رحلتي إلى [ غانا ] .!


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 01-07-2009, 11:41 PM
  #1
سعد الجروي
عضو نشيط
 الصورة الرمزية سعد الجروي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 300
سعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond repute
افتراضي رحلتي إلى [ غانا ] .!

CENTER]



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيراً كثيراً


فبتوفيق من الله وحده ، سرنا بعد عشاء الأربعاء 19/ 4/ 1430هـ من الخبر ، متجهين إلى غانا عبر البحرين ثم دبي ، الأخوة الفضلاء الشيخ خميس الزهراني ، والأخ الكريم الشيخ عادل عوض بازيد ، والأخ الفاضل سعد القحطاني ، وصالح التويجري ، وذلك بعد أن أنهينا التأشيرات للسفر ، وترتيب الحقائب عصر ذلك اليوم ،

وبعد أن دخلنا جسر الملك فهد تمام الساعة 9,30 ليلاً ، وكنا نستقل حينها سيارة الشيخ صالح التويجري ، تذكرنا كتباً قد نسيناها ، سيأتي بها الأخ الفاضل نايف الغانم ، مما اضطرنا للانتظار مدة تقارب النصف ساعة ، تم حينها اختيار أمير للرحلة وهو الشيخ خميس الزهراني ،

وقد بدأ تولّيه لهذه المهمة الصعبة (حسب تعبيره) بخطبة ذكرنا فيها بهدفنا في هذه الرحلة ، وبعض الآداب التي ينبغي المحافظة عليها ، من حقوق الأخوة في السفر ، وتجديد الهمة الدعوية بين الفينة والأخرى ، ونحو ذلك مما يحتاجه المقام ، سرنا بعد ذلك بتوفيق من الله وتيسير منه وحده عبر المسار الخاص ، مما اختصر لنا الوقت والجهد ، ثم مررنا إلى عم الأخ سعد القحطاني (فيصل سعد القحطاني) في بيته الساعة 11.00 ليلاً ، فاستقبلنا أولاده بخير استقبال


وتناولنا القهوة عندهم طمعا في أجر الزيارة ، ولنبدأ في إحياء همّ الدعوة لديهم ، وقد جلسنا مع الأخ أحمد بن حسن البوعينين
وكان قد أصيب بشلل بعد حادث سيارة ، قبل خمس سنوات ، وتعالج منه بفضل الله ثم بمراجعة مصحات طبية في التشيك استمرت لسنة كاملة متقطعة الفترات ، ثم سرنا إلى مطار البحرين الدولي ، وبدأ الأخوة (فريق العمل) بمزاولة العمل المحبب إلى نفوسهم ، وهو الدعوة إلى الله سبحانه ، بتوزيع مطويات دعوية تعريفية بالإسلام ، بأسلوب مشوق ومحبب للنفوس ، وكان العمل موزعاً بين الإخوة فالشيخ صالح ذهب لإيقاف السيارة ، والشيخ عادل لحمل الحقائب ، والشيخ خميس والأخ سعد لتغليف كراتين الكتب ،

ثم تناولنا العشاء الساعة الواحدة ليلاً - وكان الإخوة لم يتناولوا العشاء من قبل - ثم الذهاب إلى صالة المغادرة لشحن العفش والذي كان يحوي على كتب دعوية وعلمية (للمفتي) وهدايا متنوعة من عطور وماء زمزم وساعات الفجر ونحوها ، مما زاد حمولة العفش إلى 195 كجم يعني بزيادة 95 كجم عن المسموح به ،

واتفق الأخوة بعد مشاورات إلى أن الكمية مهمة جدا ، وبالتالي لابد أن ندفع تكلفة الشحن ، وهي ما يقارب 2000 دولار ، وانتظرنا في مطار البحرين حتى الساعة 3.50 فجرا ، صلى الأخوة خلالها صلاة الوتر في مطار البحرين وقاموا بتوزيع المطويات الدعوية قدر الإمكان ،

وقد التقى الشيخ عادل بازيد بصديقه عبد الله باطرفي وتناولنا معه قهوة الاسبرسو(يزعم البعض بأنها منبّهة) ، وكان متجهاً إلى الصين ، ثم خرجنا من بوابة رقم 17 ، وركبنا الطائرة إلى دبي ، واستغرقت الرحلة ساعة وعشر دقائق ، و دخل وقت صلاة الفجر ، فصلينا جماعة في الطائرة نزلنا بعد ذلك في مطار دبي


