حاح حاح جاك


مجلس الديار و قصص وسوالف من الماضي خاص بديار قحطان والقصص والسوالف والأشعار القديمه لقبيلة قحطان

 
قديم 12-10-2011, 11:23 AM
  #1
حسين آل حمدان الفهري
. . :: كاتب وباحث :: . .
 الصورة الرمزية حسين آل حمدان الفهري
تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: ديرة تولد بها .. وديرة ترزق بها
المشاركات: 2,947
حسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond repute
افتراضي حاح حاح جاك

حماية الزرع من لطيور

كانت الحياة والمعيشة حتى أواخر التسعينات الهجرية
حياة كد وتعب وشظف عيش.

لا يوجد عاطل عن العمل بمعنى الكلمة، ولكن
من أراد شيئاً من الحياة الطيبة الكريمة لزم الأمر منه الكثير من الجد والاجتهاد والكفاح
حتى يصل إلى هدفه، مع أن الأهداف محدودة
جداً ومتمثلة عند الغالبية في الزواج ، أو
اقتناء خنجر أو بندقية ، وقد لا يصدق
البعض أن اقتناء خنجر ثمين أو بندق حديثة
في ذلك الوقت أيسر من بناء بيت.
فبناء البيت مواده محليه ومتيسره وشبه مجانية، والبناء والمساعدين من نفس البلدة تقريباً.

لم يكن الجميع يملكون مزارع وآبار مياه ،
فالقرية الواحدة بها مثلاً عشرون أو ثلاثون
أسرة وغالبيتهم يملكون الأراضي الزراعية
ولكن القلة منهم لديهم الإمكانيات لزراعتها ،
فتكون الغالبية إما "عماميل" فيقال فلان "
يْعَمَلْ مع آل فلان " إما بالراتب العيني أو
بالشراكة في جزء من المحصول.

وعندما يكون صاحب المزرعة من أهل الكرم
وسماحة النفس وطيب المعشر يكثر عنده
"العماميل" ويكثر عنده " الحلالة" من بدو
ومن حضر.

ومن معانات المزارعين ما يعرف باسم :
حماية الزرع من الطيور ، والزرع هنا هو
محصول الذرة فقط ، لأن حبوب الذرة
مكشوفة للطيور بخلاف القمح والشعير.

وقبل الدخول في التفاصيل لابد من ذكر بعض
المصطلحات الزراعية الخاصة بجزء من
مناطق قبيلة قحطان وهي قرى أواسط قبيلة
عبيدة وما حولها مع أن بعض المصطلحات
تختلف بين منطقة وأخرى:


الحَامِيْ: الشخص الذي يحمي الزرع من
الطيور ، وقد يكون الحامي امرأة فتسمى
حامية . والحمى : فترة حماية الزرع ،
فيقال: آل فلان قدهم يْحَمُوْنْ ، أي ظهرت
مواري الحب وبدأ موسم الحماية ، ويقال:
من اللِّي يْحَمَى، أي من الذي يقوم الآن
بحماية الزرع من الطيور .

الْمْحَمَاه: برج يكون مرتفعاً عن مستوى
أغصان الذرة هذا البرج له أربعة قوائم من
خشب الأثل أو الطلح أو السدر ، وقد تكون
القوائم خشبتين فقط ولكن أعلى كل خشبة
متفرع إلى قسمين فتكون القاعدة والفروع
على شكل حرف (y) ، ثم يسقف سطح
المحماة حتى يصبح كسقالة البناء ، ويعمل
له سلم مناسب .

حَاحْ: كلمة زجر خاصة بالطيور لحثها
ومنعها من الهبوط على عراجين الذرة.

الْفِرْتْ: مفردها فرته ، طين قاسي وهو في
الغالب من مخلفات البيوت المهجورة أو
أسوار المزارع الطينية التي تهدها السيول أو
تتأثر بعوامل البيعة.

المِنْضَافَهْ: جمعها مناضيف ، وتعرف في
بعض المناطق باسم المقلاع أو المقلاعه ، أو
المرجامة ، وتصنع من الخوص "جريد
النخل" . في وسط المنضافة مكان مخصص
للفرتة ، تجعل فيها لرجم الطيور بها ، وفي
أحد طرفيها مقبض دائري "غونة" ، حتى
إذا استخدمت للحذف تبقى المنضافة في يد
الحاذف ،وفي الطرف الآخر ما يشبه الحبل
المدبب من سعف النخل الطري وتسمى
"سعفه " أو " الذبالة" حتى إذا ما حذف
الحامي بالفرته أحدثت هذه السعفه صوتاً
أشبه بالمسدس الصغير " الربع" .

المَطُوْ: وجمعه مِطْيَان ، وهي عناقيد
"عراجين" الذرة وهي على شكل مشعاب
يتدلى منه العرجون .

الدِّجْرْ: ومفردها دِجْرَهْ ، وهي ما يعرف اليوم
باللوبيا ، والدجر يؤكل نيئاً ومطبوخاً ،
وأهل المزارع لا يزرعونه مستقلاً بل بين
قصب الذرة ، وهو مفيد للتربة . ويعمل من
الجدر أكلة شعبية تسمى " السويقه " .

العَمَامِيْل:من يعملون لدى أصحاب المزارع
بأجر مقطوع أو فقط لأجل الحصول على
لقمة العيش .

