لــمــاذا شـــهــد لــه؟ لـــمــاذا خــصـص بـهـا؟
أخي الحبيب:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا ومرحبا بك على صفحة جديدة من صفحات
هذا المجلس المبارك ومع موضوع جديد
إن من هدي وتربيية وتعليم نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه كان
يثني على من ظهر منه ما يستحق الثناء ويبشره بالخير والرفعة
فيكون ذلك دافعا له ولغيرة إلى طاعة الله ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لطلحة بن عبيد الله يوم أحد
" أوجــــــب طــــلــــحـــــــة "
أي: وجبت له الجنة ، بل إنه قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ كما في صحيح الجامع
" من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله "
إنه كلام يشعرك بعملاق من عمالقة الإسلام
وبأسد من أسوده
وبفارس من أشجع فرسانه
وبرجل من أولئك الذين { صدقوا ما عاهدوا الله.. }
يــا طلـحـة بن عبيد الله قد وجـبت ّّّّّّّّّّّّ لـك الجـنـان وبـوأت المـهـا الـعـيـنا
أخي الحبيب: لنتسائل ونقول:
ما سر هذه الشهادة المحمدية؟
لماذا خصص بها طلحة؟
ما سبب تميزه بها؟
فكر في أسئلة كثيرة وقل ما سر تميزك يا طلحة؟
اقطع حبل أفكارك وخذ الجواب:
عن قيس بن حازم قال" رأيت يد طلحة شلاء من وقايته النبي بها يوم أحد" رواه البخاري
هذا هو سبب التميز ..... والثناء ....... والبشارة لطلحة
تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ " كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال: ذلك اليوم كله لطلحة "
وعن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا:
" جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة ، وقع منها في رأسه شجةٌ مربعة ، وقطع نساه
ـ يعني العرق ـ وشلت أصبعه ، وكان سائر الجراح في جسده ، وغلبه الإغماء ورسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكسورة رباعيته ، مشجوج في وجهه ، قد علاه الإغماء ، وطلحة محتمل
رأس النبي يرجع به القهقرى ، كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب "
ويقول طلحة عن نفسه:
" عقرت يوم أحد في جميع جسدي حتى في ذكري " دفاعا عن رسول الله "
لذا قال عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوجب طلحة حين صنع برسول الله ما صنع "
أعرفت ما سر قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ" أوجب طلحة؟"
وطـلحـة يـوم الـشـعب واسـى مـحمدا ّّّّّّّّّّّ لـدى ساعـة ضـاقـت عليـه وسـدت
وقــــاه بـكـفـيـه الـرمـــاح فـقـطـعــــت ّّّّّّّ أصــابـعـه تـحـت الــرمــــاح فـشـلــت
فيا ليتنا نفهم من دور طلحة الدفاع والنصرة لهذا الدين وتبليغ رسالة رسوله الأمين فقد قال بلغوا عني
ويا ليتنا نقدر لهم قدرهم واحترامهم وحبهم ومكانتهم والإقتداء بهم ونذب عنهم
وياليتنا نحسن الظن بعلمائنا ودعاتنا الصادقين وحكامنا العاملين فهم بمثابة الجهاز المناعي للبلاد
والعباد يقفون ضد كل مفسد وطامع لعقيدتنا وبلادنا ، ألا فلنحسن ولائنا وحبنا لديننا وإخواننا وبلادنا
فالباغون والمفسدون والعابثون والمخربون كثر { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم }
يا أخا الإسلام: إننا لا نستطيع أن نقول لفلان ـ أوجبت ـ يا فلان ، لكننا نستطيع أن نقول أحسنت يا فلان
بارك الله فيك ، جزاك الله خيرا على ما تقوم به من عمل ، وفقك الله على انضباطك ، نستطيع أن نتقدم لمن
أحسن بخطاب شكر وتقدير ، نستطيع أن نجازي من كان مجتهدا منتجا بإجازة يوم أو يومين
أن نثني عليه أمام زملائه حتى يجد ، ويفهم الكسلان والمتمرد والبطال واللعاب أن جزاء المحسن الإحسان
والشكر والتقدير ، وماذا عليك لو قلت أمام أبناءك من عمل كذا فله كذا ، أين هذا المنهج التشجيعي لا
نستخدمه مع العاملين ، لقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" من جهز جيش العسرة فله الجنة "
سمعها عثمان بن عفان فجاء ـ رضي الله عنه ـ بألف دينار فصبها في حجر رسول الله فقال
ـ عليه الصلاة والسلام ـ " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم "
أثنى عليه ، شهد له ، قدر له قدره ، قل لي بربك .. كيف تكون نفسيته؟
وكيف تكون نفسيات الباقين؟
يا من له علاقة بالناس في مدرسته أو في دائرته أو في قيادته أو في منصبه أو في رئاسته
أو في تربيته ترى بعض الناس ما ينفع معه إلا التشجيع والثناء الحسن ، ادفعه بهذا الأسلوب
لتتقي كسله وبطالته وتمرده ولعبه وفساده.
__________________
عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
التعديل الأخير تم بواسطة سعيد شايع ; 13-03-2010 الساعة 07:39 AM