مـــــــــــــــــذكراتــــي اللــــــــــــــندنــــــــية


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 25-03-2010, 07:52 AM
  #11
نديم الهوى
عضو
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 77
نديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant future
افتراضي رد : مـــــــــــــــــذكراتــــي اللــــــــــــــندنــــــــية

الحلقة السادسة




في أحد الأيام الشتوية وأنا أتناول الكستناء التي كانت تشوى فوق عربيات منتشرة بكثرة في تلك الأيام في البيكاديلي سيركس وهي تعتبر صرة لندن وتربط أهم الشوارع بعضها البعض، مثل ريجينت ستريت المليئ بالمحلات الراقية والمفضل لدى الملكة اليزابيث الثانية للتسوق، وشارع البيكاديلي، ومنطقة الويسد اند الشهيرة وليستر سكوير ومنطقة سوهو المليئة بالمواخير، لمحت شخصا أعرفه حق المعرفة اسمه "وسيم مذاكر"، وسيم ابن عائلة سعودية راقية تمتلك الشركة السعودية للدفاتر والتسويق ومجموعة شركات "تحت السواهي دواهي" تضم مجموعة متعددة من الماركات العالمية، وهو مسؤول عن الشركة في المنطقة الشرقية. الولد بدأ العمل من الصفر في بزنس العائلة وكان يذكر لنا أول ماتم توظيفه في الشرقية قادما من جدة أنه بدأ العمل بمرافقة العمال لتوزيع الدفاتر على مدن المنطقة الشرقية وفي عز الحر دون مكيف لمدة ثلاثة أشهر، ينام في القهاوي أو المساجد، حتى أثبت وجوده لأجداده فأصبح المدير العام بعد سنة واحدة فقط. أما أجداده فكانا كتاب درجة ثالثة أو رابعة، لكنهم أصحاب بزنس درجة أولى، أصبحو معارضين أيام الملك فيصل وذهبا للعيش في لبنان، وبعد مدة وظفهم كمال أدهم مدير الاستخبارات وفتح لهم دفتر وجه ووجه في لندن بمئة مليون دولار ليكون بوقا سعوديا يعمل يشتغل على النفط ليخرس جميع الأبواق التي كانت تعمل على الفحم الحجري، وهو ما حصل بالفعل. سلمت على وسيم وقلت وش إلي جابك وسط الشتاء إلى لندن، أخبرني بكل زهو أنه قادم من البرتغال بعد أن فتحوا أكبر مصنع في العالم لتعليب السردين. رحبت به ورافقني للشقة وتغدينا سويا، وفي الليل قال نريد أن نذهب ونغير جو، قلت حلو، الليلة ويكيند بكلم جاكو، إلي وافقت سعيدة وكلمت صديق لي اسمه مسفر وصاحبه المغربي. تقابلنا في محطة البيكاديلي سيركس في الساعة العاشرة مساء واتجهنا نحو ملهى هيبودروم في الركن المواجه لمحطة لسترسكوير، والمكان مصمم مثل ملاعب كرة اليد أو الطائرة المغلقة، أي أنه مكون من دورين حيث يمكن لمرتاديه الجلوس في الأعلى. طلب كل منا بعض من السندوتشات والعصيرات بينما لم يطلب وسيم شيئا، ومن وقت لآخر كنا نتجول في أرجاء الملهى وفي تلك الأيام كان المكان مليئ بالبانكس وهم الشباب الثائرين على كل تقاليد وخاصة في المظهر، فترى وجوههم وقد لطخت بالألوان البراقة والمخيفة وقصات شعورهم مثل سنام الديناصورات ولا يهتمون بالنظافة الشخصية البتة، وقد بدأت حركة البانكس في السبعينات وانتهت على نهاية الثمانينات الميلادية، كنا نقوم بالتصوير معهم ، وعندما رآها أحد أصحابي في السعودية لم يستغ هم وقال هؤولاء هم حطب جهنم. رجعنا لطاولة الطعام ولم نجد أثر للطعام ولا للعصير فطلبنا المزيد ضنا بأنه قد تناولها بعض المساطيل هنا أو بعض البانكس، بالرغم من أن البانكس أناس مسالمون. بعد مدة أخبرتني جاكو بشئ غريب وقالت، دخلك هيدا وسيم ابن عيلة زي ما خبرتني، أجبتها نعم وبكل تأكيد، قالة ييي شبه عم ياكل آكلنا ويزلط العصير زلط، قلت مش معقول يا جاكو تظلمين الرجال، قالت تعا وشوف بعينيك. قطعا لم أصدق ما سمعت لمعرفتي بمن يكون وسيم، لكن جاكو وضعت خطة محكمة لكي أرى بعيني، نزلنا للدور الأرضي والذي توجد به طاولتنا وطلبنا أشهى المأكولات والعصيرات مرة أخرى وآخر مرة، ولم نأكل أو نشرب سوى القليل منها، وابتعدنا ونحن بين ضحك وحنق عليه للدور الثاني وبدأنا بعملية المراقبة عن كثب، بقينا في الأعلى للحظات وشاهدنا وسيم ينظر يينه وشماله بارتاك ، ثم ينقض كجارح على فريسته لياتي بزمن قياس على جميع السندوتشات والعصيرات ولم يبق سوى قطمير هنا وهناك لنا، لا ينفع حتى لذر الرماد في العيون. تأكدنا الآن أن وسيم يستحق أن نخلع عليه اسم اشعب وبطن اكبر من ملعب وأنه رجل مستلطخ، والذي أغاظني أكثر أنه ولد نعمة، بش وش نسوي بها البلشة، وقد فضحني قدام جاكو وبقية القروب. قال مسفر لدي الحل، قلت هات ماهو، قال أنا سوف أؤدب صاحبك المستلطخ بس عطني محفظتك، قلت ليه محفظتي، قال بقلك بعدين أنت تستحي بس أنا ما بستحي منه، أعطيته المحفظة وبعدين فتشني لقى بعض الباوندات وأخذها. أنهينا الحفل بسرعة واقترح مسفر أن نذهب إلى مطعم فخر الدين الراقي في البيكاديلي لنتعشى عشاء فاخر وليس سندونتشات لا تسمن ولا تغن من جوع، وافق الجميع وكان أكثر المتحمسين وسيم، لأنه رأى عرضا مغريا جديدا. وصلنا فخر الدين وطلبنا مقبلات مما لذ وطاب، كبة نية لأول مرة آذقها في حياتي واستمريت عليها للآن في المحلات الراقية فقط لأنها لا تأكل في المحلات غير النظيفة، وطلبنا جميع المشويات اللبنانية التي تكفي لعشرة اشخاص وحلى وغيرها ولم نأكل نصف الطعام، عند الحساب قال لي مسفر نديم هل يوجد لديك المال للدفع، عندها عرفت مغزى مسفر من أخذ محفظتي حتى لا أنحرج وأظطر للدفع، قلت والله ليس في جيبي بنسا واحدا، قال وأنا كذلك لقد صرفت جميع ما لدي في الهيبدروم، نظرت لوسيم وكأن أباجورة المطعم وقعت فوق رأسه وأخذ يشرب وكأنه يتجرع السم، بعد أن عرف المقلب المرتب بدقة من مسفر، وأخرج من جيبه بطاقة أمريكان اكسبرس ذهبية بيد ترجف رجف المكينة، وعندما سحبت البطاقة على الجهاز أصيب جسمه بقشعريرة وضحكنا عليه حتى الثمالة. عندما عدنا في التاكسي نحو سكن مسفر كنا نغنيى ونرقص في التاكس، ابعاد كنت ولا قريبين المراد انكم دايم سالمين، ووسيم ضارب بوز وفي وادي آخر تماما. وعندما توقف التاكس كان الحساب ستة جنيهات، وقال يا الله يا نديم ويا مسفر كل واحد 2 باوند عشان ندفع ستة باوند، ضحكنا وقلنا يا حبيبي قلنا لك ما عندنا فلوس، فلوس ماكو، قال يا حبيبي خلاص المقلب وأكلتوني إياه من الحين ورايح فيفتي فيفتي، انفجرنا في الضحك عندما اعترف بكل صراحة وقلت لمسفر وجاكو يا عمي هذا ولد جدة ما تضحك عليه إلا برضاه، عطيني محفظتي يا مسفر.
نديم الهوى غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود