أخبار الصحف الأقتصادية - 24-11-2006
توقعات بخروج السوق من نمط الحيرة إلى الاتجاه الصاعد بأسلوب حذر
تحليل: عبدالله كاتب *
اغلاق سوق الاسهم السعودي امس الاول عند مستوى 8701 أمر في غاية الاهمية من الناحية النفسية والفنية ، فكون ان نغلق فوق مستوى مقاومة مهم فهو امر جيد وافضل كثيرا من اغلاقنا تحت تلك المقاومة التي لاقى المؤشر صعوبات عديدة في الوصول الى نقطة 8660 وتخطيها خاصة مع اضمحلال السيولة والحالة التشاؤمية العالية التي مني بها السوق نتيجة الهبوط الحاد والقاسي باسعار جميع الشركات وتكبد المتداولين خسائر جسيمة اضافت جزءا آخر الى الخسائر المتحققة نتيجة للانهيارات السابقة وخاصة للمستثمرين بالصناديق الاستثمارية.
لا يمكن ان نحيل تلك الاوضاع الى ان السبب فيها يتحمله الصغار كما كان يتردد دائما من انهم يقومون بعمليات بيع جماعية تؤدي الى حدوث ذلك ، بل ان الامر اصبح الان اشبه بلغز محير يبحث المتداولون فيه عن المستفيد والمتسبب من تكرار تلك التصحيحات التي تصل الى حد الانهيار واستغلال أي اخبار تصدر من هيئة سوق المال خاصة بالاعلان عن اكتتاب او طرح شركة للتداول وكأن مثل ذلك الاعلان فرصة عظيمة لكي يضغطوا على السوق بشكل مفتعل.
واصبح الوضع وكأنهم يدفعون عامة المتداولين للضغط على هيئة السوق بايقاف الاكتتابات وعدم تعميق السوق بالشكل الذي يتيح لهم السيطرة الكافية على الاوضاع بمثل هذا الشكل. وهناك مطالب قد تصل الى القضاء باهمية معرفة المتسببين بتلك الانهيارات غير معروفة الاسباب والتي نشأت في البداية بخطة محكمة بدأت بالضغط على الاسهم القيادية وتوجيه المستثمرين نحو اسهم خفيفة الحركة ولا تتناسب اسعارها مع ادائها التشغيلي ومن ثم ارتفاع تلك الاسعار بشكل كبير يليها القيام بقصفها واحداث الانهيار بها من خلال الضغط على القياديات وبشكل يتنافى بشكل مطلق مع معايير العدالة والانصاف خاصة الطريقة التي تعلن بها اعلانات المحفزات واستغلالها استغلالا سيئا ويتم الضغط بعدها على السهم والذي يؤثر بدوره على السوق ايضا ، مثل تلك الممارسات تشكل سلوكيات خاطئة يتوجب على هيئة سوق المال ان تقوم بتنظيم عملية اصدار اعلانات المحفزات وضرورة صدورها بشكل مسبق وبما هو معمول به بجميع اسواق العالم.
كما أن مؤسسة النقد ووزارة المالية مطالبتان بشكل قوي بضرورة التصدي لهيمنة البنوك ودورها الكبير الذي تسببت به في حدوث هذه الازمة وان على البنوك تحمل نتائج اخطائها لوحدها والمتمثلة في تجاوز الحدود المسموح بها في القروض التي تمت بالفترات السابقة من هذا العام والذي قبله. فالمؤشرات الفنية على المدى القريب توحي باننا بقناة صاعدة فرعية مؤقتة مما يعني اننا بعد انتهاء هذه الموجة الفرعية المؤقتة سنكون بوضح تصحيحي اخر وقوي جدا ولا داع لذكره حاليا ومن الممكن افشال تلك النماذج على المدى الزمني الشهري بقرارات صائبة تحكم مثل تلك الاوضاع.
وعودا الى رؤية احداث اسبوع التداولات المنصرم نجد ان المؤشر كما ذكرنا استطاع وبشكل محدود تجاوز ازمته النفسية وساهم سهم سامبا بشكل واضح في مسيرة الارتفاع الى مستوى المقاومة المرجوة وينتظر ان يستمر بمساهمته لمدة اخرى لتجاوز الحاجز النفسي عند حدود التسعة الاف نقطة.
الاسهم القيادية تختلف بمؤشراتها فمنها ما هو ايجابي ومنها ما هو بوضع حيادي ومحدود الحركة ، فسهم الراجحي عليه ان يتخطى حاجز مقاومة مهم جدا عند هذا الاسبوع وهو مستوى 225.5 ريالا لكن أي اغلاق بعد ذلك تحت هذا المستوى السعري وخاصة ما اذا كان اغلاقا اسبوعيا فسيكون سلبيا اذ سيشكل قمة مزدوجة تهوي مرة اخرى بالسهم وربما تجر السوق ايضا الى الانزلاق، الا في حالة توقف هبوط السهم عند مستوى 220 ريالا ومن ثم معاودة الارتفاع فسيكون امرا ايجابيا بالغا حيث عندها سيشكل قاعدة ثلاثية تتمتع بقوة دفع قوية للارتفاع. وتجاوز ذلك المستوى السعري سيكون بلا شك حافزا للانطلاق لمستويات 268 ريالا.
اما سامبا الجندي المجهول في الارتفاع الاخير فهو لايزال بقناته الصاعدة وذلك من خلال اغلاقه فوق مستويات مقاومة مهمة اخرها عند 148.5 ريالا والاغلاق عند 153.5 ريالا وقد يستهدف مستوى 170 ريالا او اكثر... ويعود سبب ارتفاع السهم الى خبر قيام البنك بالاستحواذ على
على 68% من بنك كريسنت التجاري الباكستاني بضخ 100 مليون دولار كزيادة في رأسمال البنك. اما سابك فهي ايضا تتمتع بمؤشرات ايجابية وجيدة وتستهدف الوصول الى مناطق 120 ريالا تقريبا،
الاتصالات تحاول ان ترتفع الى مستويات عند اواخر التسعينات ومحاولة جادة لاختراق الحاجز النفسي عند 102 ريال ولكن ذلك مرهون بمستويات السيولة والتدفقات النقدية التي من شأنها ان تساهم بحدوث تلك الارتفاعات.
وعلى ضوء ما ذكرناه فاننا نتوقع استمرار مسيرة الاتجاه الصاعد للاسبوع القادم بحول الله وامكانية اضافة 400 الى 500 نقطة اضافية لمكاسب هذا الاسبوع الذي انتهت تداولاته. بداية الاسبوع قد نشهد ضغطا على المؤشر في حدود 120 ويختبر مستويات الدعم عند 8600 نقطة ليعود بعدها الى الارتفاع عند مستويات 8750 نقطة تقريبا كاول ايام التداول. اخر ايام التداول قد نشاهد اختراقا لمستويات التسعة الاف نقطة وبالله التوفيق.
*مستشار التدريب الفني
www.akateb01@hotmail.com
عكاظ