من هم الإرهابيون ؟ أَهُم السَّلفيون ؟! أم الروافـض ؟
من هم الإرهابيون ؟ أَهُم السَّلفيون ؟! أم الروافـض ؟
للشبخ الدكتور ربيع المدخلي
مـــن هــــم الإرهــابيـــون ؟
أَهُــم السّـــَلفيــون ؟!
أم الـــروافـض ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه وسلم أما بعد :
- فقد قال آية الله مجتبى المهدي الشيرازي بمناسبة تفجير مشهد علي بن محمد الهادي في شريط مسجل فيه صوته وقد بث هذا الشريط عبر شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) قال فيه :
1 - " هذه مسألة مسألة أخرى قال الله تعالى في القرآن الكريم : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
إلا الوهابي الإرهابي الكافر الناصبي الوحشي لم يكن مصداق الآية الكريمة فمن يكون إذًا مصداق الآية الكريمة والذين يؤيدون الوهابيين الإرهابيين الكفرة النواصب الوحوش الذين يؤيدونهم مِن رجال الدين ومِن غير رجال الدين الذين يؤيدونهم بنحوٍ أو بآخر إن لم يكونوا مصاديق للآية الكريمة فمن يكون مصداقًا للآية الكريمة إذا كنا نكفر بالقرآن الكريم فلنكن شجعانًا نصرح بما نعتقد أما إذا كنا نؤمن بالقرآن الكريم فالوهابي الإرهابي الكافر الناصبي لوحشي يجب قتله وكل مَن يؤيده بنحوٍ أو بآخر من رجل دين أو بغير رجل دين يجب قتلُه ومن لا يقول بوجوب قتل هؤلاء وبوجوب قتل مؤيديهم فهو علانيةً يكفر بالقرآن الكريم و مشكلة الشيوعي أيضا يكفر بالقرآن الكريم ولكن الشيوعي يمتلك شجاعة أدبية فخليهم يمتلكون شجاعة أدبية ويقولون نحن نكفر بالقرآن الكريم شيء آخر " اهـ.
- أقول : فتراه يلصق الإرهابيين بمن يصفهم بالوهابية ويكفر الوهابيين (1) الأبرياء من الإرهاب بل المحاربين له في كل الدنيا ويحرض على قتلهم وقتل من يؤيدهم ويكفر من لا يقول بوجوب قتلهم.
ويصف مراراً وتكراراً الوهابيين بأنهم كفرة ونواصب ووحوش .
ومن المعلوم عند المنصفين أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة إسلامية صحيحة سارت على منهج الصحابة الكرام والأئمة العظام في عقيدتها ومنهجها وسياستها وفي التزامها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفق الله للنهوض بها هذا الإمام المجدد وهيأ الله له أنصاراً ساعدوه في النهوض بهذه الدعـوة رافعين راية التوحيد والتجديد وهادمين للشرك والضلال والتنديد حتى أقام الله لهم دولة عظيمة محى الله بها الشرك والجهل وقضى بها على السحر والكهانة والدجل ومحى الله بها الفوضى والإرهاب والسلب والنهب واستقر على أنقاض هذه الجاهليات التوحيد والإيمان والطمأنينة والأمان إلى درجة يحسدها كل دول الدنيا .
بل صارت مضرب الأمثال للأمن والإيمان والرخاء بسبب تمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها وسيرها على طريقة السلف الصالح في العقيدة وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية .
وما تصفهم به من الأوصاف فقد والله افتريت عليهم افتراء عظيماً , فهم برآء من الكفر صغيره وكبيره ودعوتهم قائمة على محاربته صغيره وكبيره , واقرأ كتاب التوحيد وشروحه والأصول الثلاثة وشروحها واقرأ مؤلفاتهم وردودهم على أهل الضلال والشرك والبدع وعلى رأسهم الروافض .
واقرأ كتب ابن تيمية وابن القيم لترى التوحيد الذي جاءت به الرسل جميعاً وترى الإيمان وشعبه وتفاصيله .
