منهجية مانع آل عاطف ومحمد الشامخ في رفع النسب العالي (الجحادر - الحباب - وقفات عامة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن علم الأنساب بشكل عام علم خرج من رحم علم الإحتماع فلابد لمن خاض فيه أن يكون له نصيب وافر من التاريخ والبلدانيات وفهم سياسات الدول عبر التاريخ وكذلك معرفة المذاهب والأديان وفهم الطبيعة الخاصة بكل بلد وكان العرب قديما وحديثا من أكثر شعوب الأرض اهتمام به من أجل هذا نجد علماء النسب فيهم أكثر بكثير من غيرهم وكان العرب قديما يعرفون أنسابهم بالتواتر ثم بدأ عصر التدوين في عصور التأليف الذهبية القرن الثالث والرابع فنقل ما في صدور الرجال الى صفحات الكتب ثم طال العهد وتفرعات القبائل وكثرة تنقالاتها وهجراتها وخرج من رحمها قبائل لم تدون قديما ودونها اهل عصرها ثم خرجت قبائل بعد زمن من رحم هذه القبائل فبعد العهد بالقبائل الأم القديمة وأنقطعت كثيرا من همزات الوصل واصبح الباحث وإن بذل جهده ووقته بتتبع النسب القديم كثيرا ما يدور في حلقة مفرغة لشح المصادر وقلة التوثيق بل وانعدامه في كثير من الأحيان والخلط في هذا التوثيق من كثيرا ممن تطفل على هذا العلم الجميل المفروض بحكم تشكيل المجتمع فهو ضرورة وليس ترف وإجبار وليس إختيار فقد يكون حكمه فرض كفاية إن قام به البعض سقط الأثم عن الكل أقول أحجم كثير من الباحثين والمهتمين والمحققين عن الخوض برفع النسب العالي للقبائل المعاصرة للأسباب السابقة وغيرها وأقدم بعضهم فحقق ودقق وبحث ومحص ونسق وغربل فخرج رأيه قريب للصواب مؤنس للقارئ تطمئن له النفس وترتاح له الفطرة وينعم به الذهن ويأنس به الفهم وبالمقابل تصدى له بعض من له باع قصير فلم يبلغ من عمره مالو كان كله بالبحث لما كان مؤهلا لضرب هذا العلم بجرانه حتى ألف وصنف وبلغ في غزارة التأليف مالم يبلغه من شاب عارضيه في هذا العلم كل هذا في سنين معدوده فقوله حق واجب الإتباع لا باطل فيه ولا لبس وإن زعم غير ذلك ولكنك تقرأهذا في ثنايا سطورة فضل و أضل وخلط وخبط وحطب بليل وأصبح المهتم بهذا العلم الشيق في هذا الوقت يرى الأولوية تكون بمعرفة المؤلفين ومنهجيتهم ومدى واقعيتهم قبل البحث عن الكتب واقتنائها.
وأنا هنا بعرض الحديث عن مؤلفين كريمين كان لهم السبق في إصدار كتاب ضخم في تاريخ ونسب قحطان المعاصرة وهو موسوعة قحطان بني مضيم بذلا فيه الجهد الكبير والصبر فخرج في حلة جميلة وكان قائم على حشد المعلومة وترتيبها وتصنيفها فكانا خير من قام بهذا ومن بعد قاما بإخراج سلسة مباحث عن أنساب قبائل قحطان عرضا فيه رأييهما فأتوا بالبواقع والطوام وللأسف الشديد وغاب عنهم أن التأليف عندما يكون حشدا للمعلومة ليس كتأليف عندما يكون تحقيقا ودراسة وخصوصا بعلم النسب فخلال سنتين فقط قاما بإخراج خمسة مباحث عن أغلب قبائل قحطان فما هذه العجلة فما هذا بمسلك الباحثين الجادين فقبيلة واحد من قبائل قحطان تحتاج لردح من الزمان للوصول لرأي قريب من الصحة بمعرفة نسبها العالي وهذا يشمل جميع قبائل الجزيرة العربية أو أغلبها
فحشد المعلومة ليس كدراسة النسب العالي البعيد في بلاد غلب على عصورها الأمية وعدم التدوين فليتهم تحلوا بالصبر وأن طال الوقت فأن تصل لنصف الحقيقة خيرا من أن تدون الشك والظنون
