.... تلميع الحسب والنسب ......

الناس في المجتمع طبقات عند عرف الناس أنفسهم ، وهذه حكمة الحياة ، فهذا وجيه بماله ،

والآخر وجيه بمكانته ورئاسته على قومه وآخر وجيه بعلو نسبه وحسبه ومنهم من قد ساد

قومه وجاهة ورفعة ولعوا وديناً وخلقاً ..... فالنظرات تختلف ومشارب الناس مختلفة وآراؤهم

أيضاً مختلفة .. فمنهم من يرى الإنموذج الأول هو معيار الوجاهة الاجتماعية ومنهم من يرى

الإنموذج الثاني لكن هناك من يرى الإنموذج الأخير.. وهو الأفضل .

نحن ياسادة ننطلق من قاعدة سامية ربانية علمنا إياها القرآن الكريم إذ قال الله تعالى ( إن

أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالمعيار الأساسي هو التقوى والصلاح إذ لاخير بنسيب وحسيب

لاخلق فيه ولادين ولاخير في وجيه بمال لايزكيه ولاينفق منه شيئاً .

ولاننسى احبتي أن اكرم نسب وأشرفه على وجه الأرض نسب رسولنا الكريم محمد صلى الله

عليه وسلم .. فلو كان النسب يرفع أقواماً ويحميهم من لظى لكان أول الناجين أبا لهب عم

الرسول .
وحتى لا اخرج عن محور موضوعي وهو تلميع النسب ، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة فئة من

الناس قد آتاها الله المال والوجاههة لكن رأت ان مايكمل هذه الوجاهة إلا النسب والحسب

فتراهم بذلك الأمر يقومون بتلميع نسبهم وأبرازه على الساحة بشكل ملفت للنظر ناهيك عن

الطريقة التي تحصلوا فيها على نسبهم المزعوم الذي لم يتم استحداثه إلا عن قريب .

هؤلاء قد تحققت لهم مآرب الدنيا من مال ووجاهة لكن بقي النسب ................... وبالفعل

حصلوا عليه ويقي دور التلميع ، ومن صور هذا التلميع :

.... الظهور في المناسبات وخاصة مزايين الإبل

.... استدعاؤهم لمشايخ القبائل حتى يدعموا وقووا نسبهم .

..... اخذ التزكيات وبعض الصكوك .

..... ترديدهم بعض الأقاويل كـ ( تزوجنا من القبيلة الفلانية وأخذوا من القبيلة الفلانية )

... شخص يزوج ابنته أمريكي ويقول هو حسيب نسيب .

.... دخولهم في الإنترنت وعمل دعاية لنسبهم

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

روى البخاري في صحيحه برقم ( 3509 ) في مناقب قريش عن واثلة بن الأسق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه ، أو يُري عينه ما لم تر ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) .

وروى البخاري في صحيحه برقم ( 3508 ) عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ) .

وللبخاري أيضاً برقم (6767 ) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام ) .

وأخرج ابن ماجة في سننه برقم ( 2658 ) بإسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من انتسب إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين ) .

وأخرج ابن ماجة أيضاً في سننه برقم ( 2793 ) بسند حسن صحيح عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كُفر بامرئ ادعاء نسب لايعرفه ، أو جحده ، وإن دق ) .

أقول لاعزاء للمتخاذلين ولاعزاء للأدعياء والملمعين


أخوكم الصغير

__________________
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي