المتسول ( سيرة كاتب )


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 12-03-2009, 11:00 AM
  #1
سعد ابوحيمد
..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224
سعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond repute
افتراضي المتسول ( سيرة كاتب )

المتســول
بقلم : سعدابوحيمد


جا ء وهو يحمل على احد اكتافه رز مة ملفوفة بطبقات من الورق ومربوطة ببعض الخيوط ، هذه الرزمة لا احد يدرى ما بداخلها الا حاملها ،وراح يسير فى احد شوارع المدينة ، معتليا الرصيف ومحا ذيا للصفوف الطويلة من المحلا ت والدكا كين والمقا هى والمكا تب ، والتى قد جعلها على يمين سيره ، وكان اثناء سيره قد لوى عنقه الى اليمين نحو المحلا ت ورافعا نا ظريه الى الا على، من اجل ان يرى ويقرأ ا سما ء المحلا ت ، فلعله يجد حلا لمشكلته ، وفجأ ة توقف امام احدى اللوحات التى كتب عليها كتابة لفتت نظره ، لكنه لم يتبينها ولم يتمكن من قرا ءتها ، لانها عالية بعض الشيء ،لذا نزل عن الر صيف وابتعد قليلا الى وسط الشارع حتى يتمكن من رؤية اللوحة وقرا ء تها جيدا ، وقر أ ما هو مكتوب ( المؤ سسة العامة لخدمة الا دب والا دبا ء ) قر أ ها مرة ومرتين ،وتنفس الصعدا ء وقال : لقد وجدتها انها التى ستسا عدنى وتعيننى على طباعة ونشر مؤلفاتى ، وتقدم سالم عبد الله العربى الى مدخل المؤ سسة وهو ما زال يحمل الر زمة على كتفه ، ودخل الى صالة الا ستقبال التى يحتل جانبا منها عدد من المقاعد ، وفى الجا نب الا خر يجلس موظف الاستقبال وراء مكتبه ، وتقدم سالم بعد ما وضع الرزمة جانبا والقى التحية على الموظف ، ورد الموظف على سالم بالتحية وقال : هل من خدمة اقدمها لك ؟ قال سالم : نعم لقد اتيت الى مؤ سستكم بعد ان رأ يت وقر أ ت اسمها ومظمون مها مها ، فا نا كاتب هاو وغير محترف ، ولدى بعض المؤ لفات التى اريد ان تعيننى المؤ سسة على انجازها ، قال الموظف : هل اتشرف بمعر فتك ، وهل سبق ونشر لك اى انتاج ؟ قال : اسمى سالم عبد الله العربى ولم يسبق ان نشر لى اى انتاج ،.فا نا كما ذكرت كاتب هاو ، وليس من اهدا فى الا حتراف او الكسب الما دى ،، .قال الموظف : ما دام الامر كذلك فا نه يلزمك مقابلة المدير العام ، فهو من سيتفا هم معك حول ذلك ..قال سالم : اذا ارجوان تا ذن لى بمقابلة المدير ، .قال الموظف : المدير لا يوجد فى الوقت الحاضر وقد لايعود الا بعد سا عتين او ثلا ث ساعات ، لذا فا ن عليك ان تذهب الى شأ نك ثم تعود بعد ثلاث ساعات .قال سالم : والله يا أ خى لا شأ ن لى غير هذا الشأ ن الذ ى حدثتك حوله ، لذا فا ن على ان انتظر حتى يأ ت المدير ، فهل تأ ذن لى بأ ن انتظر فى الصالة ؟ . قال : لا بأ س ولكن ار جو ان تعلم ان دوامنا ينتهى فى الواحدة ظهرا عندها يجرى اعلاق المكتب .جلس سالم على احد المقاعد و غير بعيد عن رز مته ،.واحس سالم بو طأ ة الانتظار وطول الوقت ، وراح يفكر كيف يمضى هذا الانتظار ، وراوده الملل ، فهو قد تعود ان لايهدر الوقت ،بل كا ن دائما يشغل فكره وذهنه بما يدور فى خاطره ، فما ذا عليه ان يشغل ذهنه به ،وتولت ذاكرته المهمة ،وهيأت له مجالا واسعا يمكن ان يستوعب وقته وانتظاره ،اعادته الذا كرة لما ضيه وبداياته الاولى ، وراح سالم يحدث نفسه ويقول : ولدت فى قرية صحراوية نائية ، وعشت فىكنف اسرة ميسورة قياسا باحوال القرية ، وكانت القرية واسمها ( المنارة ) لايتوفر بها مدارس لتعليم الا طفال ، فقط يوجد معلم واحد يعلم القر آ ن والكتابة البسيطة ومقره المسجد ، وقد تخرجت من مدرسة الجامع حافظا للقر آن واجيد القراءة والكتابة الاولية ، وبعد ذلك من البديهى ان انظم الى والدى لامارس معه مزاولة مهنته التجارية ، وعلى مستوى القرية ، وبالرغم من صغر سنى حينذا ك ، فقد كنت