ابدأ مع مؤلفينا بمبحث الجحادر ويلية مبحث نسب الحباب ثم وقفات عامة فأقول وبالله التوفيق
في البداية استرسلوا في أن القول بنسب الجحادر لسنحان إنما هو من شخص مجهول لديهم أرسل مقالة لمجلة العرب مؤرخة بتاريخ 1394 وأن الشيخ حمد الجاسر رحمه الله قد نقل عنه من ألف عن الأنساب ومن ضمنها قبائل قحطان بناء على هذه المقالة وبينوا أن هذه النسبة ليست رأي شخصيا للشيخ الجاسر رحمه الله قامت على بحث منه في هذه المسألة وصدقوا في أنها ليست رأي شخصيا للجاسر رحمه الله وفصلوا في ذلك بذكر شي من أقواله بشكل عام عن رفع النسب العالي للقبائل المعاصرة
لكن الحقيقة وللأسف الشديد خلاف ذلك وهم يعرفان هذا جيدا
ذكرا نصا من شخص ثقة لديهم وهو ثقة و أقدم من صاحب المقالة المجهول لديهم
أرخت المقالة المرسلة من شخص مجهول لديهم الى مجلة العرب 8/5/1394 للهجرة بينما ينقلان لنا في مبحث نسب الحباب صفحة 22 نصا للأمير تركي الماضي رحمه الله انقله هنا مع تعبيقهما عليه
( يقول الأمير تركي بن ماضي رحمه الله في مذكراته }إن الحباب من سنحان { ثم قال }وهم الجحادر يقال لهم ولد عبدالله {ويلاحظ أن الماضي أول من تطرق لتوثيق وشيجة القربى بين الحباب والجحادر .)
هنا يقران بأن الماضي هو أول من ذكر وشيجة القربى وهو أي الماضي نسب الحباب لسنحان فعليه يكون نسب الجحادر لسنحان فماهو نسب الجحادر بنظر الماضي الذي ذكر وشيجة القربى للجحادر مع الحباب ونسب الحباب لسنحان هكذا يفهم النص وما يؤيد هذا أنه ذكر أنهم يقال لهم ولد عبدالله فهل عبدالله لايدخل في سنحان في فهم صاحبينا للنص حتى يفهم أن النسبة لسنحان خاصة بالحباب دون الجحادر الصحيح أن عبدالله قبل سنحان فلو كان بعده لدخلت كل قبائل سنحان بوشيجة القربى مع الجحادر وليس الحباب فقط فما بالهما هداهما الله تجاهلا ذلك وإن كان بن ماضي لم يرفع نسب الجحادر العالي بكلامه عنهم فهنا إشارة واضحة تستحق الوقوف ولو خدمت توجوهما لكن لهذا النص شأن آخر لديهما
إذا عرفنا أن الأمير بن ماضي رحمه الله توفي عام 1385 للهجرة اتضح أن موته قبل إرسال المقال لمجلة العرب من الشخص المجهول لديهم بتسع سنوات
وعند الرجوع لرأيهم في ما كان يكتب بن ماضي رحمه الله نراه ثقة لديهم وهو ثقه ولا شك
وصفاه بصفحة 25 في مبحث نسب الجحادر فقالا
( وهو الذي عاش في منطقة عسير ونجران وقابل شيوخ قحطان وتعامل معهم وكان له علاقة وطيدة بعدد من رجال قحطان الذين رافقوه طيلة فترة عمله حتى وفاته )
إذا هو كان ينقل مباشرة من رجال قحطان حيث أنه على علاقة وطيدة معهم كما وصفوه فهو نقل أن الحباب من سنحان وأن الحباب والحجادر في عبدالله دون باقي القبائل قحطان
وقالأ في نفس الصفحة من نفس المبحث تعليقا على كلامه عن نسب الحباب
(ومن نصه لم يرفع نسب الجحادر بل ذكر وشيجة القربى بينهم وبين الحباب وهي ولد عبدالله )........سبحان الله
نسب الحباب لسنحان وذكر وشيجة القربى بينهم وبين الجحادر في ولد عبدالله فما يفهم من هذا ....!!!
هل يفهم أن عبدالله جد ليس في سنحان وصاحب النص نسب الحباب لسنحان ....!!!
