مجريات الحلقة الثانية من برنامج شاعر المليون
تواصلت رحلة التحدّي والمنافسة والإبداع في النسخة الرابعة من البرنامج الجماهيريّ الأضخم والأكبر في تاريخ الشعر النبطي والإعلام المرئي "شاعر المليون"، وتنافس في الحلقة الثانية من البرنامج ثمانية شعراء من دول عربية مختلفة عطّروا أجواء مسرح شاطئ الراحة بأعذب القصائد.
وشهد فعاليات الحلقة التي تمّ بثها مباشرة على قناة أبوظبي الفضائية يوم أمس الأربعاء الشيخ زايد بن سيف بن محمد آل نهيان، وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصياّت وأعضاء السلك الدبلوماسي، وحشد من وسائل الإعلام والجمهور الذي قدِم من مختلف دول المنطقة.
البداية من استديو التحليل...
في بداية الحلقة رحب الإعلامي عارف عمر بضيوف استوديو التحليل الشاعر والناقد سالم المعشني والشاعر مانع بن شلحاط، وشاهد الجمهور تقريراً رصد لوصول جمهور الشعر منذ وقت مبكّر إلى مسرح شاطئ الراحة وسجّل لانطباعات بعض أفراد الجمهور والذين أعربوا عن فرحتهم للحضور مبكراً لمتابعة شعرائهم والتمتّع بأمسية شعريّة مميّزة.
بعد ذلك تحدّث المعشني عن ردود الأفعال على الأمسية الأولى واختلاف التوقّع حول ترشيحات التأهّل للشعراء الستة المنتظرين لنتيجة التتصويت، وتأثير ذلك على فرصة كل منهم للتأهّل، وأكّد أنّ لجنة التحكيم لديها معاييرها في اختيار النصوص وقد اجتهدت ومنحت درجاتها وأهّلت الشاعرين المستحقين وأحالت البقية إلى التصويت، وأشار أنّ الأمور بالنسبة للتصويت ربما تختلف بين شاعر وآخر وبلد وآخر وتعتمد على خلفية الشاعر الاجتماعية والقاعدة الجماهيرية التي ستدفع به، وأكّد المعشني أنّ أجمل ما في شاعر المليون هو الإخاء المطلق الذي لمسناه بين الشعراء في جميع النسخ، والإيثار والروح الأدبية العالية في المدرسة التي وُجدت على مسرح شاطئ الراحة.
وبدوره أكّد بن شلحاط أنّ الشعراء الذين يخرجون من المسابقة لا يعتبرو خاسرين وقد حقّقوا نجاحاً وشهرة كبيرة بجلوسهم على منبر شاعر المليون لمرة واحدة.
البداية ونتائج التصويت الجماهيرى على شعراء الحلقة الأولى..
بعد ذلك تمّ رصد انطباعات الشعراء الستّة قبل إعلان نتيجة التصويت وردود الأفعال التي وصلت كلّ منهم حول مشاركاته والشهرة التي نالها لمجرد الظهور لمرة واحدة على منبر شاعر المليون، وقد اعترف الشعراء بحالة القلق والتوتّر إضافة إلى الثقة التي لازمتهم طيلة فترة التصويت.
وبعد أن رحّب الجمهور بأعضاء لجنة التحكيم: الدكتور غسان الحسن، الأستاذ سلطان العميمي، والأستاذ حمد ا لسعيد، وقبل إعلان النتيجة شاهد الجمهور مقتطفات من مشاركات الشعراء في الحلقة الماضية ومقتطفات من تعليقات أعضاء اللجنة على الشعراء.
بعد ذلك أعلن مقدما البرنامج حسين العامري وحصة الفلاسي عن نتائج تصويت الحلقة الماضية حيث تأهّل كلاً من حميد البحري المرادي من اليمن بأعلى نسبة إجمالية بلغت 56% وربا الدويكات بدرجة نهائية 54%، وأصبح الشعراء الأربعة ثاني الدهمشي 52%، إبراهيم البلوي 48%، عبدالله البصيص 47%، وأحمد الضباعي 31% خارج نطاق المنافسة.
فرسان الحلقة الثانية.. ومجريات المنافسة...
بعد ذلك رحّب الجمهور بالشعراء الثمانية فرسان الحلقة الثانية وهم: حصه هلال ومسعود الوايلي ورائد الشيباني من السعودية، فهد السعدي من عُمان، منير بن نصر من تونس، محمد الدمانية من الأردن، مشاري الشليمي وناصر العجمي من الكويت..
وانطلقت المنافسات مع أولى المشاركات، وكانت الصوت النسائي الثاني في هذه النسخة الشاعرة السعودية حصّة هلال، التي قدمت قصيدة اجتماعية جميلة نالت على ثناء وإشادة أعضاء لجنة التحكيم، وقال الدكتور غسان إنّ النصّ مثير ومدهش والقصيدة نابعة من تجربة حياتية، وأنّ المعاني والكلمات في القصيدة جاءت دون حشو، وأشار إلى أنّ الشاعرة اتبعت أسلوباً جميلاً في توصيف الرجل والمرأة كلّ منهما للآخر تصوير كاريكاتيري يميل إلى الفكاهة والسخرية وهو تصوير أبلغ ما يكون في الوصول إلى الهدف التي سعت إليه الشاعرة، وأشاد باستخدام الشاعرة لقافية مميزة في الشطر الأول من القصيدة والتي تصلح كجمع تكسير للمذكّر والمؤنث وهو ذكاء من الشاعرة.. وبدوره أشاد سلطان العميمي بالنصّ وأشار إلى أنّ الشاعرة قدّمت نصّاً مميّزاً في فكرته وأنّ بناء النصّ كان محكماً وهناك توظيف دقيق للمفردات وخاصة ذات الدلالات الأنثوية، إضافة إلى توظيف مفردات متعلقة بالفروسية، كما أشار إلى أنّ الصياغة الشعرية كانت رائعة ومميزة.. ومن جانبه أشار حمد السعيد إلى أنّ النصّ جميل وذكي في موضوعه، وأكّد أنّ منبر شاعر المليون بحاجة إلى هذه المواضيع لخدمة المجتمع، وتحدّث عن بحر القصيدة (المسحوب) الذي يناسب كثيراً القضايا الاجتماعية.
المتسابق الثاني رائد الشيباني قدّم نصّاً جميلاً وعلّق حمد السعيد على بعض المفردات التي جاءت في غير معناها، وأشار إلى الحضور المسرحي الجميل للشاعر، كما دخل في جدال مع المتسابق حول بعض جزئيّات القصيدة.. وبدوره أشار غسان الحسن إلى أنّ الإلقاء أضفى على القصيدة ثوباً جميلا وعلّق على اختيار المتسابق لأطول الأوزان في الشعر النبطي حيث لم يكن قادراً على ملء الفراغ وأكّد أنّ الشاعر كان بإمكانه استخدام بحر قصير لملء الفراغ، كما أشار إلى الكثير من التكرارات الموجودة في النصّ.
ثالث الفرسان الشاعر فهد السعدي أحد فرسان النسخة الأولى من شاعر المليون قدّم نصاً عاطفيّاً أثار الكثير من تساؤلات أعضاء لجنة التحكيم، وأشار حمد السعيد إلى أنّ الشاعر تجاوز في بعض الأبيات ودخل في المحظور، ورأى غسان الحسن أنّ النصّ جميل وفيه خيال مركّب وصور جميلة ومتكاملة، وأكّد أنّ الرمزية لابدّ أن تكون قريبة من الواقع.. ونوّه سلطان العميمي إلى أسلوب الشاعر في الترميز ومسألة التلقي والانغلاق في معنى بعض الأبيات عند المتلقي، وأشار إلى الحضور الجسدي الأنثوي في النصّ والإيحاءات التي ركّز عليها الشاعر والتي تصل إلى المحظور.
محمد فياض الدمانية كان رابع المتسابقين، وقدّم نصّاً جميلاً قال عنه الدكتور غسان أنّ الصور فيه تنتمي إلى التقليدية ولا تنتمي إلى الشاعر بحدّ ذاته، إضافة إلى بعض الصور الجديدة التي تحسب للشاعر، وتحدّث عن الموسيقى الداخلية للقصيدة وما احتوته من ألوان البديع والتقسيم والسجع في بعض الأبيات.. وتحدث العميمي عن صياغة الصور الشعرية في كل بيت أو بيتين بصورة منفصلة عن الأخرى، وأشار إلى أنّ هناك بعض التكرار الذي يمكن تجنّبه في النصّ حيث أنّه لم يضف شيئاً جديداً، وأكّد أنّ الشاعر قادر على تقديم ما هو أجمل من هذا النصّ.. وسجّل السعيد ملاحظه على قافية أحد أبيات القصيدة، وأشار إلى المعاناة الواضحة في النصّ والحضور الجميل للشاعر.
خامس الفرسان مسعود الوايلي قدّم نصّ تفاخر ومديح وتميّز بحضوره المسرحي وطريقة أدائه حيث تفاعل معه الجمهور بطريقة جميلة.. وأشار العميمي إلى الحضور والإلقاء المميّز للشاعر، وقال إنّ النصّ كان في عمومه جميل وتناول أكثر من موضوع وأنّ الشاعر كان ذكياً بالانتقال من موضوع إلى آخر حيث شكّل النصّ خلطة شعرية مميزة.. وتحدث السعيد عن الحضور المسرحي المميّز للشاعر وأشاد بالنصّ.. وقال الحسن إنّ النص فيه صور جميلة والكثير من المعاني، وأشار إلى أسلوب الكناية والتصوير الذي عمّ القصيدة في معظمها.
سادس المشاركين مشاري الشليمي قدّم نصّاً وجدانيّاً نال على ثناء وإشادة أعضاء اللجنة، وقال السعيد إنّ النصّ جميل والحضور مميز، وأشاد بمدخل القصيدة وذكاء الشاعر بالانتقال من المقدمة إلى الموضوع بأسلوب شعري جميل وراقي.. ورأى الحسن أنّ بناء النص واعٍ وأنّ الشاعر كان مدركاً لكيفية الانتقال بين أجزائه وفقراته، وتطوّر في فكرته تدريجياً حتى وصل إلى النهاية بزهوّ ومشاعر متدفقة، ولاحظ أنّ أحد الأبيات تضمّن كلمة تكرّرت أربع مرات.. وأكّد العميمي أنّ الشاعر كان متألّقاً شعراً وحضوراً، وأشار إلى الذاتية الموجودة في النصّ والتي تعبّر عن الشاعر، ورأى أنّ في النصّ غرور شاعر لا يبتذل في غروره وكذلك تواضع جميل، وأشاد بالصور الشعرية والتسلسل الجميل في انسيابية النصّ.
من تونس جاءت سابع المشاركات مع الشاعر منير بن نصر وهو أوّل شاعر من تونس يشارك في برنامج شاعر المليون والذي قدّم نصّاً جميلاّ، قال عنه الدكتور غسان أنّ فيه الكثير من الجمال وجاء متقناً من حيث الصياغة الشعرية، وتضمّن كلمات من اللهجة التونسية طعّمت النصّ ببريق جميل.. كما أشاد العميمي بالمشاركة وأشار إلى أنّ القصيدة فيها الكثير من الصور الشعرية الجميلة، وأنّ الانتقال بين الأبيات كان جميلاً وممهّداٍ وأنّ النصّ يؤكّد على شاعريّة جميلة.. وتحدّث السعيد عن البحر الذي كُتبت عليه القصيدة وهو أقرب للمسحوب في الشعر النبطي، وأشار إلى أنّ النصّ وطني جميل ومتماسك وأنّ الشاعر مثّل الشعب التونسي خير تمثيل في شاعر المليون.
مسك ختام الأمسية الثانية كان مع آخر المتسابقين الكويتي ناصر بن طاحوس العجمي الذي شارك بنصّ مميّز، قال عنه سلطان العميمي إنّه نصّ جميل رغم أنّ الشاعر ارتكز فيه على الفلسفة أكثر من التجربة الذاتيّة واستطاع توظيف الشاعرية، وأشاد بالوعي في هذا النصّ والأساليب الشعرية المتنوّعة التي أعطته لوناً جميلاّ، وأشار أنّ هناك سلاسة جميلة في النصّ وأبيات فيها عذوبة ورقة وأبيات فيها قوّة وعنف بما يدلّ على تمكّن الشاعر وقوّة شاعريّته.. وبدوره أكّد حمد السعيد أنّ النصّ دليل على شاعريّة المتسابق، وأشار إلى الحبكة الشعرية التي تدلّ على شاعر محترف، وقال: إنّ مطلع القصيدة كان مميزاً وذكيّاً، وأنّ الأبيات الأخيرة فيها حكمة تخصّ الشاعر ولا تخص ّغيره.. وعلّق الدكتور غسان الحسن بالقول:" أوصلتني في هذا النصّ إلى مرحلة الدهشة بمعنى الكلمة، وكذلك التصوير الشعري الذي اتقنته وجمّلته بشكل غير عادي" وأشار إلى أنّ النصّ يستنيد إلى قضيّة إنسانية، ورأى أنّ ذات الشاعر لم تبارح هذا النصّ، كما بيّن أنّ الشاعر وظّف فعل الأمر في النصّ بشكل جميل جداً.
جزيرة "ياس" في شاطئ الراحة...