اشعر بان هنا ك دور او مكانة ابحث عنها واحلم بها ، ومن المفا رقة ان يحدث ظرف جعلنى اغادر قريتى وانا فى سن الطفولة ، سافرت الى الرياض ، وهناك تلقانى احد اقاربى واحاطنى بعنايته وعطفه وعندها بدى لى اننى اقف امام بدا ية حلمى ورغبتى ، واهمها المزيد من الدراسة وقد تهيأ لى شيئا منها وليس كلها ، فقد استمالتنى مهنة يعمل بها قريبى ومارستها ، وحصلت منها ما لم احلم به وانا فى هذه السن المبكرة ، وعدت الى والدى نشوا نا بماحققته من كسب ، وما رست التجارة معه من جديد التجارة التى افشلتها السيا رات القديمة ، والتى كان والدى يعمل عليها ، ومرة اخرى غادرت القرية ، والى مدينة الدمام ، ومارست بها مهنة اخرى هى السواقة ، وحصلت منها على شىء من الدخل المحدود ، وهذه المهنة لم تكن مقنعة لى فتخليت عنها ، وكان فى اعماقى رغبة وطموح لا ادرى كيف احققه ، الا ان هذه الرغبة وذلك الطموح يسبقه بالضرورة بعض المهام التى تتعلق بتا مين العيش لاسرتى التى اتحمل مسئوليتها وهى والدتى وبعض اخوتى وزوجتى التى ارتبطت بها حديثا ،لكن حدثا وقع وفرض نفسه ، حدث لم اتوقعه ولم يخطر على بالى ، ذلك هو سفر للخارج سفر لم اكن راغبا فيه ، لكنها كانت رغبة من قريبى ( خالى ) الذى اشعر له باحترام واسع وتقدير بالغ ، فقد طلب منى مرافقة احد اصدقائه الذى سيسافر الى لبنان للعلا ج على حساب الدولة ، واستجبت لطلب الخال وسافرت ، وهناك فى لبنا ن، اصبت بالا نبهار، رأ يت بلدا متطورا متقدما فى العلوم والثقافة ، ويتميز بالا جواء الطبيعية الخلا بة ، وهناك شا هدت وراقبت بل تأ ثر ت بالمشهد الثقا فى والمعرفى ، وشعرت ان الغطا ء قد انكشف عن مواهبى المطمورة ،وان قدراتى المكبوتة قد تنبهت ، غير انه ليس با ستطاعتى ان اعمل شيئا لالحق بهذا البلد واهله ، فما ذا على ان افعل ؟ .لجأ ت الى القراءة والمطالعة ، قرأ ت الكتب طالعت المجلات والجرائد ، وشاهدت المسرح ودخلت الى السينما ، وتخاطبت مع المتعلمين وحاورت المثقفين ، وكان مبعث ذلك كله هو شغفى ورغبتى فى الحصول على شىء مما فاتنى من فرص التعلم ، وتمنيت لو التقط حبل مسيرة التعلم من جديد ، لكن ذلك كان مستحيلا ، ولاسباب عديدة منها عدم القدرة المالية وايصا العمر الزمنى ، ، عدت من لبنا ن وانا احمل بوادر انقلاب فى تفكيرى ، فقد تنبهت مداركى وترسخت رغبتى فى طلب المعرفة ، ولم يكن امامى الا الانكباب على المطالعة وزاد نهمى فى القراءة ، قر اءة الكتب اى كتب و الجرائد والمجلات ، اما الراديو فقد اصبح رفيقا لى ، وكنت بذلك اقصد التعويض عما فاتنى من مراحل الدراسة ،ولم اكتف بالقراءة ، بل حرصت على الا حتكاك بالمثقفين والاتصال بهم ، وبا مكانياتى تلك تمكنت من ان اضع لى مكانة فى مجتمع القرية ، ذلك اننى قد سخرت نفسى فى خدمتهم، ونتيجة لجهودى وتقدمى فى المعرفة فقد حصلت على اول وظيفة حكومية محترمة وذات راتب جيد ، لكن ها جس الدراسة لم يغرب عن بالى ، فمع قيامى بوظيفتى وتقديم الخدمات لبلدى فقد نجحت فىالحصول على شهادات المراحل الثلاث الا بتدائية والمتوسطة والثانوية وقد توقفت هنا ولم اتقدم للدراسة الجامعية ، وكان منطقى اوسبب توقفى عن الدراسة الجامعية هو، اننى اصبحت اشعر بان ما حصلت عليه من ثقافة عامة يمكن ا ن توازى اوتفوق الدراسة الجامعية ، هذا سبب اما السبب الثانى فا ننى قد فكرت بل قررت ان اتخلى عن الوظيفة واعمل فى الا عمال الحر ة ، التى ولاشك انها اكثر مردودا من راتب الوظيفة المحدود ، ولقد تركت الوظيفة بالفعل ، وحتى القرية تركتها بعد ان خدمتها فى منافع كثيرة وقدنلت عليها شكرهم وتقديرهم ، اما الان و بعد مرور الكثير من الزمن الذى قضيته فى الخدمة العامة ،فقد رأيت ان اعود للعناية بشئونى الخاصة ، فاما مى قضيتين مهمتين ، على ان ارعاهما ،وهما تنمية مدخراتى لاعيش مع اسرتى با مان ، اما الثانية وهى الاهم فهى تنمية اولا دى وتعليمهم ، ومن توفيق الله والشكر له اننى قد نجحت فى المهمتين ، فقد نال الاولاد الشهادا ت العليا وكذلك البنات كما ان المدخرات قد نجحت ونمت ، وهنا وعندما رأ يت النجاح بعينى وانه قد اصبح لدى ها مش من الوقت وعدم الا رتباط ، هنا تلمست لنفسى متكئا ألوذ اليه لانال قسطا من الراحة ، راحة المحارب الذى جاهد وحق له ان ينال ماهو بحاجة اليه من الهدوء وراحة البال ، ،ولكن انى لى ان استريح ، وانا قد تعودت على العمل الدؤب والجهد المتواصل ، تابعت عن كثب مسيرة المهمتين ولكن دون تعمق ، ،وخلال الا ستراحة ، كان هناك مايشغل ويلح على خاطرى، فقد كان هناك مخزونى من الخبرات والتجارب والممارسات التى مررت بها ، هذا المخزون الذى يود ، وانا ايضا اود ان يرى النور ليخرج وليكون على الا قل نبراسا وعضة لاولادى ، فلقد كانت مسيرة طويلة وبها الكثير من المواقف التى اود ان يطلع عليها اولادى ليدركو ما قام به والدهم تجاههم وماقام به لخدمة بلده ومواطنيه ، فقد يزيدهم ذلك تقديرا واعتزازا بوالدهم ، وقررت ان اكتب ، اكتب على طريقتى وعلى اسلوبى ، فا نا غير متخصص او متعود على الكتابة الكتابة التى يمكن ان تنشر او تقر أ ، ومع ذلك كتبت ، وشطبت ومحيت واخطأ ت واصبت ، وابقيت ما كتبته محفوظا عندى ولم افرج عنه ، ولكن صدفة حدثت ، فقد اطلع احد المشتغلين بالا دب والكتابة على ما كتبته ، وفو جئت بان الكاتب المذكور قد اشاد بالكتابة وشدد على نشرها ، وقد دفع بى هذا الكاتب لا ن امضى فى الكتابة ، ولكننى رغبت فى رأ ى ودعم آخر ،، ذهبت الى كاتب يعمل فى احدى الجرائد ( القسم الادبى ) فقد نشر لى موضوعا واحدا ، وطلبت رأيه ودعمه ، ولكن هذا اطل على من عل ! وراح يعطى نصحا وتوجيها حتى قبل ان يطلع على الكتابة ، وقال : ان الكتابة ليست فى متناول الجميع ، ومضى يقول : يجب قبل الكتابة ان يقرأ الكاتب للا دباء الكبار ، امثال ... (برتراند رسل ) و( هيجو ) و ( همنجواى ) و( تشارلز دكنز ) وغيرهم ، والغريب انه لم يوص با ى كاتب عربى ، وفهمت ان بينى وبينه 0( هوة ) وشعرت با نه قد قلل من عزيمتى وزرع فى نفسى شيئا من اليا س ، ولكن ها جسا آخرا عطانى املا ، فهذا الكاتب ليس بالضزوزة نهاية المطاف ، وفى سبيل البحث عن آراء اخرى ، اتيح لى حضور ندوات ادبية تستعرض وتناقش بعض المؤلفات الا دبية ، ويحضرها مجموعة كبيرة من الادباء وكنت احمل معى احد مؤ لفاتى ، وقمت بتقديمه لر ئيس الجلسة ، وقد اهتم به واحاله لاحد الا دباء لدراسته واعطا ء تقرير عنه ، وكانت دفعة معنوية اخرى فقد اشاد ذلك الا ديب بالكتاب ، من هنا شعرت بان على ان امضى فى سبيل الافراج عن المؤ لفات ، وكان على قبل المضى ان اسير اولا فى الطريق النظا مية للنشر ، وكنت متهيبا جدا ومترددا فى تقديمها للجهات الر سمية ، ومرت المؤلفات على النظام وتجاوزته بكل يسر وسهولة وما ذا بعد ؟، ماهى الخطوة التالية ، هناك الكثير من دور النشر التى تطبع وتوزع المؤلفات ، وكان الا مر يحتاج الى شىء من العلا قات العاكة والمعرفة با صحاب دور النشر والمكتبات ، وانا لااملك تلك الصفة ، لذا فاننى اشعربانه سيكون امامى بعض الصعوبا ت ، ان من المعروف ان دور النشر تستقبل الكثير من طلبات النشر ، وهى دائما تفضل الطباعة بالا جر على حساب الكاتب ، اما اذا كان الكاتب من المعروفين والمشهورين ، فا ن دور النشر تتلقف مؤ لفاته وتطبعها على حسابها ، وبموجب اتفاق خاص بين الدار والكاتب ، ودور النشر لاتغامر بقبول مؤلف لكاتب غيرمعروف فهى ( دور النشر) مؤ سسات تجارية وليست ثقافية ، وتسعى للربح وهذا من حقها ، وكان لابدلى من المرور بالتجربة اى مراجعة دور النشر ، وتعمدت مراجعة دور النشر الصغيرة ـ لان الكبيرة ربما لاتلتفت لمؤلفاتى ــ فلعلها تتقبل عرضى ، وسأ لتنى الدار التى راجعنها . من انت ماهو اسمك ؟