في بيت (601) كانت لنا أيام ...

}بيت (601) سكن يجمع مجموعة من طلبة الجامعة {

وقف على الأطلال كعادة الأولين,بكى واستبكى جدار البيت , لم يعد من الذكرى سوى صرير البيــبان تعزيها الريح , إيه يا بيت 601 غالبتك السنون , ولكنها مضت وبقيت.
اتكأ على جدار البيت فوجد بيتاً قد نقش على البيت :
ستذكرني إذا عاشرت غيري وتبكي عشرتي زمناً طويلا
فأعاد البكاء مجددا. يا للسنين الطوال , أهذا هو بيت 601 الذي كان مجمعاً بل جامعة صغرى تعلم منها الكثير, أطلق لخياله العنان فعاد به عشر سنوات للوراء , فرأى نفسه شاباً يافعاً يقف على باب غرفته منادياً أصحابه... وها هم يخرجون ملبين ليجتمعوا ويتسامروا كعادتهم كل ليله , ولا يكاد يخلو سمرهم من شاعر مبدع أو أديب ناقد أو فيلسوف ملهم .
آه يا بيت 601... , إنه البيت الذي لا ينام أبداً ولا تطفأ أنواره إلا بنور الفجر ليحل نور مكان نور..
يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
إن الدار لا تتكلم ولكن صوت السنين يهمس :
جمح الزمان فلا لذيذ خالص مما يشوب ولا سرور كامل
إيه يا بيت 601 نلت شهرة على باقي البيوت , فأين من اشتهرت بهم لقد رحلوا وخلدوا لك ذكرى قد لا تنسى زمناً طويلا ...
تذكر أصدقائه فبكى عليهم بحرقة حتى كاد يتلف ..
قد كنت أشفق من دمعي على بصري فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
نظر إلى غرفته وسط البيت وقد أصبحت طللاً دارساً وتذكر صديق عمره والذي طالما ضمتهما هذه الغرفة..
فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
وأخذ ينظر في أرجاء البيت .. أين أصحابك يا بيت 601 ؟...
لقد توزعتهم الحياة في طرقها وتقاذفتهم المشاغل , فتفرقوا وكل يحمل بين جنبيه حنين دائم لهذا البيت الذي ضمهم سنين طويلة ....
نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا

__________________

الأكفان بلا جيوب