السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أبدأ بهاتين الحادثتين لعلهما تنقلان الصورة التي أود إيصالها: (مع علمي بأن الموضوع لا يحتاج إلى أمثلة ولديكم الكثير)
الحادثة الأولى حصلت لأحد الإخوان أثناء ذبح الأضاحي في أبها أول أيام عيد الأضحى 1427هـ ، يقول بينما نحن واقفين في انتظار الدور لذبح الأضحيات الخاصة بنا ولدينا الرقم (11) ، وكانت الأمور تسير على ما يرام والذبح مستمر والكل يطلب الله القبول وإذا بالأمور تختلف ويقف الدور عند الرقم (8) ولا تكاد تنتهي ذبائح الرقم ثمانية (ذبيحة ، ذبيحتين ، أربع ؟؟؟؟؟) ، ما لمشكلة بدأ الناس بالتذمر وبدأت أكتشف بأن أخينا في الله صاحب الرقم (8) يتكرم على بعض أقاربه وأصدقائه ويقول كل هذه الأضحيات لي مع أنه في البداية كان عنده فقط أضحيتين أو ثلاث ! وكان لا بد من أن تقف هذه المهزلة حيث وقفت على باب المسلخ ورفضت دخول أية ذبيحة للرقم (8) وبدأ الصراخ من الناس بأن يستأنف الدور . وللأسف اكتشفنا أيضاً أنه تم إغراء العمال الذين يقومون بالذبح بالمال لتمرير مثل هذه المهازل .
الحادثة الثانية : كنت في أمريكا عندما طرحت شركة مايكرو سوفت أحد برامجها الجديدة من ويندوز وكانت له دعاية ضخمة قبل بيعة بفترة ليست بالقصيرة مما جعل الناس يتوقون لشرائه ، فسمعت بأن هنالك أحد المحلات في المدينة التي كنت فيها سوف يبيع هذا المنتج ، وفجأة وإذا بصديق يتصل بي في الصباح الباكر جداً ويقول إذهب إلى ذلك المحل لترى الناس ، كنت أتوقع أن أجد جموعاً من الناس أمام البوابات (يعني في بالي البنوك قبل ما تفتح أو منظر أيكيا أول ما فتح في جدة !!) ، ووجدت بأن الناس مصطفين في طابور بأعداد هائلة منذ الساعة الواحدة صباحاً ومنهم الواقف ومنهم الجالس والنائم في صف واحد مقرين ومعترفين بأن الشخص الموجود أمام الباب في أول الصف هو أحق إنسان بأن يشتري النسخة الأولى في كاليفورنيا .
إخواني أخواتي :
هذه الحادثة (الأولى) التي حصلت لصديقي مجرد مثال لما نشاهده يومياً في البنوك والمطارات وغيرها من المؤسسات وحتى المحلات التجارية التي يحتاج فيها المواطن إلى أن يقف في طابور لإنجاز بعض الأعمال الخاصة به أو شراء ما يحتاجه .
الوقوف في الطابور ثقافة لا يعيها الكثير من الناس لقد رأينا كيف أن الشعوب الأخرى والتي دائما ما نطلق عليها شعوب متقدمة ومتحضرة تحترم هذا الطابور وتلتزم بقوانينه غير المكتوبة وتقضي الأوقات الطويلة في انتظار الدور بدون تململ أو اعتراض أو محاولة لتجاوز شخص أتى أولاً وهو أحق في الحصول على الخدمة قبل الآخرين (كما رأينا في الحادثة الثانية) .
ما نلاحظه وللأسف في مجتمعاتنا أننا يجب أن نكون (ذيابه) ومفهوم أن تصبح (ذيباً) هو الحصول على ما تريد بأية طريقة حتى ولو أدى ذلك إلى خرق النظام أو تجاوز من هو أحق منك في الدور . الأهم هو الخروج منتصراً راضياً عن النفس لأن هنالك قصة نجاح وقصة بطولة تحققت ويجب أن تحكى للأصدقاء والأحباب .
إن الوقوف في الطابور والالتزام بأخلاقياته غير المكتوبة (أيضاً) هو احترام للنفس واحترام للآخرين ، وبقدر ما نحترم الآخرين ونقدرهم ، فإننا نسمو بأنفسنا ونرتقي بأخلاقنا إلى مصاف تلك الدول التي نصفها بالمتقدمة دائماً .
ربما يتساءل البعض عما إذا كنت أنا أحترم الطابور أم لا؟؟ أحاول وقد قطعت أشواطاً في ذلك بفضل الله تعالى ، ولكن (ولابد أن يكون هنالك لكن) لكي لا تأكلني الذئاب أكون في بعض الأحيان ذئباً بل أسداً ..
وسلامتكم
أخوكم
أبو أحمد
(alasad)
17-01-2007, 06:53 AM
صف في السرا لو سمحت !
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري