يسقط القناع في موقف من المواقف الحياتية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " ( المائدة : 3) .
من خلال ما رأيت في هذه الحياة من أشخاص يلمزون على أهل الدين ويتكلمون عليهم في كل مجلس بسبب سلوك شخص وكان مظهره الخارجي فيه الصلاح ويتفاجئون منه تصرف غير لائق فبذلك يحكمون على أهل الخير والصلاح بالسلوك السىء من خلال رؤيتهم لهذا الشخص فإن هذا لايمثل سلوك الإسلام أن الذي يمثل سلوك المسلم الحق هو من يكون الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قدوته ومثله الأعلى .
ولهذا فإننا نعيش في مجتمع مملوء وزاخر بالأصناف المختلفة من البشر في طباعهم وسلوكهم وأخلاقهم ونفسياتهم وخيرهم وشرهم وكوننا بطبيعة الحال ضمن مصنفات هذا المجتمع فإنه بإمكاننا أن نميز ما هو غث وما هو سمين ، بين ما هو خير وما هو شر ، ولكن قد يلتبس الأمر على بعضنا ، كون بعض البشر لديه المقدرة العجيبة على التلون والتشكل بعدة أوجه بحسب المواقف ، والأشخاص ، والأماكن .
ولعل نظرة ثاقبة تستطيع بها أن تميز معدن هذا الشخص وسلوكه ، من خلال تمحيص تصرفاته وأفعاله ، واختلاطك به ، حينها تتبلور لديك فكرة مكتملة النمو عن هذا الإنسان . حينها تستطيع أن تحكم عليه حكماً هو أقرب للصواب ، القلوب لا يعلم مكنوناتها إلا خالقها .
ولا يغرنك مظهر شخص ما فإن المظاهر دائماً خادعة لا تعبر عن مضمون ما تحتويه ، ولكن راقب أخلاق الشخص في مواقفه الحياتية .. في فرحه وسروره ، في همه وغمه ، في غضبه .. فإذا وافقت هذه التصرفات ما أمر الله به ورسوله أو قاربت لذلك ، فاعلم أن هذا الشخص على خير ، أو هو يتحرى الخير .
فالمعاملة محك رئيس لضبط الإنسان نفسه ، وبيان ما يكنه من سلوكيات ، وقد يتصنع في بعض المواقف والتصرفات ، لكنه لا يستطيع أن يكمل إلى النهاية .. لا يستطيع ، أن يكون متصنعاً في تصرفاته على طول الخط .
ولا تحزن عندما تُصدم في شخص كنت تأمل أن يكون قدوة ومثالاً للإسلام حين يسقط قناعه في موقف من المواقف الحياتية ، لسبب يسير .. هو إنك لم تنظر إلى معاملاته ولكنك نظرت إلى مظهره الخارجي فقط ! .
كلمة مضيئة :
قال العلامة علي الطنطاوي رحمه الله : " إن الأمة الخاملة صفر من الأصفار ، ولكن إن بعث الله لها واحداً مؤمناً صادق الإيمان .. داعياً إلى الله ؛ صار صفر الأصفار مع الواحد مليون ، والتاريخ مملوء بالشواهد على ما أقول " .
تحية عطره
من
طيبة الطيبه
__________________
القلب العامر بتقوى الله لايمكن أن ييأس أبداً..وأمله بالله دائماً....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء . قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس " )) رواه ابن ماجه والدارمي
"والدي حبك قد نقش في قلبي وصورتك في مخيلتي لم تغب يوما ولن انساك ما حييت ..رحمك الله ياوالدي واسكنك الله الفردوس الأعلى ".