أبو أيوب الأنصــاري
( 52هـ ، 672م )

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة من بني النجار
صحابي ، شجاع ، تقي ، مجاهد ، عقبي ، بدري ، حضر بقية المشاهد كلها . خصه النبي صلى الله عليه وسلم بالنزول عليه عند قدومه المدينة . لـه رواية في 155 حديثاً ، منها سبعة في الصحيحين ، روى عنه جابر ، والبراء ، و بن معد يكرب وآخرون . مات بالقسطنطينية أثـناء حصار المسلمين لها ، ودفن تحت سورها سنة 50 أو 52هـ وصلى عليه يزيد بن معاوية0
كان أبو أيوب مضيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، فأقام عنده حتى بنى صلى الله عليه وسلم بيوته ومسجده0
قال أبو أيوب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نـزل في بيتنا الأسفل ، وكنت في الغرفة ، فأهريق ماءٌ في الغرفة ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة نتتبع الماء شفقاً أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق ، فقلت : يا رسول الله لا ينبغي أن أكون فوقك ، انتقل إلى الغرفة . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنُقل ، ومتاعه قليل ، فقلت : يا رسول الله كنتَ ترسل إليّ بالطعام فانظر ، فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه ، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إليّ ، فنظرت فيه فلم أرَ فيه أثر أصابعك ؟ فقال رســول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجل إن فيه بصلاً ، وكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني ، وأما أنتم فكلوه )
وعن أبي أيوب أنه قال لما مرض بعدما خرج غازياً : إن أنا مِتُ فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ، وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( منْ مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ) 0

مناقب أبي أيوب الأنصاري
وتكفيه منقبة واحدة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة نزل بداره ، وكان أول من نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وشهد بدراً ، وهو من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة ، وشهد المشاهد كلها ، وهو أبعد المسلمين مدفناً ، فإنه دُفن في أصل سور القسطنطينية0
عن عبد الله بن عمر قال : قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ لما قدم عليهم مهاجراً ] : أدخلِ المدينة راشداً مهدياً ، قال : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فخرج الناس ، فجعلوا ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم قالوا : يا رسول الله ها هنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دَعُوها فإنها مأمورة ) يعني ناقته ، حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري
وروى سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، فقال له : ( لا يُصيبكَ السوءُ يا أبا أيوب ).
وعن أم أيوب أنها قالت لأبي أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشـة [ أي في حديث الأفك ] ؟ قال : بلى ، وذلك الكذب ، أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت : لا والله ، قال : فعائشة والله خيرٌ منكِ !! فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله عز وجل : { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ، وقالوا هذا إفكٌ مبين } [سورة النور : 12] يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب .
ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبير ، وأعرس بزوجه صفيه بات أبو أيوب عند الفسطاط معه السيف ، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبــا أيوب يحرسه طوال الليل ، فقال له : ( رحمكَ الله أبا أيوب ) مرتين !!0
وقدم البصرة فنزل على ابن عباس ، ففرغ له بيته ، فقال : لأصنعن بك كما صنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم !! قال : كم عليك من الدين ؟ قال : عشرون ألفاً . قال : فأعطاه أربعين ألفاً وعشرين مملوكاً ، وقال : لك ما في البيت كله .
وروى ابن عساكر في حديث آخر مختصراً : أن أبا أيوب لما حضره الموت دعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ، ومعهم عمرو بن العاص ، فقال : إذا أنا قبضت فلتركب الخيل بالسلاح والرجال ، ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردكم حتى لا تجدوا متقدماً ، فإذا فعلتم ذلك ، فاحفروا لي قبراً ثم ادفنوني ثم سوره ، فلتطأ الخيل والرجال عليه حتى يستوي فلا يعرف مكانه ، فإذا رجعتم فأخبروا الناس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرني : ( لا يدخل النار أحدٌ يقولُ لا آله إلا الله ) !!0






انظر المزيد في كتابنا القواعد والاركان من أعلام قحطان

__________________
للإطلاع على تحقيقي حول قصيدة حسان بن ثابت


للإطلاع على الموضوع اضغط هنا

لزيارة موقعي أنساب العرب

تفضّل بزيارة هذا الرابط

http://ansabalarab.com/