صفات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما يحكيها الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 08-01-2005, 01:32 AM
  #1
ابو اسامة
عضو مشارك
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 131
ابو اسامة is a jewel in the roughابو اسامة is a jewel in the roughابو اسامة is a jewel in the roughابو اسامة is a jewel in the rough
افتراضي صفات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما يحكيها الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

هده كلمات في حث الامام ابن بارز رحمه الله من احد ابرز تلامدته الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله الدي يلقب بابن باز الصغير اقدمها لكم وهي موجودة في موقع الشيخ الراجحي كلمات جد طيبة في حقه فرحم الله الام الاثري ابن باز
بسم الله الراحمان الرحيم
هكذا عرفت الشيخ بن باز صفات الشيخ عبدالعزيزبن بازرحمه الله
تمسكه بالسنة مطبقا لها ملتزما بعقيدة السلف الصالح

والعالم الرباني هو العالم العامل الذي يربي الناس في صغار العلم قبل كباره، ونحسب أن سماحة شيخنا ووالدنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز -قدس الله روحه، ونور ضريحه، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس الأعلى- نحسبه كذلك: أنه من العلماء الربانيين الذين منّ الله عليهم بالعلم والعمل، والذين رفع الله ذكرهم وأعلى صيتهم، ووضع لهم القبول في الأرض، ونفع الله بهم وبعلومهم وجهودهم، ونحسبه من البقية الباقية من السلف الصالح، فصفاته -رحمة الله عليه- وأقواله وأعماله وجهوده يترسم فيها السلف الصالح -رضوان الله عليهم-، ويتقيد فيها بما دل عليه الكتاب العزيز والسنة المطهرة النبوية.

فعرفته عليه -رحمة الله- موحدا مؤمنا، قد امتلأ قلبه بخشية الله -عز وجل- وتعظيمه وإجلاله، عرفته -رحمة الله عليه- بكثرة الذكر، واللهج بذكر الله، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، لا يفتر لسانه بذكر الله -عز وجل-، وفي أيام عشر ذي الحجة يجهر بالتكبير في البيت، في السيارة، وفي السوق، وفي المسجد، يظهر هذه السنة، وهذه الشعيرة العظيمة التي خفيت واختفت عند كثير من الناس.

عرفته -رحمة الله عليه- ملتزما بالسنة مطبقا لها، حريصا كل الحرص على العمل بها، ومن مظاهر لزومه للسنة أنه قل أن يكون سفره إلا في يوم الخميس؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يسافر يوم الخميس، فقل أن يسافر إلا في يوم الخميس، وقد يسافر بعض الأحيان في غير يوم الخميس، لكن في الغالب أن سفره يوم الخميس؛ يترسم السنة، يعمل بالسنة المطهرة.

عرفته -عليه رحمة الله- ملتزما بعقيدة السلف الصالح، محبا لها، يدعو إليها كثيرا، عرفته بتأييد أهل الحق ونصرتهم في أي مكان، فهو -عليه رحمة الله- يحب الخير لكل أحد، ويبذل النصيحة لكل أحد، يبذلها لكل أحد: للصغير والكبير، للأمير وللمأمور، للوزير، لرئيس الدولة، يكتب لرؤساء الدول، يكتب للأمراء، يكتب للوزراء، يكتب للمدراء، يكتب للوجهاء، يكتب أيضا للضعفاء، ويكتب للعامة والخاصة، وكتاباته ونصحه وإرشاده وصل إلى كل مكان.

عرفته -عليه رحمة الله- محبا للخير باذلا له، محبا للنصح والإرشاد في كل مكان، فهو يساعد الفقراء ويساعد العلماء، ويساعد الدعاة، ويساعد المراكز الدعوية في كل مكان في أقطار العالم.


حرصه على استغلال الوقت في كل ما فيه نفع وصلاح في الدين والدنيا

عرفته -عليه رحمة الله- في الحرص على استغلال الوقت، في كل ما فيه نفع وصلاح في الدين والدنيا، فهو يستغل وقته -عليه رحمة الله- لا يضيع عليه أي شيء منه، في السيارة يُقرأ عليه، يُقرأ الكتب والرسائل، ويكتب ويملي ويعلق في السيارة، في الطائرة، في السيارة، في الطريق، وإذا لم يكن عنده أحد أشغل لسانه بذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والتضرع، فهو يستغل الوقت ويستفيد من الوقت، ولا يضيع عليه أي شيء، حتى تعجب من الأعمال العظيمة التي ينجزها في الوقت الوجيز.

فإذا زرته مثلا بعد صلاة المغرب، وهو يجلس في المسجد، ماذا ينجز في هذا الوقت؟ أحيانا نزوره ربع ساعة أو نصف ساعة، ماذا ينجز فيها؟ ينجز فيها أعمالا عظيمة، فالكُتَّاب ثلاثة، عنده كتاب ثلاثة عن يمينه وعن يساره يملي عليهم: اكتب لفلان، اكتب للأمير، اكتب للوزير، يكتب للوزير، يكتب الشفاعات، يكتبها ويملي: من فلان.. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى فلان الفلاني... وكذا شفاعة، نصيحة، إنكار للمنكر، دعوة إلى الله، يملي على هذا، ثم يملي على الثاني، يملي على الثالث، والهواتف ثلاثة أيضا، يجيب على الأسئلة، والثاني ينتظر، والثالث ينتظر وهكذا، فإذا وضع السماعة أخذ السماعة الثانية، ثم يأخذ السماعة الثالثة وهكذا، ومن تحت قدميه ممن يأتي ويستفتي ويسأل أيضا كذلك.

والمجلس الثاني فيه النساء أيضا، يستفتينه، فينجز أعمالا عظيمة في الطلاق، في الشفاعات، وفي الإصلاح بين الناس، وفي الفتيا، أعمال عظيمة ما تحصرها في الوقت الوجيز، قد بارك الله في وقته، وهيأ له الأسباب، وذلك -والله أعلم- لصلاح نيته، فهو سليم الصدر، عرفته بسلامة الصدر، ليس في قلبه غش لأحد من الناس، سليم الصدر، حسن الظن بالناس، لا يسيء الظن بأحد، بل هو حسن الظن، متفائل يتفاءل كثيرا، يؤمّل الخير، يبيت وليس في قلبه غش لأحد.

