بالمحبةله , والتخلق بأخلاقه
والتأدب بآدابه ... "
وقال أبو عمرو بن الصلاح ـ رحمه الله ـ
" والنصيحة لكتابه: الإيمان يه وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته حق تلاوته ، والوقوف مع
أوامره ونواهيه وتفهم علومه وأمثاله , وتدبر آياته, والدعاء إليه "
ولعل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث
" من أبطأ به عمله لم يقربه نسبه "
فيه إشارة إلى ترك الاجتماع على تلاوة القرآن وهجر دراسته وتدبره أنه مذموم
وصاحبه محروم من هذه الفضائل بأن فرط فياع يقربه لربه وفيما يثقل به موازينه
وأنه هو الذي تكاسل ولم يتخذ الأسباب ، ولن يسرع به نسبه إلى الله ولا ماله ولا
ما ملك من الدنيا ليدرك بها ما فاته من هذه الأجور العظيمة ، قال الله ـ عز وجل ـ
{ وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء
الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون }
لكن من وهبه الله مالاً وولداً فأحسن فيهما التصرف فقد يضاعف له الله في الثواب
جزاء ما أحسن في نعمة الله ، وليست الأموال والأولاد بذاتها هي التي تقربهم
من الله ، ولكن تصرفهم في الأموال والأولاد هو الذي يضاعف لهم في الجزاء.
والله تعالى أعلى وأعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و