الفكر دار ودورته محمومه
والنفس من جور الدهر مثلومه



لا ثار دخان الزمان وعجّج
كل من الرفقان جات سهومه



وبانت وجيه القوم يا مذهبّها
وغابت وجيهٍ بالردا موسومه



أحدن يقوده للمراجل جده
وأحدن تقوده طيبات سلومه



وأحدن يقوده صملةٍ في راسه
كّن المراجل في يده مخطومه



وأحدن حكيم وعاقل ومجرب
شوره سداد وهرجته مهضومه



وأحدن شجاع وصيدته ما تمسي
تلفي ولو وسط البحر بيعومه



وأحدن حبيب وريّفٍ وإلطيّف
كريم لو حتى يبيع هدومه



وأحدن مع العربان سارح رايح
لا ينفعك ولا يضيم خصومه



وأحدن كما العود المدخّن دايم
يطرد ورى فعل الردى ويرومه



وأحدن سفيه العقل مهما يكبر
نقيصةٍ فيه الثقة معدومه



وأحدن جمع سمح المزايا كلها
ظل مريّف وكلمته مختومه



متواضع يشري القلوب بطيبه
يفزع ليا من صاحت المكلومه



وبين البشر دور خويٍ صادق
يشيل هّمك مع ثقيل همّومه



الصادق إلي لا نشدته جاوب
يعطيك علم وهرجةٍ مفهومه



الحق عنده غاية ما تشرى
نظيف ذات ونافضٍ كمومه



والناس واجد والبشر مختلفة
وترى المراجل فطرةٍ مقسومه



أحدن عطاه الله حظ وافي
وأحدن يعيش وعيشته محرومه



ولابه على الدنيا ضمير خالي
ولابه نفوسٍ من الخطأ معصومه



وين الخوي إلي على هقواتك
إلي تجيب النعم طيب علومه



والعذر لو جا في كلامي زله
وأخص بالعذر اللحى المحشومه