كان جدي-رحمه الله- حار لايقبل تأخير أمر ولا تسويف طلب.إذا طلب مني شيء يجب أن أنهض قبل أن ينهي كلمته وإلا نشرني بكلمته :",قم ياذيبان".
ذات يوم أمرني أن أسوق ناقته الملحاء إلى ابو طيره ، شايب مجنون يعرف الجن والعفاريت .المهم استفسرت منه فوكزني بخيزرانته التي قد حنى مقبضها ببقية حناء جدتي ذاك الليل وعنفني قائلاً:" سق الناقة يامال الشحم صوب ابو طيره ، بعيره طيب جدا، فحل طيب كأنه جبل ، أملح ، وسنامه متوسط لا هو متأخر ولا هو متقدم، رقبته طويلة ، وله رثمة(خشم) طيبة، وأذنيه متركزه كأنه يعاين في السماء جراد، وبناته بتجي طيبة جداً جداًن وقل له يفك قياد البعير قبل لا يركب على الناقة ..قم قبرتني هثم خل بعير ابو طيره يضربها حتى أعطيك واحدة من البكرات التي بتنتج .
وبعدما عدت إلى البيت طلبتني جدتي أن أسوق المعزى كلها صوب فحل ابو طيره ، ولما سألتها قالت أن فحل معزاه طيب جداً ، وعارضي ، وأجم(ماله قرون)، ولا ينطح العرب ، وعظامه جلال(كبار) ، وبناته بتخرق روسها من اللبن إذا ولدت ، وبأعطيك أما عنيق أو تويس ، بصرك(بكيفك) وأنا جدتك.سق الغنم صوبهم وقل نبي تيسكم يقرع(يضرب) معزانا كلها وقل لهم يفكون شمالة التيس قبل لايقرع الغنم.
رحمكما الله ياجدي وجدتي فكنتما أمانتين أخذكما الله سبحانه وتعالى الذي خلق :
--نوح وزكريا اللذين عملا في النجارة
--وداود الذي عمل في الحدادة ويأكل من عمل يده
--وإدريس الذي عمل في الخياطة
--اللهم صل على خير البشر محمد الذي رعى أغنام أهل مكة ببضعة قراريط