واقرأ مسائل الجاهلية للإمام محمد بن عبد الوهاب لتخرج أنت والروافض من أنواع الجاهليات .
نعم هم يكفرون بالطواغيت ويؤمنون بالله ويحاربون الغلو الذي حاربه الأنبياء جميعاً .
ويحاربون غلو الروافض في أهل البيت حيث رفعوهم إلى درجة الإله من الاعتقاد فيهم بأنهم يعلمون الغيوب وما كان منها وما يكون , وأنهم يتصرفون في الكون ويدعونهم ويستغيثون بهم ويطوفون بقبورهم , ويرون أن بعض مشاهدهم أفضل من الكعبة ويحجون إليها وهذا هو الشرك والكفر وهذا هو التكذيب لكتاب الله ولسنة رسول الله , وهذا عين المحادة والمشاقة لله ولرسوله بل وللمسلمين وأهل البيت .
وما ترميهم به من أنهم نواصب فهذا عين الافتراء عليهم فهم يحاربون النصب والرفض واقرأ مقرراتهم الدراسية لتجدهم أنهم في أهل البيت وسط بين الروافض الذين يغلون فيهم ويؤلهونهم وبين النواصب الذين يناصبونهم العداء .
وأما الإرهاب فهم والله ضده وهذا تاريخ حكمهم المشرق وتاريخ أفرادهم وجماعتهم , فما وجد الناس من قرون عقيدة صحيحة وعبادة صحيحة وسياسة عادلة يتوفر فيها الأمن وتطبق فيها شريعة الله وحدوده ويتوفر فيها الأمن على الدماء والأموال والأعراض مثل ما وجد في الدولة التي قامت على هذه الدعوة .
وأن الإرهاب والقتل وسفك الدماء والضلال لتتوفر في الحكومات الرافضية سابقاً ولاحقاً وعند دعاتهم وأنت من أعنف الإرهابيين , وإن موقفك هذا وأمثالك وما ترتب عليه من مذابح وتخريب للمساجد وإهانة للمصاحف لمن أوضح الأدلة على أن الروافض من أخطر منابع الإرهاب والهمجية (2) ومنهم نبع الإرهاب المعاصر واتجه بعنف إلى السلفيين خاصة فبدأ بالشيخ جميل الرحمن الأفغاني فاغتالوه وأسقطوا إمارته القائمة على الكتاب والسنة عقيدة وجهاداً وتطبيقاً صحيحاً واتجهوا إلى الحكومة السعودية ووجهوا لها ضربات عديدة بدأت من سنوات وفي الوقت نفسه لم يمس هذا الإرهاب لا إيران إلى اليوم ولا العراق قبل سقوط حكومة البعث الصدَّامي بل إن رؤوس الإرهاب ليأوون إلى إيران ويجدون منها الحماية والرعاية وكم واجه السلفيون من هذا الإرهاب في الجزائر وفي السودان وغيرها من البلدان .
أرأيت لو كان منبع الإرهاب هو الوهابية أكان هذا الإرهاب يتجه رأساً وبداية إلى الوهابية ولا يحرك ساكناً نحو إيران ؟!! .
نريد من هذا الآية الشيرازي وإخوانه تحليل هذه الأسرار والرموز , وحيث لا ينتظر منهم الإجابة الصحيحة فلندع شيعياً يتمتع بشيء من الصراحة والصدق ليؤكد ما نقول .
قال الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح (ص /120-123):
" الإرهاب لقد استغلت القيادات المذهبية الشيعة المسكينة عبر التاريخ فصنعت منها طائفة تعصف بها رياح البدع من كل جانب مستغلة سذاجتها وإيمانها بمراجعها الدينيين وحتى هذه اللحظة فالشيعة هي الطائفة الإسلامية الوحيدة التي سلمت نفسها بلا قيد و شرط وحدود وقيود وسؤال وجواب إلى قياداتها المذهبية تركلها بأقدامها في ساحات الوغى تارةً وساحات الإرهاب والغيلة تارةً أخرى، ولذلك أخذ المجتمع الإنساني في هذه السنوات الأخيرة ينظر إلى المذهب الشيعي وكأنه المذهب الذي يأمر أتباعه بشن الحروب وبالإرهاب والاغتيال وكثيراً ما كانت الأخبار التي تنشر حول الشيعة في الصحف وأجهزة الإعلام العالمية تتجاوز الطائفة وتلحق بسمعة الإسٍلام ضرراً بالغاً لعدم تمييز المجتمع الإنساني بين الشيعة وسواها من الفرق الإسلامية الأخرى فكان الإرهاب الذي يمارس يحسب على الإسلام ويعم المسلمين جميعاً.