هل سبق ونشر لك مؤلفات وماهى ؟ وما موضوع الكتاب او الكتب التى تود نشر ها ؟ واجبت على كل الاسئلة ، وكانت الاجابة .الا عتذاراو الطباعة بالا جر ، ورا جعت الدار الثانية والثالثة وحتى الر ابعة ، وكانت النتيجة واحدة ، وساورتى اليأ س ، ولكن ايمانى ورغبتى فى نشر افكارى وآرائى وماكتبته جعلنى اتجاوز اليأ س وامضى قدما ، وخطر ببالى ان هناك مؤ سسات تدعى النوادى الا دبية ، وفكرت ان الجأ اليها ، فهى مجال التخصص ، وهى الوسيلة التى اعتقد انها تساعد وتساند الكاتب اى كاتب وخاصة المبتدئين ـ مثلى ـ ومن المؤ كد ان لديها امكانيات وعليها واجبات للقيام بالا طلا ع على أي منتج ادبى وتتفحصه وتدرسه وتنشره ان كان يستحق النشر ، وزرت ناديين فى مدينتين مختلفتين وقدمت لهما شيئا من كتاباتى ، ولكننى لم اتلق حتى الا عتذار ، ويبدو انه لابد من وجود علا قات عامة فى اوساط النوادى حتى اجد الاجابة الايجابية او حتى السلبية ، ما ذا على ان اعمل بعد هذا الجهد ؟، اننى لااقصد من نشر مؤ لفاتى الكسب الما دى ـ وان كان لاعيب فى ذلك ـ ولكننى فقط اود نشر رسائلى الفكرية والاجتماعية ، وهكذا امضى سالم فترة انتظاره لوصول المير العام لمؤ سسة الخدمات العامة للاد ب والادباء ، امضاه فى مراجعة لسيرته ومسيرته ، كانت ذاكرته قداملتها عليه ، وكان غارقا ومندمجا فيها وغيرمتوقف عنها ، ولم يفصله عنها الاصوت كاتب الا ستقبال الذي اخبره بان الدوام قد انتهى وانه يجب الا نصر اف ، انتهى الدوام والمدير لم يحضر ، ولا ن سالم حريص على مقا بلة المدير ، لذا لزم الا مر ان يعود فى الدوام الثانى اى بعد العصر ، وفى الرابعة عصرا حصر سالم ، ولكن المدير لم يكن قدحضر ، وكان على سالم ان ينتظر ايضا ،وسالم لايغيب عن ذهنه التفكير، وقد حصر تفكيره فى هذه الفترة من الانتظار ، حصره فيما سيقوله لمديرالمؤ مسسة حين يلتقيه ، قال سالم : سوف اقول للمدير: نعم انا كاتب مبتدىء ولكن كتاباتى تحمل مضا مين تستنحق النظر والدراسة ، سوف اقول له :ان الكتاب الكبار والمشهورين لم يولدوا وهم كتابا كبارا ولابد انهم قد مرو ا بخطوات وتدرجات قبل ان يصبحوا كبارا والاهم فى ذلك انهم ربما قد وجدوا من يأ خذ با يديهم ويساعدهم ، ،سوف اقول له ان هناك مستويات متعددة من القراء ، وان منهم ـ وربما الاكثرـ من يرغبون الكتابات البسيطة السهلة ، ولا يميلون الى الكتابات المغرقة فى الرمزية والغموض، وسوف اقول : ان الكاتب حين يكتب تكون كتاباته موجهة لمن يعيشون فى السفوح ـ جمع سفح و هى اشارة للجمهورالعريض ـ وليست موجهة الى من يقيمون فى القمم ( جمع قمة وتعنى كبار الكتاب) وذلك لانهم ـ الكتاب الكبارـ لايريدون من يكتب لهم ، بل هم من يكتب للجمهوالعريض ومضى سالم فى غيبته الفكرية التى يعدها ليحاجج بها مدير المؤ سسة ، فى حين ان المدير قد وصل دون ان يتنبه له سالم ، الا بعد ما لفت نظره كاتب الا ستقبال واخبره بوجود المدير،ودخل سالم على المدير وهوحامل لرزمته وحامل معها هم المقابلة ،فهو لايدرى ما مدى تفهم المدير لشأ نه الذى جاء من اجله ،،وقد استقبله المدير با بتسامة لطيفة وحياه ودعاه للجلوس ، وشعر سالم بشيء من الراحةوالطمأ نينة ،وذلك ما شعر به بعد مشهد هذا الا ستقبال من المدير ،وقبل ا ن يبدأ المديرحديثه مع سالم سأله ماذا تشرب قهوة ام شاى اوعصير واتسعت الراحة لدى سالم بعد هذا التكريم وقال اشكرك سعادة المدير وانا اقبل الموجود ، وبدأ سالم بالحديث وقال : ياابا محمد زائرك اسمه سالم عبد الله العربى وانا كما ترى قد بلغت من السن اكثره ولى شأن جئت من اجله ، ولكن ارجو ان تأ ذن لى قبل الشروع اليه ، ان استبقه بديباجة احببت ان تسمعها فهى ربما تكون جزءا من الشأن او تكملة له ،،واجابه المدير بقوله : تفضل ،قال سالم : يا ابا محمدلقد كنت فى بدايات عمرى مكا فحا ومنافحا فى سبيل العيش وفى اواسط عمرى بدأ التوفيق يسير الى جانبى وحققت نجاحات اجتماعية وثقافية واسرية وخلا ل مسيرتى التى تجاوزنى فيها التعليم المبكر ـ اذلم يكن متاح فى عصرى ومكان اقاكتى ـ ولكننى تداركت شيئا منه بعدالكبر، فقد حصلت على الابتدائية والمتوسطة والثا نوية وزدت عليها با نغماسي فى المطالعة والقراءة والسفر والاحتكاك بالمثقفين ومخا لطتهم ، عندها شعرت با ننى قد نلت قدرا من المعرفة ، الامر الذى جعلنى اكتفى بها عن الذهاب الى الجامعة ، ذلك اننى قد وفقت بحمد الله بالحصول على وظائف قيادية وخدمية نفعت من خلالها بلدى واهل بلدى ، وحين رأيت بعينى نتائج جهودى الناجحة فى المجال الوظيفى والاجتماعى والا سرى وحنى المالى ،حينها قررت الاستراحة بعد ذلك الجهد الطويل ،ولكن اثناء الا ستراحة كان هناك ما يشغل فكرى وذهنى وهو شعورى با ن لدى حصيلة من الخبرات والمما رسا ت والتجارب ،هذه الحصيلة راحت تلح على خاطرى لافرغها فى شكل كتابات ، فى حين اننى غير ملم باصول الكتابة ، لكننى اقدمت على كتابتها مبررا ذلك ان تكون ـ على الاقل ـ . نبراسايضيء طريق اولادى بنين وبنات وليستمدوا منها خبرة ومعرفة عن مسيرة والدهم ،
استاذ صالح لا تؤاخذنى حين قصصت عليك ملخصا لسيرتى ،فقد قصدت ان تكون لديك بعض العلا مات والا شارات عن سيرة الكاتب و ما كتبه ،،لقد كتبت نوعين من الكتابة احدهما ما يشبه السيرة والاخر مجموعة من القصص المستوحاة من تراثنا ومجتمعنا ، وقد اتيت اليوم الى مؤ سستكم حينما رايت العنوان الذى جذبنى واعطانى شيئا من الامل ، اتيت اليكم سائلا عونكم ومساعدتكم ، ولا اكتمك الخبر فانا قد راجعت العديد من دور النشر واكثر من ناد ادبى وجميعها لم تستجب لطلبى ، والان ما ذا تقو ل يا ابا محمد
،،قال المدير صالح ابراهيم : والله ياا خ سالم انك قد ابدعت فى تلخيص مسيرتك وجهادك واننى معجب بما قلته ورويته ،، ولكن لابد ان تدرك يا اخ سالم ان هناك كما هائلا من الكتب التى يراد طبعها وتسويقها ، فى الوقت الذى للا سف الشديد تمر القراءة بتراجع وانحدار ،فقد انصرف الكثير ون عن القراءة بعد ما تكاثرت وسائل الاعلام الحديثة المنوعة ، هذا ما يتعلق بالكتب والقراءة بصفة عامة ، اما بالنسبة لما يخص مؤ لفاتك قا ننى اصارحك بان الناس اى القراء والمكتبات قد درجو ا وتعودوا على اسماء كتاب معينين ومشهورين ولهم اسم فى الاوساط الادبية ، اما اذا كان الكاتب جديدا وغير معروف ، فانه سيلا قى صعوبة فى طبع وتسويق انتاجه ،،قال سالم : ما تقوله ياابا محمد صحيح ، ولكن الكتاب المشهورين الذين ذكرت ان كتبهم رائجة ومقبولة ، الم يكن اولئك الكتاب قد مروا بالبدايات ؟ فكيف تسنى لهم طبع كتبهم ؟ ، ، يااخ سالم الكتاب الموجودين الان والذين يطلق عليهم صفة الشهرة هؤلاء مضى لهم بالطبع مدة طويلة وهم يما رسون الكتابة ويداومون على الاطلاع والقرا ءة ، حتى حصلو على هذه المكانة ،كما انهم لابد قدمروا بمعا نات ومتاعب ، ولابد انهم ايضا فى البداية قد استعانو بمن سبقهم وتلقو منهم النصائح والتوجيهات ،وربما المساعدة فىالتعبير والصياغة ،يا ابا محمد ذلك هو الفارق بينى وبين من تسنمو الشهرة ، فانا لم اتلق اى مساعدة اودعم ، بل اعتمدت على معرفتى وجهدى الخاص ،،والان اسألك يا ا با محمدالا تستطيع الاطلاع وقراءة شيىء من المؤلفات ؟ وبعد الاطلاع وبناء على خبرتك تقرر ما اذاكانت المؤلفات تستحق الطبع والنشر ام لا ؟، ، يااخ سالم ان مؤ سستنا مزحومة ومزدحمة وملتزمين ببرامج لمدة ستة شهور ، لذا يؤ سفنى اننى لااجد فرصة للا طلاع على مؤ لفاتك قبل تلك المدة ،فا ذا رغبت ان تبقى المؤلفات لدينا لتأ خذدورها فلا مانع لدينا ، واضاف ابومحمد : مادمت يااخ سالم مهتم با نجاز مؤ لفاتك وانك لاتهتم بالربح المجرد فاننى اقترح عليك بان تطبع كمية محدودة على حسابك ، وقد نستطيع مساعدتك فى توزيع جانب منها على المكتبات وستكون تلك تجربة تبنى عليها مستقبل طبا عة مؤلفاتك ،
،غادر سالم المؤسسة وهويشعر بتقدير واحترام للا ستاذ صالح ابراهيم رغم انه لم يستجب لطلبه ،وراح يفكر فى الا قتراح الذى طرحه عليه صالح وهوطباعة كمية محدودة من المؤلفات ،،وقرر سالم ان يطبع المؤلفات على حسابه ،و نفذ سالم الفكرة واصبح لديه فى داره اكواما من الكتب تعد با لا لاف ، ولم يكن سالم مستعجلا على تسويقها ، لكنه قام باهداء وتوزيع كميات كبيرة منها ، وكان يقصد من ذلك معرفة رد الفعل ممن سيقر أ الكتب ، يريد الر أى سلبا اوايجابا لكنه اصيب بشيءمن خيبة الا مل لان الكثير ممن اهداهم لم يقر أ المؤ لفات ، ذلك ان موهبة القراءة تكاد تكون معدومة للاسف ، فقد انصرف الغالبية عن القراءة الثقافية بانواعها التى هىفىالواقع غذاء للعقول وامتاع للنفوس ،ونتيجة لما لمسه من تلك الخيبة ، هاهو - سالم - يفضى باحاسيسه ومشاعره ، هاهو يمر على بعض اقاربه واصدقائه الذين اهداهم كتبه ،ويصف ردالفعل تجا ههم ،،،يقول سالم : قبل ان امر على من رجوتهم واهديتهم كتبى ، سوف اتوقف قليلا لاذكر دعما معنويا بالغا لقيته من مسئول اعلامى يشغل مركزا اعلا ميا ها ما باحد المدن ، فقد ساند مسيرتى دون غاية اوقصد الاالقيام بواجبه واحتراما لمن يكتب باخلاص وصدق ، وكنت اتمنى ان اذكر اسمه تكريما له ، لكننى اعتقد انه لن يقبل ذلك فما فعله ليس الا ما تمليه عليه اخلاقه والصدق والا مانة التى تقتضيها وظيفته ، بعد ان وفيت ذلك الرجل شيئا من حقه فاننى اعود وامضى فى مرورى على من هم فى دائرة اهتمامى ، عندما بدأت اكتب كانت اسرتى غير بعيد عنى وكانت على علم با نشغالى فى الكتابة وقدكانوا على الاجمال غير ملمين بما اكتب ومعروف بالطبع ان اسرتى هى زوجتى واولادى وبالرغم من ان زوجتىواولادى على مستوى من الثقافة والمعرفة الا انهم لايبدون ميلا للقراءة ولكل منهم ما يبر ر به اعراضه ، فصاحبة البيت لها من ادارةالبيت واهل البيت مايشغلها، اما الاولاد فان دراستهم وتحصيلهم لايترك لهم وقتا آخر ، وحين اكتملت الكتابات وصدرت وقراها الغير ، كان ردفعل اسرتى مجاملة موجهة لشخصى وليس لكتابتى وكنت قد تمنيت لو انهم قرؤا أ المؤلفا ت قراءة استيعابية وعميقة ، ثم اسمعونى ما فهموه وما عرفوه عن رب الاسرة الذى رباهم ،صحيح ان بعض بناتى كن اكثر اهتماما بما كتبت وقر أ ن الكتب لكنهن لم يستطعن التفا عل مع الكتابة ولم يبد ين ر أ يهن وانطبا عهن .ربما كان ذلك النوع من الكتابة جديد عليهن ,ومع ذلك فقدابلغننى با عجابهن واستمتا عهن بما كتبته . الوقفة الثانية ، كانت عند اول صديق عرفته وصا دقته با خلاص ، صديقى هذا على درجة عالية من الفطنة والمعرفة والذكاء ، ،لكن كل تلك الصفات قد صرفها فى الاعمال الادارية والمصالح التجارية ، الامر الذى طغى على الجانب الا دبى والثقافى عنده و الذى لاشك ان لديه مخزون منه غير قليل ، ولقد تجاهل ـ صديقىـ طاقاته الفكرية والابداعية تلك ، والدليل على ذلك انه قد تبا طأ وتشاغل عن قراءة كتبي التى قدمتها له ورجوته ان يقراها وان يمدنى برأيه ونصحه بل ونقده ، وبعدالحاحى وملحق رجائى ـ ولا اقولـ تسولى فقد لايرضى بذلك ـ ، بعد ذلك قال: انه قرأها، وقد منحنى تقديرا محدودا مضيفا اليه نصحى بان اواصل الكتابة الادبية ، وقد منحنى ايضا شهادة بان عندى ملكة وقدرة على الكتابة وشكرته على ذلك ...الوقفة الثالثة كانت مع ثلا ثة من اصدقا ئى الا خرين ،فقد اهديت لكل منهم نسخة من كتابي الا خير ، اهديتهم الكتاب لمعرفتى بوزنهم الثقا فى والمعرفى ،وقد رجوتهم ـ با لحاح ـ ان يقر ؤا الكتاب وينقدوه ويشرفونى بنصحهم وملا حطا تهم .وكان هناك تفاوت فى تفا علهم واستجابتهم ، الاول وهواديب وكاتب ،تسلم كتابى ومعه رجا ئى ولكن بشيءمن الهدوء ولا اقول البرود ، ولقد تمنيت على صديقى ان يقرأ الكتاب وان يشعرنى بملا حطاته وان يمدنى بر أيه ونصحه بل ونقده ، لكن ذلك للاسف لم يحدث ، اما الصديق الثانى فهو قارىء ذكى علمه ذكاؤه وفطنته ان يستوعب ويفهم كل ما يقر أ ،وقد عودنى على قراءة كتبى ، ثم مواجهنى بر أيه وتقديره ،سلمته الكتاب واستحثيته على قرا ءته،لكننى شعرت بتباطؤ ه وتسا ألت ترى هل اصابه الكسل او قلت شهيته للقراءة ؟ ام ربما شغلته الرحلات مع الاصدقاء الى الدار اليبضاء ،،،بقى الصديق الثالث وهو صاحب الصدر الواسع والمعرفة والثقافة الاوسع ،هو قارىء ممتاز ويتميز بالقراءة الا ستيعابية والفهم العميق ، يحلل النص ويذهب الى ادق معانيه واهدافه ،لكنه قارىء مزاجى ،يقرأ حين يتهيأ ذهنه ومزاجه ،ومع تقبله واعجابه ـ المستتر ـ بكتاباتى فهو شحيح فى منحى قد را من اعجابه وتقديره ... الوقفة الرابعة : صديق آخر لديه ثقافة دينية مكتسبة وموروثة ،وله ولع بالحوارات الدينية ،لاسيما تلك التى تجرى عن طريق ( الانتر نت )، ومع ذلك هو تاجر ، وتجارته قد اخذت الكثير من وقته ، وان بقى من الوقت شيئا فا نه يصرفه للمحادثات الخا رجية ،اهديته آخر كتاب لى ورجوته !ان يقر أه وان يمدنى بر أيه ونصحه وايضا نقده ، ،ذلك ان لديه ثقافة عامة الى جانب ثقافته الدينية ، وكررت عليه الرجاء والحقته بالا لحاح ولدرجة تك اد ان تكون ( تسولا )وقد خشيت من كثرة الحا حى ان ينهرنى ، لكنه ـ يقينا ـ لن يفعل ذلك لانه متدين ويدر ك قول الله : ( واماالسائل فلا تنهر ) ومع ذلك كله فقد خذلنى ولم يلب طلبى وتأ سفت كثيرا لانه قد احبط تقديرى لر أيه وأملى فى نقده ونصحه ،،.فيما تقدم مررت بردود الفعل السلبية ، اما فى ما يلى فسوف امرعلى بعض الا راء الا يجابية ـ فلعل شيئا منها يقلل من احباطى ويكون له فعل التوازن مع ردود الفعل السلبيةالاسل السلبية ...الر أى الاول : اعلا مية واكا ديمية مشهورة ولها حضور فى وسائل النشر ،هذه المثقفة المحترمة ، قر أت احد كتبى ، وتكرمت ونشرت فى موقعها با حدىالجرا ئد المحلية نشرت تنويها جيدا واشادت بموضوعه وسيرة كاتبه ـ التى لها وجود بارز فى الكتاب ...أى آخر منحنى تقدير ا وتكريما ، هو عالم دين ( قاضى )قابلته وتحاورت معه وقد علم بمؤ لفاتى وطلب الاطلا ع عليها ، وقرأها ، ولكن بتمعن ودراية ووعى ثقافى ومعرفى ووا فانى بتحليله وادراكه لما احتوته كتا باتى من رسائل وآ راء وافكار وكان من القراء الذين اراحتنى قرا ءتهم ،، .تلك لقطات من ردود الفعل سلبيها وايجابيها مر عليها سالم مرورا عابرا وموجزا ومختصرا ، و بقى لدى سالم مهمة أخرى ، هى اكوام الكتب التى تحتل جانبا من منزله ، والتىلم يقدم على تسويقها ، مترددا لكساد القراءة اولا ،ولانه ثانيا لاينتظر مردودها المادى بقدر ما يتمنى نشر افكاره ورسائله الا جتماعية والثقافية ،،وثالثا انه كاتب مبتدىء وغير مشهور ،ورا بعا وخا مسا الخ ،،وشعر سالم كأ نه قد خسر جهوده ، وحل اليأس بسالم الى حد جعله يشمئز من رؤية اكوام الكتب التى تحتل حيزا من منزله ، شعر بالكراهية لها ،وندم على ما افرغه فى صفحا تها من كد ذهنى وعقلى ،شعر بالخسارة المعنوية وليس المادية ودفع به ذلك الشعور والا حسا س الى امر حطير وغير مأ لوف ،فقد حمل اكوام الكتب وتوجه بها الى حاوية النفا يات لم يقذف بها داخل الحاوية فلا زال يشعربالعاطفة تجاه رمز جهوده وافكاره ولكنه وضعها الى جانب الحاوية , فلعل من منقذ ياتى ويشفع لهذا الجهد الذى اهدرت قيمته ..