يتضح أن القول بسنحانية الجحادر أول من قال به هو الأمير بن ماضي الذي رافقه الكثير من رجال قحطان وكانت له علاقة وطيدة معهم بحكم عمله وليس كما زعما هداهما الله بصاحب المقال المجهول لديهم ..؟
وهنا بينا حفظهما الله أن بن ماضي كان يأخذ أنساب قحطان من قحطان وأيضا خالفا قولهما عن عدم تعاون أبناء قحطان مع الباحين بتلك الحقبة وأستشهدا بقول بن ماضي بعدم رفع النسب العالي للجحادر وهما منهما وأعرضا عن قوله بسنحانية الحباب ومرا عليه مرور الكرام
يقبل قوله بعدم رفع النسب العالي للجحادر ويتجاهل قوله بنسب الحباب في سنحان
هل هذا هو منهج الباحث الصادق مع نفسه أولا ثم مع القارئ ثانيا .....!!!
وهنا تساؤل يفرض نفسه لماذا أوهما القارئ بذلك وأنه قول ضعيف من شخص مجهول وليس من شخص ثقة له علاقاته القوية بالكثير من رجال قحطان
هل هي محاولة لتفريغ الساحة من هذا القول والاستماتة في تضعيفه ليسهل لهما الأنطلاق نحو أفق ارادوه رحبا خاليا ليرتعوا فيه ومن ثم يملؤه ضجيجا يكسوه صلفا لتسويق رأي رأوه بناء على نص يقبل أكثر من تأويل لوكان لديهم نص غيره بنصف درجة نص بن ماضي العلمية لدندنا حوله وكتباه بماء الذهب فأي نهج هذا...!!!!!!
بغض النظر عن صحة إنتساب الجحادرلسنحان فمثل هذه الأمور تحتاج لقامات علمية سامقة تلامس سحاب العلم وتستنشق منه نسيم المعرفة وتأخذ من رذاذه الشفافية فهذه القامات هي من تخوض بمثل هذه القضايا العويصة التي أعيت حهابذة علماء النسب المعاصرين فكفوا عنها وهم احرى الناس بها
أقول بغض النظر عن نسب الجحادر العالي ونسبتهم الى سنحان فأنا هنا أتكلم عن منهجية علمية هشة تقوم على التضليل وللأسف الشديد فما عسى أن يسمى هذا
أمانة علمية ..!
أم صدق مع القارئ ..!
أم جدية في البحث ..!
بل الأدهى والأمر أنهما حاولا بنفس طويل قتل هذا القول بشتى مصادره مما اضطرهم لإيراد نصوصا تنم على حيل المتمسك بالقشة وسأضرب مثالا واحد هنا ومن أراد الزيادة فلا بأس
استدلوا بحمد الحقيل حفظه الله عند تناولهم للنسابة الذين ذكروا الجحادر وصنفوهم والحقيل كان من ضمن الذين توقفوا ولم يرفعوا نسب الجحادر العالي فقالا حفظهما الله
(ب- الشيخ حمد الحقيل الذي فصل في فروع الجحادر ولم يتطرق لرفع النسب فوق جحدر
والشيخ حمد الحقيل كان مقيما في نجد وعمل في عدة محاكم شرعية منها ماهو مركز لبعض المناطق التي يسكنها الجحادر حيث أنه عمل في محاكم الشرقية وعدة محاكم في نجد منها محكمة المزاحمية وهي مركز لما حولها من البلاد والتي يقيم فيها الجحادر وكذلك محكمة الخرج وهي مركز لما حولها من بلاد ويتبعها هجر للجحادر مثل الهياثم وغيرها والتي يقيم فيها عدد من قبائل الجحادر مثل آل عاصم وآل روق والسحمة وآل عاطف والخنافر وغيرهم فلو كان يجد لديهم رفع لنسبهم أعلى لأورده في كتابه )
هل الحقيل يأخذ أنساب قحطان من قحطان .......!!
فإن كان ما يزعمان صحيحا فمن من جحادر الشرقية أو الهياثم أو المزاحمية أفتى الحقيل بأن قحطان عبارة عن مجموعة من مذحج وهمدان وخولان وقضاعة ...!!
