|
الصراع الأزلي بين المرأة والرجل تتعدد صراعات الحياة وتختلف وتتباين ، ويبقى ذلك الصراع الأزلي بين المرأة والرجل على حيز الوجود ؛ من أجل إثبات الذات ، وحب البقاء . فيجتهد كل منهما بإشعار الجنس الآخر بالهزيمة والضعف! وكانت تنتهي هذه الصراعات والمعارك المصيرية بالتساوي .. فتتعادل كفتا الميزان ؛ فلكل من الطرفين ذكاؤه الخاص ، وسلاحه الفتاك ، وطريقة تعامل معروفة . إنها الحكمة الإلهية ، وقدرة الخالق القدير التي تتجلى في خلقهما . فالمرأة الممتلئة بالمشاعر الفياضة ، والأحاسيس المرهفة ، والرقة والنعومة ، لها ذكاؤها الفريد ؛ فهي تملك شبكة ممتدة من العواطف الجياشة تشهرها متى أحست بالحاجة إليها ، وقد اتخذت من الدموع لغة وفي الوقت نفسه سلاحا ، كيف لا والدموع باتت أقوى لغات العالم وأشدها أثرا! وعلى النقيض من ذلك ، نجد الرجل بقوة شخصيته ، وصرامة تعامله ، وصلابة موقفه .. وقد اتخذ من القوة الجسدية والعقلية سلاحاً قويا ، وسيفا صارما في وجه من يقف أمامه ، وهي حكمة عظيمة لمن جعلت القوامة في يده ، وتحمل المسؤوليات من أوجب واجباته . وبهذه المكونات الشخصية والفسيولوجية ، ومدى التباين الفكري عند الجنسين ــ وهي مشيئة الله ــ لا يستطيع أي منهما تحطيم الآخر! أو الانتصار عليه ؛ لأنهما في الحقيقة لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض ، فهي علاقة تكاملية حميمة لا يمكن الفصل بينهما ، وهذا تنظيم وتدبير من الخالق ـ جل وعلا ـ للحياة الاجتماعية كافة . ولقد أودع الله في كل جنس بشري ما يتفق مع عمله و واجبه . فالمرأة بصفاتها الأنثوية الرقيقة ، وقوة عاطفتها ، تكون زوجة حيث السكن والراحة ، وأما حيث العطف بصغارها . أما الرجل ، فبشخصيته القيادية والمعدة لتحمل المسؤوليات والواجبات المنوطة به . وإننا نعجب بشدة وننكر على الرجل أن يسلط ما وهبه الله من قوة وقدرة لتدمير الأنثى ، وبالتالي إخلال النظام ! وذلك مخالفة صريحة لفطرة الله الموجودة في الرجل ، إذ يتحول دوره الإنساني الكبير من الأمان إلى الخوف والرهبة ، وتتحول الإرادة إلى قوة مدمرة يمتد أثرها في كل صوب! وفي الجانب الآخر ، قد تتملكنا الدهشة عندما نسمع عن واقع بعض الإناث المتسلطة ، حيث نجد تحكماً بأسلوب حياة الزوج ؛ من أجل تحقيق رغبات ذاتية ، بل نراها تقول بكل فخر ” زوجي كأنه خاتم في إصبعي !” .. وهي لا تعلم أنها حُـرمت من شخصية الرجل القوية الجميلة ، التي تشعرها بوجودها في كيان الأسرة . فشخصية الرجل زوجا كان أو أبا أو أخا ؛ حماية للمرأة من أي يدٍ عابثة .. وسندها بعد الله في هذه الحياة ، لذلك لكُــنَّ أن تتصورن ـ معشر النساء ـ حال كثير من النساء المطلقات أو الأرامل اللواتي فقدنّ أزواجهن وبقين دون عائل أو سند ! . محيط الخوف يكاد يقتلهن ، والفقر والعوز يمثل لهنّ مع الخوف صور الموت البطيء . ويكفي تصور معاناة بعض النسوة في حال غياب الرجل الجزئي في سفر قد يمتد لأسابيع وأيام قلائل !! قد لا نشعر بنعمة وجود الرجل لأننا في سلطته وبالقرب منه ! .. لكنه نعمة عظيمة .. فالمرأة في حاجته ، كما هو في حاجتها .... لهذا نتساءل لماذا يكابر كل منهما إزاء هذا الأمر الحقيقي ؟! ولماذا الصراع ؟! منيرة المبـــدَّل http://www.almubaddal.com/ . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة الزير سالم كاملة.....؟ | ابو سام | المجلس الـــــعــــــــام | 28 | 03-04-2008 11:47 PM |
رأي العلامة محمد ناصر الدين الألباني في [ كيفية حجاب المرأة المسلمة ] | حرقي العرين | مجلس الإسلام والحياة | 6 | 07-05-2007 11:40 PM |
أنواع النساء | Maged | المجلس الـــــعــــــــام | 5 | 27-02-2006 08:17 AM |