مـــاذا فــي ســـورة الــــكـــــهــــــــف ؟؟


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 05-01-2010, 10:45 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مـــاذا فــي ســـورة الــــكـــــهــــــــف ؟؟

لقد سبق الحديث .....بعنوان:

[ مـــجــــرد مــــقــــــدمـــــة فـــقـــط ]

حول سورة الكهف ، وها أنت ـ أخي الحبيب ـ تطلع على بعض ما في هذه السورة العظيمة

التي لا أشك أنك تحفظها عن ظهر قلب ، فإن لم يكن حفظك لها كاملة فأنت تحفظ أكثرها

ولا أشك أنك تقرأها كل جمعة استجابة لأمر نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذا أحببت أن أضع

بين يديك بعض ما تيسر حول هذه السورة:


أولا: حمد الله نفسه في مقدمتها ، والله تعالى يحمد نفسه ويثني عليها في فواتح الأمور

وخواتيمها وهو المحمود أولا وآخرا على كل حال ، فحمد نفسه – سبحانه – في فاتحة هذه

السورة على إنزال هذا الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { الحمد

لله الذي أنزل على عبده الكتاب }

ثانيا: تعرضت هذه السورة لبعض من القصص وهو العنصر الغالب فيها ، ففي أولها تجئ

قصة أصحاب الكهف ، ثم قصة صاحب الجنتين ، ثم إشارة إلى قصة آدم ـ عليه الصلاة

والسلام ـ مع إبليس ، وفي وسط السورة تجئ قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع

العبد الصالح ، ثم قصة ذي القرنين.

ثالثا: في كل قصة من هذه القصص معالجة وتوضيح وبيان للعنصر المهم فيها ، وأن كل

قصة فيها فتنة وبلاء ، ثم تعقيب أو تعليق على كل قصة ، فقصة أصحاب الكهف فتنتم

وقصتهم وموضوع حديثهم عن ( العقيدة ) ثم عقب عليها بقوله تعالى:{ ما لهم من دونه

من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا }

وقصة الجنتين: أي الحديقتين تتحدث عن فتنة الابتلاء بالغنى والفقر ، وأن المحور

المهم فيها قول الرجل المؤمن لصاحبه وهو يحاوره { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم

من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا} ثم عقب عليها بقوله

تعالى { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا }

وقصة آدم مع إبليس: قصة قديمة ، جاءت الإشارة إليها في سورة الكهف للتعجب من

أبناء آدم الذين يتخذون إبليس وذريته أولياء من دون الله ، وهذه القصة واضح فيها

الحسد والحقد الدفين من هذا العدو المبين ، واتخاذ إبليس وذرته أولياء يتمثل

في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة ، ولذا عقب الله على من استجاب

لدواعي الشيطان وخطواته بقوله{ بئس للظالمين بدلا } أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم.

وتأتي قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع العبد الصالح: لتبين حقيقة العلم والهمة

العالية في طلبه والصبر على تحمل المشقة في سبيله ، والقصة تحكي أن مهما أوتي

العبدمن العلم فما أوتي إلا قليلا ، وأن فوق كل ذي علم عليم ، ولذا جاء التعقيب

على هذه القصة بقوله تعالى { وما فعلته عن أمري } أي: باختياري ورأي ، إنما فعلته

بأمر الله وإلهامه { ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا }

وتأتي قصة ذي القرنين: وتفتتح بسؤال ويكون الجواب بقوله تعالى { قل سأتلوا عليكم منه

ذكرا } وهذه القصة تتكلم عن الملك والسلطان ، وكان التعقيب عليها أن قال ذلك الملك

الصالح عن كل ما فعله { هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا }

ثم يعقب بالوعد الحق بالنفخ في الصور وهو مشهد من مشاهد يوم القيامة ، قال تعالى

{ ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا }.

رابعا: إلى جوار هذه القصص تأتي مشاهد تصف يوم القيامة وتتحدث عنه ، وتبين حال المشرك

وحال من كان لا يرجوا لقاء ربه ومن أعرض عن ذكره واتبع هواه ولم يعمل صالحا ، في ذلك

اليوم يوضع كتاب كل واحد بين يديه ، وعندها يقول: { مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا

كبيرة إلا أحصاها } سيجد الصغيرة والكبيرة حاضرة ، سيجد ما عمل حاضرا

{ ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا }.

خامسا: ضرب الله في هذه السورة المثل ، والأمثال تضرب وتذكر في القرآن وفي السنة لتوضح

وتبين وتقرب المعنى للناس لعلهم يتذكرون { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل

لعلهم يتذكرون } والأمثال في كل أمة هي خلاصة تجربتها ومحصول خبرتها والمرآة التي تنعكس

عليها ، والأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية ، ويوم أن جاء الإسلام قومها وجعلها في ميزانها

الشرعي ، ولا غرابة أن تكون الأمثال القرآنية قد بلغت الغاية القصوى في الأهمية وبلغت أحسن

القول وأجمعه وأفضله قال الله عز وجل:{ ولا يأتونك بمثل لا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }

والأمثال: لا يعلمها ولا يتدبرها ولا يفهمها ولا يستفيد منها إلا من تدبرها وتأملها ووقف معها

يقول بعض السلف: " إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي " لماذا؟! قال: لأن

الله يقول: { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } والعالمون: هم العالمون بالله

وبدينه وبكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،الأمثال – أيها الأحبة - من أفضل السبل والطرق

والوسائل في التربية والتعليم ، وتقويم السلوك والفكر ، وإصلاح النفس وصقل الضمائر وتهذيب

الأخلاق وتنمية الفضائل لذا قال الله تعالى { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل } ليشمل

جميع الأحوال وجميع الناس في كل زمان ومكان. تأمل – أخي الحبيب – في هذا المثل { واضرب لهم

مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }

سادسا: تجلى في السورة استنكار وإبطال دعاوى كاذبة خرجت من أفواه تقول ما ليس لها به علم

ولا يستطيعون أن يأتوا على ما يقولون بسلطان بين ، ففي مطلع السورة جاء الإنذار بقول الله

{ وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم } والفتية يقولون: { هؤلاء قومنا

اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين } ولو تتأمل في مطلع السورة وفي ختامها تجد

إعلان الوحدانية لله وإنكار الشرك وصوره ، وإثبات الوحي والطريقة التي ينبغي أن يكون عليها

المسلم الصادق ، والمنهج الذي يجب أن يكون عليه من كان يرجوا لقاء ربه.

سابعا: محور آخر تدور حوله موضوعات السورة ويدور حوله سياقها ، وهو تصحيح العقيدة والفكر

والقيم ، وكيف يعتز المؤمن بإيمانه وعقيدته ، ولا يغتر بالجاه وأصحاب الترف والزينة

وليحذر من أصحاب الغفلة وذلك بمصاحبة أهل الإيمان وأن يصبر نفسه معهم ولا ينصرف عنهم

فيخطفه هواه ويصبح أمره فرطا.

ثامنا: في هذه السورة إنذار وبشارة ، وفيها تسلية للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أقوال

المشركين والمعاندين وفيها التنويه بعدم الافتتان بالحياة الدنيا والتوجيه لما هو خير

وأبقى ، وتخلل السورة إرشادات وتثبيت للنبي عليه الصلاة و والسلام وأن الحق فيما أخبر

به ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأن ملازمته لأصحابه وملازمة أصحابه له خير له من صناديد قريش

الذين كان أمرهم فرطا ، وفي هذه السورة وعد ووعيد ، وبيان للمؤمن ماله وما عليه وكذلك

الكافر ، وتقرير بين أن أخسر الخلق أعمالا هم الذين كفروا بآيات الله ورسله ولقائه والذين

اتخذوا آيات الله وأولياءه سخريا ، ولا قيمة والله للذين يعملون على غير منهج رسول الله ـ صلى

الله عليه وسلم ـ ولو كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعافهم الأخسرين أعمالا وهم الذين ضل سعيهم

وعملهم وجهدهم ، فلا قيمة لهم يوم القيامة ولا وزن

وفي السورة وضوح تام لحقيقة البعث والنشور والحشر، وفيها تذكير بعواقب الأمم المكذبة

للرسل وبيان لسنة الله في إهلاك الظالمين والمعاندين ، ورحمة الله وإمهال للمذنبين إلى أجل

معلوم ، ثم ختمت هذه السورة ببيان لحقيقة المؤمنين ومكانتهم وقيمتهم ومنزلتهم { جنات

الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } فشتان شتان بينهم وبين أهل الكفر والشرك

والضلال وما توعدهم الله به { ذلك جزاؤهم جهنم } هذا وبينت السورة سعة علم الله تعالى

وتقرير واضح أن القرآن وحي الله إلى رسوله ، وأن هذا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه بشر

يوحى إليه ، ثم بيان حقيقة الإخلاص وأهمية المتابعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.

وللحديث بقية ـ بإذن الله ـ على شكل وقفات..



__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لبنان !! لمن ؟؟ ابن عياف ملتقى الكتاب والمؤلفين 24 19-10-2009 10:06 AM
أخوكم المشرف عبدالوهاب آل راضي على كرسي التعارف عبدالله آل عباد دائرة الضوء 101 23-07-2008 06:26 AM
..................بلاغ عاجل ..................... يعلي المجلس الـــــعــــــــام 14 07-10-2007 05:46 PM
إخواني .. و الله العظيم .. مصيبة .. مصيبة .. ( صورة و الله العظيم فاضحة ) هاني_الصقر_السلفي مجلس الإسلام والحياة 42 18-11-2005 09:45 PM
أسئلة غبية وإجابات أغبى!! حراليدين إستراحة المجالس 10 11-09-2005 10:21 PM


الساعة الآن 02:50 AM

سناب المشاهير