سلامة الصدر صفة عظيمة لا تكاد تجدها في غيره، لا يحقد على أحد، ولا يغش أحدا، حتى لو جاء إنسان.. حتى يقال.. كما يقال: إنه أتى إنسان ودخل البيت يريد أن يأخذ شيئا (يختلس شيئا)، فأوصى به خيرا، وقال: أعطوه لعله محتاج. فهو -عليه رحمة الله- يبذل النصح لكل أحد.


جوده وكرمه وإحسانه إلى الناس

عرفته بالجود والكرم والإحسان إلى الناس، فهو يطعم الطعام، ولا سيما المحتاجين، في كل يوم يفتح بابه بعد الظهر للناس، ويأتيه الناس من كل مكان، هذا من أفريقيا، وهذا من إندونيسيا، وهذا من الهند، وهذا من مصر، وهذا من الشام، وهذا من السعودية، كلهم يأتون في وقت الغداء وتقدم ما يقاراب خمسة صحون غداء، في كل يوم، سواء كان في الرياض أو في مكة أو في الطائف في الحج، هكذا غداؤه تقدم خمسة صحون في كل يوم، يطعم الطعام.

عرفته داعية إلى الله -عز وجل-، مترسما خطى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، يدعو إلى الله، يبذل النصيحة لكل أحد، يهتم بالدعوة والدعاة، يلقي المحاضرات إذا دعي إليها في أي مكان، يتجشم المشاق والصعاب، له عناية عظيمة بالدعاة ومساعدتهم وإعانتهم في كل مكان، في المراكز الإسلامية، في كل مكان يبذل لهم النصيحة، يبذل لهم المشورة، يبذل لهم النصيحة، يبذل لهم المال، ما عنده يبذله، وما ليس عنده يكتب للمحسنين، يعني: يساعد المركز الفلاني، أو الدعاة الفلانيين، مات -عليه رحمة الله- وعدد كبير من الدعاة كلهم على بيته، رواتبهم من بيته، غير الدعاة.. هم غير الدعاة الرسميين الذين لهم رواتب من قبل الدولة، هؤلاء دعاة على البيت، ينفق عليهم ويكتب لهم الرواتب، يكتب للمحسنين وللأمراء، فيأتي على يديه فيرسل لهم.



سعة صدره وحلمه وصبره

عرفته -عليه رحمة الله- بسعة الصدر عنده حلم وصبر وتحمل لا يغضب على أحد، إلا إذا انتهكت حرمات الله، إن انتهكت حرمة الله، أو أراد أحد باطلا، أو أراد خلاف الحق، فهذا لا يلين له، بل يزجره وينكر عليه، ولا ينتقم لنفسه، عليه رحمة الله.

ومناقبه -عليه رحمة الله- كثيرة، ولا أستطيع أن أحصيها، وقد كُتبت في هذا مؤلفات كثيرة، فيها ترجمة لحياته، ترجمت في حياته وبعد مماته، وجمعت وزارة الشئون الإسلامية الدعوة والإرشاد مجلدا ضخما عن سماحته، وجمعت جميع ما نشر عنه في الصحف وفي غيرها في مجلد، وكُتبت في هذا رسائل متعددة، وفضيلة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد يعد الآن موسوعة عن سماحته، وهو الآن يعدها، هي تحت الإعداد والتهيئة.

فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يتغمده بوافر رحمته، وأن يجزيه خيرا، وأن يثيبه، وأن يضاعف حسناته لقاء ما قدم للإسلام والمسلمين، ولقاء إحسانه وجهوده، وبذله أوقاته وماله وحياته لله -عز وجل-، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر له، وأن يقدس روحه، ورسائله وفتاويه ومؤلفاته كثيرة، وقد وضع الله تعالى له القبول في الأرض، وأطلق ألسنة الناس بالثناء عليه والدعاء له، وقبول فتاويه ونصحه في حياته وبعد مماته، وهذا لا شك أنه من علامة الخير، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن الله إذا أحب عبدا نادى جبرائيل إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبرائيل ويحبه أهل السماوات، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغض فلان فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم يبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في الأرض .


حرصه على العلم والتعليم

وعرفته عليه -رحمه الله- بالحرص على العلم والتعليم والدروس العلمية، فهو -عليه رحمة الله- يحرص على العلم وعلى قراءة كتب أهل العلم، ولا سيما كتب السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وفي مقدمة ذلك الأحاديث الصحيحة، كالصحيحين، فهو يحرص على هذين الكتابين ويوليهما عناية عظيمة (الصحيحان): البخاري ومسلم قرأهما مرات كثيرة متعددة، وعلق على صحيح البخاري مرات قرأهما، وكذلك بقية الكتب الستة: سنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه وموطأ مالك كل هذه قُرأت عليه، وقرئ عليه مسند الإمام أحمد -رحمه الله-، مقدار كبير، وقرئ عليه في الفتح الرباني للساعاتي ترتيب المسند، وقرئ عليه في سنن الدارمي وقرئ عليه تفسير الحافظ ابن كثير قد قرأه مرات عليه -رحمه الله-، وله عناية عظيمة بهذا التفسير.

وفي قراءة هذه الكتب عليه له تعليقات -عليه رحمة الله-، له تعليقات -عليه رحمة الله-، وله موافقات وتأييدات لهؤلاء العلماء، وقد يخالفهم بما يرى أنه الحق، فله تعليقات على تفسير الحافظ ابن كثير وله تعليقات على الصحيحين وعلى الكتب الستة، وله عناية أيضا بـ"بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر قرئ عليه مرات وعلق عليه، وله عناية بغيره من الكتب، له عناية خاصة بكتب التوحيد، كتاب "التوحيد" للإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب له عناية عظيمة، قرئ عليه مرات كثيرة، وعلق عليه، وسجل له أشرطة، وقرئ عليه الشرح (شرح هذا الكتاب) "تيسير العزيز الحميد"، و"الفتح المجيد" مرات قرئ عليه، وله تعليقات على هذه الكتب.

وله عناية بكتب أئمة الدعوة بخصوص كتب ورسائل الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -عليه رحمة الله-، وكتب أئمة الدعوة له عناية كثيرة بهذه الكتب، وله اهتمام عظيم بكتب السلف وعقيدة السلف، وهو -عليه رحمة الله- يحذر من كتب أهل البدع والفرق الضالة، ومن مذاهبهم وعقائدهم: كالجهمية والمعتزلة والأشعرية والرافضة وغيرهم من... والخوارج وغيرهم من أهل الفرق من الفرق الضالة.

والقراءة والتعلم والتعليم هذا أحب شيء إلى نفسه، ولا يرتاح إذا جلس إلا إذا نفع، إلا بشيء ينفع به الناس، يعني إذا جلس في أي مجلس لا بد أن يقرأ عليه الكتاب، فهو -عليه رحمة الله- يستجيب للدعوات إذا دعاه أحد؛ لأجل أن ينفعه، فإذا دعي إلى وليمة أو دعي إلى مجلس يستجيب، ويجعله مجلس علم، يُقْرَأ عليه، ويقرر ويعلق ويجيب على الأسئلة.

قد دعوته إلى بيتي -عليه رحمة الله- مرات، في ثلاث مرات جاءني في البيت: مرتين، ومرة في قصر أفراح، وسجلت له في هذا أشرطة وأسئلة وهي موجودة، واستفتاءات، وشرح للآيات، وهو يستجيب إذا دعي لأجل أن يفيد الناس -عليه رحمة الله-، وهو حريص كل الحرص على الدروس العلمية والتعليم، لا يمل ولا يسأم، بل هي أحب شيء إلى نفسه، وقد سمعته -عليه رحمة الله- يقول لما سئل عن الدروس العلمية، أو طلب منه زيادة الدروس العلمية قال: هي أحب شيء إلى نفسي. الدروس العلمية والتعليم أحب شيء إلى نفسه.

وكانت له دروس أسبوعية مستمرة، وقد عين للطلاب والتلاميذ دروسا أسبوعية لا تتغير على مدى السنين، هذه الدروس ثابتة: درس في يوم الأحد في الصباح بعد الفجر، ودرس في يوم الاثنين بعد الفجر، ودرس يوم الأربع بعد الفجر، ودرس يوم الخميس بعد الفجر. هذه دروس أربعة ثابتة لا تتغير، ولا ينقل بعضها إلى يوم آخر، إذا حصل مانع فض هذه الدروس، ولا ينقل بعضها... معلومة لدى الخاص والعام؛ عملا بما بثت في صحيح البخاري أن بوب في كتاب العلم (باب من جعل للناس أياما معلومة للعلم)، أو كما جاء في ترجمة الإمام البخاري وذكر فيه أثر ابن مسعود: أنه كان يحدث الناس في كل يوم خميس، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن لو حدثتنا كل يوم، قال: إني أكره أن أُمِلَكُم، وإني أتخولكم الموعظة كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا .

فهو قيل له -عليه رحمة الله-: لو جعلت بقية الأيام، يوم السبت ما فيه درس بعد الفجر، يوم الثلاثاء ما فيه درس، لو جعلت يوم الثلاثاء، قال: إن هذه يوم الثلاثاء يكون راحة، تكون أيضا حماية ليوم الأحد ويوم الاثنين، ويوم الأربع ويوم الخميس، لو كانت متواصلة مل الناس، فنجعلها أياما معلومة وأيام راحة، الأيام التي هي راحة تكون حماية للأيام التي فيها الدراسة.

وكذلك أيضا له درسان: درس في المساء (درس مسائي) يوم الأحد بعد المغرب، هذا استمر سنتين، ثم في آخر حياته زاد درسا مسائيا في ليلة الخميس، في السنوات الأخيرة الثلاثة زاد درسا، فكان في آخر حياته كان آخر عمره أكثره عملا -عليه رحمة الله-، جعل الله آخر عمره أكثر عملا.

كان لا يسأم ولا يمل حتى إن الطلاب يملون ويسأمون وهو لا يمل ولا يسأم، في درس يوم الخميس يجلس الساعات الطويلة بعد صلاة الفجر، وأحيانا قد يستمر الدرس إلى الساعة التاسعة في الصباح، وهو جالس على الكرسي لا يمل ولا يسأم، هذا يقرأ عليه في التفسير، هذا يقرأ عليه في البخاري هذا يقرأ في مسلم هذا يقرأ في سنن ابن ماجه هذا يقرأ في مسند الإمام أحمد هذا يقرأ في "التوحيد"، هذا يقرأ في الشرح، هذا يقرأ في المصطلح، وفيه سنين قرئ عليه في النحو وفي الفرائض، والطلبة بعضهم يسأمون، وبعضهم ينعسون، وبعضهم يركضون، بعضهم يذهب ولا يستطيع البقاء في هذه المدة إلا القليل، وهو جالس، وأحيانا ينبه، يقال: الساعة كذا. أحيانا قد يزيد على هذا على الساعة التاسعة، ينبه ويقال له: الساعة كذا.

ثم أيضا مع هذه المدة الطويلة يذهب إلى البيت ويجلس ساعة، ثم يجلس في الناس قبل الظهر ساعة في يوم الخميس، مع هذه الجلسة الطويلة، بعض الكتاب يقول: إنه لا يستريح إلا مقدار نصف ساعة. بعض الكتاب الذين عنده، ثم يقول لهم: نريد أن نجلس، ويجلس للناس جلسة ساعة قبل الظهر في يوم الخميس، هذه أعمال عظيمة وأوقات مباركة أنجز فيها إنجازات وأعمالا عظيمة، وهذه الإنجازات وهذه الأعمال العظيمة بارك الله فيها، قد جمعت له -عليه رحمة الله- فتاوى الآن، ورتبت على أبواب الفقه، خرجت الأجزاء الأولى كلها في العقيدة، في التوحيد، وفي الأسماء والصفات، ووصلت إلى خمسة أجزاء أو أكثر، وهي ستخرج -إن شاء الله- تباعا مرتبة على أبواب الفقه، وله رسائل وفتاوي كثيرة، وله أشرطة تفرغ الآن، فنسأل الله أن ينفع بها، وأن يجزل له المثوبة، وأن يقدس روحه، وأن يجعل هذه الأعمال من العمل الذي لا ينقطع، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فهذا العلم هذا من العمل الصالح الذي لا ينقطع.

نسأل الله أن يبارك فيه، وأن يثيبه، وأن يجزل له الأجر والمثوبة، وأن ينفع به، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يوفقنا للاقتداء به في العمل الصالح، وبالدعوة إلى الله، وبالنصح للمسلمين، وفي سلامة الصدر، وفي التحمل والصبر، وفي الكرم وفي الجود، وفي الإحسان إلى الناس، نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء به وبأمثاله من السلف الصالح، ونسأل الله أن يلحقه بالسلف الصالح، وأن يجعله منهم، وأن يبارك في علمه، وأن ينفع به، ونسأل الله أن يرزقنا العمل بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والاقتداء بالصحابة والتابعين والأئمة، والعلماء الربانيين أمثال شيخنا عليه رحمة الله.

ونسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا سلوك صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على دينه القويم، وأن يتوفانا على الإسلام، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

شكر الله لفضيلة شيخنا على ما قدم، نسأل الله -عز وجل- أن يبارك في جهوده، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه.

س: تكاثرت الأسئلة على موقف خاص كان لكم مع الشيخ عبد العزيز بن باز أثر فيكم، وما هو مقدمات معرفتكم بالشيخ عبد العزيز ؟

ج: لا أعرف موقفا خاصا إلا العلم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المنتفعين بالعلم، وهذا يلمسه كل أحد (الانتفاع بعلمه)، الذين انتفعوا بعلمه والذين تتلمذوا عليه كثيرون، قدامى ومتأخرون، من أبرزهم وفي مقدمتهم علماء كبار أمثال: الشيخ عبد الرحمن الثريان -وفقه الله-، والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ عبد الرحمن البراك وغيرهم من العلماء الكبار، الشيخ عبد الله بن جبرين وغيرهم، وتلاميذه الشيخ محمد بن القاسم فالذين انتفعوا بعلمه وتأثروا واستفادوا كثيرون، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المنتفعين.

ومن الشيء الذي عرفته به رقة القلب والخشوع ودمع العين، فهو يبكي أحيانا إذا قرئ مثلا حديث قصة الإفك (قصة عائشة ) يبكي، وكذلك في بعض المواقف يبكي وتدمع عينه، وهذا الموقف يؤثر على.. لا شك أنه يؤثر على السامعين، نعم.

هذا السائل يقول: ما هو واجبنا نحو ديننا وأمتنا بعد وفاة إمامنا -رحمه الله-؟ وما هي الدروس المستفادة من وفاته -جزاكم الله خيرا-؟

موقفنا اتباع كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، هذا هو الواجب، الواجب على المسلم أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ودين الله منصور ومحفوظ، كما قال ابن القيم -رحمه الله-: والدين ممتحن ومنصور. دين الله محفوظ حفظه الله، إذا مات شيخنا ومات مَن قبله ومن بعده، فدين الله محفوظ لا ينبغي للإنسان أن ييأس، فتكاثرت الأحاديث أن هذه الأمة لا تخلو من الخير، فيبقى فيها الحق إلى قرب قيام الساعة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى .

بعض الناس ييأس ويتكلم بكلام... يصاب بالإحباط بعد وفاة سماحة شيخنا، ويظن أن الحق ضاع، لا الحق ما ضاع، الإسلام باق، والدين والتوحيد باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وثبت في الحديث الصحيح: أن هذا البيت (الكعبة) يحج ويعتمر بعد قتل المسيح الدجال والجهاد في سبيل الله باق إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال والمهدي يملك الأرض في آخر الزمان قبيل خروج الدجال ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، فالحق باق ومنصور، فلا ينبغي للإنسان أن يصاب بالإحباط واليأس، بل على الإنسان أن يتفاءل وأن يعلم أن الخير باق في هذه الأمة.

ولا شك أن موت العلماء الربانيون ثلمة في الإسلام، ولا شك أن شيخنا -عليه رحمة الله- قام بأعمال عظيمة، وبأعباء عظيمة وبجهود، فهو أمة في شخص، وشخص في أمة، وأنه قد لا يستطيع شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة أن يقوموا بأعماله، ولكن قد يقوم بأعماله جماعة من العلماء، جماعة من العلماء يقومون بما يقوم به أو قريب من ذلك، فالحق لا يموت، لا يموت الحق، بل الحق باق فلا ينبغي للإنسان أن ييأس.

ومن العبر التي نأخذها أن على الطلبة وعلى العلماء أن يكثفوا من جهودهم، بالدعوة إلى الله، والتعليم، وزيادة الحلقات (الدروس العلمية) والزيادة فيها بعد وفاته -عليه رحمة الله-، على العلماء وطلبة العلم أن يضاعفوا جهودهم، أن يكون عندهم نشاط، وأن يكثروا من الدروس العلمية، ومن المحاضرات والندوات والإرشاد ودعوة الناس؛ حتى يسدوا هذه الثلمة وهذا الفراغ التي أصيبت به الأمة الإسلامية بوفاة هذا الإمام، عليه رحمة الله.

هذا سؤال يقول: العلم مورث للخشية غير أني + لاستماع الدروس العلمية في أصول الفقه والفقه وغيرها، فماذا تنصحوني به؟

أنصحك بالإكثار من تلاوة كتاب الله -عز وجل-، وتدبره بحضور قلب وخشية ورغبة ورهبة، فإن قراءة القرآن والتدبر والخشية + يورث الخشية ويورث العلم، إذا قرأ الإنسان كتاب الله وتدبره حصل له العلم النافع، فالقرآن أصل العلوم وأساس العلوم ومنبع العلوم، لكن بشرط أن تقرأ بتدبر وخشوع وخضوع وحضور قلب، واسأل ربك أن يرزقك الخشية، وابرأ إلى الله -عز وجل-، واقرأ مع ذلك تفسير الآيات الكريمة للعلماء الربانيين: كالحافظ ابن كثير وغيرهم، وابحث مع أهل العلم عما أشكل عليك، واقرأ كتب الحديث، واسمع الدروس العلمية والمحاضرات، وأكثر من ذكر الله، واصحب الصالحين والأخيار والعلماء، وأحسن الظن بربك -عز وجل-، إذا فعلت ذلك فإنه يلين قلبك، ويرق ويخشع، قال الله -عز وجل-: كتاب أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وقال -عز وجل-: أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقال -سبحانه-: قل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ .

فإذا عملت بهذه الأمور فلا بد أن يرق قلبك، ويخشع قلبك، ويلين ويخشع لذكر الله، وتحصل على العلم، فتتدبر القرآن إن رمت الهدى.

هل هناك نية لأن تستمر دروس الجامع الكبير وغيرها من الدروس التي كان يلقيها سماحة الشيخ؟

هذا شيء لا أعلمه، ليس عندي، هذا ترجع إلى المسئولين، هل ستقام دروس؟ وهل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله هل يقوم بالدروس؟ سمعت أنه سيقوم بأربعة دروس، ولكن العلماء لهم دروس في مساجد متعددة من تلاميذ الشيخ وغيره، وسوف تضاعف هذه الدروس -إن شاء الله-، سوف تضاعف هذه الدروس، وعدوا بخير، وأنه ستضاعف الدروس حتى تسد الفراغ الذي أصاب الأمة الإسلامية بوفاة هذا الإمام، عليه رحمة الله.

هذا يسأل عن منهج الشيخ وعلمه، وهل الدارسة في الجامعة تغني عن طلب العلم فضيلة الشيخ؟

منهجه كما سبق عنده -عليه رحمة الله- ستة دروس علمية في كل أسبوع، أربعة دروس بعد صلاة الفجر: يوم الأحد، ويوم الاثنين، ويوم الأربعاء، ويوم الخميس، ودرسان بعد صلاة المغرب: من يوم الأحد ليلة الاثنين، ومن يوم الأربع ليلة الخميس.

والمدارسة في الجامعة الجامعية لا تغني عن الدروس العلمية، الإنسان الذي يقتصر على الدروس الجامعية... الدروس الجامعية عبارة عن مفتاح للعلوم، فإن فتحت واستمررت في طلب العلم حصلت، وإن وقفت تبخر هذا الذي درسته وصار كل لا شيء، كما يوجد كثير من الخريجين من الكليات الذين عملوا في الدوائر الحكومية، والكرسي الدوار فدار برؤوسهم وتبخر ما فيه، فأصبحوا عامة يسألون عن مسائل يسيرة، بعض الخريجين يعتبر عاميا يسأل عن أبسط مسألة تشكل عليه؛ لأنه ما واصل العلم وترك العلم وأعرض عن العلم، فإذا أعرض طالب العلم عن العلم، ذهب، لا بد من الاستمرار والدراسة والبحث والتدريس والتعليم حتى يبقى العلم.

الذي يقول: إن الدراسة الجامعية كافية، هذا ليس عنده بصيرة، الدروس الجامعية ما هي إلا مفتاح فقط، فعلى الإنسان أن يواصل، والدروس العلمية في المساجد لا يعدلها شيء؛ لأن الدارس الذي جاء إلى المسجد هذا جاء بدافع من نفسه، جاء في الغالب يريد العلم، يريد العلم لله، هذا هو الغالب، لا يريد شهادة، ولا يريد وظيفة، ولا يريد مرتبا، إنما جاء ليستفيد.

والدراسة في المساجد فيها بركة، وفيها اقتداء بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يتحلق الناس عنده، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث الناس -كما في صحيح البخاري - والناس متحلقون، فجاء ثلاثة نفر، أما أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فدخل فيها، وأما الثاني فجلس خلف الحلقة، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث قال: ألا أنبئكم بخبر الثلاثة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أما الأول فآوى فآواه الله، وأما الثاني فاستحيى فاستحى الله منه، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه هذه حلقة أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام.

فالحلقات الدروس العلمية في المساجد فيها اقتداء بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، واقتداء بالسلف الصالح، فيها بركة وفيها خير، والكلمة التي يلقيها طالب العلم في المسجد تجد أذنا صاغية في الغالب؛ لأن هذه الأعداد إنما جاءت في الغالب لله، لا تريد وظيفة ولا شهادة ولا منصبا ولا جاها، وإنما تريد أن تتعلم، فيغلب على هؤلاء الإخلاص، والإخلاص هو الأساس.

سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: كيف يطلب العلم (كيف ينوي)؟ قال: ينوي أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره. تنوي أن ترفع الجهل عن نفسك، أنت جاهل تنوي تتعلم، ترفع الجهل عن نفسك؛ حتى تعبد الله على بصيرة، ثم ترفع الجهل عن غيرك، والأصل في الإنسان أنه لا يعلم، قال الله تعالى: والله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعم.

الأسئلة كثيرة حول مناقب فضيلة الشيخ من دعابة الشيخ + والموازنة بينهما والمبشرات حال وفاة الشيخ إن كان يعرفه الشيخ، كثير من الأسئلة، لكن هناك كثير من الأسئلة العلمية بودنا أن نجعل لها جانبا

أما المبشرات فهذه نسمع، أقول: والمرائي الحسنة التي رؤيت له، أسمع كما تسمعون، والدعابة معروفة، الدعابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يداعب أصحابه، وهو -عليه رحمة الله- كذلك ليس بغريب، نعم.

وهذا سائل يقول: ما حكم الاستماع للإنشاد بشكل جماعي؟ وما حكم تسميتها بالأناشيد الإسلامية؟

لا أرى أن هذا مشروعا (قراءة الأناشيد)، يعني كون الإنسان ينشد ثم ينشد خلفه جماعة من الناس، حتى ولو كانت هذه القصيدة قصيدة علمية مفيدة، فكون الإنسان ينشد ثم يرفع الناس صوتهم خلفه، أو ينشدون بصوت جماعي، هذا يذهب معنى الكلام ومعنى الأناشيد؛ لأن السامع إنما ينظر إلى الصوت، ينظر إلى النغمات فقط، حينما يرفعون وحينما يقفون فقط، وهذا يذهب معنى البيت.

ثم أيضا بعض الناس ينشدون... كذلك في بعض الأشرطة ينشدون بنشيد فيه تلحين لا يناسب، حتى بعض الناس يقولون: إنهم أناس طيبين ينشدون بصوت فيه تلحين، التلحين ليس بطيب، قد يشبه لحن الغناء.

ثم أيضا الإنشاد الجماعي قد يشبه ما يفعله الصوفية بأناشيدهم وترنحاتهم، ولكن الذي أرى إذا كانت القصيدة طيبة يقرأ واحد والباقي يستمعون، إذا قرأ واحد فالباقي يستمعون إذا كانت القصيدة طيبة ومفيدة، أما إذا كانت القصيدة غير مفيدة وفيها محذور، فيها دعوة إلى الشرك، أو دعوة إلى البدع، أو دعوة إلى الباطل، أو دعوة إلى الفجور، أو المجون، أو الغزل، أو الهجاء، أو السب، هذه ممنوعة، لكن إذا كانت سليمة من هذا وطيبة، فيها لفظ المتون، فيها مدح... بيان محاسن الإسلام، فيها دعوة إلى التوحيد دعوة إلى مكارم الأخلاق، بيان حكم الشريعة، يقرأ واحد والباقي يستمعون، ويكون الواحد يقرأ بصوت عادي بدون تلحين، أما هذا التلحين الذي أسمعه، يلحنها ويترنم بحيث أن السامع يطرب لأجل الصوت فقط، هذا لا أرى أن هذا مشروعا.

وكذلك الجماعي اللي فتن به كثيرا من الشباب، وبعض التسجيلات الإسلامية تسجل هذه الأناشيد، والشباب يسحبون هذه الأناشيد الإسلامية، فيجلسون كأنهم يغنون ما يستفيد، ولا يعلم معنى البيت، وإنما يجلس يطرب بهذه الأناشيد الإسلامية، جماعة جماعة ينشدون ويرفعون ويخفضون وهكذا، وهو يتسمع كما يتسمع غناء المغني ما يستفيد إلا هذا، ولكن الذي ينبغي أن يكون الإنشاد واحدا، واحد هو الذي ينشد والباقي يستمعون، ويكون إنشاده بصوت عادي، تفهم المعاني ويتأمل معاني البيت، ولا يكون هناك أصوات أخرى تذهب المعنى، أو تشغل الإنسان عن المعنى، هذا هو الذي أراه، نعم.

هل الشرك الأصغر يدخل في الآية التي ذكر فيها عدم مغفرة الشرك؟ وهل يخلد صاحبه في النار؟

هذه المسألة وهي أن الشرك الأصغر هل في يدخل الشرك الأكبر ويدخل في قوله تعالى إن اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ؟ اختلف العلماء فيها: فذهب بعض أهل العلم إلى أنه يدخل، وأن الشرك الأصغر لا يغفر كالشرك الأكبر؛ لعموم قول الله -عز وجل-: إن اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ولأن هذا القول فيه تأدب مع القرآن، لكن هناك فرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، مع كون الشرك الأصغر لا يغفر فهناك فروق:

فالشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار، والشرك الأصغر لا يخلد بل يدخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، الشرك الأكبر يخرج من الملة، والشرك الأصغر لا يخرج من الملة، الشرك الأكبر يحبط الأعمال، والشرك الأصغر يحبط العمل الذي قارنه فقط.

الشرك الأصغر يدخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، بمعنى أنه إذا كان لصاحب الشرك الأصغر حسنات كثيرة، يقارن بينه وبين الشرك -هذا الأصغر- ويسقط من حسناته ما يقابل هذا الشرك الأصغر فلا يعذب، أما إذا لم يكن له حسنات وكثرت السيئات ورجحت، فإنه يعذب بهذا الشرك الأصغر، ولكن لا يخلد، هذا معنى قوله: لَا يَغْفِرُ بمعنى أنه يؤاخذ بهذا الشرك الأصغر، يؤاخذ، كيف يؤاخذ؟ إن كان له حسنات، يسقط من الحسنات ما يقابله ولا يدخل النار، وإن رجحت السيئات عذب بهذا الشرك الأصغر، ثم يخرج من النار.

فالشرك نوعان: أكبر، وأصغر. فمن مات عليهما دخل النار، ومن مات على الأكبر منهما خلد في النار، ومن مات على الأصغر وكان له حسنات راجحة على سيئاته، لم يدخل النار وأسقط من حسناته ما يقابله، وإن رجحت سيئاته عذب بهذا الشرك الأصغر.

وقال آخرون من أهل العلم: إن الشرك الأصغر حكمه حكم الكبائر، فيدخل تحت مشيئة الله. ولكن ظاهر النصوص أنه يدخل في عموم الشرك؛ لأنه سمي في النصوص شركا، تأدبا مع النصوص يدخل في عمومها، نعم.

هذه أسئلة تتعلق بالرضاعة، يقول رجل: أرضعت له امرأة أولاده، فهل يجوز له أن يراها وتراه ؟

المرأة إذا أرضعت طفلا خمس رضعات في الحولين، صار ابنا لها، وصار زوجها الذي له اللبن زوجها أبوه من الرضاعة، وصار أولادها من الذكور والإناث، ممن قبل هذا الرضيع أو بعده من هذا الزوج الذي له اللبن، أو من زوج قبله، أو من زوج بعده -كلهم أخوة له، لكن أبناؤها من هذا الزوج، أولادها من هذا الزوج الذي له اللبن إخوة له من الرضاع من الأم والأب، وأبناء الزوج الذي له اللبن من غيرها أخوة له من الرضاع من الأب، وأبناؤها من غير هذا الزوج الذي له اللبن أخوة له من الرضاع من الأم، وأبوها (أبو المرضعة) جده من الرضاع، وإخوتها أخواله من الرضاع... وهكذا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فالرضاع ينتشر في المرأة المرضعة وفي أقاربها، وينتشر في الرضيع نفسه وفي أولاده.

أما أبو الرضيع، أما أبوه من النسب وإخوته من النسب وأمه من النسب، فليس لهم علاقة، فلا يجوز لأبي الرضيع من النسب أن ينظر إلى أمه من الرضاع؛ أجنبية منه، وأخوه من النسب أجنبي من أمه من الرضاع ومن إخوته؛ ولهذا يجوز لأخي الرضيع من النسب أن يتزوج أخته من الرضاع، ويقال: رجل زوّج أخاه أخته. يعاير بها (مسألة فقهية) كيف ذلك؟ رجل زوج أخته أخاه، نعم، رجل رضع من امرأة وله أخت من الرضاع وله أخ من النسب، فزوج أخته من الرضاع أخاه من النسب، نعم.

هذا رجل يقول: في بيتنا ابنة عمة لي سكنت معها منذ الصغر في بيت واحد لظروف المعيشة، وأنا الآن عمري اثنان وعشرون سنة ++ أكشف على وجهها، فهل يجوز هذا، علما أننا لا زلنا في بيت واحد؟

لا يجوز هذا، تقول وما زالت تكشف لي، ولّا أنت اللي تكشف؟ هي التي تكشف، لا زالت تكشف لي وجهها. هذا حرام عليك، هذه أجنبية منك بنت عمك، الله تعالى يقول لنبيه: يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ إذن بنت العم حلال لك أن تتزوجها، وبنت العمة حلال لك أن تتزوجها، وبنت الخال حلال لك أن تتزوجها، وبنت الخالة حلال لك أن تتزوجها، فهذه بنت عمك يحل لك أن تتزوجها فهي أجنبية منك، ما الذي يبيح لك أن تنظر إليها أو تخلو بها؟ ما الذي يبيح لك أن تتركها تكشف لك وجهها؟ هذا حرام عليك، عليك التوبة والندم والاستغفار ولو عشت معها.

الواجب عليها أن تتحجب، ولا تخلو بها، ولا تسافر بها، وتكون مع النساء، لا تخلو بها في البيت وحدها، ولا تخلو بها في السيارة، ولا تسافر بها، بل تكون مع النساء، وعليها أن تتحجب، وإذا رغبت في الزواج بها ورغبت ذلك يزوجكما.. يزوجها إياك أقرب ولي لها، فإذا كان أبوها متوفى ولها أخ شقيق، هو الذي يزوجها، فإن لم يكن لها أخ شقيق يزوجها أخوها من الأب، فإن لم يكن لها أخ من الأب، يزوجها عمها، فإن لم يكن لها عم، يزوجها ابن عمها... وهكذا، فعلى كل حال أنت تنظر في المسألة وتسأل وتستفتي القاضي في هذه المسألة وتنظر... أو إذا كان أبوك موجودا وهو عمها كذلك، يسعى في هذه المسألة إذا أردت أن تتزوجها، أما أن تتركها تكشف وجهها لك أو تخلو بها، فهذا حرام، عليك التوبة والندم والاستغفار والإقلاع عن هذا العمل، والواجب أن تكون مع النساء متحجبة، ولا تخلو بها، لا في السيارة ولا في البيت ولا تسافر بها، نعم.

ارتكبت عدة كبائر وأريد أن أتوب، هل أتوب من كل كبيرة على حدة، أم هي توبة شاملة؟

إن تبت توبة عامة صحت، أن تتوب توبة شاملة من جميع الكبائر اللي تقترفها وتمارسها، هذا هو الأفضل، وهو الذي ينبغي، ينبغي أن تتوب توبة عامة، تتوب مثلا من شربك للخمر إن ابتليت بذلك، وتتوب من تعاملك بالربا، وتتوب من جحدك حقوق الناس، وتتوب من الغيبة والنميمة، وتتوب من شهادة الزور، وتتوب من إخفاء عيوب السلعة... وهكذا، تتوب وتنوي بهذه التوبة جميع المعاصي، تنوي بقلبك أنك تتوب من هذا ومن هذا ومن هذا، تتوب توبة نصوحا، والتوبة النصوح لا بد لها من شروط: وهي أن تقلع عن هذه المعاصي كلها، تتخلى عنها، ثم تندم على ما مضى منها، ثم تعزم عزما جازما على ألا تعود إليها، وإن كانت مظلمة بينك وبين الناس ترد المظلمة إلى أهلها.

فإذا تبت توبة عامة صحت، وإن تبت عن بعض الذنوب دون البعض صحت التوبة عن هذا الذنب، وبقي عليك إثم الذنب الذي لم تتب منه، فإذا كنت مثلا مبتلى بشرب الخمر وبالتعامل بالربا، ثم تبت من التعامل بالربا، صح وبقي عليك إثم شرب الخمر، عليك أن تتوب منه توبة أخرى، أو تبت من شرب الخمر ولم تتب من التعامل بالربا، صحت توبتك من شرب الخمر وبقي عليك التوبة من الربا، ولكن الواجب عليك أن تتوب من جميع الذنوب والمعاصي، هذا الواجب، نعم.

نسيت وأنا أذبح أذكر اسم الله هل يجوز الأكل منه؟

الصواب أن الإنسان إذا نسي صحت الذبيحة، الذبيحة حلال؛ لقول الله تعالى: ربنا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا والعلماء لهم أقوال في هذا: من العلماء من قال: إنها لا تسقط بالتسمية لا سهوا ولا عمدا ولا جهلا، ومنهم من قال: تسقط سهوا، ومنهم من قال: لا تسقط عمدا وتسقط جهلا. وهذا أعدل الأقوال (سهوا)، فإذا نسيت فالحمد لله لا حرج عليك، والواجب التسمية مع الذكر، فإن نسيت فلا حرج، كالتسمية عند الوضوء فهي واجبة مع الذكر، وتسقط مع النسيان، نعم.

نسيت عدد التسبيحات التي سبحتها، فماذا أفعل هل أعيدها أم لا؟

تبني على اليقين، فإذا شككت أن تسبيحك عشر أو ثمان، تبني على اليقين، وهو الأقل، تجعلها ثماني، كما لو شككت في ركعات الصلاة: هل صليت ركعتين أو ثلاث؟ تبني على اليقين، ركعتان، كما لو شككت في الطواف بالبيت، أو في السعي بين الصفا والمروة، أو طفت ثلاثة أشواط أو أربعة، تبني على اليقين وهو الأقل، إلا إذا كان عندك غلبة الظن، فتعمل بغلبة الظن، شككت في الصلاة هل هي أربع أو ثلاث ركعات؟ ولكن يغلب على ظنك أنها ثلاث ركعات، تعمل بغلبة الظن وتتم الصلاة، ثم تسلم، ثم تسجد سجدتين، ثم تسلم، إذا كان غلبة الظن... إن بنيت على غلبة الظن، يكون السجود بعد السلام، فإن كان عندك شك وليس عندك غلبة ظن، فتبني على اليقين وتتم الصلاة وتسجد قبل السلام، نعم.

إذا مات كافر هل يقال إنه في النار بعينه؟

إذا علم أنه قامت عليه الحجة، نعم، أما إذا لم يعلم يشهد للكفار بالنار على العموم، يقال: كل كافر في النار، كل يهودي في النار، كل نصراني في النار، أما فلان وفلان ما تعلم حاله يكفي الشهادة بالعموم، إلا إذا علمت أنه مات على الشرك، وأنه قامت عليه الحجة، وأنه يعبد الأوثان، وأنه أقيمت عليه الحجة وأصر وعاند، وقال إنه مستمر على كفره، نعم، أما إذا لم تعلم فلست ملزما، تشهد عليه بالعموم: كل كافر في النار. كما أنك لا تشهد لمعين بالجنة إلا من شهدت له النصوص، ولكن تشهد بالعموم: كل مؤمن في الجنة، كل كافر في النار. إلا من شهدت له النصوص، نعم.

هل كفر مستحل الكبيرة مخرج عن الملة؟ وما هو ضابط الاستحلال؟

نعم من استحل الكبيرة التي أجمع العلماء التي مجمع على تحريمها من غير خلاف، وليس له شبهة -كفر عند أهل العلم، استحل الزنا، أو استحل الربا، أو استحل الخمر، أو استحل عقوق الوالدين، كفر، وكذلك لو أنكر أمرا واجبا مجمعا على وجوبه، كأن ينكر وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة، أو وجوب الحج -كفر؛ لأن هذا أمر معلوم، إلا إذا كان مثله يجهل، هذا لو أنكر شخص تحريم الربا كفر، لكن لو أسلم شخص في أمريكا ما يعرف إلا الربا، ثم أنكر تحريم الربا، ما نكفره، بل لا بد أن نقيم عليه الحجة؛ لأنه عاش في مجتمع ربوي، كما أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة ومثله لا يجهله كفر، أما إذا كان مثله يجهل، لا بد من إقامة الحجة عليه.

أما إن أنكر شيئا غير مجمع على تحريمه فهذا لا يكفر، مثل لو أنكر تحريم الدخان، الدخان حرام لا شك في تحريمه، لكن فيه شبهة؛ لأن بعض الناس قد يفتي بأنه ليس بمحرم، ولا سيما خارج هذه البلاد، فدرءا لهذه الشبهة لا يكفر، لو أنكر الوضوء من أكل لحم الجزور لا يكفر؛ لأنها مسألة خلافية بين أهل العلم، إنما الذي يكفر هو الذي أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة وجوبه أو تحريمه، ومثله لا يجهل هذا الأمر، نعم.

- وضابطه؟ وضابط الاستحلال؟

أن يعتقد أنه حلال، يعتقد أن الزنا حلال، يعتقد أن الربا حلال، بخلاف ما لو كان يعتقد تحريمه ويعلم أن الربا حلال، لكن غلبه حب المال فعمل بالربا ويعلم أنه حرام، هذا لا يكفر، عمل الزنا ويعلم أن الزنا حرام ما يعتقد أنه حلال، لكن غلبته الشهوة.

http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?actio...ocid=39&node=6
ابو اسامة غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة الطالب السعودي المحتجز فارس الشواطي مجلس عذب الكلام 25 27-07-2009 04:42 AM
:: 50 معلومه قيمة :: شبل قحطان المجلس الـــــعــــــــام 8 11-09-2007 06:37 PM
قحطان في التوراة مهدي الحبابي مجلس الديار و قصص وسوالف من الماضي 12 09-10-2006 12:20 AM
الشيخ راكان بن حثلين شبل قحطان المجلس الـــــعــــــــام 7 15-07-2006 10:56 AM
من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في الضحك والمزاح إبن الأروق مجلس الإسلام والحياة 2 01-10-2004 01:35 PM


الساعة الآن 12:32 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود