مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجـــ( 15 )ــال ؟؟؟
أخي القاريء أهلا وسهلا بك
ومع هذه السلسلة التي أسأل الله أن ينفع بها
ومع مطلع من الآية الخامسة من الآيات التي تعصم من الدجال ومع قوله تعالى:
{ إن يقولون إلا كذبا }
وأولهم الدجال فهو يأتي بأنواع الافتراء والكذب والدجل
والكذب: مخالفة الخبر للواقع على أصح الأقوال ، ودليل ذلك قول ربي سبحانه
{ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم }
ويقول عز وجل { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم }
بمعنى: أنه لا حقيقة له في قلوبهم ، فالباطن مخالف تماما للظاهر ، وقد اتصف بهذا كثير من أهل
زماننا ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ ومن الناس من يتفنن في الكذب والدجل والافتراء ، والروغان
الذي هو أشد من روغان الثعالب ، وما بقي إلا أن تقول: هذا.. دجال من دجاجلة عصرنا
وهذه أول صفة من صفات المنافقين: الكذب ، ولذا أخبر عنهم ـ عز وجل ـ فقال
{ قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }
وفي الحديث الصحيح يقول: نبينا صلى الله عليه وسلم "
آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان " متفق عليه ، وزاد مسلم في رواية
" وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم "
هذا هو رأس مال المنافق
" الــــكـــــذب "
ومثل هذا نعظه بالقرآن ونحذره من سوء ما هو عليه ، ونقول له في نفسه قولا بليغا ، مؤثرا زاجرا له
مما هو عليه من هذه الخصلة الذميمة ، والقول: هو قول ربي وأصدق القول قول ربي سبحانه
{ كبر مقتا عند الله }
أن تقول ما لا تفعل ، أو تقول: ما ليس لك به علم ، أو تقول: بفيك ما ليس في قلبك
فهذا عند الله " مقت " أي: ممقوت ومبغوض ، يقال: مقيت وممقوت إذا لم يحبه الناس ، هذا عند الناس
وعند الله هو أكبر المقت وأشد البغض.
الكذب: يا أخي المسلم عمل مرذول , وصفة خبيثة , وخصلة من خصال النفاق ، لا يتصف بها إلا إنسان مريض
الكذب: من الأسباب العظيمة التي تكون سببا في رد قول القائل ولو كان صاحبه صادقا
الكذب: ينزع الثقة والمرؤة والحياء والرجولة ممن يتصف بالكذب , ويكون النظر إليه بعين الخيانة والتلاعب
والازدراء , إضافة على هوان في نفسه وعند الناس
الكاذب: يحتقره الذين لا يحبون الكذب ، يقل شأنه ومقامه ومكانته عندهم
الكذاب: مهين لنفسه , بعيد عن عزتها المحمودة , إذا تكلم قلب الحقائق ، وإن صف الشيء وصفه على غير
حقيقته ، فيدني البعيد , ويبعد القريب , ويقبح الحسن , ويحسن القبيح ، ويخلف الوعد
الكذاب: لص ، ـ واللص يسرق مالك ـ لكن الكذاب يسرق عقلك ودينك وفكرك ومالك ووقتك
الكذاب: يعتمد على ثلاث خصال كبرى: خوف في داخل النفس ، وكذب في الأقوال ، وخداع في الأعمال
تأمل في موقف هذا الرجل المؤمن ، لما أراد آل فرعون قتل موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ قام رجل منهم
يكتم إيمانه فقال: كيف تقتلون رجلا قد
{ جاءكم بالبينات من ربكم }
يعني: أنه أقام لكم البرهان على صدق ما جاءكم به من الحق ، ثم تنزل معهم في المخاطبة فقال
{ وإن يكن كاذبا فعليه كذبه }
إذا لم يظهر لكم صحة ما جاءكم به ، فمن العقل والذكاء والرأي التام والحزم ، أن تتركوه وكذبه ولا تؤذوه
بشيء ، إن كان كاذبا فكذبه عليه ، سيحمل تبعة كذبه هذا ، ويلقى به جزاءه ، سيجازيه الله على كذبه ب
العقوبة في الدنيا والآخرة ، فإن الكاذب لا يكذب إلا على نفسه أولا ، قال الله تعالى
{ انظر كيف كذبوا على أنفسهم }
فالكذب منهم كان على أنفسهم ، لأنهم لا يؤمنون بآيات الله ، فترى أحدهم يختلق الكذب ويفكر ويخطط
كيف يكذب حتى يفتري الكذب ، قال الله
{ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون }
أي: يتخلق الكذب على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين إلا شرار الخلق
{ الذين لا يؤمنون بآيات الله }
من الكفرة والملحدين والنافقين المعروفين بالكذب عند الناس ، ولذا قال ـ عز وجل عنهم ـ
{ وأولئك هم الكاذبون }
في أقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم وتعاملاتهم ، فقد عرفوا أولا بهذه لا بأسمائهم ومكانتهم وجاههم
سبحان الله !! ما أجمل القرآن وهو يخبر المؤمنين بقوله عن الكاذبين
{ يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم }
كما نبأنا رسولنا بخبر الدجال وكذبه .