رفقا بالعقول
لماذا الإيهام بأنه يأخذ انساب قحطان من قحطان وسرد المراكز التي تولى القضاء فيها كالخرج والمزاحمية
بل أنهما أوضحى أن أحد أسباب الخلط في أنساب قحطان سواء بالفروع أو النسب هو عدم تعاون أبناء قحطان مع الباحثين بشكل عام قالا في مبحث نسب الجحادر صفحة 33 ما نصه عند كلامهم عن كتابة الشيخ الجاسر رحمه الله بنسب الجحادر إلى سنحان
( ويعذر الشيخ}يقصدون الجاسر { في ذلك لعدة أسباب منها عدم وجود تعاون من أبناء القبيلة مع الباحثين بشكل عام وكذلك أن أبناء القبيلة في ذلك الوقت لم يهتموا بتوثيق أنسابهم كتابة )
فهل الحقيل مستثنى من هذا و يأتيه أبناء قحطان من أهل الخرج والمزاحمية زرافات ووحدانا ......!!!!
أم أن كلام الحقيل وافق الهوى ونقل الجاسر خالفه
مالا يقبل هنا لا يقبل هناك وما يقر هنا يقر هناك هذا هو دأب الباحث المحقق المدقق الجاد الغالب لهواه وليس من تحركة الرغبات فيخرج بالشطحات المتجلية بالتناقضات
وبعد محاولة قتل كل رأي مخالف بحجج إمعان الفكر فيها يسقطها كتساقط أوراق الخريف أخذا بإيضاح على ما قام عليه قولهما بحبشية الجحادر قالا في مبحث نسب الجحادر صفحة 56
(وفي كتابنا موسوعة قحطان الجزء الأول الباب السابع عشر قد بينا نسب الجحادر واثبتنا المصادر التي اعتمدنا عليها في نسب الجحادر إلى بني حبيش ومن ثم نسبة بني حبيش إلى زبيد بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج ووجدنا أن البعض قد استغلق عليه فهم كيفية توصلنا لهذا التسلسل )
كيف لا يستغلق عقل القارئ المحقق لما يقرأ لمثل ما قامت عليه استدلالاتهم والتي سيتبين بطلانها بموضعها فالقارئ النهم تهمه الأدلة الواضحة الصريحة أو الاستنباط القائم على العقل والمنطق أو الأستقراء الصحيح للتاريخ أوالقرأةالصحيحة للنصوص وعدم لويها فالحجة في هذا والبينة
أما الادعاء بالتبيين والأثبات فلا يكفي مالم يكن هناك بيان وإثبات والقارئ هو من يحكم
يفهم من كلامهم أنهم أثبتوا بالمصادر إنتساب الجحادر لحبيش وأكدوا هذا في مبحث نسب الحباب صفحة 62
( لقد أوضحنا في دراسة نسب الجحادر المصادر الكثيرة التي كلها توضح كيفية إنتساب الجحادر لبني زبيد من سعد العشيرة وسوف نعيدها هنا طعما في الفائدة )
إذا هي مصادر كثيرة توضح كلها ويجب أن نتذكر كلمة كلها جيدا
وهنا لابد من وقفة مع هذه المصادر الكثيرة والتي كلها وأجعل ما شئت من خط تحت كلمة كلها توضح زبيدية الجحادر .... وبعدها يتضح للأسف بطلان هذا الأدعاء الكبير والهش
نبدأ مع هذه المصادر
المصدر الأول الذي يوضح زبيدية الجحادر مبحث الجحادر صفحة 57
(قال الملك الأفضل العباس الرسولي وهو يذكر نسب علون الجحدري الذي عاش في منتصف القرن السابع فقال هو:أبو سعيد علوان بن عبدالله بن سعيد بن الحللك بن رزام بن عبدالله بن علي الجحدري نسبة إلى جد له أسمه جحدر)
ثم ذكرا أن في هذا دلالة على وجود جحدر كأسم وأنه عاش قبل منتصف القرن الخامس
فهل في هذا المصدر اثبات وبيان لزبيدية الجحادر ..!
المصدر الثاني ...مبحث نسب الجحادر صفحة 58
(ذكر الجندي نسب الشيخ علوان الجحدري فقال هو: علوان بن عبدالله بن سعيد بن الحلك بن رزام الجحدري , الجحدري نسبة إلى جد له أسمه جحدر )
ثم علاقا بقولهما (هذا نص آخر يؤيد أن جحدر الذي ينسب له الشيخ علوان هو اسم وليس لقب وأنه مذحجي )
جميل جدا تعليقهما هذا والذي لا يختلف أحد معهما ولكن ما يهمنا هو أدعاءهما أن هذا مصدر من المصادر التسعة التي كلها تثبت زبيدية الجحادر فأين الاثبات المزعوم في هذا المصدر....؟
المصدر الثالث ...مبحث نسب الجحادر صفحة 58 و59
(قال أبو محمد الحسن الهمداني وهو يصف بلاد مذحج في اليمن :بني حبيش من زبيد )
ثم علقا
(ومن هذا المصدر نعلم بني حبيش أحد فروع قبيلة زبيد بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج وقد ذكرها الهمداني في موقعين مختلفين من كتابه صفة جزيرة العرب)
جميل الكلام عن زبيدية حبيش ولكن كان ينبغي أن يكون مصدر إثبات لزبيدية الجحادر والتي تم ربط نسبهم بحبيش بناء على نص متهالك يقبل أكثر من تأويل يأتي بعد هذا المصدر
فهل في قول الهمداني ما يشير لإنتساب الجحادر لزبيد ..؟
المصدر الرابع وهو بيت القصيد وعليه قام رأيهما في نسب الجحادر لحبيش فلننظر لهذا النص ومدى صراحته ووضوحه واستقامة استدلالهم به ولا يغيب عن بالنا ردهم لنصوص واضحة وصريحة وملزمة على حد تعبيرهم كنص صاحب سيرة الأمير أحمد بن سليمان في مبحث نسب الحباب وكذلك نص الزبيدي بتاج العروس بنسب الحباب لسنحان وكذلك تجاهل نص الأمير بن ماضي في نسب الحباب لسنحان والاستشهاد بنصه الخاص بالجحادر وتسفيه أصحاب هذا الرأي فما سيكون وضوح وصراحة وقوة هذا النص وما مدى إلزامه لطالب الحق لابد وأنه نص لا يقبل أكثر من تأويل ولا يحتاج لطول فكر لإسيعابه حتى يستغلق عقل القارئ فيضطرا لإعادة الحديث في الطبعات القادمة مقتبسا بل ويكون نصا رابطا بين كل المصادر التسعة بحيث لا يجعل بينها حلقة مفقودة حتى يطمأن لقولهما مصادر كثير كلها تثبت فكلنا نعلم أن الربط بين هذه المصادر التسعة يحتاج نصا ملزم فهل هو كذلك ....؟؟؟
قالا في مبحث نسب الجحادر صفحة 59
(ذكر صاحب السيرة المنصورية أن الشيخ عبد الله بن سعيد الكردي والد الشيخ علوان بن عبدالله الجحدري من مذحج وبلاد بني حبيش )
وبعد الرجوع لنص صاحب السيرة المنصورة
(وكتب عليه السلام في آخر كتاب إلى عبدالله وأحمد ابني سعيد الكردي وهما من مذحج وبلاد بني حبيش وكانا ينتحلان مذهب الجبر ......) هذا ما يهمنا من النص
هذا هو النص للأسف
الا يحق لي كقارئ إرداف نص إن وجد يدعمه علميا حتى لا يستغلق علي فهم هذا الربط العجيب لدرجة جعل هذا النص ملزم ...؟؟
هل في هذا النص تصريح واضح بهذه النسبة ...؟؟
هل هذا النص يرفض أكثر من تأويل ....؟؟
هل هذا النص له شاهد آخر من مؤلف آخر أو حتى من نفس المؤلف حتى لو كان على درجته من الضعف ....؟؟
الا يحق لي كقارئ الإسترسال في ايضاح كيفية إستنتاج هذه النسبة لدرجة جعلها حقيقة مسلم بها كما زعموا أقول الا يحق لي ايضاح مكمن هذه النسبة في هذا النص بمنهجية علمية فهل باحثينا الفاضلين قاما بذلك ...؟؟
زعما أن هذا النص دلالة على ان المذكورين بالنص يرجع نسبهما إلى حبيش ولم يبينا كيف استنتجا هذا ولا علاما قام استدلالهما بل اكتفوا بقولهم نستفيد من هذا النص أن الشيخ عبدالله من بني حبيش ....!!!!