وجاء العمال الا سيويون ليقو موا بوا جباتهم ، وفو جئو با كوام الكتب التى تحيط بالحاوية ، ويبدو انهم احسوا ان هذه الاكوام ليست مما يقذف بها فى الحاوية ، ليس لانهم متعا طفون معها ، ولكنه خطر ببالهمانهم ربما يستفاد منها ، وراح العمال يلملمو نها ويضعونها فى كراتين ثم قاموا بنقلها الى حيث يقيمون ، وراحوا يفكرون ويخططون كيف يستفيدون منها ، فكرواببيعها للمكتبات ولكنهم خشيوا ان يتهمو بالسرقة ،واخيرا تفتقت اذهانهم عن فكرة اوخطة يبدو انها اكثر نجاحا ،ذهب بعضهم وهم يحملون كمية من الكتب ،ووقفوا امام احدى المدارس المتوسطة وا لثا نوية وقا موا بعرض الكتب مقا بل ريالين وثلاثة ونجحت الفكرة وابتاع الطلا ب الكثير من الكتب ،وعند ما شعر العمال بنجاحهم امام هذ ه المدرسة ، انتقلوا الى مدارس أ خرى ،وحتى نفدت الكتب ، وهكذا كسب العمال الا سيو يون وخسرالكاتب ، وكانت رمية من غير رام ،بيعت الكتب وانتشرت ودخلت معظم البيوت وقرأ الا باء والا مهات الكتب ، لارعبة فى قر اءتها او انجذا با لكاتبها ، ولكن حرصا منهم على ابنا ئهم من ان يكون بهذه الكتب اشيا ء تضر با فكار ابنا ئهم التى لاتزال طرية ، ويبدو ان البعض ممن قر أ الكتب قد وجد بها ما يستحق الا هتمام ،، وكان احد الا با ء الذين اطلعو على الكتب قد اهتم اكثر من غيره بالكتب ، صالح صاحب مؤ سسة خدمات الا دب والا دبا ء ، تذكر الكتب وتذكر ان صا حبها قد جا ء اليه وطلب مسا عدته لنشر كتبه ولكنه كان فى ذلك الوقت مشغولا ولم يستطع التعاون معه ،والا ن وبعد ان قر أ صالح الكتب ووجد ان بها ما يستحق النشر ، كيف يستطيع العثور عليه ، انه لايعرف له مكانا ولا عنوانا وتناول صالح احد الكتب ورا ح يقلبه فلعله يجد له عنوا نا ، وبالفعل فقد وجد العنوان ا البر يدى ، هنا وجد وسيلة للا تصال، وكتب اليه ودعاه للحضور السريع الى مؤ سسة خدمات الادب والا دباء ،وحضر سالم، قال له صالح :فى الحقيقة اننى اعتذر لك عن عدم استجابتنا لك عند ما جئت مرا جعا قبل عدة شهور من اجل مو ضوع نشر مؤ لفاتك ، فقد كنت منشغلا فى ذلك الحين ،والا ن وبعد اطلاعى وقرا ئتى بعض كتبك التى كنت تريد نشرها ، بنا ء على ذلك ، فقد دعوتك الان بقصد التعاون معك فى نشر مؤلفاتك ، ودهش سالم كيف يستدعيه مدير المؤ سسة الذى رفض فى الما ضى حتى الاطلا ع على كتبه ، والا ن يد عو ه ويطلب التعاون معه ،ولم يجد سالم سببا اومبررا لما حدث ، قال سالم : الواقع اننى اشكرك يا سيادة المدير على حسن قولك وعلى المبا درة الكريمة ، ،ولكن لا اخفى عليك باننىقد تفا جأ ت بدعوتك لى ،كما اننى مندهش من قولك انك قد قر أت الكتب ، كيف حدث ذلك ، فأ نا بعد يأ سى وقنوطى حول مشكلة الكتب تصرفت تصرفا فيه شيءمن الضيقة واليأ س ، ذلك اننى قد القيت بالكتب الى جانب حاو ية النفايات ، وانا حقيقة مندهش كيف وصلت اليك وكيف قر أ تها ؟ قال المدير ستندهش اكثرحين تعرف الحقيقة ،فلقدد كان عمال الحاويات سببا فى انقاذ جهدك الفكرى وتعبك الذهنى ، فقد استولوعلى الكتب واحتفظوا بها لغاية الانتفاع بها وبيعها ، وقد كان من فطنتهم ان توجهوا بها الى احدى المدارس ووقفوا على ابوابها ثم راحو يبيعو ن الكتب على الطلاب باسعار رخيصه ريالين وثلاثة ، وكان احد ابنائى من الذين اشترو الكتب ،من هنا اتيح لى الاطلاع على الكتب ثم قر أ تها لاطمئن على مفا هيم ابنى ،ومن اسماء الكتب وعناوينها ، تذكرتك وذكرت كتبك تذكرتك حين راجعتنى وجادلتنى كثيرا ، وقد وفقت يا سالم حين وضعت اسمك وعنوانك على الكتاب الامر الذى جعلنى استدل عليك واستدعيك ، قال سالم : انها مفا جأ ة لا يمكن تصورها ، انها رمية من غير رام ، انه توفيق من الله ،لا ن الله لايضيع جهد مجتهد لا سيما حين يكون القصد من جهده الخير والا صلاح والفائدة ،وتبنت المؤ سسة انتاج مؤ لفات سالم وراحت تعد لنشرها والاعلا ن عنها ،وكانت فرحة سالم لاتقاس ، ليس لانه سيربح ما ديا وانما لان افكاره وآ رءه ستنشر وسيعرفها المزيد من القراء ،وراح سالم يردد القول المأ ثور ـ عند الصباح يحمد القوم السرى .

\

جــده 2ـ2ـ1426 سعد محمد احمد ابو جيمد
ص ب 114983 رمز 21381
ص ب 114983





\
سعد ابوحيمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شجرة قبيلة آل سعد قحطان (شجرة كــــامله) فارس قحطان مجلس الأنساب 110 01-04-2013 11:30 AM
(((( ناقة صالح .. هل خــــرجــــت من صخـــرة في جـــــبل القـــهـــــر ؟ ))) محمد بن عبدالله البشري المجلس الـــــعــــــــام 16 01-02-2008 02:44 AM
شجرة التالقة في درامة موعد مع الأصالة || صور خاصة || مخاوي سهيل المجلس الـــــعــــــــام 19 27-11-2007 10:13 PM
بادر بالتسجيل في شجرة اعضاء منتديات قحطان هبشان إستراحة المجالس 216 18-11-2007 09:50 PM
تريد شجرة فى الجنة ,,تريد اموال واولاد,, السر كلة فى كلمتين البشري المشتاااااق مجلس الإسلام والحياة 1 19-03-2006 11:55 PM


الساعة الآن 03:33 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود