معظمهم من غير مستحقيها وبعضهم من غير المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤذن مسجد في جدة يستغيث لتنظيم وجبات الإفطار الرمضانية
شكك عدد من أئمة مساجد مدينة جدة في ذهاب وجبات الإفطار التي يوزعها أهل الخير عن طريق المساجد إلى مستحقيها , مشيرين إلى تهافت العديد من العاملين في المحلات والورش المجاورة على الوجبات, فيما يقبع المحتاجون لها بالفعل في منازلهم تعففا وحرجا مما يحدث.
ورصدت "الوطن" في جولة على بعض ساحات المساجد ساعة الإفطار تزاحم أعداد هائلة من العمالة الوافدة العربية وغير العربية المسلمة وغير المسلمة من أصحاب المحال والورش والأسواق المجاورة لهذه المساجد حيث اختلط على من يقوم بتقديم خدمة الإفطار للصائمين أمر هؤلاء الناس.
وعلى سبيل المثال تحولت ساحة مسجد البخاري بحي السلامة إلى ميدان للتدافع والتزاحم من العمالة الوافدة على الجلوس على مائدة الإفطار في ترقب مشوب بالجشع لخطف أكبر عدد ممكن من معلبات العصير والألبان وغيرها من الأطعمة التي تختفي بسرعة البرق داخل أوعية بلاستيكية وكراتين يحملها المتدافعون ومنهم قسم كبير من غير المسلمين.
وقبيل رفع أذان المغرب بلحظات تركوا مواقعهم على المائدة وهجموا على المؤذن ومعاونيه وهم يحاولون توزيع كميات جديدة من الأطعمة حيث لم يستطيعوا تنظيمهم ولا السيطرة عليهم بعد أن تخطفوا علب الطعام التي تحوي الأرز والدجاج وتساقط الكثير منها على الرصيف. ورصدت عدسة" الوطن " تناثر هذه النعم ما دعا المؤذن للاستعانة بدورية أمنية لفك الاشتباكات بين هؤلاء الأشخاص والذين لاحظنا أن أغلبيتهم من الشباب ومتوسطي العمر. وقد منع رجال الأمن التصوير لدى اقتيادهم مجموعة من المتعاركين الذين اشتبكوا بالأيدي ووضعهم في سيارة الدورية فيما علا صوتهم بالسباب وإلقاء الشتائم , فيما ترك نزر بسيط من النساء الإفريقيات مع أطفالهن لم يحصلن على الوجبات إذ لم يستطع موزعوها الوصول لهن وربما كن أشد حاجة من هؤلاء القادرين على العراك والمتعافين في صحتهم على حد قول مؤذن المسجد والذي طلب على هاتفه النقال فرقة من الجوازات للتحقق من وضع هؤلاء الناس الذين لم يحترموا حرمة الشهر الكريم وحرموا غيرهم من المعوزين والمحتاجين حقهم في هذه الأرزاق.
وأكد إمام المسجد محمد إبراهيم أن هذه الظاهرة تحدث يوميا ولا يستطيعون رد أهل الخير في تقديم هذه الوجبات و"إننا نحتسب الأجر عند الله".
وقال الشاب رشيد المزعل إن هنالك أسرا وشبابا يدرسون في المعاهد والجامعات لا يستطيعون طهو طعام لأنفسهم ويعتمدون على المطاعم كما أن غالبيتهم يمر بضائقة مالية والتزامات. وناشد أئمة المساجد لو استطاعوا تفقد الحي الذي هم فيه والبحث عن الأسر والشباب الذين يردهم الحياء, داعيا إياهم لأن يتقدموا لإمام المسجد ويسجلوا أسماءهم للحصول على هذه الوجبات فهم أولى بها وليس في ذلك عيب بل لهم أجر في ذلك.
"الوطن" وضعت هذه الصورة بتفاصيلها أمام مدير جمعية البر الخيرية بجدة محمود باقيس فقال إن لدى الجمعية 5 مكاتب موزعة في كافة أرجاء مدينة جدة قامت مجتمعة بإجراء مسح ميداني اجتماعي لجميع الأسر المسجلة لدى الجمعية حيث نحاول تقديم وجبة إفطار الصائم بطريقة مختلفة عن الوضع القائم عند المساجد لتوصيل الوجبات لكافة الأسر المسجلة لدينا.
وأضاف أن الجمعية تقوم بتوزيع الوجبات وإرسالها لهذه المكاتب يوميا بعد صلاة العصر حيث تم الاتفاق مع متعهد لإعداد الوجبات ونقوم بتسويق المشروع كتبرعات للناس حيث تكلف الوجبة 10 ريالات تقوم الجمعية بجمعها وبالاتفاق مع المتعهد يتم إيصالها ساخنة للمكاتب الخمسة التي توصلها بدورها للأسر, حيث نوزع يوميا حوالي 1000 إلى 1200 وجبة إفطار ويصل عددها ما بين 30 إلى 32 ألف وجبة في شهر رمضان ونأمل أن نصل هذا العام إلى 35 ألف وجبة بإذن الله.
وأكد باقيس رفضه لفكرة الموائد بجوار المساجد كون أن القادمين لها قد لا يكونون فعلا من مستحقيها, مشيرا إلى أن هذه الأمور ترجع لاعتقاد الناس أن إفطار صائم لا بد أن يكون بفرش مائدة وجلوس الناس مجتمعين على الوجبة. وأوضح أن الجمعية تحاول إقناع الناس بالتدريج بالتوجه للجمعية لاستلام وجباتهم بطريقة حضارية وأفضل من الموائد العشوائية وما يحصل فيها من المضاربات وإفساد الصوم.
وأضاف أن وجبة إفطار صائم وضعت بجانب المسجد ليتوجه المفطرون بعدها لأداء الصلاة ولكن "للأسف وهذا ما رأيته عند أحد المساجد أن هؤلاء الناس يغادرون الموائد والصلاة تقام ولا يصلون بالمسجد وهذا يجعلنا نستغرب كيف نتبرع بإفطار صائم لأناس همهم الأكل وليس الصلاة".
الــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــ ـــــــــــصــــــــــــــــــدر