وبدأنا لضيق الوقت ، وضخامة مبنى المطار ، بالبحث عن بوابة رقم 136 والتي كانت بعيدة جدا ، وقد جعل الأخوة هذه فرصة مناسبة لتوزيع المطويات للدعوة إلى الله وفي هذا المطار كانت الحركة عجيبة ، فالناس بمختلف جنسياتهم ولغاتهم قد التقوا في تلك النقطة لاستكمال رحلاتهم ، وقد تداخلوا في بعضهم يموجون ،

فسبحان من ألهم عباده قضاء حوائجهم وتدبير أمورهم مع بعضهم على اختلاف اللغات والأجناس ، وقتها لا يزال الأخوة لم يأخذوا كفايتهم من النوم ، ومع ذلك تلحظ الابتسامة على محيّاهم أمام بعضهم البعض ، وأمام زبونهم المدعوّ حال إعطائهم المادة الدعوية فمن متقبّل لها ، ومن رافض اقتناءها يقابله الأخوة بالاعتذار عن إزعاجه ، والله المستعان


خرجنا من دبي تمام الساعة السابعة والنصف ، وفي سيارة المطار التي تقلّنا للطائرة ، تعرفنا على رجل من الجنسية الروسية والذي يقيم في غانا منذ ستة عشرة سنة ، وبنى معه بعض الأخوة علاقة جيدة ، مما جعله يأخذ المطوية بكل فرح وسرور ،

ركبنا بعد ذلك الطائرة التي تقلّنا من دبي إلى أكرا (عاصمة غانا ) وفي الطائرة أخذنا قسطاً من الراحة لكون الرحلة على متن الطائرة استمرت ثمان ساعات ونصف ، كلٌّ قضى وقته بما يهواه وما يتناسب مع طريقة قضاء وقته عادةً ،

لأن المرء لا ينفكّ عن طبيعته ، مهما تغيّر عليه الوقت - غالباً - ، فبحسب ما كان يقضي وقته ، سيقضيه في مثل هذه المواقف ، فمن قارئ للقرآن ، ومن مطّلع على كتب ثقافية متنوّعة ، ونحوذلك ، والله المستعان .


قدّم لنا الغداء قبيل الظهر ، ونحن على متن الطائرة ، وبعدها قام بعض الأخوة بتوزيع ما تبقّى من مطويات على ركاب الطائرة ، حيث الفراغ يخيّم على الركاب ، فناسب توزيعها عليهم قبيل الوصول بساعتين تقريباً والحمد لله ، ونعتزم - بإذن الله - على تجديد الهمم للقيام بواجب الدعوة إلى الله حين نصل إلى غانا - إن شاء الله تعالى .



وصلنا أكرا وكان باستقبالنا الشيخ عبد العزيز إمام أهل السنة والجماعة في تكورادي (المنطقة الغربية) ومدير مؤسسة الفاروق وهو خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة ، وكذلك الشيخ أحمد فيضة إمام أهل السنة والجماعة في منطقة والي والي وهو خريج جامعة الملك سعود بالرياض ، وكان وصولنا الساعة الثانية عشر ظهراً بتوقيت غانا ،

واستمر الأخوة بالدعوة إلى الله بتأليف قلوب من يرونهم بالابتسامة الصادقة التي تنشد الخير للناس ، ركبنا التاكسي حتى وصلنا فندق (فيتن لوج) لصاحبته المسلمة (آمنة) ولا تسأل عن المعاناة من ندرة وجود الماء ورداءة النظافة ، ولكن الأخوة وافقوا على السكنى بشرط أن تكون ليلة واحدة ننتقل بعدها لمكان آخر ، وهكذا لابد أن يتربّى الداعية على التكيّف في جميع الأحوال وتحت كل الظروف ، ليكون عالمياً ،


أدى الأخوة صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً ، وكان إمام الرحلة الشيخ صالح التويجري ، بعد ذلك عقد الأخوة اجتماعاً ليتشاوروا ببرنامج الرحلة بالتفصيل ، ثم خرجنا لتناول وجبة الغداء في مطعم مجاور وتم تقديم وجبة أفريقية مميّزة (الفوفو)
وهي عبارة عن صالونة مرق السمك مع عجينة الذرة والبيض المسلوق ، وطبعا لم يستسيغها بعض الرفاق .