ثم ربطاها أي هذا النص مع نص الهمداني في المصدر الثالث السابق وخلصا إلى نتيجة أن الجحادر من زبيد بناء على أن حبيش من زبيد وبناء على أن الشيخ عبدالله الجحدري في بلاد بني حبيش ......!!!!!
أي منهج هذا بل أي طرق هذا...... لهذا الحد بلغ بهما الصلف والعناد والتعنت
حتى لا يتهمني أحد بالتحامل سأوضح تناقضهما الفادح وأنهما اصحاب هوى وللأسف الشديد وٍاثبت هذا بالدليل القاطع ومن خلال كتاباتهم ومنهجيتهم المعوجة
أذكر فأقول دليلهم على نسب الجحادر إلى بني حبيش هو نص يفيد بذكر رجلين زعيمين كانا أو من العامة أقول رجلين مذحجيين في بلاد بني حبيش
حسنا لنقلب صفحات كتبهم ونرى كيف يقرءون النصوص وماهي منهجيتهم بالاستدلال ثم نعود لهذا النص ونطبقة عليه
عند كلامهم عن نسب الحباب في مبحث نسب الحباب تعاملوا مع النص الثاني لسيرة الامام أحمد بن سليمان جاعلين منه ناقض للنص الأول بنسب الحباب لسنحان فلنورد هنا قولهم في ذلك النص ثم نعود ونطبقه على نص صاحب السيرة المنصورية الذي جعلوه نصا ملزم ونرى مدى صدقهم مع القارئ ومع أنفسهم قبل ذلك
قالا فتح الله على قلبيهما في مبحث نسب الحباب صفحة 32 و 33
(4- بالنسبة للنص الأول الذي ينسب الحباب لسنحان فهو نص قوي كما أسلفنا لو سلم من النص التالي له والذي ذكر سنحان منفردة ثم تلاها بعدة قبائل هي :بنو ساعدة وهي بطن من عك ثم من ولد الشاهد بن عك وتلاها بذكر الحباب وبعد الحباب ذكر قبيلة همدان بن زيد القبيلة المعروفة فالكاتب لما أورد أن ابن الشغدري من سنحان وتلاها بقبائل لا تنتمي لسنحان ووضع الحباب بينهم فإنه قد فصل بينهما وكأنها قبائل مختلفة ولم يلتزم بنسبة الحباب لسنحان كما ألتزم بتعرف عمرو بن الشغدري والذي قد سبق وعرف به ونسبه إلى سنحان في صفحة 158 فذلك يدل على أنه لما ذكره هنا ونسبه إلى سنحان ليس لأنه معروف بل تحديدا له دون الآخرين الذين ذكرهم في سياق حديثه وبمعنى أكثر بساطة لماذا لم يقل الحباب من سنحان كما فعل مع إبن الشغدري وكما نص في أول الكتاب على هذه النسبة )
إذا هما يريان أن ذكر الحباب منفردا عن رجل من سنحان وهو ابن الشغدري دلالة على عدم أنتساب الحباب لسنحان ....ولم يشفع النص الواضح الصريح الملزم القوي وهذه عباراتهم عنه وليست مني أقول لم يشفع النص صاحب الأوصاف السابقة منهم للنص الثاني وذلك لذكر الحباب منفردين عن سنحان بل استدلا بعدم نسبة المؤلف الحباب لسنحان وله نص سابق ينسبهم الى سنحان هذا هو مختصر قرأتهم للنص الآتي
(وكان فيمن لاحمه القتال عمرو بن الشغدري من سنحان وبنو ساعدة والحباب وخيل من همدان )
على قياسهم نستطيع رد نص صاحب السيرة المنصورية في نسب الجحادر لبني حبيش ونقول كما قالا
لماذا لم ينسبهما لحبيش فييقول الحبيشي ..؟؟
حتى وأن كان الكردي لقب وليس نسب فما دام النص برأيهما ملزم أن منهجيتهم في البحث تسلتزم ذكر النسبة فنطلب منهم ما طلابا هم بنص صاحب سيرة الامام احمد بن سليمان فنقول صاحب السيرة المنصورة لماذا لم يقل عبدالله وأحمد ابني سعيد الحبيشي
خصوصا أننا نعرف أن احتمال سكنى الجحادر مع بني حبيش ببلادهم قد لا يكون قائم على النسب المشترك وهذا احتمال كبير وذلك بأن هناك قول قوي ينسبهم لسنحان وكلنا يعلم أن قسم كبير من سنحان نزح مع الداعي الصليحي بالقرب من صنعا بلغ تعدادهم ألف رجل كما في المصادر التاريخية وهو بمنتصف القرن الخامس الهجري والمذكورين بالنص هما من أهل آخرالقرن السادس وبداية السابع أي بعد مائة وخمسون عاما تقريبا عام واحتمال انشقاق الجحادر عن سنحان الذين هاجروا لليمن ونزوحهم الى بلاد بني حبيش وارد لمذحجية القبيليتين وليس نص السيرة المنصورة واضح وصريح لنفي هذا فهل من نص يذكر هذه النسبة يكون داعما لنصهم المبهم والذي يقبل أكثر من تأويل
هل طبقا منهجيتهم في رد نص سيرة الامام أحمد بن سليمان والذي له نص شاهد قوي من نفس المؤلف على نص صاحب السيرة المنصورية اليتيم ...؟؟؟؟؟؟
هذا إذا سلمنا أصلا أن الجحادر المذكورين في المصادر التاريخية اليمنية هم الجحادر الآن
وأذا تمعنا في منهجية باحثينا الكريمين وجدنا إمكانية قبول هذا القول
فهما قالا في مبحث نسب الحباب وفي ثنايا ردهم على من نسب الحباب الى سنحان صفحة 27 ما يلي
(عند مقابلاتنا لرواة أنساب سنحان نجد أن نسابتهم يذكرون ولدين فقط لسنحان هما :السري بن سنحان ومنه قبائل آل السري وعمرو بن سنحان ومنه قبائل
ولدعمروسنحان وليس هناك ذكر لعبدالله بن سنحان لا من النقل ولا من الرواية بل على العكس من ذلك فإن بعض عامة آل السري الذين تأثروا بالروايات المتأخرة الزائفة والمصادر المكذوبة التي ليس لها أساس من الصحة ينسبون الجحادر والحباب إلى آل السري ويعدونهم أحد فروعهم الداخلية ولا يوجد كائن من كان يذكر قسما ثالثا لسنحان تفرع منه الحباب والجحادر )
جميل جدا فهما حفظهما الله برأيهما عدم وجود الجحادر بتقسيمات سنحان عسير دليل على عدم الأنتساب علما بأنهما يجهلان فروع سنحان باليمن وقد يكون الجحادر احد فروعهم ولكن لقدم الهجرة من هناك تسبب في هذا البس لديهما
إذا فليخبرانا إلى أي فخذ من أفخاذ الجحادر ينسب علوان الجحدري فهما قد سردا نسبه كاملا وليتكرما ويقوما بوصل نسب علوان متسلسلا ضمن فروع الجحادر الحالية إذا كان قدم العهد لايعني لهما شيء
الأمر الآخر في النص أنه قال من مذحج وبلاد بني حبيش فلماذ أقحم الواو ولم يكتفي بالقول من مذحج ببلاد بني حبيش او من مذحج في بلاد بني حبيش أو مذحج بلاد بني حبيش فمذحج قبيلة كبيرة كثيرة الفروع باليمن فلا اليقين بمذحجية الجحادر وحده يكفي لقرأة هذا النص كما فراءاه خصوصا أنهما يؤيدان إحتمال سكنى بلاد بني حبيش من غير بني حبيش كما قالا في مبحث نسب الحباب صفحة 74 بعد الكلام عن صحة نسبة البلاد الى ساكنيها وهذا حق فقالا حفظهما الله
( وبالتالي فلأن بني حبيش الزبيديون هم الغالبية على هذه البلاد فقد نسبة لهم وأخذت اسمها منهم ) ...}نقلته كما هو حرفيا كما الحال في جميع نقلي عنهم {
إذا بني حبيش هم الغالبية في بلاد بني حبيش وليسوا كل أهل بلاد بني حبيش
فاحتمال أن يكون معهم في بلادهم من غيرهم وارد سواء من مذحج أو من غير مذحج وخصوصا أن النص ليس بقطعي بنسبة الجحادر لبني حبيش
فبعد هذا هل على القارئ من لوم لو استغلق عقله عن التسليم لهما بهذه النسبة ووجد مضاضة في هذا وغصة بالحلق ...!!
المصدر الخامس مبحث نسب الجحادر صفحة 60 قالا
(ذكر ياقوت الحموي في كتابة معجم البلدان :أن العروسين حصن لعبدالله بن سعيد الكردي الربيعي )
وهنا قول ياقوت الحموي على ربيعية الجحادر فهل في هذا إثبات على زبيدية الجحادر
المصدر السادس مبحث نسب الجحادر صفحة 62
(وتتوالى نصوص تاريخية تذكر أن الشيخ علون الجحدري كان شيخ على مذحج وأنه قاد عشرين ألف رجل من مذحج وأن السلطان سمح لهم بنهب مدينة الجند مكافأة له على نصرته له أنظر ذلك في العقود اللؤلؤية وتحفة الزمن.
ومن هذه الأخبار نجد تواتر على نسبة الشيخ علوان بن عبدالله الجحدري إلى مذحج وزعامته ومن قبله أبيه وعمه فيهم )
هذا يبين نسب علوان في مذحج فكان الأولى وضعه مع المصدر الثاني الذي ذكر مذحجية علوان ولا أعلم سبب استقلاله عن المصدر الثاني...هل هومحاولة إكثار عدد المصادر إن سلمنا أنها مصادر على زبيدية الجحادر وهو يحكي تاريخ حادثة وقعت لا علاقة لها بمبحث نسب على كل حال هو خالي من إثبات زبيدية الجحادر
المصدر السابع مبحث نسب الجحادر صفحة 62
(ذكر صاحب تاريخ الدولة الرسولية وفاة الشيخ علوان بن عبدالله بن سعيد الجحدري وذكر أنه :جحدري مذحجي .
وهذه المصادر تواترت على نسبة علوان بن عبدالله الجحدري وبالتالي قومه في مذحج)
وهذا أيضا عن مذحجية علوان كسابقه وكان الأولى ذكره مع المصدر الثاني فأين زبيدية الجحادر هنا ...!
المصدر الثامن مبحث نسب الجحادر صفحة 63
(وهونص واضح لعلي بن الحسن الخزرجي في أحداث سنة 794 للهجرة قال فيه :وصل شيخ الجحادر في جمع كثيف من قرابته وأهله إلى باب السلطان باذلا من نفسه الطاعة فقابله السلطان بالقبول وكساه وأكرمه )
ثم علقا حفظهما الله بأن هذا أول ذكر لأسم الجحادر كقبيلة في المصادر بشكل مستقل عن قبيلتهم الأم زبيد
ليش في هذا المصدر ما يوحي بزبيدية الجحادر بل هو نص تاريخي يحكي **************** من تاريخ الجحادر وليس له علاقة بالنسب لا من قريب ولا من بعيد سوى ذكر اسم القبيلة فما الحكمة من إيراده في مبحث نسب ...!!
المصدر التاسع مبحث نسب الجحادر صفحة 63 ذكرو نصا لمؤرخ الدولة الطاهرية مؤرخ أقدم من النص السابق بمائة عام وهذا هو النص
(وفي سادس شوال منها تسلم السلطان وهو الملك الظافر بن طاهر حصون الجحادر وهي العروسين والنبيلة والذيل والشرنمة والحدة وأكمة وقيراط وقبضها وتصدق على أهلها بمال جزيل )
وهذا أيضا تاريخي فمادخله بمبحث النسب وماعلاقته بزبيدية الجحادر ...!
بعد هذه المصادر والتي زعما صاحبيها بأنها كلها تبين وتثبت زبيدية الجحادر والتي هي بالحقيقة أقرب ماتكون لمحاولة ربط عدة نصوص بنص فهموا منه أن نسب الجحادر في حبيش وهذا النص هش ضعيف ليس بالواضح الصريح الذي لا يقبل أكثر من تأويل ولا بالمباشر الذي يقطع الشك لدى طالب الحق ويتيم ليس له شاهد من نص آخر فهل يعتبر ما ذهبا إليه من نسب الجحادر في حبيش ثم زبيد صحيح حق مسلم به فالأساس هو ربط الجحادر ببني حبيش ربطا قويا وعنده لن ينتطح عنزان في هذه القضية حتى لو لم تسرد تسعة مصادر كرر كثير منها فمصدر واحد يكفي .
يتبعه نسب الحباب واستماتتهم في رد النصوص
التعديل الأخير تم بواسطة حادي العيس ; 09-07-2010 الساعة 11:15 AM