إنَّ تاريخ الغيلة والإرهاب يعود إلى قرون خلت وليس بجديد في تاريخنا المعاصر ولكن ظهوره في
بلاد الشيعة وباسم الشيعة يعود إلى مئة عام أو أقل منها بقليل(3) ولكن المؤسف والمحزن أن الغيلة منذ ظهورها في العالم الشيعي والإرهاب الذي أضيف إليه في السنوات الأخيرة كلها كانت باسم المذهب ووراءها فقهاء أعلام ومجتهدون عظام (4) فقد اغتال " ميرزا رضا الكرماني " الشاه " ناصر الدين " في عام 1311 هجري وبأمر من أستاذه السيد " جمال الدين الأفغاني " ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا شهدت إيران بصفة خاصة اغتيالات مذهبية وإرهاباً متقطعاً حسب الظروف السياسية والأحوال وكان وراءها مجتهدون وفقهاء ،ولكن الجدير بالعبرة أن العدالة الإلهية تجسدت في هذه الدنيا لكي تعطي درساً لأولئك الذين غرسوا هذه الفكرة في النفوس باسم الدين فقد انقلب الإرهاب على الذين كانوا وراءه وبالاً ليس مثله وبال حيث مارس أعداء الفقهاء الطريقة نفسها في المواجهة معهم فاغتالوا من علماء المذهب وفقهاءه في غضون ست سنوات من عمر الزمان ( 1400 – 1406 ) هجري عدداً يتجاوز أضعافاً مضاعفة من الذين راحوا ضحية الغيلة والإرهاب والفتوى الدينية طيلة مئة عام، وهكذا انقلب الإرهاب وبالاً على الذين كانوا وراءه وجعل حياتهم جحيماً لا تطاق حدث كل هذا بعد أن استلم السلطة في إيران فقهاء المذهب الذين باركوا الإرهاب وكانوا دعامته.
ولكي أضع النقاط على الحروف أود القول بصراحة: إنني عندما رأيت الطوابع البريدية الجديدة التي أصدرتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعليها صور الإرهابيين مثل " ميرزا الكرماني " و" مجتبى نواب صفوي (5) " زعيم جماعة ( فدائيان.إسلام ) التي اغتالت عدداً من رؤساء الوزارات وغيرهم بفتوى أحد المجتهدين ندبت حظ الشيعة الإمامية وحتى حظ الدولة التي تتظاهر بالتشيع وترى نفسها حامي حماها، وهنا أود أن أعلن بصراحة وبلا خوف ولا وجل أن كتابنا هذا ليس كتاباً سياسياً وليس الغرض منه المواجهة مع أية دولة أو جهة سياسية ولا المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو النظام الحاكم فيها، ولذلك أقول وأشهد الله أنني لم أقصد من هذه الرسـالة إلا الإصلاح في العقيدة الشيعية المحدثة والمستحدثة (6) على السواء ولذلك تجنبت الدخول في المواجهة مع الأسماء والأشخاص ولكن الضرورة في بعض الأحيان تملي عليَّ أن أقول كلمة الحق والنصيحة وأوجهها حتى إلى دولة أو حكومة قد تستجيب لنداء الإصلاح وقد لا تستجيب ولكن كلمة الحق يجب أن توجه للجميع وكما قال الرسول الكريم : ( الساكت عن الحق شيطان أخرس (7) فيا ترى كيف تستطيع دولة أن تكسب الاحترام الدولي والثقة العالمية وتحترمها الشعوب الآمنة الحرة وهي تتظاهر بأنها دولة عقائدية اتخذت المذهب الشيعي شعاراً لها وهي تفتخر بالإرهابيين وتتخذ صورهم رمزاً لنظامها؟ ثم قد تكون وطأة هذا الشعار شديدة على الملايين من الشيعة في العالم وهي لا ترتبط بتلك الدولة ولا تؤمن بنظامها أو سياستها وكيف تستطيع الشيعة أن تدافع عن عقيدتها وتنفي عنها الإرهاب عندما تكون الدولة الناطقة باسمها اتخذت الإرهاب شعاراً لها؟
