الصحراء والمطر الجزء الثالث


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 06-02-2009, 05:37 PM
  #1
سعد ابوحيمد
..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224
سعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond repute
افتراضي الصحراء والمطر الجزء الثالث

الصحراء والمطر ( الجزء الثالث )
فارس فى رحاب الا هل
وصل فارس إلى بلاده و أهله الذين كانوا في اشتياق شديد لرؤيته، وخاصة والده ووالدته، وكان هو اكثر اشتياقا.. أقام أهله الاحتفالات والولائم، أما عمه عايض فقد أصر على أن تكون و ليمته لتكريم فارس في البر، وأمام بيوت الشعر ومشاهدة الخلفات والعشاير(النوق التي بها الحليب) عايض له ولدان فلاح وسيف وابنتان عفراء وسناء، وكان الشيخ ظافر يفكر بان يخطب البنتين لابنائه فارس وماجد، وعايض في الغالب لن يمانع..ذلك أن من عادة البادية أن تكون بنت العم لابن العم, ويحدث في بعض الحالات نزاع حول هذا المبدأ ورا ح الشيخ ظافر يستعد للشروع في تنفيذ هذا الامر جلس الشيخ ظافر مع ابنه فارس تشاركهم أم فارس وبدا الحديث على النحو التالي:
لقد سررنا برؤيتك وعودتك من بلاد الغربة يا ابني.
قال فارس :بل أنا الذي سررت وارويت شوقي لرؤيتك أنت ووالدتي يا والدي العزيز.
قالت: أم فارس: الحمد لله الذي رأيناك وأنت سالم معافى، فلقد رأيت منظرك جذاباً وصحتك جيدة, فما هو السر يا فارس؟هل طعامهم هناك أحسن من طعامنا؟
والدتي احسن الله إليك..ربما أن حبك ورغبتك في مشاهدتي قد صور لك حسن منظري، أما طعامهم يا والدتي فليس احسن من طعامنا..إلا انهم يكثرون من تناول الخضار والفاكهة، وهذه كما يقول الأطباء تزيد وتحسن الصحة..
تدخل الشيخ ظافر قائلا: كيف عشت هناك يا ولدي؟ وهم يختلفون عنا في عاداتهم وتقاليدهم؟
يا والدي..الناس هناك أخلاقهم عالية، ومعاملتهم للوافدين جيدة..ويحترمونهم ويحترمون عاداتهم وتقاليدهم، والبلاد هناك فيها طوائف متعددة، مسلمين ومسيحيين وغيرهم، والكل يحترم مذهب الآخر، ثم إن هناك الكثير من الطلاب العرب، وقد تعرفت على أحدهم وهو من دول الخليج، وكان شابا طيبا وخير جليس..وكنت أترافق أنا وهو في رحلات إلى الأرياف اللبنانية في أيام العطلات.
وكيف أخبار دراستك..وكيف مستوى الجامعة التي تدرس بها؟وعسى انك لم تصادف أي صعوبات؟
احمد الله يا والدي، فقد كانت الجامعة من أرقى الجامعات، أما دراستي فكانت نتائجها تسرك، فقد كانت نتيجتي في نهاية العام الدراسي خمسة و تسعين بالمائة، كما أنني لم أجد صعوبة طيلة إقامتي هناك.
وقالت أم فارس: يا ولدي، ـ والله أني كنت مهتمة و أفكر كل يوم من هو الذي يفرش لك الفراش، ومن هو الذي سيعد لك القهوة ويعد الغداء والعشاء؟؟ أمور كانت تشغلني و ،يقولون أن البلاد التي ذهبت إليها فيها برد كثير.وقلت لعله يحرص ويدفي نفسه حتى لا يصاب بالبرد.
يا والدتي غفر الله لك كل الأمور التي تفضلت بقولها ميسرة هناك،الفراش والطبخ وغيره..فقد اعتمدت على نفسي، وأنت تعرفين كيف ربيتمونا وعلمتمونا كل شيء، أما القهوة يا والدتي فلم اكن اهتم بها من قبل، كما تذكرين، أما البرد فلقد اشتريت كل ما يحميني منه.
قال أبو فارس: يا أم فارس دعينا من هذه الأمور الجانبية واتركينا نتحدث في ما هو أهم.
وما هو المهم يا أبو فارس؟
المهم هو الذي سأتحدث مع فارس حوله، أرجو أن تصغيا أنت وهو إلى ما سأقوله، فارس اليوم قد بلغ الثانية والعشرين من عمره، وهو رجل ولا كل الرجال..لذلك فان من اللازم بل من الواجب أن نخطو الخطوة التي تؤمنه وتحميه، وتحصنه، نريده أن يتزوج. وهنا بنات عمه عايض،وعليه أن يختار إحداهن،فهن من اجمل وأطيب بنات العشيرة..وعمه عايض لا يمانع بل يرحب بذلك، فماذا تقولان؟بل ماذا تقول أنت يا فارس؟؟
- وسبقت أم فارس با لحديث وقالت:لقد أصبت يا أبا فارس، ورأيك هو الرأي السديد..وأنا اسعد شيء على قلبي حين يحل اليوم الذي يتزوج فيه ولدي الغالي.
أما فارس فقد تفاجأ بالموضوع،ولم يكن منتظرا أن يطرح عليه بهذه السرعة والوقت المبكر،وسيطرت عليه الحيرة..وتأخر بعض الوقت في الرد، واستحثه والده يطلب رأيه.
- قال فارس: والله يا والدي..هذا الأمر لم أفكر فيه بعد، واعتقد انه سابق لأوانه..فأنا كما تعلم امامى فترة طويلة قبل أن انهي دراستي.
- قال الشيخ: وما الذي يمنع من زواجك ؟
- إنني أرى فيه صعوبة يا والدي..فكيف أتزوج و أغيب معظم أيام السنة؟ إن في ذلك امر لا يحتمل ولا يجوز .
- لماذا لا يحتمل؟كثير من الرجال يغيبون سنينا عن زوجاتهم..وليس سنة فقط.
وأراد فارس ان يستنجد بوالدته بعد ان حاصره والده وقال:
- ماذا ترين يا امي؟ ان الزواج في هذه المرحلة سيأخذ من وقتي ويشغلني عن دراستي، وانا أدرك ما يعنيه والدي من إلحاحه على الزواج، لا شك انه يريد مصلحتي وحمايتي، وأنا أود أن أطمئنه بأنني ولله الحمد محافظ على نفسي وسلوكي، ألا ترين أن تأجيل الزواج فيه فائدة لدراستي؟؟
ومع أن والدة فارس تود لو تزوج ابنها لتفرح بأحفادها في وقت مبكر..إلا أنها قد تعاطفت مع رغبة ابنها وقالت:
- يا أبا فارس..ماذا لو تأجل الزواج ما دام انه في مصلحة فارس الدراسية؟
- الشيخ: كيف نؤجل الزواج خمس او ست سنوات؟ان البنات جاهزات والخطاب يترددون على اخي عايض..يرغبون في الزواج من بناته،وانه من غير المنطق والمعقول ان يرضى عايض بهذا التأجيل،ثم من يضمن ان لا يتغير رأي فارس ويختار غير بنت عمه؟؟
- رد فارس بقوله: يا والدي الزواج قسمة ونصيب، وقضية ضرورة ان يتزوج الشاب ابنة عمه أمر يجب أن نتوقف عنده ونراجعه، اذ ليس من الحتمية ان يتم ذلك في كل الأحوال، ثم انني يا والدي بعد ان تقدمت في دراسة الطب علمت وتعلمت من اساتذةالطب الذين يعلموننا ان زواج الاقارب ليس صحيا وفيه اضرار بالنسل،لذا ارجو ان انال رضاك وموافقتك على تاجيل الزواج.وكانت عبارة فارس حول ضرر زواج الاقارب قد اخذت جانبا من تفكير الشيخ ظافر وراح يقلبها بين مصدق وغير مصدق، فهذا قول غريب عليه ولم يسمع به من قبل، فقد تعودت العشائر التي ينتمي اليها الزواج بين الاقارب بشكل دائم، ولكن ما قاله فارس لم يبرح ذهنه، وفارس بعيد عن الكذب في اعتباره، فماذا يعمل اذا؟ ان فارس يهمه..كما يهمه نسله ايضا، وكان للشيخ ظافر اصد قاء من الاطباء والمتعلمين، فذهب ليستشيرهم ويسالهم..فوجد عندهم الخبر اليقين وقالوا مثل ما قال فارس، هنا تراجع ظافر عن اصراره على زواج فارس من ابنة عمه، وان كان لا زال يود زواجه ولو من غير ابنة عمه، لكنه فكر انه لو تزوج فارس من غير ابنة عمه سيكون هناك مشكلة كبيرة بين ظافر واخيه عايض؟اذ كيف يتجنب فارس ابنة عمه ويتزوج من غيرها؟؟ فذلك يعني الشك والريبة في مكانة ابنة عمه، لذا فقد تراجع الشيخ عن الضغط على فارس وتحول الامر الى الاهتمام بماجد ابن الشيخ الثاني، فقد تخرج من الكلية برتبة ملازم وكان لا مانع لديه ان يتزوج احدى بنات عمه، وكان غير مهتم بتلك الرواية التي قالها فارس حول ضرر زواج الاقارب، تزوج ماجد من ابنة عمه سناء وبقيت عفراء في انتظار غير واضح لفارس، وكان عايض يتساءل بينه وبين نفسه: لماذا يتزوج ماجد وهو الاصغر وفارس لم يتزوج، وحتى انه لم يكن هناك أي كلام في الموضوع اذ لم يفاتحه اخوه بشا ن موضوع عفراء التي من المفروض ان تكون زوجة لفارس حسب العادات والتقاليد.وحيث ان فارس قد سافر لمواصلة دراسته فان عايض لم يتحمل هذا الغموض، فقام بمفاتحة اخيه ظافر وقال:
لقد سافر فارس ونحن لا ندري ماذا حول زواجه، اننا كما تعرف من عاداتنا وتقاليدنا ان البنت اولى بها ابن عمها، وهاهي سناء الصغرى قد تزوجت ماجد الاصغر، وبقيت عفراء التي نصد و نمنع عنها العشرات من الخطاب..فما هو رأ يك وما ذا تقول ؟
والله يا اخي عايض لقد كان من اسعد ايامي حين تزوج ماجد بابنة عمه،اما فارس فقد عرضنا عليه الزواج من عفراء ولكنه طلب التاجيل لما بعد التخرج.
قال عايض: بعد التخرج!؟ يعني بعد خمس او ست سنوات؟ هذا غير معقول. ماذا يقول الناس عن عفراء؟ وكيف تأخر زواجها؟ وما هي الأسباب؟ وسيحيكون حولها الا قاويل والقصص والروايات، وأنا لا اقبل ان تبقى بنتى عرضة للا قاويل.
والله يا أخي عايض..انا معك في كل ما ذكرته..ولكن ما هو العمل؟ وما هو الرأ ى الذي تراه؟. يا أخي ظافرأنا لا استطيع الانتظارخمس او ست سنوات، وانا ارجوا أن توافق على ان نزوج البنت لاحد الرجال الاكفاء الذين يترددون علينا وان يتنازل فارس عن بنت عمه
انا لا الومك يا اخي عايض..كما انني اوافقك على ما رايته.
عاد فارس الى بيروت واستانف دراسته في الجامعة،وكان يشغل خاطره بعض الشيء ذلك الوضع الذي تركه خلفه..فهو قد حضر زواج اخيه ماجد وشعر بالحرج لانه لم يتزوج قبل اخيه،وكما لم يغب عنه نقا شه مع والده والذي انتهى بقناعة والده الغير حقيقية ،والهم الاهم هو نظرة عمه اليه وكيف انه لم يتزوج ابنة عمه المحجوزة له ،مشاغل خشي ان تؤثر على توجهه الدراسي،وكان صديقه حمدان الذي لقيه بعد عودته يحاول تسليته وتهوين الامر عليه،ذلك ان فارس قد فسر له الامور هناك .واصل فارس دراسته بجد ونشاط،وقد وضع امامه هدفا يريد تحقيقه وهو الحصول على العلم بجدارة واستحقاق،حتى يعود لبلده نافعا ومثبتا لاهله ـ وخاصة والده ـ انه على مستوى المسؤولية،وعادت المجموعة الطلا بية المكونه من حمدان ويوسف وشقيقتيه الى الجلوس معا كالعادة،ويبدو ان الطالبة امل بعد حوارها مع فارس ودعوته لها بالا نضمام الى مجموعتهم يظهر انها قد قبلت الدعوة وانضمت اليهم،ولم تكن مريم مرتاحة لانضمامها اليهم ،لكنها عندما لاحظت ان فارس قد رحب بها ودعاها للجلوس لم ترد ان تبدي شيئا لا يرضي فارس، وفارس لم يكن يقصد من الترحيب بها الا من باب المجاملة،ولانه قد دعاها حين حاورته في المدرج،وقد حاول فارس ان يدفع بحمدان لان يفتح حوارا مع امل،فهي كما يبدوطيبة السمات ورزينة العقل المغلف بالجمال والثقافة،وحمدان ممن يحب الاستطلاع واكتشاف المجهول ‘.قال فارس: يا حمدان ،ان صديقتنا الجديدة امل من الطائفة الاسلامية على المذهبالشيعي،وهىمثقفة دينيا وعلميا ،فهل تستطيع مبارزتها ومحاورتها في الامورالدينية والثقافية ؟ قال حمدان : الم نكتف بحوارك مع مريم في الامور الدينية ؟ انني لا اطيق الحوار وثقافتي الدينية محدودة ، واعتبر نفسي مهزوما في المبارزةامام الاخت امل، وبعد سماع امل لما قاله حمدان قالت : اخي خمدان : ارجو ان لا تستسلم وبهذه السهولة بل كن مقاوما جلدا وصلدا.
- قال حمدان : يبدو انك اخت امل من الجنوب،وتضربين مثالابمقا ومة الجنوبيين الذين لهم افعال بطولية في الجنوب،ولكن الشجاعة والاقدام شيء والثقافة الدينية شيء اخر‘ ذلك انني لم اتعمق فيهاـ اقصد الثقا فة الد ينيةـ فقد ،شغلتني الجامعة بموادها العلمية الجافة وشغلني فارس ورفاقه بالرحلات والدعوات.
اشكرك يا حمدان علىالاشادة بشجاعة الجنوب ولكنني لاا جد مبررا لتهربك من الحوارحول الثقافة الدينية ،اما ان تحمل المسؤولية صديقك ورفا قه فذلك امر غيرمقنع .
اخت امل..ان الحوارفى الامور الدينية قد يحدث خلا له احيانا وضعا اشكاليا ،وذلك حين يتفرع الحديث حول المذاهب ،حيث يكون لكل مذهب خط اواسلوب وطر يق يسيرفيها ،لذا وحفاظا على حسن العلاقة فا نني اتجنب د ا ئما الحوار الديني ،وهذا هو مبرر تهربي، وليس كما ادعيت انني قليل الثقافة الدينية.
- اخي حمدان..قولك هذا ينم عن ثقافة وحكمة وحسن تصرف،غير انني اقول لك.وكما يقال :ان الخلاف في وجهات النظر عند الحوار لا يفسد الود او الصداقة ،وانه من اصول ادب الحوار ان يدلي كل برايه بحرية وصراحة،وان لا يكون هذا الراي ملزم للطرف الاخر،كما انه ليس من الاداب تسفيه او احتقار راي احد المتحاورين للاخر.
