كـــلـــمـــاتٍ ... ومـــعــــانٍ (2)


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 14-02-2011, 05:54 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي كـــلـــمـــاتٍ ... ومـــعــــانٍ (2)

أخي المسلم
إن الأذان ليس مجرد نداء فقط
بل إنه يتجاوز في مقاصده مجرد الإعلام بدخول وقت الصلاة
إن توقف الواحد منا من عمله أو كلامه الذي كان يقوله وانصرافه إلى متابعة كلمات الأذان من غير
أن يسابق المؤذن بها ، ومن غير أن يتأخر عنه ، عن عبد الله بن عمرو
أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول
" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً
ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو
فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة " رواه مسلم وغيره
فكم نفرط في الترديد؟
ومنا من لا يلقي لهذه الشعيرة وزنا عند سماعه لها ، فمن معاند لا يحب سماع الأذان ، ومن عدو يحاربه
ومن مريض قلب يريد كتم خروجه وارتفاع صوته ، ومن جاهل يرفع صوت شيطان يطرب له ويستأنس به
ثم لا يجب داعي الله
{ ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين }
ليس بعزيز على الله أن يأتي بهذا الذي لا يستجيب ويذيقه العذاب الأليم ، وحينها
لا يجد له من ينصره ويمنعه ، ولكن الله يعذبه وهو لا يعلم أنه في عذاب والعذاب:
تراه في ضلال مبين ، في ضلال عن الصراط المستقيم ، قل لي بربك هل هناك ضلال أكبر وأبين أن ترى
مسلما يسمع النداء ويرى المستجيبين يمشون إلى المساجد وهو قاعد في بيته أو في سيارته
يزعج ويؤذي أو يتعامى ويغلق عليه مكتبه أو محله ، إنه يستكبر ويعرض وهو لا يعلم
إنه وربي الضلال المبين ، وكفى بقول ربي صدقا وعدلا
{ أولئك في ضلال مبين }
إن المستجيب للنداء يسير في عبادة ، ويدفع عنه كل الظنون والشبهات ، فإذا أجاب المسلم المؤذن
وحضر إلى الصلاة ، فقد صدّق بالحق وامتثل للأمر فجمع شَرطي الفلاح والنجاح ، المتضمن
لحقيقة تلك الشهادتين ، والإسلام كله قام على أساسين عظيمين: أن يُعبد الله وحده ، وتلك
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن يُعبد بما جاء به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتلك شهادة
أن محمدا رسول الله ، والدخول في دين الله بكلمة يقولها العبد فيصير مسلما أو يعرض عنها فيكون كافرا
ولا يمكن لكلمة أن تكون فيصلا بين الإسلام والكفر إلا إذا كان الإسلام نفسه مجموعا في هذه الكلمة
وما سينزل فيما بعد من أحكام تفصيلا لما أُجمل فيها ، لقد كانت البداية التي بدأ بها
نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ الدعوة إلى الإسلام هي
" قولوا لا إله إلا الله تفلحوا "
وهي دليلا على ما لهاتين الشهادتين من معنى كبير وخطير ، يترتب على العلم بها والعمل بمقتضاها
فلاح الدنيا والآخرة ، والسؤال الذي يعد مدخلاً هنا هو: ماذا فهم العرب عندما خوطبوا بهذه الكلمة ودُعوا إليها؟
وهل كان الرفض الذي واجهوا به هذه الكلمة لمجرد التلفظ بجملتين ، أم لما يترتب على ذلك
النطق من التزامات علمية وعملية؟
لقد كان المتلفظ بالشهادتين في عصر الرسالة يعرف أنه يجتاز عالما بأكمله ، ويدخل إلى عالم جديد
يجتاز عالم الجاهلية بمبادئه وأخلاقه وعاداته ، ويَعْبر إلى عالم الإسلام بسلامه ورحمته وقوته وعزته
إن الرجل العربي أيام البعثة كان يفهم من مدلولات لغته لأنه حضر في ذهنه كل المعاني التي يستعمل
لها لفظ: الإله ، عندما قيل له:
قل لا إله إلا الله ، وكان على بينة من أمره أيضا ، وإن أخطر ما يصاب به هذا الركن الاعتقادي هو:
أن يبقى في الناس لفظه ويضيع معناه أو جزء منه
فيتشوه الباقي ويختلف
بل تتسمم العقول والأفكار
وتختل الثوابت والمسلمات كما هو حال الكثير إلا ما رحم ربك ، وسبب ذلك:
البعد عن الكتاب والسنة ، والبعد عن الدعاة الحق الذين يدعون ويشرحون ويعملون بالكتاب والسنة
ولذا صار الكثير ينطقون بالشهادتين ويرددونها لفظا فقط وهو على جهل بمعناها الصحيح
فيشهد دون أن يتبين على أي شيء يشهد؟
ولو تأملت في كلمات الأذان ووقفت مع أول كلمة وهي:
أشهد ، هذا الفعل يأتي في اللغة بمعانٍ ثلاثة أولها:
أرى وأشاهد ، ومنه قوله تعالى
{ يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ }
الثاني: الشهادة ، وهي القول بما تعلم ، ومنه قوله
{ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ }
وثالثها: الحلف ، فيكون معنى: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، أنني شاهدت بقلبي
وشهدت بلساني ، وأيقنت يقين الحالف أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وماذا تعني لك كلمة لا إله إلا الله؟
أما علمت أن معناها لا معبود بحق إلا الله ، إنها كلمة حاول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يرددها
عمه لفظا لا معنا ولا عملا ، حتى قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" يا عم ، قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ، فأعاد عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرة أخرى
فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله
هذا سبب تعظيم الأسلاف والأكابر حتى حجب هذا التعظيم عن قبول دين الحق ، فحال هذا
التقليد دون إسلام أبى طالب ، رغم اعتقاده بصدق ابن أخيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما كان
عليه من هدى ، ولذا قالوا: الإسلام كلمة والنجاة من الخلود من النار بكلمة لا شيء بعدها
ومن أثبت شيئاً معها فهو من الخوارج ، ومعلوم من الملة الإسلامية أن من مات يشرك بالله
شيئاً دخل النار وأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار مع قولهم لا إله إلا الله
وإن الذين قال الله فيهم
{ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }
نعم هم يقولون لا إله إلا الله ولكنهم إلى الآن يستكبرون
فما هو الفرق بين المتقدمين وبين المتأخرين؟
إنه العامل المشترك ... الكبر ... الكبر ... التعالي ... الغطرسه...
في عدم الإستجابة لله وللرسول
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كـــلـــمـــاتٍ ... ومـــعــــانٍ (1) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 6 23-03-2011 05:02 AM


الساعة الآن 03:02 PM

سناب المشاهير