الخيال العلمي وأبناؤنا ، هل يوجد علاقة
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الخيال العلمي أحد أنواع الفنون الأدبية التي انتشرت وطرقها الكثير من الكتاب الذين يطلق عليهم كتاب الخيال العلمي ، وأنا في هذه المشاركة لن أتطرق إلى الفن من الجانب الأدبي الذي لا أحسنه ولن أدعي معرفتي بكثير من أبجدياته ، ما يهمني هنا هو الخيال نفسه وقدرة الكاتب على إطلاق العنان لأفكاره بطريقة علمية بحتة مغلفة بأسلوب أدبي فلسفي راقي يجعل القارئ يحلق في عالم الخيال بكل حواسه ، بل وتكتشف فيما بعد أن هذا الخيال أصبح حقيقة .
والذي دعاني لكتابة هذه الأسطر هو رواية قرأتها أيام الجامعة للكاتب الفرنسي جويل فيرنز بعنوان " 2000 فرسخ تحت سطح الماء" ونشرت عام 1870م . تدور أحداث هذه الرواية حول غواصة تجوب قيعان المحيطات بقيادة الكابتن (نيمو) الشخصية القيادية والطيبة والذي يعمل مع طاقم مؤهل يستطيع النظر عبر التيليسكوبات ولديه العديد من الشاشات لمعرفة ما يدور خارج الغواصة ، بالإضافة إلى ذكر "سكوبا دايف" وهي بدلة الغوص التي يلبسها الغواص والأكسجين الذي يتم تركيبه على ظهر الغواص لمساعدته على البقاء تحت الماء . لاحظوا أن كل هذه الأحداث والمشاهد كتبت قبل اختراع أي من تلك الأدوات والوسائل .
ولو بحثنا في مجال الخيال العلمي لوجدنا أنه من المجالات التي يهتم بها العالم المتقدم في الشرق والغرب وينميها ويفرد لها المساحات والإعلانات والمقررات ، حتى الملاهي الخاصة بالأطفال لا تخلو من الخيال العلمي ، وأعتقد بأن الكثير من القراء الأعزاء الذين زاروا ديزني لاند قد مروا على لعبة تسمى back to the future . وهي عبارة عن سيارة تعود بك إلى الماضي بواسطة بعض الخدع السينمائية والمرور على الكثير من الأحداث التي حدثت في زمن معين بطريقة مشوقة وجميلة تجعلك تفكر كثيراً وتطلق لخيالك العنان ، وبالمناسبة هنالك فيلم بهذا الاسم . كما أن هنالك الكثير من الأعمال الأخرى والتي لا يتسع المجال للحديث عنها مثل "من الأرض إلى القمر" لجويل فيرن أيضاً ، و "آلة الزمن" و "الرجل الخفي" و "أو إنسان على سطح القمر" لكاتب الخيال العلمي المشهور ، الإنجليزي اتش جي ويلز وغيرها .
فكيف يستطيع كاتب الخيال العلمي أن يفكر بهذه الطريقة وأن يحاول اختراق المستقبل بدون حواجز (وبدون خرافات) وبدون تعقيدات تفرض عليه نمطاً معيناً من التفكير السلبي والمحدود والمؤطر . إن المتتبع لنظام التعليم لدينا وعادات المجتمع وطريقة التربية يستطيع أن يدرك بدون عناء أن هذا النوع من التفكير لا يمكن أن يكون موجوداً لدينا . وإذا حصل ووجد من يمتلك مثل هذه النظرة الخيالية الواسعة والعلمية ، فإنه يتم الاستخفاف به ووصفه بالجنون والتخريف وربما التشكيك في معتقداته .
يجب علينا تنمية هذا النوع من التفكير لدى الأبناء والبنات وحثهم على التفكر والتفكير والاستنتاج ليستفيدوا من هذه العقول التي أثقلت كواهلهم ، والخروج من الأنماط التقليدية التي ربيناهم عليها وأجبرناهم على ألا يخرجوا عنها بحجج كثيرة لا معنى لها . ليس لدي الكثير لأقدمه هنا ولكني واثق أن بيننا من سيهتم بمثل هذا الطرح ....
خاتمة :::
يتحدث العلماء وأصحاب الخيال العلمي بأنه سوف يكون هنالك آلة يتم تطويرها بإذن الله طبعاً ، يتم من خلالها نقل الإنسان إلى أي مكان في العالم في لمح البصر ، يعني نسكن في أبها ونداوم في الرياض أو دبي أو واشنطن ،،،،،،،
تحياتي لكم