وأثناء الطريق للمطعم يجتهد الأخوة في توزيع المطويات حتى نفد ما حُمل بالأيدي والحمد لله رجعنا للسكن ورغب الأخوة بأخذ قسطا من الراحة ريثما يتبيّن الرد من قبل وزيرالخارجية أو وزير الشباب والرياضة للموافقة على زيارته - حيث تمّ أخذ موعد مسبق معهما ولكن طرأ عليهما ما أشغلهما من اجتماعات بسبب مضي مائة يوم على الحكومة الجديدة فاعتذرا في هذا اليوم .


وتم تأجيل الزيارة ليوم قادم ، ثم اتصل الأخوة بكبير الشرطة (كما يسمّونه) كوفي دوقو (رتبته بوليس كومينشنا) وهو مدير الأمن العام في دولة غانا الذي سبق ان زرناه ودعوناه للدخول في الإسلام في العام الماضي ، وأخبروه بمجيئنا ، ففرح فرحا شديداً وأخبر بأنه اليوم لن يذهب إلى عمله ، ولكن لامانع أن يزورنا في مقر إقامتنا ،

وبالفعل بعد منتصف العصر وصل للزيارة وفرحنا به وفرح بنا ، مع أنه غير مسلم ، ولكن هذا يدل على طيبة قلوبهم ، جلسنا معه جلسة ماتعة، تجاذبنا معه أطراف الحديث ، وتناولنا معه التمر السكري "رطب" وكان قد اعد الأخوة القهوة العربية
بالطريقة السعودية ، وكان المتحدث معه الأخ عادل بازيد عن الوتر والهدي النبوي فيه
وكذالك تحدّث معه الشيخ خميس الزهراني عن مسائل وقضايا متنوعة .

ثم فاجأنا بالزيارة عضو بالبرلمان الغاني في مكتب رئيس الدولة الحاج خالد إدريس والذي جاء بالسيارة الرسمية ومعه سائقه الخاص وسيارة الحرس الشخصي وهو ممثّل ولاية منبورغو لدى الدولة ، وزارنا في مقر إقامتنا ، وتجاذبنا معه أطراف الحديث ، بدأها هو بالترحيب بنا في هذه الدولة ، وأبلغنا اعتذار وزير الخارجية ، وأخبرنا باعتزازه بالإسلام ، وأنه يداوم كل يوم جمعة بالغترة البيضاء والعقال ، كزي للمسلمين - كما يقول - وأنها تنقل هذا وسائل الإعلام المختلفة ، مما دعى الشيخ عادل بازيد أن يقدّم غترته الشخصية كهدية ألبسها هذا الرجل المسؤول ،وفرح بها فرحاً شديداً،


ثم قام الأخ سعد الجروي القحطاني وأهدى غترته الشخصية لمدير الأمن العام كوفي وطلب منه أن يداوم على لبسها كل جمعة وان كان غير مسلم ،ففرح بها كذلك ، ولبسها حتى غادرنا ، ثم أهدينا لهما كذلك تمرا وساعة الفجر وماء زمزم ، وخرجنا معهما وهما ممتنّان بهذه الهدايا ، حتى ركبا سيارتيهما وغادرا .



وكان قد دخل حينها وقت صلاة العشاء ، ونسمع صلاة بعض المساجد المجاورة ونحن في السكن ، فطلبنا من الأخوة أن نذهب ونصلي ، فذهبنا لمسجد بعيد "قليلاً" وقد فاتتنا الصلاة ، هذا المسجد الذي وصلنا إليه ، مجاور لسينما ، قد كان صاحب السينما قد أعطى الفرصة للمسلمين لوضع مسجد جوار السينما ، ثم مات صاحب السينما ، فأراد الورثة بيع أرض السينما كاملة ، فأتت منظمة تنصيرية واشترت الأرض لتضع بها كنيسة ، وتُخرج المسجد ، فقامت قيامة المسلمين وثارت ثائرت حميتهم لدينهم ، ولكن ليس بيدهم مال يشترون به الأرض التي تبلغ قيمة (ما على المسجد فقط ) عشرة آلاف دولار أمريكي !

وبدؤوا يجمعون شيئاً فشيئا ، ووضعوا لوحة داخل المسجد لجمع التبرعات ، لإحصاء ما يمكن جمعه ، وفي طريقنا للمسجد ذاته حمل الأخوة بعض المطويات والكتيبات لتوزيعها أثناء الطريق ، وبالفعل تم التوزيع على من نقابلهم ، حتى نفدت كلها في الذهاب فقط ، فتحسّرنا أننا لم نحمل معنا المزيد ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ، والحمد لله على كل حال .


أخذنا في طريق رجوعنا من المسجد بعض المأكولات المعلبة وشي من الألبان والعصائر ، ولما وصلنا للسكن تناولنا بعض هذه المأكولات والتمر ونحوها ،
بعد ذلك أخذنا قسطا من الراحة ونمنا الساعة العاشرة تقريباً والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، أيقظنا أمير الرحلة قبيل صلاة الفجر بساعة تقريباً صلى الأخوة فيها صلاة الوتر ثم تناولنا القهوة والتمر السكري حتى دخل وقت صلاة الفجر ثم صلينا الفجر ، وجلسنا نتحدّث عن برنامج اليوم وزيارتنا للمنطقة الغربية ، الذي يستغرق الطريق إليها أربع ساعات تقريباً ،

سننطلق الساعة السابعة والنصف ، وواقعيا الآن الساعة الثامنة والنصف ولم ننطلق ! انطلقنا من أكرا (العاصمة) يوم الجمعة 21/ 4/ 1430هـ الساعة 9.30 صباحاً متجهين إلى المنطقة الغربية "تكورادي" ، والتي تبعد 190 كم عن العاصمة ، على سيارة عضو البرلمان الحاج خالد إدريس (خال فيضه) بسائقه الخاص وذلك بعد الإفطار ،


وقد حصل موقفاً ظريفاً ، حيث انكفأ ماء حار على الشيخ عبد العزيز يوسف إمام أهل السنة والجماعة بالمنطقة الغربية ، وفزّ واقفاً على قدميه بشكل مضحك جدا ، وهو الذي كان يحرص على الالتزام بالصمت ، ولكن يُحمد له أنه ملك أعصابه ولم يثرّب على الخادم .

كان في بداية الطريق أن مررنا بمحطة وقود فملأنا خزان الوقود بسيارة عضو البرلمان الحاج خالد إدريس بالديزل من نوع باترول نيسان ، ثم تيسّر لنا مقابلة سريعة مع الشيخ أرميا ، وهو موظف لدى وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ، وقائم على مدرسة تحفيظ هناك ، واصلنا بعد ذلك السير ، أثناء الطريق وجدنا في أثنائه تعثّرا فوقف الإخوة وواصلوا مهمتهم المفضّلة من توزيع مطويات والسلام على الناس بلطف شديد ، حتى فتح الطريق ، وقد أثّر هذا على موعد وصولنا "تكورادي" لأداء خطبة الجمعة ،

كان الطريق ملفتاً للانتباه بجمال خضرته واتصال أشجاره بين ناحيتي الطريق ، وتنوّع أشكالها وضخامة جذوعها ، وزاد جمال الطريق كثرة القرى التي يخترقها وتواجد الباعة على ناحيتي الطريق مما دعا الأخوة إلى التوقف لشراء الأناناس،


وكذلك توزيع المطويات الدعوية ، وقبيل وصولنا للمنطقة الغربية مررنا بكلية لإعداد القساوسة في المنطقة الجنوبية (مما يدل على وجود أخرى في الشمالية – كما أخبرنا الأخوة-) مما أثار استغرابنا ، حيث أنه في المقابل لا توجد كليات إسلامية ولا جامعات ولا معاهد علمية ، والله المستعان !

ومع ذلك لاحظنا عظمة الإسلام وقوة تأثيره حيث التقينا بشاب يدعى أنس ، وكان قد تخرج من هذه الجامعة ليصبح قسيسا فتأثر من اجتماعات دعوية اسلامية فأسلم ورأينا فيه الحرص على السنة والتعلم وأحببناه كثيرا وأحبنا

وصلنا بعد ذلك "تكورادي" تحديداً بمنطقة "سكندي" وكان أول عمل قام به الأخوة أن توزعوا على الجوامع لخطبة الجمعة ، فبدأ صالح التويجري بالنزول إلى جامع السلام الذي يؤمّهم الشيخ عبد الكريم ، وكانت الخطبة عن اسم من أسماء الله تعالى "الرحمن" بعد الخطبتين وقبل الصلاة قام الأخ عبد الكريم بالترجمة ، ثم صُليت الجمعة ، ثم ألقي كلمة بعد الصلاة عن رحمة الداعية بالخلق بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،


بقية الأخوة ذهبوا إلى جامع مدرسة العلم النافع وقاموا بزيارة مدرسة العلم النافع _التي أنشأها والد الشيخ عبد العزيز يوسف _ بعد صلاة الجمعة ، وكانت مكوّنة من طابقين ، الأرضي للمرحلة الابتدائية ، والعلوي للمرحلة المتوسطة ، وهناك قسم لازال تحت الإنشاء لتدريس الحاسب الآلي ،

وقد التقينا أثناء جولتنا بالمدرسة ببعض المدرسين ،ومما أثار إعجابنا أن مدرسي اللغة الانجليزية مسلمين ، مع أن أكثر المدارس الغانية المسلمة يكون القائمون على تدريس اللغة الانجليزية نصارى لضعف المسلمين في اللغة حيث قال المفتي أن اباءهم كانوا يحرمون تعلم الانجليزية ، وطلب الأخوة توفير أجهزة حاسب آلي وإيجاد فصل دراسي واحد لتدريس بداية المرحلة الثانوية ، وتم الأمران والحمد لله عبر أحد المحسنين ، وذلك عن طريق جمعية إقرأ للتعليم والتنمية .


ذهبنا بعد ذلك إلى منزل حبيب الله يوسف أخو عبد العزيز يوسف الصغير، والذي أكرمنا ، واستقبلنا أحسن استقبال ، وشدّنا ما رأينا في بيته من حرصه على بناء مصلى تقام فيه الصلوات الخمس ، وحلقات التحفيظ ، وكان يكفل ثلاثة من الأيتام يربيهم في بيته مع أولاده ويُحفظهم ما تيسر من القرآن ، وقد سمعنا من يتيم عنده عمره خمس سنوات يفتح المصحف ويقرأ مجوّداً ، فجزاه الله خيراً .

بعد تناول الغداء أخذنا قسطا من الراحة لمدة نصف ساعة تقريباً ثم صلينا العصر ، بعد ذلك اتجهنا إلى ما يسمّى بقصر الحكم في "تكورادي" ، حيث التقينا بأمراء القبائل ، وكذلك أمير أمراء القبائل ،



وكان اللقاء رسمياً قد حملنا معنا الهدايا ، ولبسنا المشالح حفاظا على بروتوكلاتهم ، ودار الحديث بيننا وبينهم عن طريق المترجم ، فرأينا منهم حسن التنظيم في طريقة المتحدثين ، تم الترحيب بمقدمنا ترحيباً حاراً ، وقابل ذلك كلمة ألقاها صالح التويجري حول هدف المجئ وضرورة القيام بالواجب تجاه نصرة هذا الدين ثم عقّب الشيخ خميس الزهراني ،

ولمسنا من لقائهم الحرص على الرقي بالمنطقة عبر التعليم والتدريب المهني ، وحمل همّ المسلمين في ذلك ،وأن الجهل هو سبب تأخرهم ، حتى قالوا أنه لولا العلم لم نتمكن من التفاهم فيما بيننا ولكن العلم باللغات جعل هناك مترجماً لنفهمكم وتفهموننا ! أعقب ذلك تقديم الهدايا المنوعة (ماء زمزم ، تمر ، ساعة الفجر، عطورات )



خرجنا منهم قبيل الغروب ، ثم اتجهنا إلى جامع السلام لإلقاء محاضرة بعد المغرب في حي "أفيو كوما" ألقينا فيها ندوة مشتركة ، كان نصيب الأسد فيها للشيخ خميس الزهراني ، حيث استغرقت كلمته ما يزيد عن خمسين دقيقة ، وصالح التويجري عشر دقائق ، وعادل بازيد مثل ذلك وسعد القحطاني ،


كانت كلمة الشيخ خميس حول الاستمساك بالإسلام والعقيدة الصحيحة من خلال امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بالوحيين ودعاهم لحمل هم الدين وحذر من خطر الزنا والخمر الذي انتشر في المسلمين بسبب تركهم الدعوة ، وكلمة الشيخ صالح التويجري عن الأخوة وضرورة صفاء النفوس تجاه الأخوة .



وكانت كلمة عادل بازيد حول ضرورة إيصال الدعوة للآخرين ، ثم سعد القحطاني حول أهمية العمل للإسلام وانه من أسباب حسن الخاتمة ، كانت الكلمات تترجم للغة المحلية ، ثم قمنا بالإجابة على أسئلتهم ، التقينا أثناء هذا اللقاء برجل سعودي اسمه هذال الدوسري له بعض البرامج الدعوية والمشاريع التنموية التي تخدم العمل الإسلامي .

المثير في الأمر : أنه بعد الصلاة جاءنا إمام المسجد الشيخ عبد الكريم وقال : إنه يوجد اثنين من الدعاة متقاطعين من ثلاث سنوات ، وإنه بعد الكلمة عن الأخوة وصفاء النفوس أراد الأخوان أن يصطلحا ، وهما حبيب الله يوسف ، وصلاح الدين ، وتم ذلك والحمد لله أن أصلح بينهما ، والفضل لله أولاً وآخرا وظاهرا وباطناً وهذا يدل على قبولهم من العرب وأبناء الجزيرة.

تناولنا الشاي في المسجد (السلام) واستمعنا إلى احتياجات الجامع ، بعد ذلك توجهنا إلى بيت الأخ حبيب الله وتناولنا العشاء ثم خلدنا إلى النوم ، بعد يوم فيه الكثير من الأعمال .






أصبحنا السبت 22 / 4 / 1430 هـ
وانتظرنا الشيخ عبد العزيز يوسف حيث بات عند أهله ، ليأتِ لنا بسيارة "مستأجرة" من مكتب تأجير السيارات ، فأتى بها الساعة السابعة والنصف ، حيث هي هونداي 2007 استأجرها بـ (200) دولار لليوم الواحد !! انطلقنا إلى كوماسي ، وكان الطريق طوووويلاً ، استغرق ما يزيد عن ثلاث ساعات ونصف ، وذلك لأننا رجعنا إلى المخرج الذي يؤدي إلى كوماسي عبر نفس الطريق الذي سلكناه إلى تكورادي من أكرا.

في الطريق إلى كوماسي حصل لنا موقفاً بعدما طلب الأخوة دورة المياه ، وقفنا في منطقة في الطريق ، ودخلنا الحي ، بحثاً عن دورة مياه ، مررنا بمسجد وكنيسة متجاورتين وهناك وجد الشيخ خميس والشيخ عبدالعزيز يوسف امرأة كبيرة بالسن ، سألوها : هل هي مسلمة ؟ فأجابت : بأنها نصرانية ، ولكن أباها مسلم واسمه موسى ، وبمجرد عبارات قليلة قبلت أن تدخل الإسلام وتعود الى الحق والحمد لله ، فأعطيناها هدية عبارة عن عطر خاص بها ، لتأليف قلبها للثبات على هذا الدين العظيم وبادلها الدعاة هواتفهم للتواصل ،

بعد ذلك وجد أحد الأخوة تجمهراً حول كنيسة ، فتبين وجود جنازة ، وأنهم سيؤدون الطقوس تجاهها ، قابلهم القسيس ، واستقبلهم وحيّاهم ورحب بهم ،وتحدّثوا معه عن الإسلام فطلب منهم بعض الكتب ، وأطال الوقوف معهم ، في الوقت الذي ينتظره
النصارى داخل الكنيسة وهو غير مبالٍ بهم بل مهتم يسمع عن الإسلام ، وأخذ كتباً ووعدهم خيراً وصدع أمام الناس بإيمانه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقلنا له اننا نريد ان ندرك انفسنا وانت قبل ان نكون مثل هذه الجنازة فتأثر وقال الدعاة بأن الأفضل أن يتواصلوا هم معه لصعوبة موقفه فأعطاهم ارقام هواتفه ثم قمنا بتوزيع المطويات على بعض نصارى القرية والذين حضروا بلباس خاص لمراسم الجنائز عندهم



بعد ذلك انطلقنا إلى كوماسي ووصلناها الساعة 2,00 ظهراً تقريباً ، تناولنا الغداء عند الشيخ عبد الرزاق مدير دار الحديث ، لدى غرفة الضيافة بجوار الدار ، الجميل أن الدار مبنى مكوّن من أربعة طوابق فوق الدور الأرضي ، فهو مسجد ومدرسة ومكتبة علمية ونحو ذلك والحمد لله ، صلينا في مسجد دار الحديث الظهر والعصر جمعاً وقصراً ، ثم ذهبنا لزيارة جمعية اقرأ للتعليم والتنمية ، وجلسنا مع المدير التنفيذي الشيخ محمد المو محمن ، وفريق العمل معه ، وتجاذبنا أطراف الحديث ، وجذبنا حسن التنظيم لديهم ، من تقييم العمل وتقسيم المهام ووضوحها ، الجمعية عمرها ثلاث سنوات وكانت امتداداً لما أسّسه المنتدى الإسلامي قبل ذلك ،







خرجنا بعد ذلك إلى مدرسة الأزهرية والمكوّن من جامع كبير اسمه التوحيد ومدرسة كبيرة من المراحل الثلاث (بنين وبنات ) يدرس فيها ما يربو عن 2700 طالب وطالبة على فترات مختلفة.. الجامع فيه حلقة .. زرناها ورأينا طلاب الحلقة فيها واختبرنا بعضهم ، والتقينا بالمحفّظين ، وتم توزيع بعض الهدايا على المحفظين من عطور ونحوها ..