- لقد قلت الصواب اخت امل..وذلك يشير الى عمق تفكيرك واحترامك للرا ى الاخر، وان كان لي ــ بناء على نظريتك ــ ان اطرح بعض المفاهيم التي يجري الخلاف حولها بين مذهبي السنة والشيعةولكن قبل ذلك اودان اذكر شيئا عن الطوائف الشيعية ، والتي اقول بصراحة ان عندها ميزة تختص بها دون غيرها من المذاهب، هذه الميزة هي الانضباط والانقياد للزعامات والقيادات الدينيةاما المفهوم الذي ساطرحه فهو ذلك الخلاف الذي يبدو في الواقع امرا ثانويا كما اعتقد،الا انه يتحول في الغالب الى خلاف يسيء الى الاسلام،والخلاف هو: من كان يستحق الخلافة بعد وفاة النبي ( ص ) ،هذه القضية ما كان يجب ان تحدث شرخا بين المسلمين الشيعة والسنة ما دامت الطائفتا ن متفقتين على امرين هامين..وهما وحدانية الله ومحمد كرسول مرسل بالقران الكريم، الخلافة كان يجب ان لا يكون حولها نزاع، فقط يكون الاهتمام والتركيزعلى تطبيق ما جاء بالقران والسنة، وانما يحز في نفسي ان تتوزع قوة الاسلام والمسلمين من اجل تلك الخلافات الهامشية.
- اخي حمدان :ان لك الشكرعلى ما ذكرته عن المسلمين الشيعة وانضباطهم، اما قضية ذلك الخلاف الذي ذكرته حول الخلافة فهذا مو ضوع شائك، وليس بمقدورنا انا وانت ان نستطيع حله او معالجته، فلا بد انك قد استمعت الى العديد من الحوارات التي تهدف الى التقريب لكنها للاسف لم تتقدم الا خطوات قليلة وارجو ان يوفق الله المسلمين شيعة وسنة الى ما فيه الخير.
- اخت امل : هناك حالة لدىاخوتنا الشيعة وهى انه حين يذكر بعض الخلفاء الذين تعاقبوا على الخلا قة قبل علي كرم الله وجهه‘ فقد سمعنا ان المسلمين الشيعة يكيلون لهم الاهانات والسباب بل وحتى اللعن، هل ترين كانسانة ومسلمة انه يجوز شتم رفيق الرسول في الغار والذي ساعده وسانده وقت الشدة في مكة؟؟ان ابا بكر لم يغتصب الخلافة من علي، وعلي لم يعترض على ابي بكر بل بايعه، ودعيني اتمادى في الصراحة، ما الذي يعنينا في النهاية؟ هل هي الرسالة رسالة محمدام يعنينا اشخاص ولو مثل علي كرم الله وجهه؟ارجو ان لا يثير قولي هذا او يمس شيئا من عقيدتك
- . ابدا اخى حمدان عقيدتى لم ولن تتاثر فما قلته صائب ولكن دعنى اقول
لك شيئا..انه ليس كل الشيعة يفعلون ذلك، بل هناك متطرفون في المذاهب الشيعية مثلما يكون هناك متطرفون في المذهب السني، اما انا فلا اقر الشتائم او اللعن.
حوار الا صدقاء
انتهت السنة الدر اسية في الجا معة وحلت الا جازة وكان فارس قدحقق درجات عا ليه مما دفعه الى ان يمضي الصيف في لبنان ويا خذ (دورة صيفية ) ليسا بق بها الزمن وقد فعل صديقه حمدان مثل ما فعل وقرر الصديقان ان يستأ جرا منزلا في القر ى اللبنا نية الجبلية والبعيدة عن المصايف المعروفة والمزدحمة ذلك انهما سيجدان متعة وهدو ءا ونزوحا عن حر بيروت اما مشكلة الحضور للجامعة فا نهما قد اشتر يا سيارة وسيحضرا ن عليها في وقت المحاضرات وكان فارس قد طلب الاذن من والده لموا صلة الدراسة الصيفية واجابه والده بقوله: لقد كنا نود رؤيتك ولكن ما دام ا ن هذه رغبتك وان فيها مصلحة دراسية فلا بأ س ونر جو لك التوفيق
كان حمدان بالرغم من مظاهر المر ح والمزا ح التى تبدو عليه كان يتمتع الى جا نب تلك المظاهربذكاء وذهن متفتح ورجاحة عقل واخلا ق عاليه ومنها انه اذا صادق اخلص ووفا لذلك فا نه عند ما صادق فارس اخلص له وسا واه بنفسه ومن ذكاء حمدا ن ا نه قد لاحظ ان هناك ما يشغل ذهن فارس وفكره فا راد ان يفتح معه حوارا ليشاركه فيما يشغله وما يهتم به وكانا يجلسان معا في صباح ذات يوم في منزلهما الر يفي ويطلان من عل على بعض المنخفضا ت والوديا ن الخضر اء والتي يشرف عليها المنزلوكان نسيم الصباح المشبع بالهوا ء الرطب يبلل وجهيهما وكان يمر من فوقهما ا احيا نا مو جات من الضباب الذى يحوم على الجبا ل ا للبنانية وكان حمدان قد اعد كا سين من الشا ى وجا ء بهما على طبق ومعهما قطعا من الخبز والجبنة والمربا وحبات الزيتون وراحا يتنا ولان هذا الفطور المتوا ضع ويتجا ذبان اطراف الحديث قال حمدان ـ وهو دا ئما صاحب القول ـ لقد مضى لنا فترة من الزمن لم نر فيها اصد قا ء نا ـ عا ئلة منير ـ الا تود ان نزورها يا فارس ؟ قال فارس: والله الا مر امرك انت المدبر وانت المتصرف والقا ئد قال حمدان: الله الله يا فارس ما هذه الصلا حيات التى منحتها لى ؟! وجعلتني المسئول والمقرر هل يعني ذلك انك لا تهوى زيا رة الجما عة
ـــ ليس الا مر كذلك ولكنني و كلت الامر اليك ولك ان تتصرفنزورا و لانزور ثم متي كنت تطلب الا ذن يا حمدان ؟ انك تا خذ الا ذن والامر معا
ا خى فارسنعم معك حق ذلك لاننى اعتبرك اخا وصديقا ولا يفصل بيننا حواجز ولارسميات لكن هناك سؤال اوموضوع يشغل بالىكما اعتقد انه يدور في ذهنك ويشغلك ولما بيننا من صداقة واخوة فا ننى سأ طرحه عليك وابحثه معك لان ما يهمك يهمنى واود مشاركتك بل مسا عدتك
ـ اشكرك اخي حمدان وأنا شآ عر ووا ثق من صدا قتك واخوتك ولكن ما هو السؤ ال الخاص
ــ اسمع اخي فارس لقد جر ى خلا ل العا م المنصرم حوارات ومقابلا ت وزيارات وتمازج بيننا وبين عا ئلة ـ منير ـ وقد لا حظت ان شيئا قد حدث وهو الاعجاب والتوافق الفكرى بينك وبين مريم وقد انكشف شيء من ذلك حين كنا في زيارتهم في المرة الاخيرة حيث ابدى بل اعترف كل منكما بالتقارب العاطفى فهل عندك جدية في المضي الى اكثر من ذلك ؟ اقصد الا قترا ن ؟
ــ اخي حمدان بما ان حتمية الا قتران تنتظر كل شاب فا نه لابد ان يكون قد كون في مخيلته مجموعة من المواصفات والصفات التي يود وجودها في من يختارها ومما لاشك فيه ان للمجتمع والبيئة والدرجة العلمية والثقافية تاثير مباشر وغيرمباشروانت ياحمدان تدرك طبيعة المجتمع و البيئة التي نشا ت بها وهي على النقيض من شكل المجتمع هنا صحيح انني قد اخذت جرعة من التغيرـ وذلك من حيث المفاهيم والمظاهر وليس من حيث القيم ــ ولكن الجانب الا كبر المؤثر لازال قا ئما ومقاو مته المباشرة عالية التا ثيراما عن مريم ففي الحقيقة توجد بها كل المواصفا ت التي رسمها خياليبغض النظر عن ا لظروف المحيطة بي وبها من حيث الديا نة والفوا رق الا جتماعية فهي مثقفة ورز ينة وعاقلة حتى في لبا سها وسلوكها ومكتملة الجما ل ــ لـقد تحدثت ا حى فارس بمنطق عقلى وحقائق منطقية لكنني فهمت من عزوفك عن الزواج من ابنة عمك انك قد فكرت بالتغيير والقفز على العادات والتقاليد أليس كذلك ؟
ـ عزفت عن الزواج من ابنة عمي لاعطي نفسي مهلة للتفكير والتدبر خلا ل فترة دراستي لانني لاانوى الزوا ج قبل انها ء دراستي هذا اولا وثانيا اقتناعي بضرر زواج الاقارب للنسل، كما ان فترة الدر ا سة ستكون مجا لا لمزيد من التفكير والتدبر وايضا معر فة كل منا للآ خر وكذلك فر صة نحا ول من خلا لها تذليل بعض الصعوبات عن طر يقنا ــ كلينا ـ فانا بكل جدية مقتنع با هلية مريم والا قتران بها
ـ قال حمدان :يا فارس الا اترى اننا كمن يتحد ث عن سمك في البحر ؟ اننا لا ندرى عن موقف الطر ف الاخر فلما ذا لانطرق الباب لنعرف الجواب ؟ وحتى ترتب امورك على ا سا س واضحا
ها انت قلتها يا حمدان سمك في البحروتقول نطرق الابواب ما لذى نريد معرفته ما د منا في طور التفكير وامامنا الكثير من المصا عب التى لسنا على يقين من حسمها ـ انه من الا فضل يافارس ان تبنى جهود ك ومحا ولا تك مع اسرتك بعد ان تعرف الموقف الآ خروالا كيف تحاول اقناع اسرتك على امر لا تعرف حقيقته
قولك ياحمدان منطقى ولكن لنفترض معرفتنا للجوا ب الايجابي هنا ثم نصدم بموقف الا سرة وعلى الا خص والدى الذى لااستطيع معصيته
الامر ليس صعبا كما تتصور يا فارس سوف يكون هنا ك تفاهم على الايجاب والتوافق واذا تم ذلك فستكون الانطلا قة انت تسعى وتحاول اقناع ا سرتك وقد علمت وتبينت من التي اختر تها ورضيت بك واختارتك وهي من جانبها تعد العدة للمواجهة الصعبة
لا ادرى ما ذا على ان افعل يا حمدان لقد وضعتنى في موقف حرج افلا ترى ان نتر ك الامور تسير وعلى الله التدبير ؟
لم اعهد فيك التردد يا فار س لقد كنت شجا عا في مواقف عديدة ولكن دعنى انوب عنك هذه المرة ألم أ كن وليا عليك وانت مقر بذلك ؟ !!
لا استطيع الوقوف امام سلطتكلكن دعنى يا ا يها المتسلط ان التف عليك واتحول الى شأ نك الخاص ما دمت قد جعلتني شغلك الشا غل الا تخبر ني عن ظروفك واحوالك هنا ك في بلا دك ؟! وما ذا عن رأ ى اسرتك في شأ ن زواجك ؟؟
هنا توقف حمدان عن الكلا م وسبح بنا ظريه في السفوح الخضراء الممتدة على مدى الافق ووضع يده اليمنى على خده وغاب في تفكير عميق و بقي لحظات ثم عاد وقال : يا صديقي فارس ان الامور هنا ك لا تبتعد كثيرا عن اموركم هناك العائلة والعشيرة التي لها رأى ولى رأى آخر فهي تلح وتضغط با ن اتزوج من داخل العائلة وانااجادل وادافع واحاول فض الحصار وفك القيود اتيت لهم بالحجة التي خلصتك من ابيك وابنة عمك ولكنها لم تقبل وقدمت لهم حجة جديدة قلت لهم ان الزوجة التي يختارها الاهل تكون ضعيفة القاعدة ولا تتحمل ما يحدث اثناء المسيرة الزوجيه من اشكا لات وخلا فات وانه سيجرى تحميل العائلة المسئولية لا نها هى التى اختارت الزوجة اما اذا كان الاختيار من قبل الشاب فان اىخلا ف يحدث سيقوم بمعالجته وتخطيه حتي لايلحق به اهله اللوم القيت اليهم بهذه الحجة وتركتهم يدرسونها ثم يصدرون الحكم
قا ل فارس : واذا صدرالحكم بالر فض فما ذا ستفعل ؟!
ــ عندها سأ قوم بالا ضرا ب عن الطعام اقصد الزواج وسوف احملهم المسئولية القا نونية والا جتما عية والا نسانية والزوجية والعاطفية ايضا !!
ــ مهلامهلا ياحمدان لقد اصبحت محا ميا طليق اللسان !!
ــ ولم لا ان الظلم يافارس يطلق عقدة اللسان ويلهمه الحجة و البيان
ــ ما شاء الله ياحمدان !هذا انت تطلق عبارات السجع وتكاد تقول الشعر !!
ــ الشعر الشعر يافارس هو نتاج للمشاعر حين يتعرض الا نسان للظلم والقهر والا رغام وايضا عند اللوعة العاطفية !
ــ اذا سننتظر صدور الحكم وما ستجود به قريحتك من الشعر !
ــ لا تسخر مني يافارس فالشعر ليس حكرا على احد وان الكثير ين ممن يقو لونه يعبثون به و انهم ليسوا خيرا منا
ــ ياحمدان يكفينا حديثا ونقاشا فقد حل وقت ذهابنا الى الجامعة وتذكر انك المسئول اليوم عن شئون المنزل فلا تترك شيئا من واجباتك !!
ــ حا ضر يا صاحب الامر والنهي هذا اليوم وتذكر ان غدا لناظره لقريب حيث سأ تولى اصدار الاوامر عليك !!

توارد خواطر
يبدو ان حوار الصديقين حول العلاقة مع مريم قد نقلته اجواء توارد الخواطر اليها فها هي منغمسة في دوامة من التفكيرلكنها لا تحاور احدا وانما تحاور نفسها وتقول: ما لذى جاء بهذا البدوى الا سمر الى بلا دنا يقول حمدان بتحليلا ته الفلسفية ان الا قدار هي التي تسوق الا نسان الى مصيره وانها ترسم له خطواته وتصرفاته فهل يا ترى قد ساقت الاقدار هذا البدوى الذى جا ء هنا وكنا غير عا بئين به في البداية ؟ بدوى صحراوى لم نكن نتوقع ان لد يه تلك الغزارة من الذكاء والفطنة حا ورته وما كان لى من غا ية في البداية الا حب الاستطلا ع ومعرفة المزيد عن بلا د ومجتمع اخر لكن هذا البدوى قد انشب اظفاره في ذهني وعقلىولا اقول عاطفتيو لكن بعد مضي الوقت ومسا جلا ت الحوار بيني وبينه شعرت ان اهتمامى به قد زاد ثم تحول هذا الا هتما م الى اعجاب وتقدير ما ذا يحدث ؟ وما ذا بعد ؟ ــ تسا ئل نفسها ــ هل توقف تفكيرى عند هذا البدوى المتميز؟! سلطة خفية تقود نى بل تغريني با ن امضي في هذا الطريق الذ ى لاادرى الى اين يسير بي فتاة نصرا نية يشدها ويقهرها شاب سني ( ولكنه قهر من نوع اخر) نعم اعترف با نه قد ارغمني بسلو كه وثقا فته وذكائه ونقا ء طويته ا رغمني لا ن اتوقف اما مه كثيرا فهل يا ترى وقع به ما وقع بي ؟ لنفترض ذ لك وانه قد جاء يطلب يدى ماذا سيكون وما ذا سيحدث؟ ما ذا سيقول النصارى اهلي وطا ئفتي ؟ سيثورون و سيشنون على حربا شعواء ولكن الا مرفي النهاية سيتوقف عند قرارى وعزيمتي وارا دتىفبلا دنا بها ها مش لحر ية الرأ ى واتخا ذالقرار اما هو فهل يتخطي قا نون دينه ويتجا هل تقاليد بلا ده ويخطو حطوة تتطلب شجا عة وعزيمة قوية ؟ اقول هذه الافكار والهواجس وذلك قبل ان اسأ ل نفسي هل انا مقتنعة به ؟ انه ليس اشقر وايضا ليس ابيض ولكنه مثل لون القمح و تقا سيمه وشكله مريح وجذاب واهم من ذلك ثقا فته وسلوكه وذكاؤه واسأ ل نفسي ايضا هل سا تقبل بيئته واستطيع هضمها ؟ بل هل سيتقبلني مجتمعه !!
احلام ورؤى دار ت في خيال مريم مجرد احلا م ربما تتعارض مع وا قعها ولكنها كفت ة ، فان هذا هاجس طبيعى يشكل جانبا مهما من تفكيرها لاسيما حين تجد من يرضي احلا مها وخيالها
بعد انتهاء المحاضرات عاد الصديقان فارس وحمدان في طريقهما الى منزلهما الريفى واثناء الطريق قال حمدان :ما رأ يك يا فارس لوعرجنا الى منزل ـ ال منير ـ قال فارس : لقد اخبرتك من قبل با ن القرارقرا ر ك قال حمدان: اذا ما دمت انت الذى يقود السيارة فعليك الا نتباه للطريق الفر عى الذى بتوحه لقريتهم انه غير بعيد عن الطريق التى نسلكها تمهل لقد اقتر بنا منه انه ذلك التقاطع الذى بعد الكشك فعليك ان تنحرف يمينا وصل الصديقان الى منزل ال منير ولم يكن موجودا سوى ابو جوزيف وزوجته استقبلا هما وحيوهما واجلسا هما في البلكونة المطلة على الحد يقة وكان الوقت بعد العصرواخبرهما منير بان جوزيف قد ذهب الى احد اصدقائه وقال ايضا ان مريم ونهلة قد ذهبتا الى صديقة لهما لتبا ركا لها بزوا جها قال حمدان : لابأ س فلقد كان من الو اجب علينا ان نخبركم بقدو منا واضا ف حمدان انتما كل البركة وفيكما كل الخير واثناء تنا ولهما القهوة وصلت مريم وشقيقتها وحل الارتياح على الجميع قالت مريم ـ مازحة ـ لما ذا اتيتما ؟ لقد كدنا لانتذكر وجودكما في لبنان ولما ذا لا تخبرانا بقدومكما والتفتت الى فارس وقالت : هل علمتكم الصحرا ء نسيان الا صدقاء ؟ ورد فارس بهدوء يبدو انك ـ مريم ـ قد لجأ ت الى نظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع نحن الذين يحق لهم العتاب فنحن ضيوف عليكم مثلما نحن ضيوف على بلادكم وانتم تدركون ـ كعرب ـ ما للضيف من حقوق ووا جبات الا يجب ان تسأ لو عنا حين فقدتم اخبارنا ؟ قالت مريم : هكذا انت يا فارس الهامك يسبق حجتك فها انت قد وضعتنا في موقع الد فاعوتدخل حمدان قا ئلا لنجعله صلحا وليتنازل كل منكما عن حجته قالت مر يم : اوافق على وساطة حمدان فهو دائما وسيط موفق واردفت انني في الواقع ابدى اسفى اذ لم اكن في استقبا لكما لنقوم بواجب الضيافة قال فارس : لا داعي للا سف فقد قام الوا لدا ن بما يلزم قالت مريم معللة غيابها لقد كنا نزور عروسا جديدة لنبارك لها كما تقضي بذلك التقاليد قال حمدان ـ ما زحا ـ عقبا لك بل عقبا لنا كلناوردت مريم كعادتك ياحمدان لابد ان تحشرنفسك في كل عبا رة و فيي كل منا سبة
ـ انا لا اعتبره حشرا وانما ارا ه حلما و امنية واملا من منا لايفكر في ذلك الحدث السعيد ؟ الله الله ياحمدان لقد كشفت عن اهتما ماتك الخا صة ومشا عرك نحو الشريك القادم قال حمدان : حتى ذلك الذى يتحفظ ولا يبدى مشا عره الخاصة ان فكره مزحوم ومشغول في مثل هذا الحدث لكن لديه مقدرة على كتمان مشا عره تقصد بذالك فارس يا حمدان ؟ نعم انه اكثر منى تفكيرا في هذه النا حية وخاصة بعد تذوقه مياه لبنان وتشبعه بهوائه فقد بلغ به الا مر الى العزوف عن ابنة عمه وتخلص من الارتباط بها بلبا قة وحكمة وذلك لانه يتطلع الى لبنا ن واهله
انك تتما دى ياحمدان وتتحدث عن فارس بامور لاادرى ما ذا يقول عنها فارس قال فارس : الا تعرفي حمدان ؟ ألم نتفق على تسميته بالمتسلط وكا شف الاغوار؟ ؟ لقد حدث قبل مدة ان فرض على ولا يته ووصايته بحجة انه اكبرمنى بستة شهوراما قوله الا خرعنى فان فيه شيء من الواقع
قالت مريم ما ذا ياحمدان هل انت خطير ومتسلط الى هذا الحد ؟!َ لقد بتنا نهاب سلطتك
لا لا تهابي من سلطتي انها سلطة اخوة وصداقة ومسخرة لخدمة الا ماني والمشا عر
ما ذا يا فارس كيف ترى هذا الدا هية الذ كي ؟
قال حمدان : دعى فارس ولا تسأ ليه عنى فهو قد اعترف اما مكم واقر بان لى الولا ية عليه( وما دام الامر كذلك فا ننى سأ تحدث معك في امر جدى وها م يخصه ) لذا ا تمنى ان ننتقل الى مكان خال من غيرنا نحن الثلا ثة
هنا اقترحت مريم الا نتقال الى مكان في وسط الحديقة مهيأ للجلسات التر فيهية وتظله الا شجار من كل جانب وتوجد طاوله وبضعة كراسي وبعد ان جلسو ا
قال حمدان : يا اخت مريم ان فا رسا يو د ان يتحدث معك حديثا جديا ومصيريا ويريد معرفة رأيك فيه
قالت مريم انني على اتم استعداد لسماع ما يريد قوله
قال فارس : يا مريم دعيني اولا استعير بعض تعبيرات صديقنا حمدان وهي ان الا نسان يدفع به القدر ويسيره وقد يختار له ولا ننا كمسلمين نؤمن بالقدر لذا فان مجيئي الى لبنا ن وتعر في على حمدان اولا ثم على عائلة منير ثانية اعتبره من مجريات القدر ويمضي بنا القدر فيجمع بين فارس ومريم في حوار ثقا في وادبي ومعرفي وديني الا مر الذى بلغ فينا وبنامسا فات من التفاهم والتوافق وقد اقول اكثر من ذلك ( ويتد خل حمدان بقوله : لاتخجل وقل العا طفي ) ويمضي فارس في حديثه ويقول: يامريم ان في خيالي مواصفات وصفات لمن يكتب الله لى الا قتران بها ولقد وجدت عندك تلك الموا صفات والصفات ويعلم الله انني لا اتمنى غيرك وكما قال صديقي حمدان لقد تخليت عن الزوا ج من ابنة عمى كما تقضى بذلك تقاليدنا القبلية والعشائر ية ليس قصورا في ابنة عمى فهي كا ملة من كل النوا حي لكنني كما ذكرت لوا لدى ان زواج الا قارب مضر بالنسل وسبب آ خر هواننى ادرس الطب الا ن وبعد عدة سنوات سوف اكون ان شاء الله طبيبا وسيكون عندى مقو مات من المعرفة والثقا فة التي لا بد ان يكون لمن سوف اقتر ن بها توازن مع معرفتى لذا يا مريم اطلب منك بصراحة ووضوح هل تقبلين الاقتران بي ؟ وعن قناعة وادراك؟ ادر ى ان وراء كل منا عوائق ولكن ربما يكون لقوة الارادة عندنا تا ثير وفا علية
ـ اسمع اخي فارس ودعني اتحدث عن القدرية التى يؤ من بها المسلمون والتي يبدو انني اتفهمها واميل الى الايمان بهالقد اتيت يا فارس كوا فد مثل الكثير ين الذين يفدون لطلب العلم وحين قدمت وتعرفت علىحمدان الذى كان صديقا لنا من قبل لم تكن حينذاك مدار اهتمامنا غير انه بعد تمادينا في التعارف وبعد زيا ر تك الاولى لمنزلنا حدث بيننا تباد ل للا حاديث ثم سلسلة من الحوارات التى غير ت مجرى الامور وجعلتنا ننظر اليك نطرة تقدير واعجاب ولا شك انك بذلك قد تجاوزت صور ة البدوى القادم من الصحراء وقلبت الموازين لتصبح شا با مثقفا ذكيا صادقا في حديثه لبقا في تصرفه وسلوكه ‘ يا فارس ان اى فتاة تحلم برجل المستقبل لا تتمنى اكثر من تلك الصفا ت ‘ ولا اكتمك بل لا اكتمكما انني قدا عجبت بفارس وان صفاته وشخصيته قد تسللت الى مشا عرى و تملكت كياني‘ لذا فا نني لا املك الا القول : اني لا اتمنى غيره واقبله عن قنا عة وصدق ، وذلك بالر غم من اكداس المعوقات اما م كل منا ،
قال فارس :اشكر ك جدا يا مريم على ما اسبغته علي من صفات كما اعتزبمو قفك هذا و ا قد رلك الا ختيار الذى اتشرف به وان استجابتك لطلبى رغم المعوقا ت التى ذكرتها اعتبر ذلك ثقة غالية سوف اتحمل من اجلها مقا ومة المصاعب والعقبات التى لاشك ان الكثير منها يعترض طريق كل منا وذلك امر يتطلب منا بذل الكثير من الجهد والجهاد . وانه من هنا ومن هذه الساعة فا ننا قد ارتبطنا بميثاق شرف وتعا هدنا على السعى في سبيل اتمام هذاالميثاق الى نهايته الشرعية الذى نأ مل ان تتم بعون الله واود الاشارة هنا الى انه اما منا متسعا من الوقت وهى فترة الدرا سة التى اتصور انه لن يسبقها اعلا ن اوتنفيذ لمشر وعنا ،وسوف تكون هذه الفترة مجال لنعالج فيها ظروفنا وتسو ية اوضا عنا العائلية، كما اتمنى على مريم ان يكون ميثاقنا هذا غير معلن وذلك حتى لا تثار حولنا المشاكل في وقت مبكر، حتى عا ئلتينا لانود ان نشغلهما بذلك
قالت مريم : ان ما قلته يافارس رأ ى منا سب وحكيم وانا اوافقك عليه
مضى قرا بة عا مين بعد انعقاد الميثا ق بين فارس ومريم والحالة والعلا قة بينهما تز داد وتتو ثق، لكن فارس اطلت عليه سحابة دا كنة ظللت ذهنه بالحزن والكدر فقد انهى صديقه حمدان درا سته الجا معية وتخرج طبيبا ومن المؤكد بل من الواجب ان يسافر الى بلا ده وقد شعر فارس بالفرا غ والو حشة التي سيتركها سفر صديقه حمدان ، فقد كان حمدان كالرئة التى يتنفس فارس من خلا لها ، فقد انسته صحبته لحمدان وحشة الغربة ،وحتى حمدان شعر بتأ ثير فراقه لصديقه فارس، لكن حمدا ن راح يهون على فارس ويقول له لا تحزن ياصديقي فا ن جسمي فقط هو الذى سيغادر، ا ما عقلي وفكرى فسيبقيان يرعيانك مع انني تركتك يا صديقي وعندك من سيغنى مشا عرك وعواطفك، فلربما تقوم مريم ببعض الوا جبات التي كنا نتبادلها ، انك تستطيع ا ن تنظم علا قا تك مع مريم واخيها يوسف لسد شيء من الفراغ ، كما اننى سا توا صل معك بالهاتف والر سائل، وقد اتصيد فر صة ازورك فيها ولو لسا عات
قال فارس : ا خي حمدان ان فراغك لن يسده احد وصحبتك لا يرقى اليها غيرك واننى مقدر لمشاعرك واحترم واجبك تجاه وطنك الذى طلبت العلم من اجله وانت ذاهب الا ن لخد مته فا رجولك التوفيق ا
فارس كما قال له حمدان كثف اتصاله بيوسف ومريم فمرة يذهب اليهم واخرى يا تون اليه بالطبع مريم لم تخبر اهلها بما تم بينها وبين فارس لذا فانها تر فض كل من يتقدم لها خا طبا بحجة انها لن تتزوج الا بعد انها ء درا ستها فلقد اخلصت وعقدت العزم والو فاء لفارس حتى لو تعرضت لكثير من المصا عب كما ان فارس يشعر مثل ما تشعر به مريم لكن ذلك الظلا ل ( موقف والده ) هو الذى لايزال يكدر خا طره و الذى يبقيه دائما على حافة القلق
بقي لفارس فصل دراسى قبل التخرج وكان لديه فرا غ لمدة اسبوعين ففكر ان يزور اهله لفتره قصيرة للسلام على والديه واقاربه وكذلك ليقيس ويرقب أرا ءهم م حول مشروعه اللبناني
. وصل فارس إلى اهله في جو من الفرح والسروروالغبطة والا شتيا ق وخا صة والد ته التي لم تشا هده لمدة سنه ونصف .
كان فارس متهيبا من مفاتحة و الده في موضوعه الذي يشغل باله .لذا فكر ان يلجأ إلى والدتة فهي اقرب إلى رغباته وطلباته وجلس معها وراح يحدثها عن احواله هناك . اما هي فقد فتحت موضوع الزواج وقالت : ياولدي لماذا لم تتزوج؟ هذا اخوك ماجد قد تزوج وله الان طفلان جميلا ن وقد ملآ علينا البيت فرحة وسعادة .
قال فارس: ياوالدتي الزواج مسؤليه هامه والأنسان لا يتزوج إمرأةلا يعرفها ولم يرهاا ولا يعرف عنها شيئا ثم أنني الأن ياأمي قد تعلمت وأصبحت طبيبا وأن الزوجةالتي اريدها لابد ان تكون متعلمه . ولا بد ان اعرف عنها كل شي أفكارها وأخلاقها وعقلها حتى استريح معها . أما أذا اخترتم انتم لي زوجة حسب معرفتكم لان والدها طيب ومشهور أو لانها جميلة . فهذا امر لا يجوز لي .ولا يتفق مع رغبتى
طيب يا ولدي ماذا تريد وماذا ترى ؟
يا امي انا عشت في لبنان ست سنوات ورأيت فيه اناسا كثيرين وعرفتهم عن قرب .وأنا افكر أن اتزوج من هناك . وأرجو يا والدتي ان تقفي الى جانبي وتقنعي والدي بالموافقه على ذلك .
والله ياولدي ما ادري ماذا قول ولكنى اظن ان والدك لن يوافق على ان تأخذ اجنبية . لكن الذي اراه انك الان تذهب وتكمل دراستك وانا سوف اتكلم مع والدك وعلى مهل ورواقه . كما انني ارى ان لا تتحدث مع والدك في هذا الشأن .
عاد فارس الى لبنان وتقابل مع مريم واخبرها عن المحاوله الاولى مع الاهل .
وقال: انني قد وضعت الامر بين يدي والدتي لكي تتفاهم مع والدي وان شاء الله سيكون خير
قالت مريم انه من جانبي كما تعلم قد اقفلت كل الابواب إلا بابك. وسوف اقاوم أي ضغوط تحدث . اما انت فنرجو الله ان يسهل امرك.
انهى فارس دراسته وتخرج طبيبا بتقدير ممتاز. وراح يستعد للسفر الى بلاده . وقبل ذلك ذهب الى عائلة منيرليو دعهم وجلس مع مريم وقال لها : انني ارحل وا نا في حالة من الحزن المضاعف اوله فراقي لبنان واهل لبنان الذي عشت به وأ لفته واحببته وتلقيت فيه علومى وثانيه تفكيري في المعركه التي سأخوضها هناك مع اسرتي . قالت مريم: لا تحزن يافارس . وعد للعقيده التي كنت ترددها انت وحمدان . وهي القدر .لان القدر بيده كل شي ( كما هومعلوم لديكم ولدينا ) و ان القدر هو مشيئة الله وان الله لن ينساك
سافر فارس الى بلا ده وو صل الى اهله وهو في حا لة من القلق ــ رغم فرحهم وسرورهم ــ. اذ لا يدري ماذا فعلت والدته مع والده .
اشتغل فارس كطبيب في مستشفى الملك .اشتغل فارس ولكن باله بقي مشغول

وكانت والدة فارس قد لمحت لوالده بان فارس يميل الى الزواج من الخارج . لكن والده رفض بشده وغضب وابد ى معارضة شد يدة . بعد مرور شهرين من وصول فارس وعمله في المستشفى كان هناك جلسه عائليه تضم والده ووالدته واخاه ماجد وقد بدأ والده بالقول : ماذا يافارس أ لم يحن وقت زواجك ؟و الى متى ستنتظر ؟
وتردد فارس بعض الشي قبل ان يجيب ثم قال : يا والدي الزواج حاله مصيريه ولا بد من التريث والتفكير قبل الاقدام عليها .
قال والده وكم تظن انك ستحتاج اليه من الوقت لتحسم امرك ؟
ياوالدي الزواج حاله شخصيه ولا بد ان يكون الراي الاول للمتزوج مع احترامي لرايك ومشورتك لذا ارجو ان تتفضل وتمنحني شيئا من حرية الاختيار
ماذا تقصد يا فارس انني اخشى ان تخالف عاداتنا وتقاليدنا فقد لمحت لي والدتك عن بعض نواياك .
ياوالدي انا لا اشك في انك تريد لي الخير والتوفيق . ولكن ارجو ان تتفهم وتدرك ان عصرنا وواقعنا يختلف عن العصر الذي عشته انت ووالدتي واجدادي . لقد كنتم تستنكرون وجود الراديو . وكان اجدادي ايضا ينكرون حتى السيارة . والان لقد تغير كل شيء وحدث تطور في حياة الناس . فأنا الان اختلف عما كنت عليه لما كنت موظفا وشهادتي الثانويه . وقد اصبحت الان طبيبا ودرست علوما كثيره لمدة ست سنوات وهذ ه الدراسه والعلوم قد غيرت من تفكيري ــ رضيت او لم ارض ــ وجعلتنى انظر الى الزواج بانه لا بد ان يكون متكا فئا كيف اتزوج امرأ ة لا تعرف حرفا واحدا وانا طبيب !. انه امر يخالف الطبيعه
قال ظا فروالد فارس :شوف يافارس انا رجال مريت بتجارب وعندي خبرات وافهمها وهي طايره . انت قصدك تاخذ من الخارج وهذا امر يخالف شريعتنا وعادتنا
يا والدى ما الفرق بين المرأ ة الخا رجية والدا خلية من حيث التركيب والكيان ؟ الفر ق كما اعتقد هو عند ما نعرف المرأة ونفهم اخلا قها وعقلها وصفاتها ومنبتها هذا هو الفرق في مفهو مي
يا فارس يا ولدى لقد وعدتني عند سفرك انك لن تتغير والا ن اراك قد خالفت وعدك وها انت تريد الز واج من الخا رج
يا والدى غفر الله لك اقسم لك با لله انني علىعهدى لكولم اتغير ولم اخطىء اما قضية الزواج فهو امر طبيعي ان يتزوج الر جل المرأة التي تتنا سب مع متطلبا ته الزو جية وانا قد وجدت هنا ك فتا ة عر بية ودرست سلوكها واخلا قها فو جدت انها تلبي ما اطلبه من المرأ ة يا والدى ان العادات والتقاليد ليست امرا منز لا من السماء و ديننا الا سلا مي لا يحدد مكا نا معينا ومحصورا ليختار الرجل زوجته منه وكما يقول المثل الدارج ـ الزواج قسمة ونصيب ـ
يا فارس انها كلمة مختصرة عليك ان تختار بين اهلك والمرأة الخا رجية
لا شك ياوالدى ان الا مر محسوم فا هلى اغلى عندى من نفسى واغلى من رغباتى ومطا لبي ولا شك انني سوف اختار اهلى حتى لو صدر حكمهم بحرمانى من الزوا ج لذا فا نني سا نصا ع لامرك يا والدى واتخلى عن الزو اج من الخارج وربما من الد اخل ايضا والى حين
يا ولد ى يا فارس اننى اشكرك واعتز بطا عتك واحترامك لوالدك واهلك وانا لا اقصد حرمانك من الزواج ولكنني فقط اود ان لاتكون شا ذا عن طريق جما عتك وتا خذ امرأة لا ندرى من هي ومن اين وما ا صلها وفصلها وهل ستتقبل عا دا تنا وتقا ليد نا
او تنسجم مع مجتمعنا
اشكرك يا والدى على هذا التسا ؤل المنطقى الذى نطق به لسانك الكريم من هي وما هي ومن اين هذه المرأة معك حق يا والدى فانت حريص على نقا ء وصفا ء النسب لذا فانه يسر ني ان اوضح لك عن من هي هذه المرأة وما هو اصلها ان اسرة هذه المرأة ـ كما علمت وتاكدت ـ من اصل يمنى واسمح لى ياوالدى ان اعود بك قليلا الى التا ريخ انه بعد حدوث سيل العرم الذى لابد انك قد سمعت عنه ها جر جما عات كثيرة الى شمال الجزيرة وقدانقسمت هذه الجما عات الى قسمين جماعة ذهبت نحو العراق وهم المنا ذرة وقسم ذهب الى الشا م وهم الغساسنة وهذه الا سرة كانت من الغساسنة الذين ها جرو ولديهم دلا ئل ومواثيق تثبت ذلك وهذا الامر حدث قبل ظهور الاسلام الا ان هناك يا والدى امر لابد ان تعرفه وربما يستفزك ويثير ك بعض الشيء وانا ارجو بما لك من حكمة وعقل رزين ان تتفهم الو اقع والا مر هو ان الاسرة حين وصلت الى لبنان وهي قادمة من اليمن الذى تختلط فيه عبا دة الاوثان مع شيء من النصرا نية واليهودية كان على الاسرة ان تختار العبادة التى تتقر ب بها الى الله ولم يكن موجودا حينذاك الا الديانة المسيحية فدخلو فيها وهي ديانة يعترف بها المسلمون وان كان القر آ ن قد جاء ليحل محلها هذا ما فعله ابا ؤهم ولم يفعلوه هم اما حا لتهم في لبنا ن فهم من سكان القرى الر يفية المحافظة على التقاليد والعادات العربية
ما شا ء الله يا فارس محا ضرة طويلة ودفاع مستميت لقد زادت الطينة بللا ما هذا يا فارس امرأة اجنبية وايضا نصرا نية ؟ من فعلها قبلك ؟ انني حتما لن اوافق
يا والدى سأ لت من فعلها قبلىلقد فعلها خير البرية نبينا محمد صلى الله ععليه وسلم فقد تزوج نصرا نية وتزوج يهودية لا نهما كتا بيتان يا والدى ها هو الرسول قد تزوج نصرانية اجنبية ومن خار ج الحد ود اى انني لم آ ت بجديد
يا فارس الرسول حين تزوج بها تين المر أ تين كان له غا يته التي لا ندريها ولا نعلم ما قصد بها ولكن لابدانه على صواب لانه ما يفعل شيئا الا بتوجبه من السما ء ثم ان احوال الناس في ذلك الحين كانت متشا بهة من حيث العادا ت والقاليد سواء في مصر او في الجزيرة العربيةاما الان فان الامور مختلفة جدا
لم يستطع فارس اقناع والده الذى اصر على رفض الزواج من الخارج لذا فقد انكفأ على يأ سه وانغمس في عمله الذى اراد ان يسد الفراغ النفسي والعاطفي واحتار بما ذا يخبر مريم عن النتيجة المأ ساوية التي انتهت اليها قضيته معها ولكنه كتب اليها ليخبرها بصدق عما حدث ولينقل لها أ لمه وأ مله وقال :
من داخل الحصار الذى ارتضيته لنفسي ومن وراء الاسوار ومن خلا ل الو ثاق والخناق الذى يضغط على مشا عرى من ميدان هزيمتي ومعركة استسلا مي التى لم تكن الا لامر الله اولا و لطاعة والدى واقاربي ثانيا من هذا الموقع الذى اراده الله لى مثلما اراد لى سفر لبنا ن و قضى بالتعرف واللقا ء مع من توافق مع افكارى ومشا عرى وعوا طفي و آ ما لى اليك يا مريم النصرانية التي خالط مشاعرها الدينية ومظات اسلا مية فر ضيت وقبلت واخلصت لمسلم وافد ورغم كل العوائق
اليك يامن وجدت بها كل الصفات التي رسمها خيا لى
لقد جاهدت وكا فحت ونا فحت في سبيل اللقاء قرأ ت لهم كل الحجج و قد مت لهم كل الموجبات قلت لهم ان مريم من اصول عر بية ـ فذلك مهم لديهم ـ وكتابية مسيحية وان ديننا الاسلام لايمنع الزواج من كتابية فقد سبقنا الر سول ( ص ) الى ذلك قلت لهم ان مريم قد تفهمت جانبا من الا سلا م وانها تكاد ان تسلم وان من تعاليم الا سلا م ان من استطا ع اقنا ع غير المسلم بالا سلا م فان له اجر كبيرقالوا انها اجنبية وانها نصرانية قلت : ان الرسول الكريم قد تزوج نصرا نية اجنبية قالوا عا دا تنا وعا داتهم لاتتفق قلت انها رزينة العقل وعلى علم بعا داتنا وتقا ليدنا وهي على استعداد للتكيف معها لكن التقاليد المغرقة في عدم فهم الا خرين كانت الحجر الصلب الذى تحطمت عليه حججي وآ رائى وقالوا عليك الخيار بين الا مرين اهلك او الزواج من الخارح وبقيت اعا ني من اجهاد عقلى وفكرىواصبحت في موقف لا احسد عليه فا ما ان اخسر والدى وعشير تي او ان احطم آ ما لى ومشاعري كان هذا هو الموقف يا مريم وعزلت نفسى داخل حقل من الهو اجس والهموم التي راحت تفتك بذهنى وتضغط على مشاعرى امران ها ما ن في حياتى لا اريد ان اخسر اى منهما ا لكنني مضطر بل مرغم على ان اتخلى عن احدهما يا مريم وصدر الحكم من والدى غفر الله له بان امتنع عن رغبتى وان اعصف بار ادتي بل قرر سا محه الله ان يسلط العزوف على نفسي لتعرض عن الزواج و الىحين
ولكنني مع عزوفي لن اتخلى ولن انس ما عرفته عنك وعن صفاتك فلقد كنت النمو ذج الذي تمنيته وتخيلته وها هو القدر يتصدى لرغباتنا فما علينا يا مريم الا ان نؤ من بحكمه ورغم هذا اليأ س اقول اننى اكاد أرى قبس شمعة في ظلا م القنوط ومن يدرى ؟ فلر بما زاد القدر من وقودها وجعلها تنير وتنير اكثر واكثر وتتغير الا حوال من يدر ى ؟؟ فارس
وكتبت مريم تقول : رسالة وداع اليك يا ايها الفارس الذىغزا كيانى واستولى على مشا عرى اليك يا من قهر قلبي واغلق مداخله الا مدخل واحد هو له وحده اليك عينى اللتين لا تنظران الا اليك ولا تغيب عنها مدى الليالى والايام لقد جعلتني اعيش حلما سبح بي في الخيال وتمتعت وتلذذت بمو جاته الخيالية والتي لا اتمنى غيرها يا فارس لما ذا اتيت الى لبنان واستو ليت على قلب فتاة نصر انية وانت مسلم ؟ ! فما هي القوة وما هي المقدرة التى جعلتك تحجب عنها واقعها ومجتمعها بل ودينها ؟ هل هو ذلك السلوك الا نسانى ام الثقافة والذكاء والبلا عة في القول ؟ ام انها تلك الجرعات التي اسقيتنيها من ديانتك ؟ والتي لابد انهاتغلغلت الى ذهنى وفكرى وجعلتنى اقف امامها طو يلا ! ا و لعله القدر الذى تر دده انت وصديقك حمدان يا فارس لقد غلفت مشا عرى بغلا ف لايستطيع احد نزعه او الوصول اليه لان ( الكود )الر قم السر ى بين يديك يا فارس اننى اشا ركك الحصار الذى فرض عليك بل الحصار الذى رضيت به واستسلمت له ليس جبنا منك ولا عدم شجاعة ولكنه الخلق السامى وا لموهبة الانسانية التي تتمتع بها فلقد اقدمت على كسر وتحطيم عو اطفك من اجل طاعة واحترام وارضاء والدك واهلك انها قمة التضحية حين تضحى بقلبك من اجل طاعة والدك التي هى في الوا قع طاعة لربكاما انا يا فارس فر غم خسارتي بل فجيعتى فا ننى سوف اتضا من معك روحيا وفكريا ثم اعود لنفسي واضمد جراحى النفسية والرو حية وكما قلت لك ان مشاعرى وعواطفى ستبقى مغلقة ولا مفتاح لها ابدا سأ نطوى على نفسي ولولا مهنتي الطبية والتي نز فت في سبيلها فكرى وعمرى والتى التزم بمو جبها ادا ء الخدمة الو طنية والا نسانية لولا هذا الا لتزام لتو جهت الى اى كنيسة وسلمت لها نفسىمتطوعة في خدمة الله ورا غبة عن الدنيا ومباهجها ابدا يا فارس لن افكر في رجل اخر لان رؤيتي للحياة الزو جية تعنى التما زج الروحى والفكرى والا نسا نى تلك في رأ يي هي الروابط والا سس الز وجية وليست فقط المتعة الجسدية يا فارس لا اريد ان يتوقف حديثي معك فهو يتد فق كا لسيل المنهمر يا فارس بما ان الله ــ و انا ا اتبنى في هذا الشأ ن رأ يكم الفدرى ــ لم يرد لنا اللقا ء لنبنى حياة نموذجية مزدهرة فا نه على ان استسلم للقدر كما تؤ منون به انتم لان لدى ايمان بالله الخالق الرازق المدبر يا فارس اذا لم يكن متاح لنا اللقا ء المبا شر فا لوسيلة الاسهل الر سا ئل فلا وما اظنك باخل بها يا فارس ان في ذهني وفكرى ملحمة اود تسطيرها وتسجيلها بالحروف على الورق لتكون نسخة طبق الا صل مما يختزنه ضميرى ولتكون ايضا سجلا وثا ئقيا لمسيرتنا الشريفة الطا هرة وتراثا نعود اليه كلما دق جرس الحنين يا فارس اننى فخورة بك رغم حسرتى عليك سوف تبقى في رؤيتى الرجل المتفوق المتفوق يا فارس رغم فشلى وفجيعتى فا ننى اتمنى لك حياة اجتما عية موفقة وارجو ان لا يؤ ثر فشلنا على مسيرتك الزوجية ــ ان هى حدثت ــ ومهنتك فانت طبيب متفوق وبلا دك بحاجة اليك فعش حيا تك ودع لى الحمل الثقيل فو دا عا وداعا ... مر يم
سعد ابوحيمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحراء والمطر الجزء الثانى سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 7 11-03-2009 01:45 AM
الصحراء و المطر ( الجزء الا ول ) سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 8 11-03-2009 01:22 AM
الصحراء والمطر سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 3 03-02-2009 10:45 PM
ملف المختارات الرمضانية فارس الشواطي مجلس الإسلام والحياة 8 28-08-2007 12:54 AM
معلومات عن الجيل الثالث( Wcdma ) صبي ال بهي المجلس الـــــعــــــــام 2 05-01-2007 10:22 PM


الساعة الآن 04:36 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود