معركة عقيلان عام 1212هـ وهزيمة جيش الشريف واتباعه على يد آل روق قحطان

الاخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما نتحدث عن معركة عقيلان (الاولى) بين جيش الشريف وبين ال روق قحطان، فاننا نتحدث عن حدث عظيم ، وعن معركة تاريخية لاتخفى على الكثير منكم ولا على أي شخص لديه مايكفي من القراءة والاطلاع..

فهذه المعركة ذكرها عدد من المؤرخين النجديين والحجازيين وبعض من المستشرقين في كتبهم ومؤلفاتهم.

وقد رأيت انه من المناسب تخصيص موضوع لهذه الواقعة التاريخية التي هي جزء من تاريخ قحطان المجيد الزاخر بالبطولات والانتصارات، ومن مفاخرها العظيمة التي يحق لنا جميعا الفخر بها.

كذلك اردت التوضيح لبعض جوانب هذه المعركة ، والتمييز بين ثلاث وقائع جميعها حدثت على ماء "عقيلان" وعرفت بأسم واحد ، وللمعلومية فإن النصر كان من نصيب قحطان في هذه المعارك الثلاث.

وهي كما يلي:

* وقعة عقيلان بين ال مسعود وآل الجرو من قحطان وبين قبائل برقا من عتيبة وبعض من سبيع

حدثت – على وجه التقريب - في الربع الاخير من القرن الثالث عشر ، وانتهت بانتصار آل مسعود وآل الجرو

وتفاصيلها على هذا الرابط http://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=29042



* وقعة عقيلان بين الخنافر من قحطان و بين القريشات من سبيع

حدثت – على وجه التقريب - في الربع الاخير من القرن الثالث عشر، وانتهت بانتصار الخنافر

التفاصيل: على هذا الرابط http://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=53515


اما


* وقعة عقيلان بين جيش الشريف غالب واتباعه من القبائل الحجازية وبين ال روق قحطان

فهي الاولى تاريخيا ، وهي صلب هذا الموضوع وإليكم تفاصيلها:

المكان:

عقيلان – بالقرب من بيشة
ا
لزمان:

عام 1212هـ

الاطراف:

الطرف الاول: جيش الشريف غالب وبعض من عتيبة والبقوم وخليط من القبائل الحجازية

الطرف الثاني: قبيلــة آل روق الجحادر قحطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــان


النتيجة:

انتصــار آل روق

اسباب المعركة:

لاتختلف معركة عقيلان هذه من حيث الاسباب والدوافع عن غيرها من المعارك والمواجهات المتكررة بين ابن قرملة وبين شريف مكة، حيث كان الشريف يرمي بثقل جيوشه ضد ابن قرملة وقحطان– مرة تلو الاخرى- إلا ان الهزيمة والخسارة كانت من نصيبه في معظم معاركه مع ابن قرملة، سواء في صداماته مع قحطان فقط ، او مع جيوش الدولة السعودية الاولى التي يقودها الشيخ هادي بن قرملة والتي تعتمد اساسا على قبيلة قحطان لعظم قوتها ولشدة مناصرتها لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونصحها واخلاصها الدائم لابن سعود.

لقد كان لقحطان دور كبير في نشر الدعوة السلفية ، ومد وتثبيت الحكم السعودي وخاصة في الدولة السعودية الاولى ، حيث واصل هادي بن قرملة غاراته الناجحة على نواحي الحجاز والمنطقة الجنوببة الى مشارف حضرموت،

وقد ادت غاراته على بعض القبائل الحجازية الموالية للشريف واخضاعها للحكم السعودي الى انشقاق تلك القبائل القوية التي يعتمد عليها الشريف مثل (عتيبة ، والبقوم ، ومطير) مما أثار حفيظة الشريف غالب ودفعه إلى التحرك واعداد العدة وتسيير الجيوش - مرة تلو الاخرى - لمهاجمة ابن قرملة وقحطان... وفي خضم هذه الاحداث تأتي (معركة عقيلان) التي نحن بصددها الآن.

احداث المعركة:

في عام 1212هـ جهز الشريف غالب بن مساعد جيشا من العساكر وخليطا من القبائل الحجازية معظمهم من عتيبة والبقوم (ممن بقوا على ولائهم للشريف)، وسار هذا الجيش من مكة بقيادة عثمان المضايفي ــ نسيب ووزير الشريف قبل خلافه معه وانضمامه إلى ابن سعود ــ لمهاجمة آل روق احدى قبائل الجحادر قحطان ، وكانوا آل روق بقيادة عقيدهم مسفر بن نقيحان نازلين على ماء "عقيلان" المعروف بالقرب من بيشة.

ومما لاشك فيه ان قبيلة آل روق اشتهرت بين القبائل بشجاعتها الفائقة وبكثرة فرسانها وعقدائها ، فكانت القبائل والحكام تضرب لها الحساب، كما فعل الشريف غالب في إعداد هذا الجيش الهائل لمهاجتهم... ولكن الحذر لايمنع من القدر...

هجمت قوات الشريف وعساكره واتباعهم من عتيبة والبقوم وغيرهم على قبيلة آل روق قحطان ، فثبت لهم فرسان هذه القبيلة العظيمة رغم الفرق الشاسع في العدد والعدة، ودارت رحى المعركة بين الطرفين ، وجرت ملحمة عظيمة ، انتهت بانتصار آل روق انتصارا عظيما كما هي عادتهم وصفتهم،
وهزم جيش الشريف واتباعه هزيمة نكراء، حيث قتل من العساكر اكثر من خمسن قتيلا - حسب ماذكره المؤرخ الشهير ابن غنام ، وابن بشر ، والدكتور الزيد ، وغيرهم ،
وفر بقية العساكر واتباعهم هاربين طلبا للنجاة فهلك منهم خلق كثير بسبب العطش ، والبعض من العساكر تاه الطريق في الصحراء فلقي حتفه ايضا.

اما الامير عثمان المضايفي (قائد الجيش) فقد عاد ومن معه ممن كتب الله لهم النجاة إلى مكة ومكسبهم من هذه الغارة النجاة فقط.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ارجو ان اكون قد وفقت في شرح وطرح هذا الموضوع

وتقبلوا خالص تحياتي

ابن شديد آل مخثله