بعد ذلك قابلنا الشيخ (محمد كامل محمد) إمام أهل السنة في قبيلة اشانتى مدير مدرسة الأزهرية وتجاذبنا معه أطراف الحديث وتم تقديم هدية له مكونة من ماء زمزم وتمر وساعة الفجر وعطر مناسب ،



ثم رجعنا إلى دار الحديث ليلقي الشيخ خميس الزهراني محاضرة تم ترجمتها من قبل الشيخ عبدالرزاق عن التوحيد وأثره في الثبات والنصرات ثم صلينا العشاء فألقى الشيخ سعد القحطاني كلمة حث فيها الحضور على القيام بواجب الدعوة إلى الله ، وتم ترجمتها كذلك من قبل الشيخ عبدالرزاق ،

الجميل في كلمة الشيخ سعد أنه أمر الحضور بالوقوف لمن كان عمره (21،22،23) فقط من الشباب ، فوقفوا فأرسل لهم رسالة محمّلة بالمسؤولية تجاه نشر هذا الدين العظيم وكأنه يترجم حديث النبي صلى الله عليه وسلم (...اغتنم شبابك قبل هرمك ) والأجمل أن الشيخ سعد أستأذن قبل إلقاء الكلمة فرد عليه الأخ عبدالرزاق ، بأنهم يقولون : مستعدون للجلوس حتى الفجر ، والله المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله .





بعد ذلك خرجنا من المسجد إلى غرفة الضيافة فتناولنا العشاء
ومن ثم خرجنا لزيارة الشيخ (إسماعيل) مدير مدرسة الثقافة في كوماسي.




ثم سرنا في الليل عائدين إلى (أكرا) العاصمة ... ولا تسأل عن المعاناة في الطريق المحفّر ، فكم آلم ظهور الأخوة وشتت نومهم ، استمر الطريق أكثر من أربع ساعات وقد قابلنا في الطريق الجو الممطر والذي قام الشيخ عادل بتصويره بالفيديو ، وصلنا أكرا الساعة الواحدة ليلاً ، واتجهنا إلى فندق (بالوما) والذي يمتلكه لبناني الجنسية نصراني الديانة ووضع فيه مقهى ومرقص وخمارة والله المستعان مما ترك فرصة للدعوة إلى الله في ميدان الفندق ومع بداية دخولنا للفندق لقي الأخوة الشباب الذين خرجوا من المرقص- وبعضهم في حالة سكر- بالدعوة والمطويات وتقبل الكثير منهم خصوصاً شاب من كندا ،

وسقط الأخوة من الأعياء والتعب بعد الطريق الطويل على فرشهم ليرتاحوا ، صلينا الفجر ثم ارتحنا قليلاً ، ثم أيقظنا الأخ عبدالعزيز يوسف الساعة الثامنة لكونه قد رتب لنا زيارتين للمفتي ووزير التجارة السابق ، ولكن ذهب هو بالسيارة ولم يرجع إلا العاشرة والثلث وجدنا الساعة الثامنة والربع عضو البرلمان خالد إدريس بانتظارنا بالخارج فجلسنا نتحدث معه طويلاً ، قبل أن نفطر وأعتذر بالنيابة عن وزير الخارجية لأنه رجع من سفر وكان مريضا ،

الجدير بالدكر أن الشيخ خميس الزهراني وسعد القحطاني استغلوا وقت الانتظار بالدعوة وبفضل الله أسلم في تلك الفترة الوجيزة رجلين وسبع نساء متفرقين كان من بينهن فتاتين ابويهما مسلمين.



بعدها اتجهنا إلى مفتي اهل السنة والجماعة قي غانا وهو من طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله وفرح بنا كثيراً وقدمنا له الهدايا وتجاذبنا أطراف الحديث حول ما هو الأصلح من المشاريع فكان يدعو المسلمين ليقيموا لهم الأوقاف لدعم الدعوة.



ثم رجعنا إلى الفندق ووجدنا وزير التجارة قد وصل للفندق وجلسنا نتبادل أطراف الحديث ، فذكر احتياج البلد إلى التعليم والتطوير ، وتحدثنا عن حاجة المرء للأعمال الصالحة و للدعوة إلى الله سبحانه وتأثرنا منه لما قال أن هناك من بنى بيت في الجنة وقد لا يكمله ولكني سأكمل بنايتي وسأبني قصوراً وقوله أنه سيحرص على بناء بيت له ولإخوانه المسلمين في الجنة بدعوتهم بحكم منصبه البرلماني ،



بعد ذلك صلينا الظهر والعصر وصلى معنا ، ولكن يظهر لنا أنه لا يعرف صفة الصلاة جيداً ولم يقرأ عنها كثيراً لتفريطنا نحن في ذلك ، ولذلك ألزمنا الدعاة بالتواصل معه ليعطى بعض الكتيبات .



عندئذ خرجنا من الفندق الساعة 2.00 ظهراً للاتجاه إلى المطار وقبيل الوصول ذهبنا نتغدى على البحر ، ووجدنا كورياً على البحر معه مجموعة أفارقة وعلمنا بأن أقوى المنصرين هم من كوريا فلما أردنا ان نوزع المطويات عليهم ونقوم بدعوتهم قاطعنا بالدعوة الى باطله واعتذر عن قبول المطويات ومن معه الا امرأتان نسأل الله لهما الهداية

بعدها نزلنا للمحيط لنرى ايات الله فيه وحاولنا مرة اخرى الوصول لدعوة الأفارقة الذين كانوا في معية الكوري لما ابتعدوا عنه واقتربوا منا فما وجدنا تجاوبا فودعناهم بحزن ودعونا المنصر الكوري للغداء فاعتذر بتحرج فلعلها تعلق في ذهنه.. والحمدلله أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً .



بعد ذلك توجه الأخ عادل بازيد لقص بطاقة صعود الطائرة ثم ودعنا الأخوين عبدالعزيز يوسف وأحمد فيضه وداعاً حاراً وإعطيناهما بعض الهدايا من عطور و تمور وماء زمزم وساعة الفجر
ومبلغ بسيط من المال يوصلها مدينتيهما (تكورادي) و(تامالي )




ركبنا الطائرة الساعة 5.50 عصراً بتوقيت غانا وبعد ساعة ونصف من إقلاع الطائرة غربت الشمس فصلينا المغرب والعشاء جماعة في الطائرة ثم مكثنا طويلاً ارتحنا فيها ، ونمنا و وصلنا دبي عند طلوع الفجر وصلينا الفجر في مطار دبي قبل خروج الوقت – والحمدلله – وذهب الأخوين خميس وسعد للسوق الحرة لشراء هدايا لأهليهم وأما الأخ عادل وصالح فذهبا إلى الإنترنت

ثم أفطرنا في تمام الساعة السادسة وأثناء ذلك وقبله وزع الأخوة في مطار دبي ما تبقى من كتب ومطويات مرفقة معها .. ففقدت الوسائل الدعوية المكتوبة الممكنة والله المستعان ، انتظرنا حتى تعلن الرحلة عند البوابة 128 الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة صباحاً لنركب من دبي إلى البحرين إن شاء الله .



وصلنا مطار البحرين الثامنة والنصف بتوقيت البلد وبعد انهاء اجراءات الجوازات واخذ العفش استقلينا سيارة الشيخ صالح التويجري عائدين الى مملكتنا الحبيبة والتي اشتقنا اليها وحقيقة من ابتعد عنها عرف قدرها وقيمتها
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.


__________________
[لا أحد أكبر من أن يستفيد … ولا أحد أقل من أن يفيد … من جهلنا أخطأنا …. ومن أخطائنا نتعلّم

التعديل الأخير تم بواسطة سعد الجروي ; 01-07-2009 الساعة 11:48 PM
سعد الجروي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الامير خالد بن طلال يطالب بحجر اموال الوليد ومنعه من السفر مرعي بن دواس الحبابي المجلس الـــــعــــــــام 7 29-06-2009 11:45 PM
فضائح الرافضه صوتيات ومرئيات ووثائق وكتب ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 25 07-03-2008 11:01 PM
<> - <> مـــلـــــوك وأمـــــــراء نـــجد مــن قحـــــــطان <> - <> سنحان بن عامر مجلس الأنساب 21 08-07-2007 02:12 AM


الساعة الآن 05:59 PM

سناب المشاهير