وخلال الحلقة تمّ بثّ تقرير عن استضافة جزيرة "ياس" لبطولة العالم للأندية كحدث عالمي هام يضع أبوظبي على خارطة أهمّ الدول في تنظيم واستضافة الفعاليّات العالميّة الهامة.. وتحدث في التقرير سعادة /محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، والذي أكّد أنّ استضافة مثل هذا الحدث العالمي يعتبر دعماً للمنتخبات الوطنية وما فيه من فوائد مختلفة متعلّقة بكرة القدم والتي تعود بالفائدة على اللاعبين والجماهير والحكّام، وأشار إلى الجانب الترويجي والسياحي لإمارة أبوظبي التي أصبحت محطّ أنظار العالم، كما أشار إلى العوائد الاقتصادية من استضافة هذا الحدث، ولفت إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت في السنوات الأخيرة ومنها الطفرة الثقافية التي شهدتها أبوظبي والفعاليات الثقافية والأدبيّة ومنها برنامج شاعر المليون البرنامج الجمايري والأدبي الأوّل الذي استطاع استقطاب الشعراء والجماهير في كافة أرجاء الوطن العربي.
الدرعي يتألّق في شاطئ الراحة ..والعامري يتغنى بواحدة من قصائدة..
الشاعر الإماراتي حمد الدرعي كان ضيف الشرف في الحلقة الثانية، وتحدّث عن مشاركة الشعراء الإماراتيين في شاعر المليون ووصفها بأنها جيدة، وأشار إلى أنّ الحظّ لم يساعد الشاعر الإماراتي في الوصول إلى البيرق والذي لم يستبعد أن يكون إماراتيّاً في أيّ نسخة.. وعن سبب انقطاعه عن الساحة أكّد الدرعي أنّ ذلك لعدم وجود برامج تشجّع الشاعر على التواجد، وأشار إلى أنّه فضّل العودة من خلال منبر برنامج شاعر الملبون، وتحدّث عن حكايته مع الشعر والشلّه وقال إنّ أداء الشلّه هي هوايه وليست حرفة..
الفنان الإماراتي حمد العامري كان ضيف الحلقة أيضاً وتغنّى بقصيدة وطنيّة جميلة من كلمات الشاعر حمد الدرعي، وأطرب العامري جماهير الشعر من خلال القصيدة المغنّاة وأضفى المزيد من التألّق والجمال على مجريات الحلقة حيث تفاعل الجمهور معه بطريقة حماسيّة جميلة.
ضيفا استديو التحليل يعلّقان على مجريات الحلقة..
قبل إعلان النتيجة وأسماء المتأهّلين في هذه الحلقة رصد عارف عمر من خلال استوديو التحليل لأراء الضيفين حول مشاركات الشعراء المتأهّلين عن الحلقة الماضية، ومشاركات الشعراء في هذه الحلقة وتعليقات لجنة التحكيم على قصائدهم، حيث أسهبا بالحديث عن مشاركة الشاعر فهد السعدي ومفهوم النصّ حيث رأى سالم المعشني أنّ القصيدة ربّما تتحدّث عن مدينة الشاعر، وبيّن أنّ القصيدة متماسكة وفيها إبداع وصور شعريّة مبتكرة.
لحظة الحسم والإعلان عن النتائج...
في الختام أعلنت لجنة التحكيم عن نتائج منافسات الحلقة الثانية ، حيث منحت بطاقتي التأهّل لكل من الشاعرة حصة هلال والتي حصلت على أعلى الدرجات 48 من 50، والشاعر مسعود الوايلي حيث حصل على 46 من 50 .
وأصبح تأهّل اثنين من الشعراء الستّة الآخرين رهن بالتصويت الجماهيري، وكانت درجات لجنة التحكيم للشعراء كالتالي: ناصر العجمي 45 من 50، مشاري الشليمي 44، فهد السعدي 39، منير بن نصر 39، رائد الشيباني 38، ومحمد الحويطي 35.
فرسان الحلقة الثالثة...
في نهاية الحلقة تم الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة الثالثة يوم الأربعاء القادم وهم:
عبيد الهاملي من الإمارات، نايف بن عرويل وعبدالله سكات وجزاء البقمي وسعيد عبدالله القحطاني من السعودية، خالد معيوف من العراق، حمد البريدي من قطر، ونصار السويط من الكويت.
تقبلوا تحياتي
__________________
[
صفحتي على تويتر
haian_ali@
الايميل الجديد
ali_haian@hotmail.com
اسعد بتواجدكم