دراسة تاريخــــية لتداخل الأنساب في الخليج والجزيرة العربيه

: بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(1)
طابت أوقاتكم بكل خير

عند الحديث عن تداخل الأنساب لابد لنا أن نوضح الأسباب التي أدت الى هذا التداخل ولاينبغي لنا أن نشير فقط الى تلك الأسباب ولكن ينبغي تحليلها وربطها بالأحداث التاريخية ومن ثم تفسيرها لمعرفة النتائج وبعد ذلك التفكير بالحلول والبدائل .


1- الهجرات البشريه :
تعتبرالهجرات البشريه العامل المهم والأساس والرئيس في التغييرات التي تطرأعلى حياة الشعوب لذا فإن دراسة الهجرات البشريه عموما مصدر مهم للتعرف على الجوانب الإجتماعيه والإقتصاديه والعلميه في المجتمعات .
وقد كان للهجرات البشريه من والى الجزيرة العربيه أثر كبير في تداخل الأنساب وضياعها في بعض الأحيان وقد يجد المتتبع لمشكلة ضياع أصول بعض الأسر وتداخل الأنساب فيما بينهم .
أن الهجرات البشريه هي السبب الأول لهذا الضياع لقد تعددت عوامل وأسباب الهجرات البشريه في الخليج والجزيرة العربية فمنها الحروب والمعارك ومنها الأمراض والأوبئه ومنها الفقر والجوع والخوف ويعلل حمد الجاسر في ضياع ال
انساب عند الهجرات البشريه بأن المرء قد يضطر للإندماج في المجتمع الذي انتقل اليه

منطقة الحجــــــاز
لعل أول مايتبادر الى الذهن من الهجرات البشريه في الجزيرة العربيه هو موسم الحج حيث يتوافد الى مكة والمدينه جموع من المسلمين من شتى بقاع الارض ومن كل جنس ولون لأداء مناسك الحج في شهر ذي الحجه ثم يعودون الى أوطانهم وذويهم ولكن بعض الحجاج يأنس بالجوار لبيت الله وقد يكون هدفه الطاعة والعباده أو التجاره أو اسباب أخرى جعلته يؤثر البقاء في الحجاز عن العوده الى وطنه وبمرور الزمن صتر لهذه الاسر امتداد ديموغرافي في التركبية السكانيه وأصبح لها وجدود عرقي ولغوي ومذهبي في الجزيرة العربيه ومع مرور الزمن وعوامل الإحتكاك الاجتماعي والثقافي تصاهر الكثير من أبناء أسر الحجاج مع بعض أسر الجزيرة العربيه ولذلك لأسباب كثير منها التسامح الديني والجوار والعلاقات التجاريه بين الأسر ولكن مع ذلك ما زال البعض من أسر الحجاج تقوقع فيما ينهم ويحذرون من المصاهرة مع باقي أسر الحجاج أو أسر الجزيرة العربيه وذلك لأنهم يعتقدون أن لديهم أصول قبيلة وعرقية يحافظون عليها والعكس صحيح حيث أن أغلبية اسر الجزيرة العربيه تتجنب المصاهرة مع أسر الحجاج للسبب ذاته .
والمتأمل لتاريخ الحجاز يلاحظ كثافة الهجرات الوأفده اليها وذلك منذ بناء الكعبة المشرفه قبل بزوغ فجر الإسلام فيها لذلك فإن الكثير من القبائل والعشائر العربيه القاطنة في الحجاز تأثرت بشكل تدريجي بتلك الهجرات الوافده الدينية والتجاريه وخاصة فيما يتعلق باللهجات والنظم الإجتماعيه والإقتصاديه ولا ننسى أن هذه القبائل كانت موردا بشريا للفتوحات الإسلاميه في شرق الأرض وغربها فيما بعد .
وتؤكد عواطف نواب أن نسبة كبيره من سكان المدينة المنوره ومكه في القرنين السابع والثامن الهجريبن كانوا من المجاوريين لبيوت من خارج الحجاز وأن طبقات المجتمع في ذلك الوقت تشكلت من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن المجاوريين أسر الحجاج ومن الإعراب الباديه ومن العبيد الرقيق.
وتشير بعض المصادر التاريخيه الى أن المدينة المنوره هاجر اليها عام 925هـ مائة وتسعون أسرة معظمهم من مصر والمغرب وتونس والروملي والبلقان ومن قرى تركيا وديار بكر والقامشلي وملهم كان آبائهم مع حملة السلطان الغزي السليم.

يتبع