الْحَلاَّلَة: مشتق من يحل فلان عند آل فلان ،
أي ينزل عندهم جاراً أو ضيفاً، ويكثر الحلالة
من البادية في وقت الصيف عند أهل القرى
وغالياً ما تكون العلاقة كبيرة وودية بين
البدو والحضر ، فعند إنتهاء موسم الحصاد
ورجوع البدو إلى أماكن الرعي والعشب ،
يودِّع الحضر معظم مواشيهم مع البدو حتى
انتهاء موسم الربيع ، أي أن المنافع
متبادلة .


ومن الحلالة أيضا من لا يملكون مزارع وهم
من أهل الديرة أو القرى المجاورة فيحلون
بالقرب من أصحاب المزارع طلباً للعون
والمساعدة وغالباً ما يقومون بمساعدة أهل
المزارع على بذر الثمار والحصاد وسني
الماء ، وتكون هذه المساعدة من تلقاء
أنفسهم لأنهم لا أجر مخصص لهم. ويسكن
الحلالة في غرف قريبة من الحصن الرئيسي
لصاحب المزرعة ، هذه الغرف تسمى " دْيَامْ
" ومفردها "دَيْمَهْ" ، فيكون في الغرفة
الواحدة أسرة كاملة ، يطبخون فيها وينامون
فيها ويستقبلون ضيوفهم فيها.

وهناك مصطلحات زراعية أخرى كثيرة
سوف أتطرق لها لاحقاً -إن شاء الله- في
مواضيع متعددة ، وما يهمنا هنا هو حماية
الزرع.

تبدأ الاستعدادات منذ طلوع المطيان ، فيقوم
صاحب المزرعة بالبحث عن عامل أو
عاملين أو أكثر حسب المساحة الزراعية ،
هؤلاء العمال يقال لهم الحمَّاية، وواحدهم
الحامي أو الحامية ، وقد يكونون من نفس
الأسرة فلا يبحث عن حامي بأجر، مع أن
الأجر قد يكون نصف ريال أو ريال بالكثير
مع توفير الأكل والمسكن ، وفي الغالب
يكون الحامي أو الحامية إما يتيماً أو من بيت
عجز أهله عن توفير متطلبات الحياة (راتب
الجندي في ذلك الوقت من 170 ريال إلى
270 ريال شهرياً).

ثم تبدأ عملية نصب المحماه في المكان
المناسب وأن تبعد عن المحماة الأخرى
مسافة تقدر بحذفة المنضافة .

يبدأ العمل مع شروق الشمس حتى غروبها
ولا ينزل الحامي من المحماة إلا للصلاة أو
الأكل أو قضاء الحاجة ، وبعد أن يأتيه البديل
الذي يكون في هذه الحالة صاحب المزرعة
أو زوجته أو أحد الأبناء ولداً أو بنتاً .

تتجمع أسراب الطيور على أشجار النخيل
القريبة أو السدر و الرمان ثم تأتي أفواجاً
لتحل في مكان ما من المزرعة فيبدأ الحامي
بالصياح : حاح ، حاح ، جاك جاك .

وتستخدم المنضافة والفرت لرجم الموقع
الذي تحل به الطيور ، وهكذا حتى مغيب
الشمس ، ولا يستخدم في الرجم سوى الفرت
لأنه من الطين فلا يؤثر في المطيان والزرع
كما تفعل الحجارة الصغيرة ، ولا يقطع ملل هذا العمل الكئيب إلا أبيات يشدو بها الحامي
أو الحامية للتنفيس عن النفس وكسر "
الروتين " ، أو قول صغار الحمَايَّةِ آخر
النهار: بورع بورع يا منتوف تنتف زرعي
وانا اشوف .

وعنما يقترب المغرب ، يقول أحدهم: حاح ،
وجهي ، مخاطباً العصافير والطيور مطالباً
إياها أن توجه أي تغادر ، كأن الطيور تعي
ما تقول ، ولكنها تكون فعلاً متوجة إلى مكان
مبيتها .

وفي الغالب يكون صاحب المزرعة في
مجلسه بالسقف "الطابق" الثالث أو الرابع
من الحصن الذي يطل على المزرعة كعادتهم
الذكية في تصميم الحصون والمزارع ،
بشكل يذهل كبار المهندسين . وعندما يلاحظ
صاحب المزرعة أن أحدهم قد غط في النوم
أو نزل من المحماة بدون بديل حتى يبدأ
التهديد والوعيد . وكثيراً ما ينزل الحامي
ليقطف وبسرعة من "الدجر" ما يتسلى به حتى موعد الوجبة القادمة .


آمل أن تكون هذه الإطلالة السريعة قد
أعطتكم انطباعاً عمّا كنا نفعل قديماً علماً
بأنني مارست هذا العمل فعلياً ولعدة سنوات
، ولكنه عمل بدون مرتب ، فهو في
مزرعتنا التي كان يشرف عليها جدي رحمه
الله وبمساعدة من أبي وأعمامي وعماتي .

وآمل أن أكون قد لبيت طلب أخ عزيز وإن
كان الموضوع كتب على عجل .



وفق الله الجميع

(موضوع قديم أعيد للنشر)
.
حسين آل حمدان الفهري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مزارع قحطان, مزرعه, الزراعه, حاح حاح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جـاد الله القرآنـي‏ بتار الحبابي مجلس الإسلام والحياة 8 19-11-2007 12:41 AM
جاد الله القراني عاشق الليل مجلس الإسلام والحياة 3 26-05-2007 09:32 PM
قــصة تستحق القراءة... أبو حنش المجلس الـــــعــــــــام 5 18-12-2006 12:32 AM
قصة مؤثرة جدا أبو ريم المجلس الـــــعــــــــام 2 22-11-2006 11:22 PM


الساعة الآن 07:21 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود