نقلوا إليها دما من فصيلة مخالفة فودعت الحياة بعد ساعات


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 05-08-2006, 08:58 AM
  #1
خالد العاصمي
مشرف مجلس التربية والتعليم
 الصورة الرمزية خالد العاصمي
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288
خالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond repute
افتراضي نقلوا إليها دما من فصيلة مخالفة فودعت الحياة بعد ساعات

نقلوا إليها دما من فصيلة مخالفة فودعت الحياة بعد ساعات
إهمال طبي يؤدي إلى وفاة مواطنة وتحويل أفراح أسرتها إلى مأتم



زوج نجاة خلال العزاء حاملا آخر بناته من زوجته المتوفاة

المدينة المنورة: خالد الجهني
تحولت أفراح عائلة سعودية إلى مأتم وتحولت رحلتهم السياحية من الطائف حيث يقيمون إلى المدينة المنورة إلى رحلة للهلاك، انتهت بموت ابنة العائلة وتدعى "نجاة" فجر أول من أمس إثر عملية نقل دم خاطئة.
ورافقت "الوطن" طوال أول من أمس واحدة من أكثر الحالات الإنسانية الموجعة التي بدا فيها كيف يمكن أن يؤدي الإهمال الطبي وغياب الرقابة والوساطات والمحسوبيات إلى نتائج مروعة، قد تتجاوز، كما في حالة أسرة "بلحمر"، وفاة امرأة شابة إلى تيتيم أربعة أطفال وتسجيل مأساة سترافق عائلة بأكملها سنوات عديدة.
فمساء الأربعاء المنصرم، قرر علي عمر بانقيطة وزوجته نجاة بلحمر التوجه من الشقة التي يقضيان فيها إجازة الصيف بالمدينة المنورة إلى أقرب مستشفى للكشف عن حالة الزوجة الحامل في شهرها الأخير، دون أن يخطر على بال الزوج أنه سيواجه آخر كشف طبي على زوجته، ولم تعرف الأخيرة أنها تسير إلى حتفها الذي رسمته أيدٍ بدا أنها مغموسة بالإهمال.
وفي مستشفى "صفا المدينة" الخاص، حيث اختار الزوجان إجراء الكشف بمحض الصدفة نظرا لقرب المستشفى من الشقة التي يستأجرانها، قرر الكادر الطبي هناك إجراء عملية ولادة قيصرية للزوجة، ولتتم الولادة نحو التاسعة مساء حين رزقت وزوجها بابنة هي الرابعة في ترتيب أخواتها.
ونحو منتصف الليل، وإثر مضاعفات لم تعرف أسبابها بعد، تقرر إجراء عملية نقل دم للأم، إذ طلبت إدارة المستشفى من عائلتها تأمين كميات بديلة من الدم كما هو المتبع في عمليات النقل، وبدءا من هذه الساعة، بدأت الأسرة في معايشة تفاصيل أكبر مأساة في تاريخها.
فمن وراء مشهد تبرز فيها آثار التخبط الإداري، جرى نقل دم من فصيلة AB إلى نجاة ذات فصيلة الدم O، لتدخل في سلسلة من المضاعفات الخطيرة لم يتمكن الكادر الطبي وتجهيزاته المتواضعة في المستشفى من مواجهتها، الأمر الذي تقرر معه نقل المريضة إلى مستشفى النساء والولادة الحكومي.
وخلال دقائق من وصولها فجرا إلى المستشفى، توفيت المواطنة نجاة بلحمر بعد أن قدمت لأسرتها طفلة جديدة اتفق الجميع على تسميتها باسم أمها الراحلة: نجاة.
ومساء أول من أمس، تحول حفل زواج تركي بلحمر الذي تزامن مع يوم وفاة شقيقته نجاة إلى مأتم، فيما اضطرت الأسرة إلى إقامة سرادق عزاء في منزل العائلة التي واجهت وضعا صعبا، فالجموع التي تقاطرت من كافة أنحاء المملكة لحضور حفل الزفاف لم تكن على دراية بالمأساة، في حين اضطرت الأسرة إلى انتداب بعض أفرادها لاستقبال الضيوف هناك، وبقي معظم أفرادها الآخرين في المنزل حيث أقيمت مراسم العزاء.
وأثناء وجود "الوطن" هناك، سجلت لحظة عناق مؤثرة عندما وصل منزل الأسرة مساء أول من أمس أحد أشقاء نجاة قادما من الطائف ليقابله شقيقها الآخر ويشتركان في موجة بكاء مريرة بمناهزة المنزل الذي كان يعج في اليوم السابق، غداة حفل الزواج، بالزغاريد.
وكانت نجاة قد غادرت المنزل نفسه ذلك اليوم بعد أن تجهزت مثلها مثل قريناتها هناك لحضور حفل الزواج بأمل أن تتمكن من حضور الحفل في حال لم تفاجئها آلام الولادة، غير أنها لم تحضر وحضرت عوضا عنها الأحزان.
ورغم حالة الحزن العميقة التي تظلل الأسرة، إلا أن حالة غير عادية من الغضب والاحتقان تتغلب عليها.
ويقول محمد بلحمر، شقيق نجاة الذي رافقها طيلة بقائها في المستشفى الخاص قبل وفاتها: كانت حالتها تتدهور بوتيرة مخيفة، فيما كان الكادر الطبي يفسر الأمر كلما سألتهم عنه بأنه عائد لآثار المخدر المعطى لها.
ويضيف بلحمر: لاحظت حاجتها للتنفس براحة مما جعلني أحاول رفع السرير دون جدوى لأطلب من التمريض ذلك قبل أن يفيدوني بأن السرير معطل، وحين أبديت تحفظي قالوا إنهم سيخصمون قيمته من إجمالي الفاتورة!
ويمضي بلحمر قائلا: عند وصول كميات الدم المجمدة من بنك الدم لم يعثر الممرضون على الماء الساخن اللازم لتسييله، مما اضطر أشقاء نجاة وأبناء أشقائها إلى المسارعة في البحث عن ماء ساخن وجلبه من مكان بعيد.
وقال: لم أصدق للوهلة الأولى إمكانية حدوث خطأ بهذا الحجم، إلا أنني بمجرد سماعي بالخلل في عملية نقل الدم سجلت الفصيلة المكتوبة على كيس الدم المعلق فوق نجاة. وكان من فصيلة AB فيما كانت فصيلة دم نجاة المسجلة في ملفها المعلق على السرير O.
وأضاف أن الأوضاع داخل المستشفى بدت مثيرة للرعب، فكل موظف يحيل إلى آخر، كما أن الأمر الأكثر حيرة بالنسبة لنا، والحديث لمحمد بلحمر، هو العمل المستمر لأخصائية النساء والولادة الدكتور فاطمة الخير التي استقبلت الحالة الساعة الخامسة عصرا وولدتها الساعة التاسعة مساء وبقيت معها حتى منتصف الليل ووجدناها في غرفة العمليات الساعة السابعة صباحا!.
ويقول محمد: أي إنسانة هذه التي يمكن أن تحتمل كل هذا الضغط وأي نظام طبي هذا الذي يسمح لكوادره بأن يعرض المرضى للخطر حين يترك المجال للأطباء والطبيبات بالعمل دون انقطاع مما يزيد من احتمال أخطائهم المميتة ويقلل من قدرتهم على متابعة مرضاهم بعد العملية.
ويضيف: تتضح الكارثة أكثر بالنظر إلى الحالة النفسية المتدهورة التي بدت عليها الطبيبة حين غادرت مستشفاها الخاص إلى المستشفى الحكومي بعد علمها بوفاة نجاة، وقد شاهدناها جميعا وأطرافها ترتعد من الفاجعة، غير أن الفاجعة انتقلت إلينا حين فوجئنا بعد عودتنا إلى المستشفى الخاص بأنها سبقتنا إلى هناك، ودخلت غرفة العمليات لإجراء عملية أخرى.
ويؤكد مصدر طبي لـ"الوطن" داخل المستشفى ما أشار إليه بلحمر، موضحا أن الأطباء والطبيبات في المستشفى يتنافسون على تحقيق عوائد مادية مرتفعة وكسر أرقام قياسية في متابعة المرضى في سبيل زيادة أوراق الخبرة في السيرة الذاتية.
ويشير المهندس عمر بلحمر، الشقيق الآخر لنجاة، إلى التعامل الذي لقيته الأسرة في المستشفى، موضحا أن مدير المستشفى الخاص نهره بعنف حين حاول أن يكلمه، فيما عاد إليه مرة أخرى بلطف بعدما علم أنه شقيق المريضة المتوفاة.
وقال عمر: بدا أن طريقته الأولى في التعامل هي المعتادة منه، فيما أنه غير من أسلوبه لمحاولة كسبنا في صفه لتغطية الخطأ الفادح.
وتطالب الأسرة على لسان محمد بلحمر، شقيق نجاة، بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الأوضاع المتردية للمستشفى الخاص وفي ملابسات وفاة ابنتهم نجاة.
فيما يشير محمد إلى أن مرجعية المستشفى إلى أحد المسؤولين المتنفذين في المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة قد يكون لها دور في التغطية على الانتهاكات الواسعة فيه.
ويطالب أيضا بالبحث عن كافة الحالات التي جرى تحويلها في غضون الأشهر الماضية من المستشفى ذاته إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال في حالة متدهورة، والتحقيق بشأنها، لوقف نزيف الإهمال في المستشفى.
ومن المعروف أن مدير الرخص الطبية سابقا، وهي أهم إدارة حكومية ترتبط بالمستشفيات والمستوصفات الخاصة، يرتبط بالمستشفى وله مكتب خاص هناك.
فيما أشارت مصادر "الوطن" إلى حالة طوارئ إدارية في المستشفى في أعقاب الحادثة تمثلت في سلسلة اجتماعات مطولة بين مدير عام المستشفى الدكتور عبدالرحمن السقاف والمسؤول التنفيذي الأول في المستشفى الدكتور حسين الردادي والمدير الطبي الدكتور حسن رجب والدكتورة فاطمة التي أجرت عملية الولادة إضافة إلى أحد اختصاصيي الباطنة.
إلى ذلك، ووري جثمان نجاة بلحمر ثرى بقيع الغرقد عقب الصلاة عليها في المسجد النبوي الشريف ظهر أول من أمس، فيما تستعد أسرتها لرفع دعوى قضائية ضد المستشفى بتهمة قتل ابنتهم.


صحيفة الوطن
خالد العاصمي غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نونية القحطاني من بلاد الاندلس ايام الفتوحات الاسلامية مهدي الحبابي مجلس الإسلام والحياة 15 25-12-2009 10:17 AM
تشابة اسماء محمد بن شافى مجلس الأنساب 61 19-09-2009 06:19 AM
نداء الى قبيلة يام العريقة!! بن عاصي مجلس الإسلام والحياة 32 20-10-2007 11:12 PM
الجيل المثالي المعمري مجلس الإسلام والحياة 6 11-05-2005 02:30 PM


الساعة الآن 10:27 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود