أنتهاء الخلاف بين قبيلتي آل الجرو وآل معمر عبيدة

بسبب إقدام فتاة على قتل شاب قبل 6 سنوات
500 ألف وسيارة تنهي خلاف قبيلتي آل الجرو وآل معمر عبيدة





جانب من مجريات الصلح بين القبيلتين وأداء اليمين
المضة: مسعود آل معيض

أنهى عدد كبير من مشايخ قحطان وشهران يوم أول من أمس الخلاف القائم بين قبيلتي آل معمر عبيدة وآل الجرو عبيدة بسبب مقتل شاب من القبيلة الأولى على يد فتاة من القبيلة الثانية.
وشهد مجلس الصلح الذي احتضنه منزل والد المجني عليه سعد بن عنقص بمركز المضة التابع لمحافظة خميس مشيط، حضور أكثر من 1800 شخص من مختلف القبائل، وسط حضور أمني مكثف ساهم في تنظيم صفوف الحاضرين، والحد من أي تجاوزات قد تحدث خلال مجريات الصلح بقيادة الرائد علي عبدالله القحطاني.
وترجع أحداث القضية إلى 6 سنوات ماضية بعد أن أقدمت الفتاة على قتل الشاب العشريني بثلاث طلقات من سلاح ناري كان بحوزتها في إحدى شعاب مركز المضة.
وبعد مضي 5 سنوات على القضية، صدر صك شرعي يقضي بخروج الفتاة من السجن دون قصاص نظرا لدفاعها عن نفسها وقت الحادثة.
وتوافدت القبائل على منزل والد المجني عليه بمركز المضة في محاولة إلى التوصل مع والد المجني عليه إلى صلح قبلي لإنهاء القضية بشكل نهائي وإخماد الفتنة حيث دار بين المشايخ الحاضرين ووالد المجني عليه حديثا مطولا لإنهاء الخلاف، الأمر الذي دفع والد المجني عليه إلى اشتراط اليمين المغلظة من 50 حالفا من قبيلة آل الجرو عبيدة بعدم علاقتهم بالحادثة إلا بعد حصولها وأنهم لم يخططوا أو يتورطوا في مقتل الشاب، وأن من قامت بقتله هي الفتاة وحدها دون مشاركة، وأن القتل لم يتم من أجل مال.
وأمام اشتراط والد المجني عليه باليمين، تقدم 20 حالفا من آل الجرو عبيدة أمام مجلس الصلح يتقدمهم مسن طاعن في السن، وجلس على ركبتيه وأمامه كل شخص بمفرده لأداء باليمين، ثم أكمل 30 شخصا آخرين من نفس القبيلة أداء اليمين نفسه، وبصوت واحد.
وبعد إتمام أداء اليمين فوض والد المجني عليه القبائل الحاضرين بإكمال مجريات الصلح وعقد اجتماع مصغر وفي أثناء عودتهم لمجلس الصلح، طلب ذوو الفتاة تعيين " قبيل ضامن " لإنهاء الأمور بين الطرفين وعدم التعرض والتحرش بأقارب الفتاة، إتباعا للعادات والتقاليد المتعارف عليها.
وبعد مشاورات ومداولات مستمرة وقع اختيار القبالة لأحد الأشخاص من أفراد قبيلة الفتاة إلا أنه اعتذر بحجة أنه قبيل قي قضية قتل سابقة، فيما اختير شخص آخر إلا أنه رفض تفويضه بحجة ضمانه في قضية قتل أخرى، وعلى الرغم من طول المداولات لاختيار القبيل، وما صاحبها من تعطيل لوقت الحاضرين، نجح عدد من مشايخ القبائل والحاضرين في الإجماع على اختيار سويلم حلاص الزيداني قبيلا لأهل الفتاة، مع تقديم 20 ألف ريال عبارة عن شرط معتاد دائما للقبيل، إلا أن المشايخ الحاضرين رفضوا دفع أي مبلغ مالي نظرا لصدور حكم شرعي يقضي أيضا بعدم أعطاء والد المجني عليه الدية، إلا أن شيخ قبيلة آل الجرو عبيدة أوقف المشايخ الحاضرين، ليعلن أنه أحضر لوالد المجني عليه هدية عبارة عن مبلغ مالي مقداره 500 ألف ريال، إضافة إلى سيارة من نوع صالون موديل 2007.
وفي ختام مجريات الصلح الذي استمر 7 ساعات متواصلة، تسلم والد المجني عليه سعد بن عنقص الهدية المقدمة له وسط هتافات الحاضرين بصوت شعبي ليعلن بشكل رسمي ونهائي انتهاء القضية بين الطرفين وتبدأ صفحة جديدة، حيث قام أفراد القبيلتين بتبادل السلام وتناول القهوة العربية في مجلس واحد تسوده المحبة والألفة.


http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2493&id=15703