وأرجو أن يسمع كلامي هذا الحاكمون في إيران ويعلموا جيداً أن نفوس الشيعة في إيران لا تشكل إلا ثلث الشيعة في العالم والبقية الباقية منتشرة في أرجاء الأرض الفسيحة ولكل فئة منهم هويتهم وجنسيتهم ولغتهم وإن الدولة الشيعية الإيرانية لا ولن تستطيع أن تتحدث باسم الشيعة جميعاً (8) بل وحتى باسم الشيعة في إيران، فلذلك يجب عليها أن لا تقوم بأعمال تسيء إلى سمعة الأكثرية من هذه الطائفة كما فعلت حتى الآن وأن تلطخ سمعتها أكثر مما فعلت، وندائي للحاكمين في إيران أن لا يسيئوا إلى الشيعة أكثر مما أساؤوا إليها فقد كفى الشيعة ذلاً.
ورجائي من الشيعة أن ينبروا للدفاع عن أنفسهم وكرامتهم أمام المجتمع البشري ويعلنوا براءتهم من الإرهاب الذي تمارسه عناصر على الأبرياء باسمها، وتارةً أحدث نفسي وأقول: أليست الفكرة الإرهابية التي ظهرت منذ مئة عام في إيران وباركها بعض فقهائنا هي من بقايا ( قلعة الموت ) التي اتخذها " حسن الصباح " في القرن السادس الهجري مقراً لنشر المذهب الإسماعيلي بالقوة تارةً وبالحشيش ومشتقاتها تارةً أخرى؟ وإنها امتداد للفرق الاغتيالية التي كانت تجوب البلاد الإسلامية لاغتيال أعداء الإسماعيليين، وكلنا نعلم أن الوزير " نظام الملك " قتل بطعنة إرهابي من تلك الجماعة وبأمر مباشر من رئيسها " حسن الصباح " وهناك وجه شبه كبير بين المقدمات والنتائج التي اتبعتها الفرق الاغتيالية الصباحية والفرق الاغتيالية المتطرفة عند بعض الشيعة (9) ، وهنا أخاطب الشيعة مرةً أخرى وأقول لهم: إذا كانت الهلوسة الصباحية وما رافقها من أعمال قام بها الحشاشون من جماعته في منتصف القرن السادس الهجري قد أحدثت في العالم الإسلامي فساداً ونكراً فإنها أيضاً قصص مفجعة تعود إلى استغلال فئة جهل السذج من الناس بالإسلام ومبادئه أما في عصر القفزات الكبرى نحو العلم ووضوح المفاهيم الإسلامية العليا للجميع فإن الحجة قائمة على الشيعة كي تسلك طريق الحق والعقل وأن لا تأتمر بأوامر فيها سخط الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
إذا كان الإرهاب حسناً فلماذا لا يرتضيه المخططون لأنفسهم ولذويهم؟ وعندما ينكشف أمره يتبرؤون منه والإسلام بريء من الإرهاب وتعاليم الإسلام تناقضه فإذا كان للإرهابيين ولمن وراءهم أطماع سياسية يريدون تنفيذها فعليهم أن لا يستغلوا اسم الدين والمذهب وتكون لديهم الشجاعة الكافية لكي يتحملوا وزر أعمالهم لا أن يحملوها لمذهبهم ولدينهم (10) .