" كلام نفيس للشيخ الشنقيطي عن صلاة الاستخارة"
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" كلام نفيس للشيخ الشنقيطي عن صلاة الاستخارة"
ومن النوافل : صلاة الاستخارة : جعلها الله عوضاً عما كان عليه أهل الجاهلية من البدع والخرافات حينما كانوا يظنون ، يحركون الطير فيقدمون على أمورهم ومصالحهم الدنيوية ويحجمون عنها بالاستسقاء بالأزلام وبتحريك الطيور، والنظر إلى جهاتها ، فعوض الله بركعتي الاستخارة ، إذا أهمك الأمر فحينئذٍ ولم تعلم أَتُقْدم عليه أو تحجم ؟ فحينئذ إذا هممت به وأردت أن تعزم عليه عند الهم ، وبعد استشارة الناس ، ولذلك قالوا : لا تقع الاستخارة وهذا أمر يخطئ فيه كثير من الناس ، بعض الناس يجعل الاستخارة قبل الاستشارة وهذا خطأ ، المنبغي أن تكون الاستخارة بعد أن تهتم النفس بالشيء ، وبعد أن يشاور الناس فيجد من يعينه ومن يثبطه ؛ لأنك إذا استخرت فلا تستشير أحداً بعد الله-U- ، ولذلك قالوا : تكون الاستخارة هي آخر الأمر ، بمعنى أنه التبس عليك الأمر فوجدت هذا يقول لك : أقدم ، وهذا يقول : أحجم ، وهذا يقول لك : هذا فيه خير ، والثاني يقول : فيه شر، فحين تتردد نفسك وتهتم بالأمر : (( إذا هم أحدكم بالأمر )) فمعناه أنه يكون عنده الاهتمام ، ومعنى ذلك أنه قد وجد من مشورة الناس ومن حديث النفس ما يجعله يتردد ، فحينئذٍ يصلي ركعتين من غير فريضة ، ثم يقول الدعاء المأثور : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، فإنك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه - فيه خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فيسره لي وسهله لي ، وإن كنت تعلم أن فيه شرًا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ثم اقدر لي الخير حيثما كنت ثم رضني به )) .
فأي شيء بعد هذه الاستخارة تفعله هو خير مهما كان هذا الشيء ، ولذلك بعد الاستخارة سلِّم الأمر لله ، وبإذن الله حتى ولو وجدت الأمر في أوله يسوؤك فإن عواقبه خير لك في الدنيا والآخرة ، وقد يكون الشيء في أوله حزن وآخره سرور، وقد يكون أوله نكبة ولكن آخره صلاحاً وفلاحاً وخيراً لك في الدنيا والآخرة ، ولذلك إذا استخرت الله-U- فحينئذٍ تنشرح نفسك ، ولا تجعل في قلبك في هذا الأمر أي هم ، إن تيسر فعله فافعل ، وإن تيسر تركه وصرفت عنه فهو الخيرة من الله-U- ، وهذه رحمة من الله-U- ، لكن هل يفعل الدعاء داخل الصلاة أو يفعله بعد السلام ؟
أصح الأقوال : أنه يفعله داخل الصلاة .
وقال بعض العلماء : لا حرج إذا فعله داخل الصلاة أو بعد السلام لا حرج عليه ، ولكن الأولى والأكمل أن يكون عقب تشهده وقبل السلام ؛ وذلك لأن النبي-r- قال : (( بعد الفراغ من التشهد ثم ليتخير من المسألة ما شاء )) وهذه مسألة ، وشرعت الصلاة من أجل هذه المسألة ، فالذي يظهر إيقاع السؤال والاستخارة قبل السلام .
المصدر:
http://www.shankeety.net