طريقك الصاعد للفردوس الأعلى إلى الجنة
طريقك الصاعد للفردوس الأعلى إلى الجنة
بقلم الشيخ: د محمد إبراهيم ماضي
التوبة : النصوح من كل الذنوب صغيرها وكبيرها سواء من حقوق الله سبحانه وتعالى أو حقوق العباد , مع استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى والمداومة على هذه التوبة وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) التحريم : 8
ذكر الموت : في الصباح وفي المساء وعند تلاوة آيات الموت في القرآن الكريم وتذكر الأهل والأصدقاء الذين فارقوا هذه الحياة , مع زيارة المقابر والتيقن من إقتراب المكث فيها وكل قادم آت وتذكر الحديث الشريف :
"أكثروا من هادم اللذات " رواه الترمذي
تلاوة القرآن الكريم :بتدبر وخشوع مع الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه وتطبيق قواعد الترتيل وتعلمها , ويكون ذلك يوميا وأحرص على ختم المصحف كل شهرين أو ثلاثة شهور مرة على الأقل مع تعلم المفردات الصعبة وتذكر الأمر الرباني :" وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا" المزمل : 4 .
التزود من العلم الشرعي : بصحبة العلماء العاملين أو كتبهم أو أشرطتهم . من تفسير للقرآن الكريم وحفظه , ودراسة للسنة النبوية والسيرة العطرة ثم حياة الصحابة والتابعين , واللغة العربية , والتاريخ الإسلامي , وعلوم القرآن , ومصطلح الحديث وأصول الفقه , مع استيعاب لأحداث الواقع ووسائل كيد الكافرين وتذكر الحديث الشريف :
" تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بها كتاب الله وسنتي "
إتقان الفرائض : والإكثار من النوافل وخاصة قيام الليل وصيام التطوع وتذكر الحديث القدسي :
"وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه , فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "رواه البخاري
التوسع في الممارسة الإيمانية : والاستزادة من العمل الصالح وخاصة الآداب الإسلامية من بر للوالدين , والصدق والتأمل في الكون والسماحة في المعاملة ومساعدة المحتاجين والتمسك بسنن الفطرة وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر : 10.
التعاون مع الدعاة : الصادقين في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وعدم الخوض في خلافاتهم وعيوبهم وتذكر قول الحق سبحانه :
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة : 2 .
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى : بالحكمة والموعظة الحسنة وخاصة لأهلك وأولادك , ثم الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته بعد إعداد القوة اللازمة واستفراغ كل الوسع والطاقة في ذلك وتذكر قول الحق سبحانه :
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) النحل :125
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"وذروة سنامه الجهاد "
ولنتذكر ديار المسلمين السليبة وخاصة الأقصى المبارك الذي تدنسه أقدام أبناء القردة وأحفاد الخنازير .
المواجهة مع الجاهلية : حسب القدرة والطاقة وقول كلمة الحق ولو كان مرا وهذه تحتاج إلى أهل العزائم من المؤمنين الصادقين وتذكر قول الحق سبحانه :
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) البقرة : 193
وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري " قل الحق ولو كان مراً "
الصبر على مشاق الطريق : فهذا الدرب صاعد وشاق وطويل ويحتاج من صاحبه إلى الصبر ومصابرة حتى يفوز بإحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة . وفي الحالتين وبفضل الله الكريم فإن الحور العين ينتظرون المجاهدين الصادقين والمؤمنين الصابرين وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران : 200
وبعد فهذه أخي الكريم عشر محطات في دربك الصاعد إلى جنة الفردوس الأعلى , فهلا شمرنا عن ساعد الجد , وقلنا بلسان حالنا ومقالنا ( مضى عهد النوم والراحة ) ولنتيقن أن الله تبارك وتعالى يبارك هذه الخطوات ويعين السائرين في هذا الدرب الطيب وهو معهم بعونه وتوفيقه ورعايته .
فابدأ على بركة الله بمحطة التوبة وأزل عنك أدران المعاصي وأوساخ الذنوب ثم اخطُ المحطة الثانية والثالثة حتى تصل بعون الله إلى مقعدك في الجنة .
وأسأل الله ان ينفع بها من قرأها انه على ذالك قدير
ولا تنسوني ووالدي من صالح دعائكم .............